إشادة نائبة فرنسية بهنية تستدعي ردود فعل غاضبة في فرنسا

النائبة الفرنسية صوفيا شيكيرو (حسابها على منصة «إكس»)
النائبة الفرنسية صوفيا شيكيرو (حسابها على منصة «إكس»)
TT

إشادة نائبة فرنسية بهنية تستدعي ردود فعل غاضبة في فرنسا

النائبة الفرنسية صوفيا شيكيرو (حسابها على منصة «إكس»)
النائبة الفرنسية صوفيا شيكيرو (حسابها على منصة «إكس»)

أشادت النائبة الفرنسية صوفيا شيكيرو، المقرّبة من زعيم اليسار الراديكالي جان-لوك ميلانشون، برئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية الذي اغتيل، الأربعاء، في موقف أدانه مسؤولون في الحزب الاشتراكي.

وأظهرت لقطات من الحساب الشخصي على «إنستغرام» للنائبة المنتمية لحزب «فرنسا الأبية» عن منطقة باريس، نُشرت على منصة «إكس» ولم تنفها شيكيرو، إشادة تقع في 4 صفحات بهنية الذي اغتيل، الأربعاء، بطهران في عملية نُسبت إلى إسرائيل، كانت نشرتها في بادئ الأمر منظمة «أورجانس بالستين» المؤيدة للفلسطينيين.

وندّد السكرتير الأول للحزب الاشتراكي، أوليفييه فور، بموقف النائبة الذي وصفه بأنه «استفزاز هدفه الوحيد إثارة الجدل الذي يقوّض العمل الجماعي»، لافتاً النظر إلى أن تصريحاتها «لا تُلزم أحداً غيرها»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وذكّر فور، في منشور على «إكس»، بالبرنامج «الواضح» للجبهة الشعبية الجديدة، التحالف الانتخابي لأحزاب اليسار المشكّل لخوض الانتخابات التشريعية المبكرة التي أجريت في نهاية يونيو (حزيران)، ويضم أحزاب «فرنسا الأبية» و«الاشتراكي» و«الخضر» و«الحزب الشيوعي».

وكان قد انفرط عقد تحالف سابق لليسار، أطلقت عليه تسمية الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد (نوبيس)، على خلفية الهجوم غير المسبوق الذي شنّته «حماس» على جنوب إسرائيل في الـ7 من أكتوبر (تشرين الأول)؛ إذ جعل حينها حزب «فرنسا الأبية» من التنديد بالحرب التي تشنها إسرائيل في غزة عنواناً رئيسياً لحملته؛ ما أدى إلى اتّهامه باتّخاذ موقف ينطوي على تقارب مع معاداة السامية في دفاعه عن القضية الفلسطينية.

وفي برنامجها، تندّد الجبهة الشعبية الجديدة صراحةً بـ«الجرائم الإرهابية لـ(حماس)». كذلك ندّدت بموقف شيكيرو، الرئيسة الاشتراكية لمنطقة أوكسيتاني (جنوب غرب) كارول ديلغا، التي تتّبع خطاً يدعو إلى قطيعة مع «فرنسا الأبية».

ووصفت، في منشور على منصة «إكس»، موقف النائبة بأنه «حقارة»، وقالت إنه «دفاع عن الإرهاب» وينطوي على «إيصال صوت الكراهية لليهود».

وقال رئيس بلدية روان (غرب) الاشتراكي نيكولا مايير-روسينيول: «لن أعمل مع منتخَبين أو حزب يتغاضون أو يرفضون إدانة مثل هذه المواقف». وروسينيول يعارض علناً تحالف حزبه الاشتراكي مع حزب ميلانشون اليساري الراديكالي.

ولم تشكَّل حكومة جديدة في فرنسا منذ الانتخابات التشريعية، التي أجريت دورتها الثانية في الـ7 من يوليو (تموز)، وفازت فيها الجبهة الشعبية الجديدة من دون أن تحصد غالبية مطلقة.

وبعد تجاذبات مطوّلة وشاقة بين «فرنسا الأبية» و«الحزب الاشتراكي»، اقترحت الجبهة الشعبية الجديدة شخصية غير معروفة لتولي رئاسة الوزراء، هي لوسي كاستيه، لكن الرئيس إيمانويل ماكرون أعلن أنه لن يعيّن رئيساً جديداً للوزراء قبل منتصف أغسطس (آب)، موعد انتهاء الألعاب الأولمبية.


