تركيا: القبض على عشرات من عناصر «داعش» بينهم سوريون

ضبط مواطن روسي نفّذ هجوماً إرهابياً في موسكو

تحرك فرق الأمن ومكافحة الإرهاب في شانلي أورفا في إطار الحملة الموسعة على «داعش» الخميس (صورة مأخوذة من فيديو لوزارة الداخلية التركية)
تحرك فرق الأمن ومكافحة الإرهاب في شانلي أورفا في إطار الحملة الموسعة على «داعش» الخميس (صورة مأخوذة من فيديو لوزارة الداخلية التركية)
TT

تركيا: القبض على عشرات من عناصر «داعش» بينهم سوريون

تحرك فرق الأمن ومكافحة الإرهاب في شانلي أورفا في إطار الحملة الموسعة على «داعش» الخميس (صورة مأخوذة من فيديو لوزارة الداخلية التركية)
تحرك فرق الأمن ومكافحة الإرهاب في شانلي أورفا في إطار الحملة الموسعة على «داعش» الخميس (صورة مأخوذة من فيديو لوزارة الداخلية التركية)

ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 82 من عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي في عمليات نُفّذت في 14 ولاية في أنحاء البلاد.

كما أعلنت وزارة الداخلية التركية القبض على الروسي يفغيني سيريبرياكوف الذي نفّذ تفجيراً بسيارة ملغومة في موسكو، الأربعاء؛ ما أسفر عن إصابة شخصين.

حملات على «داعش»

وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، في بيان عبر حسابه في «إكس»، الخميس، إنه تم القبض على 72 شخصاً يشتبه في صلتهم بتنظيم «داعش» الإرهابي في عمليات أجريت في 13 ولاية في أنحاء البلاد، بالتنسيق بين المديرية العامة لاستخبارات الأمن وإدارة مكافحة الإرهاب.

وأضاف أن العمليات شملت ولايات أنقرة، وإسطنبول، وأضنة، وأنطاليا، وإلازيغ، وتشوروم، وغازي عنتاب، وهطاي، كريكلارإيلي، وكيليس، ومرسين، شانلي أورفا وطرابزون.

ولفت إلى أنه تم ضبط كمية كبيرة من العملات الأجنبية والليرة التركية والعملات الرقمية.

عناصر من قوات مكافحة الإرهاب في إزمير (غرب تركيا) أثناء مداهمات على عناصر «داعش» الخميس (صورة موزعة من مديرة أمن إزمير)

وشدد يرلي كايا على أن أجهزة الأمن لن تتسامح مع أي إرهابيين، وستتواصل عملياتها حتى القضاء على آخر إرهابي.

في الوقت ذاته، ألقت قوات مكافحة الإرهاب في إزمير (غرب تركيا) القبض على 10 من أصل 11 مطلوباً من عناصر «داعش» صدرت بحقهم أوامر اعتقال.

وقالت مصادر أمنية إن من بين المطلوبين الذين تم القبض عليهم سوريين تبين أنهم عملوا لصالح تنظيم «داعش» الإرهابي في مناطق النزاع في سوريا، وتبين حصول اثنين منهم على الجنسية التركية.

وداهمت قوات مكافحة الإرهاب بالتنسيق مع شعبة الاستخبارات في مديرية أمن إزمير، الخميس، عناوين المطلوبين وتم القبض على 10 منهم، كما تم تحويل 14 شخصاً و17 طفلاً تم العثور عليهم في عناوين المشتبه بهم إلى مديرية مكافحة تهريب المهاجرين وفرع البوابات الحدودية لترحيلهم.

وتواصل قوات الأمن جهودها للقبض على المطلوب الذي لا يزال هارباً، بينما بدأت التحقيقات مع من تم ضبطهم.

ضبط إرهابي روسي

من ناحية أخرى، قال يرلي كايا إنه تم القبض على المواطن الروسي يفغيني سيريبرياكوف، المسؤول عن تنفيذ تفجير سيارة ملغومة في موسكو، الأربعاء؛ ما أسفر عن إصابة شخصين.

