موسكو تتخذ تدابير لمواجهة «وجود مكثف» للسفن الأطلسية في البحر الأسود

قيام «اتحاد دفاعي» في أوروبا سوف يدفعها إلى تغيير سياستها الخارجية

عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود (إ.ب.أ)
عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود (إ.ب.أ)
TT

موسكو تتخذ تدابير لمواجهة «وجود مكثف» للسفن الأطلسية في البحر الأسود

عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود (إ.ب.أ)
عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود (إ.ب.أ)

هدّدت موسكو برد صارم على تكثيف وجود السفن الحربية التابعة لحلف الأطلسي في البحر الأسود. ولوّحت بتدابير قالت إنها سوف تضمن مصالح روسيا وأمن حدودها. ودخل النقاش حول التحركات العسكرية الغربية في البحر الأسود على خط السجالات الروسية الغربية بقوة، بعدما صادق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، على نسخة محدثة للعقيدة الاستراتيجية البحرية لبلاده.

سفن محمَّلة بالحبوب الأوكرانية تنتظر عمليات التفتيش في خليج البوسفور (رويترز)

وكانت موسكو قد واجهت منذ اندلاع الصراع في أوكرانيا تزايد النشاط العسكري الغربي في المنطقة؛ لكن إطلاق العقيدة الأوكرانية الجديدة، التي نصّت على تكثيف تحركات السفن التابعة لـ«الناتو» في البحر الأسود، فاقم المخاوف الروسية.

وقال الناطق الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف، إن بلاده سوف «تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أمنها، مع الأخذ في الاعتبار احتمال توسيع وجود سفن (الناتو) في منطقة البحر الأسود». وأوضح أن «الوجود المكثف لسفن (الناتو)، مع الأخذ في الاعتبار تحركات كل من بلغاريا ورومانيا، الدولتين الساحلتين العضوتين في الحلف، يمثّل، خصوصاً في الوضع الحالي، تهديدات إضافية... بالطبع»، متوعداً بأن موسكو «تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان أمنها».

صورة أرشيفية لسفينة الإنزال الروسية «قيصر كونيكوف» التي أعلنت كييف إغراقها (رويترز)

وأشار الناطق إلى أن تحركات الدول غير المطلة على البحر الأسود في المياه تنظمه «اتفاقية مونترو»، التي تتولى تركيا الإشراف على تنفيذها؛ كونها البلد الذي يسيطر على المضائق. وقال بيسكوف إن تركيا «تؤدي وظائفها بصورة واضحة تماماً».

وأوضح، في حديث مع الصحافيين، الخميس، أن «مرور القوات التابعة للدول غير المطلة على البحر الأسود وتمركزها في مياه البحر يجري تنظيمهما بصورة صارمة بموجب (اتفاقية مونترو)، وفي هذه الحالة فإن تركيا هي الجهة الإدارية المكلفة، وهي تؤدي وظائفها بصفة واضحة تماماً».

وكان زيلينسكي قد وقّع وثيقة لتفعيل قرار مجلس الأمن القومي والدفاع بشأن وضع استراتيجية جديدة للأمن البحري لأوكرانيا، التي تنصّ على ضمان الوجود الدائم لقوات حلف شمال الأطلسي في البحر الأسود.

جنود في عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي (أ.ب)

وجاء في نص الوثيقة، التي نشرها مكتب زيلينسكي: «الهدف من استراتيجية الأمن البحري لأوكرانيا هو ضمان الاستعداد والوقاية الشاملة والفعّالة والاستجابة للتهديدات التي يتعرّض لها الأمن البحري الأوكراني، والتي تنشأ في المناطق الساحلية، وفي مساحاتها البحرية، وغيرها من مناطق محيطات العالم التي تمتد إليها المصالح الاقتصادية وغيرها لأوكرانيا، والتصدي لها».

ومن بين المهام المحددة في الاستراتيجية، حسب الوثيقة: «بناء قوة بحرية تضم جميع فروع الجيش، وإنشاء مجموعة لمكافحة الألغام مع الدول الأعضاء في (الناتو)، وإجراء التدريبات والمناورات، وضمان الوجود الدائم لقوات حلف شمال الأطلسي في البحر الأسود، وتنظيم مهام مشتركة ودوريات بحرية مع الدول الشريكة في حوض آزوف - البحر الأسود».

وسارع نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف إلى توجيه تهديد مباشر للغرب، وقال إن «أي محاولات من قبل الحلف لتعزيز مصالحه الأنانية على أراضي أوكرانيا أو في دول أخرى قريبة من روسيا ستلقى رداً مناسباً من موسكو».

اعتُمدت «اتفاقية مونترو» في عام 1936، وهي تنظّم حركة السفن التجارية عبر مضيق البوسفور والدردنيل في أوقات السلم والحرب، ولكنها تضع أنظمة ملاحية مختلفة. وتحدّد الوثيقة مدة بقاء السفن الحربية التابعة للدول غير المطلة على البحر الأسود في البحر الأسود لمدة ثلاثة أسابيع. وفي حالات الطوارئ، يجوز لتركيا أن تحظر أو تقيّد المرور العسكري عبر المضائق.

من هجوم أوكراني سابق استهدف جسر القرم الذي يربط البر الرئيسي الروسي بشبه الجزيرة (أ.ب)

ومنذ بداية الصراع في أوكرانيا، استغلّت تركيا الصلاحيات التي منحتها لها «اتفاقية مونترو»، وحظرت مرور السفن الحربية عبر مضيقها. وقد ذكرت وزارة الدفاع في البلاد أنها تعد تفعيل صلاحيات أنقرة المنصوص عليها في الوثيقة «القرار الصحيح الذي يضمن الاستقرار».