مقالات ذات صلة

واشنطن تؤكد جهوزيتها على الردع وترسل تعزيزات ضخمة إلى المنطقة

شؤون إقليمية السفينة الأميركية «يو إس إس ماسون» (حساب الأسطول الخامس الأميركي على منصة «إكس»)

واشنطن تؤكد جهوزيتها على الردع وترسل تعزيزات ضخمة إلى المنطقة

على الرغم من التوقعات بأن الرد الإيراني على إسرائيل سيكون كبيراً، يعتقد البعض أن هجوم إيران على إسرائيل في 13 أبريل (نيسان) الماضي، قد لا يتكرر بالوتيرة نفسها.

إيلي يوسف (واشنطن)
العالم العربي الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي خلال أحد اجتماعاتهما (الوكالة الوطنية)

لبنان الرسمي يسلّم مصير البلد لـ«حزب الله»

يستأثر «حزب الله» بالقرارات المتعلقة بالحرب على الحدود الجنوبية نازعاً من الدولة اللبنانية أي قدرة على التأثير ومحولاً رئيسي الحكومة والمجلس النيابي إلى وسيطين.

بولا أسطيح (بيروت)
العالم العربي غارة إسرائيلية على مدرستين للنازحين في غزة (رويترز)

مقتل 25 فلسطينياً في غارة إسرائيلية على مدرستين للنازحين في غزة

ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن 25 فلسطينياً على الأقل لقوا حتفهم في غارة إسرائيلية استهدفت مدرستين للنازحين قرب مدينة غزة، الأحد.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

نتنياهو مستعد لـ«قطع شوط طويل» لإطلاق سراح جميع الرهائن

في تصريحات نقلتها مواقع إعلامية عبرية، أصر رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو على أنه «مستعد لأن يقطع شوطاً طويلاً لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي مواطنون يُشيّعون أحد أقاربهم بعد ضربة إسرائيلية في مستشفى شهداء الأقصى بقطاع غزة (أ.ف.ب)

قصف إسرائيلي يُخلّف عشرات القتلى والجرحى في قطاع غزة

خلَّف قصف إسرائيلي على مناطق مختلفة في قطاع غزة عشرات القتلى والجرحى الفلسطينيين بينهم نساء وأطفال.

«الشرق الأوسط» (غزة )

تدابير أمنية حول مساجد بريطانيا خوفاً من اعتداءات

أضخاص ينظفون شارع في مدينة ساندرلاند بعد تظاهرات عنيفة مناهضة للمهاجرين ليل الجمعة - السبت (رويترز)
أضخاص ينظفون شارع في مدينة ساندرلاند بعد تظاهرات عنيفة مناهضة للمهاجرين ليل الجمعة - السبت (رويترز)
TT

تدابير أمنية حول مساجد بريطانيا خوفاً من اعتداءات

أضخاص ينظفون شارع في مدينة ساندرلاند بعد تظاهرات عنيفة مناهضة للمهاجرين ليل الجمعة - السبت (رويترز)
أضخاص ينظفون شارع في مدينة ساندرلاند بعد تظاهرات عنيفة مناهضة للمهاجرين ليل الجمعة - السبت (رويترز)

يشعر المسؤولون الدينيون المسلمون في بريطانيا بقلق إثر أعمال عنف وتظاهرات استهدفت مساجد، وهم في حالة تأهب منذ مقتل ثلاث فتيات طعنا في شمال غرب البلاد وانتشار شائعات غير مدعومة بأدلة بأن المشتبه به مسلم.

صارت المساجد أهدافًا منذ حادث الطعن الذي وقع في مدينة ساوثبورت الاثنين خلال حفلة عن أغاني النجمة الأميركية تايلور سويفت. واندلعت أعمال شغب في مدن انجليزية اتُّهم افراد من اليمين المتطرف بالوقوف وراءها.

وأُطلقت هتافات معادية للإسلام خلال اضطرابات شهدتها مدينة سندرلاندفي شمال شرق إنجلترا مساء الجمعة، ووقعت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين أمام مسجد في المدينة.

وأكدت الشرطة أن مئات من أنصار حركة «إنجليش ديفنس ليغ» اليمينية المتطرفة اشتبكوا مع قوات الأمن مساء الثلاثاء، وهاجموا مسجدًا في ساوثبورت.