صورة وزّعتها الداخلية التركية للروسي يفغيني سيريبرياكوف المسؤول عن تنفيذ تفجير سيارة ملغومة في موسكو أثناء نقله إلى مديرية أمن إسطنبول يعد القبض عليه في موغلا جنوب غربي تركيا

وكان رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ألكسندر بورتنيكوف، أعلن أن الشخص المتهم بتنفيذ تفجير سيارة في شمال العاصمة موسكو، صباح الأربعاء، يوجد في تركيا، وتجري مفاوضات بين السلطات الروسية والتركية بشأن تسليمه.

وقال يرلي كايا، عبر «إكس» ليل الأربعاء - الخميس، إن وزارة الداخلية تلقت اتصالاً من ممثلي القسم الروسي في الإنتربول بمقر الإنتربول - اليوروبول، أفادوا فيه بأن المواطن الروسي، يفغيني سيريبرياكوف، نفّذ عملاً إرهابياً من خلال تفجير سيارة ملغومة في موسكو؛ ما أسفر عن إصابة شخصين، وأن المتهم وصل إلى تركيا عبر رحلة جوية من موسكو إلى بودروم (جنوب غربي تركيا)، وقد تم القبض عليه من قِبل قوات الشرطة في مقاطعة موغلا.

ووقع الانفجار في سيارة من طراز «تويوتا لاند كروزر» بالقرب من مبنى سكني في شارع سينيا فينسكايا شمال موسكو، بعد أن ركبها شخصان، رجل وامرأة.

وأعلنت إيرينا فولك، المتحدثة الرسمية باسم وزارة الداخلية، أن الانفجار نجم عن تفجير جسم غير معروف تحت مقعد السائق، وفقاً لما نقلته وكالة «تاس» الروسية.

وأفادت السلطات الأمنية بأن السيارة المتفجرة تعود ملكيتها لضابط في الجيش يُدعى أندريه تورغاشوف وزوجته، ووفقاً لبعض التقارير، فإن التفجير قد يكون مرتبطاً بالمهام الرسمية للضابط.


مقالات ذات صلة

بلجيكا تفتش 14 منزلاً في تحقيق لمكافحة الإرهاب وتحتجز 7 لاستجوابهم

أوروبا حالة استنفار في العاصمة بروكسل إثر إنذار إرهابي (متداولة)

بلجيكا تفتش 14 منزلاً في تحقيق لمكافحة الإرهاب وتحتجز 7 لاستجوابهم

قال مكتب المدعي العام الاتحادي في بلجيكا، الخميس، إن الشرطة فتشت 14 منزلاً في إطار تحقيق يتعلق بالإرهاب، مضيفاً أن 7 أشخاص احتُجزوا بغرض استجوابهم.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
آسيا جندي باكستاني يقف حارساً على نقطة تفتيش عسكرية في المناطق القبلية (الداخلية الباكستانية)

«طالبان الباكستانية» نحو تكتيك «حرب العصابات» في المناطق الحدودية مع أفغانستان

غيرت حركة «طالبان الباكستانية» بشكل جذري من تكتيكاتها العسكرية في مناطق التمرد الذي تشنّه ضد حكومة باكستان في المناطق الحدودية مع أفغانستان.

عمر فاروق (إسلام أباد)
الولايات المتحدة​ الكاتب الأميركي - البريطاني سلمان رشدي  (أ.ف.ب)

توجيه تهمة «الإرهاب باسم حزب الله» لمهاجم سلمان رشدي في الولايات المتحدة

أعلنت وزارة العدل الأميركية توجيه تهمة «الإرهاب باسم حزب الله» للشاب الأميركي من أصول لبنانية هادي مطر الذي حاول قتل الكاتب الأميركي - البريطاني سلمان رشدي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شؤون إقليمية عناصر من الشرطة الألمانية خارج «المركز الإسلامي» في هامبورغ مع مسجد الإمام علي خلال مداهمة الأربعاء 24 يوليو الحالي (د.ب.أ)

ألمانيا تحظر أنشطة مركز مرتبط بإيران

ردّت طهران فوراً على قرار ألمانيا بإغلاق «المسجد الأزرق» وحظر أنشطة «المركز الإسلامي» التابع للسفارة الإيرانية في هامبورغ بسبب «نشاطاته السياسية».

راغدة بهنام (برلين)
شمال افريقيا سعيد في زيارة غير معلنة لكبرى السدود الممتلئة حيث اتهم «شبكات إجرامية» بتعطيل مؤسسات توزيع المياه وتصنيع الكهرباء (موقعا رئاستَي الجمهورية والحكومة في تونس)

تونس: الرئيس سعيد يتهم «المتآمرين على الأمن الوطني» بقطع الماء والكهرباء

أعلنت الإدارة العامة للحرس الوطني إيقاف شخص متهم بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي» مفتش عنه جنوب العاصمة تونس.

كمال بن يونس (تونس)

الكرملين يؤكد الاستعداد للتفاوض مع كييف لـ«تحقيق أهدافنا»

وزير خارجية الصين يمد يده لمصافحة نظيرة الروسي في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)
وزير خارجية الصين يمد يده لمصافحة نظيرة الروسي في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)
TT

الكرملين يؤكد الاستعداد للتفاوض مع كييف لـ«تحقيق أهدافنا»

وزير خارجية الصين يمد يده لمصافحة نظيرة الروسي في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)
وزير خارجية الصين يمد يده لمصافحة نظيرة الروسي في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)

بينما أكدت روسيا انفتاحها بشكل عام على عملية التفاوض مع أوكرانيا مع حاجتها لفهم ما إذا كان الجانب الأوكراني مستعداً لذلك، التقى وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، مع نظيره الصيني، وانغ يي، في فينتيان، عاصمة لاوس، على هامش اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) الخميس، غداة لقاء بين الوزير الصيني ونظيره الأوكراني ديمترو كوليبا في مدينة جوانجو جنوب الصين، الأربعاء، لبحث سبل تحقيق السلام في أوكرانيا.

وذكرت وزارة الخارجية الأوكرانية، في بيان، أن كوليبا أكد مجدداً استعداد بلاده الدخول في عملية التفاوض مع الجانب الروسي في مرحلة معينة، عندما تكون روسيا مستعدة للمحادثات «بحسن نية».

وزير خارجية الصين يصافح نظيره الأوكراني في مدينة غوانغجو الجنوبية الأربعاء الماضي (أ.ب)

تحرك صيني وموقف روسي

ويعد لقاء لافروف ويي هو الثاني خلال شهر تقريباً بعد لقائهما على هامش اجتماعات مجموعة «بريكس» في روسيا الشهر الماضي، حيث تناولا الأزمة الأوكرانية.

في السياق ذاته، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، ديمتري بيسكوف، أن روسيا منفتحة، بشكل عام، على عملية التفاوض مع أوكرانيا، لكنها بحاجة إلى فهم ما إذا كان الجانب الأوكراني مستعداً لذلك أم يحتاج إلى «أخذ الإذن» من القيمين عليه.

وقال بيسكوف، في تصريحات للصحافيين نقلتها «وكالة نوفوستي» الخميس: «حتى الآن يتم الإدلاء بتصريحات مختلفة من نظام كييف، وإن إجراء المفاوضات مسألة معقدة، ومن وجهة نظر قانونية، هذه المشكلة مدرجة على جدول الأعمال، ولكن من الناحية العملية نحن منفتحون على تحقيق أهدافنا من خلال المفاوضات. ولذلك، هناك خيارات مختلفة ممكنة هنا».

محادثات بين وزيري خارجية الصين وروسيا مع أعضاء وفدي البلدين في عاصمة لاوس فينتيان الخميس (أ.ف.ب)

وفي تصريحات سابقة، الأربعاء، قال بيسكوف: «تعلمون أن الجانب الروسي لم يرفض أبداً المفاوضات، وحافظ دائماً على انفتاحه على عملية التفاوض».

جهود تركية

وفي أنقرة، أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن بلاده ستواصل جهودها لحل النزاع الأوكراني من خلال إجراء مفاوضات مفتوحة وسرية مع أطرافه.