وقالت الأمينة العامة للمجلس الإسلامي البريطاني زارا محمد لوكالة الصحافة الفرنسية إن «المجتمع الإسلامي يشعر بقلق عميق»، لا سيما مع «هذه التجمعات المخطط تنظيمها في جميع أنحاء المملكة المتحدة وتستهدف تحديدا المساجد».

وفي لندن ومدن أخرى، أعلنت الشرطة تعزيز وجودها حول المساجد، في حين توعد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر برد حازم على أعمال «الكراهية اليمينية المتطرفة».

وعقد المجلس الإسلامي البريطاني اجتماعًا بشأن الأمن مساء الخميس مع أئمة المساجد قبل عطلة نهاية الأسبوع.

الشرطة تقف في مواجهة متظاهرين في مانشستر منعاً لأي اعتداءات عنصرية (إ.ب.أ)

ونقلت زارا محمد عن أحد المسؤولين الحاضرين قوله إنه «تلقى مكالمات هاتفية جاء فيها: سنهاجمكم»، وقالت إن آخرين تساءلوا إذا كان ينبغي مواصلة الأنشطة المعتادة مثل الدروس المخصصة للأطفال واجتماعات النساء وغيرها. وأشارت إلى أن «بعض المساجد لا يمكنها تحمل كلفة الاستعادة بحراس أمنيين».

وقال شوكت واريتش مدير شركة «موسك سيكيوريتي» (أمن المسجد) التي تقدم خدمات أمنية للمساجد لوكالة الصحافة الفرنسية إن الشركة تلقت طلبات من «أكثر من 100 مسجد» من بين نحو 2000 مسجد في البلاد. وأكد أن مسؤولي المساجد «حدّثونا عن ضعفهم وخوفهم» وطلبوا «نصائح تقنية».

وقد اعتمد مسجد عبد الله كويليام في ليفربول مساء الجمعة على تضامن السكان، وهم ليسوا جميعا مسلمين، جاؤوا بأعداد كبيرة لحماية الموقع بعد انتشار شائعات بشأن احتمال مهاجمته.

وقال دانيال أحد المتطوعين لحماية المسجد «أنا هنا للتضامن مع جيراني. إنهم يعيشون في حيي، في مدينتي».

وعقب صلاة الجمعة في المسجد المركزي في لندن، أكد كثر أنهم يشعرون بقلق من التظاهرات المعادية للإسلام وأعمال العنف في الأيام الأخيرة.

وقال الطالب هشام بيتس (24 عاماً) «كان الأمر في السابق يحدث في الخفاء، لكن حاليا يجرؤ الناس على قول ما يفكرون فيه حقاً والأمر مخيف جدا».

شرطي أمام مدخل مسجد مسجد عبد الله كويليام في ليفربول (إ.ب.أ)

كذلك أعرب مبرمج الكمبيوتر عمران محمود البالغ 52 عامًا عن قلقه لرؤية كيف يندفع البعض لمهاجمة مسجد على خلفية شائعات. وقال بأسف «بدل تقصي الحقيقة، يتهمون المسلمين»، معتبراً ذلك بمثابة غسل دماغ» تعزّزه مواقع التواصل الاجتماعي.

ولم ينتشر سوى ستة من عناصر الشرطة أمام المسجد خلال خروج المصلين من صلاة الجمعة.

وقالت زارا محمد «من الصادم جدا أن نرى مدى التنسيق والتخطيط لكل هذا، ومدى سرعة تسبّب حملة تضليل وأخبار مزيفة» بأعمال عنف.

لكنها لفتت إلى أن ما يحدث «لا يأتي من عدم. هناك مشاعر معادية للمهاجرين ومعادية للإسلام تنتشر على نطاق واسع»، بما في ذلك في صفوف الطبقة السياسية، مستشهدة بخطاب وزيرة الداخلية المحافظة السابقة سويلا برافرمان التي تهجمت على المهاجرين، أو النائب عن حزب الإصلاح اليميني المتطرف البريطاني «ريفورم يو كاي» المناهض للهجرة لي أندرسون الذي أثار جدلاً قبل أشهر عندما اتهم رئيس بلدية لندن صادق خان بأنه «يخضع لسيطرة الإسلاميين».