وأضاف فيدان، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية الخميس: «نحن على استعداد لبذل كل ما في وسعنا للتوصل إلى تسوية في أوكرانيا، بالطبع، المفاوضات والاجتماعات مستمرة، سواء كانت مفتوحة أو مغلقة، مع أطراف النزاع ومع أولئك الذين يدعمون عملية التسوية من خلال الحوار، لأن ضمان الأمن في حوض البحر الأسود مهم بالنسبة لنا».

واحتضنت إسطنبول، في مارس (آذار) 2022، مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، انتهت بالتوصل لتفاهمات لحل النزاع لكنها لم تنفذ.

وتحافظ تركيا على موقف متوازن بين طرفي النزاع، روسيا وأوكرانيا. وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن تركيا عبرت عن وجهة نظرها بوضوح خلال القمة 75 لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن في وقت سابق من الشهر الحالي، وأكدت أنه لا ينبغي السماح للحلف بأن يصبح طرفاً في الحرب في أوكرانيا.

وأضاف: «سنواصل بكل حزم الحفاظ على الموقف المتوازن والهادئ والعادل الذي أظهرناه منذ اليوم الأول للصراعات بين جارتينا في البحر الأسود روسيا وأوكرانيا».

وأكد إردوغان، الذي التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة ناتو، دعم تركيا الكامل لسلامة الأراضي الأوكرانية وسيادتها، وعلى ضرورة عدم استبعاد الدبلوماسية، وأن المفاوضات لا تعني الاستسلام، وأن الرغبة الصادقة لتركيا هي استئناف المحادثات التي بدأت في إسطنبول وتوجت بتوقيع اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود في يوليو (تموز) عام 2022، وإعطاء الدبلوماسية الفرصة.

إردوغان بحث مع بوتين العودة إلى إعادة فتح ممر الحبوب في البحر الأسود على هامش قمة «شنغهاي» في أستانة في وقت سابق من الشهر الحالي (الرئاسة التركية)

واقترح إردوغان على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على هامش لقائهما في قمة منظمة «شنغهاي للتنمية» في أستانة التي عقدت قبل قمة ناتو في واشنطن، أن تساعد تركيا في إنهاء الحرب الأوكرانية الروسية.

وكان بوتين، أكد خلاله لقائه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في موسكو في 11 يونيو (حزيران) الماضي على هامش اجتماعات مجموعة «بريكس»، أن موسكو تبدي اهتماماً بمبادرات تركيا، بما في ذلك ما يتعلق بأمن البحر الأسود، وتدرس بعناية وباحترام كبير جميع مبادراتها في هذا المسار وسنبقى على اتصال معها.

بدوره، أكد فيدان أن «تركيا مصممة على مواصلة جميع أنشطة الوساطة الممكنة بين روسيا وأوكرانيا».

وبحسب مراقبين، لا ترى روسيا في تركيا وسيطاً مناسباً مع أوكرانيا بسبب العلاقات بينهما في المجال العسكري وتزويدها بالطائرات المسيرة والتخطيط لإنشاء مصنع لطائراتها المقاتلة الجديدة «كآن» في أوكرانيا، فضلاً عن تأييدها انضمامها للناتو.

إردوغان أجرى مباحثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على هامش قمة الناتو في واشنطن في وقت سابق من يوليو الحالي (الرئاسة التركية)

وعلى الجانب الآخر، فإن أوكرانيا ذاتها لا ترى في تركيا وسيطاً مناسباً مع روسيا، وفي أبريل (نيسان) الماضي، وقبل فترة من انعقاد مؤتمر السلام الدولي حول أوكرانيا في سويسرا، قال زيلينسكي إن تركيا لا تستطيع التوسط، وإن دورها كوسيط في الحرب الروسية الأوكرانية «ليس كافياً» بالنسبة لأوكرانيا.

وأضاف زيلينسكي أنه «ممتن» للدعم ورغبة الوساطة التي أبداها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لكن تركيا التي تربطها علاقات قوية مع روسيا لديها مصالح أخرى.