في سياق آخر، قال بيسكوف للصحافيين، إن احتمالات تحول الاتحاد الأوروبي إلى اتحاد دفاعي «تجبر الاتحاد الروسي على إعادة النظر في تشكيل مناهج سياسته الخارجية، وفقاً للتطورات والتحديات التي تبرز».

جاء الحديث تعليقاً على إعلان رئيسة «المفوضية الأوروبية» أورسولا فون دير لاين، أنها في حال إعادة انتخابها لولاية ثانية في هذا المنصب حتى عام 2029 فسوف تحوّل الاتحاد الأوروبي إلى اتحاد دفاعي.

وجاء في البرنامج السياسي لفون دير لاين، الذي وزّعته «المفوضية الأوروبية»: «سيتركز عملنا في السنوات الخمس المقبلة على بناء اتحاد دفاعي أوروبي حقيقي».

وأضاف أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي «ستبقى دائماً مسؤولة عن قواتها في مسائل الدفاع وفي مسائل نشرها، ولكن هناك الكثير الذي يمكن لأوروبا القيام به لدعم الجهود وتنسيقها، لتعزيز القاعدة الصناعية العسكرية والابتكار والسوق الموحدة».

صورة وزّعتها وزارة الدفاع الروسية بعد تدمير مسيّرة بحرية أوكرانية (أ.ب)

كما دعت فون دير لاين أعضاء البرلمان الأوروبي إلى انتخابها لولاية ثانية رئيسة للمفوضية الأوروبية؛ من أجل بناء «أوروبا قوية جاهزة لأي تحديات»، واعدة بإنشاء صندوق دفاع أوروبي.

ورأى بيسكوف أن هذا المدخل «يؤكد على كل حال المزاج العام للدول الأوروبية المتجه نحو العسكرة، ونحو تصعيد التوتر، ونحو المواجهة، ونحو الاعتماد على أساليب المواجهة في السياسة الخارجية... هذه هي الحقائق التي نواجهها». وأضاف: «يجب أن نتعامل مع الواقع، وبطبيعة الحال، كل هذا يجبرنا على إعادة تشكيل نهجنا السياسي الخارجي وفقاً لذلك».

زيلينسكي لدى وصوله إلى قصر «بلينهايم» بالقرب من أكسفورد شمال غربي لندن اليوم (د.ب.أ)

ذكرت فون دير لاين، في كلمة ألقتها، الخميس، أن زيارة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان إلى موسكو «لم تكن أكثر من مهمة استرضاء». وقالت فون دير لاين، أمام البرلمان الأوروبي، في ستراسبورغ بفرنسا: «قبل أسبوعين، ذهب رئيس وزراء في الاتحاد الأوروبي إلى موسكو. ولم تكن ما تُسمى مهمة السلام هذه سوى مهمة استرضاء». والتقى أوربان مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموسكو في وقت سابق من الشهر الحالي، في إطار ما سماه أوربان «مهمة سلام»؛ لإيجاد سبيل لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقالت فون دير لاين: «بعد يومين فقط، وجهت طائرات بوتين صواريخها صوب مستشفى للأطفال وجناح للولادة في كييف... لم تكن تلك الضربة خطأ. لقد كانت رسالة مخيفة من جانب (الكرملين) إلينا جميعاً». وأضافت: «يجب أن يكون جوابنا واضحاً تماماً... لا أحد يريد السلام أكثر من شعب أوكرانيا. سلام عادل ودائم لدولة حرة ومستقلة».

وعلى صعيد متصل، حذّر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، من أن روسيا سوف «تختار من بين أوسع مجموعة ممكنة من الخيارات عند تطوير ردها على نشر الصواريخ الأميركية بعيدة المدى في ألمانيا، مع عدم استبعاد أي خيارات، بما في ذلك نشر أنظمة مماثلة مجهزة بأسلحة نووية». وأوضح ريابكوف، في حديث مع صحافيين، «عدم استبعاد أي خيارات»، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بأن تسفر الخطوات الأميركية عن خلق تهديد إضافي بالنسبة إلى روسيا. وأشار إلى أن «سياسة ألمانيا وقبل ذلك سياسة الولايات المتحدة، أسفرت عن تدمير كامل للاتفاقيات في مجال الحد من الأسلحة».


مقالات ذات صلة

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

العالم عناصر من خدمة الطوارئ الأوكرانية تخمد حريقاً شب في مبنى نتيجة قصف روسي على دنبيرو (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ب)

فريق ترمب يريد الوصول إلى «ترتيب» بين روسيا وأوكرانيا من الآن

أعلن مايك والتز، المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي الأميركي، أن فريق ترمب يريد العمل منذ الآن مع إدارة الرئيس بايدن للتوصل إلى «ترتيب» بين أوكرانيا وروسيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا القوات الروسية تتقدم بأسرع وتيرة بأوكرانيا منذ بدء الغزو في 2022 (تاس)

تقارير: روسيا تقيل قائداً عسكرياً في أوكرانيا بسبب تقارير مضللة

قال مدونون ووسائل إعلام روسية إن موسكو أقالت جنرالاً كبيراً في أوكرانيا لتقديمه تقارير مضللة عن تقدم في الحرب، بينما يحاول وزير الدفاع إقصاء القادة غير الأكفاء.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

وزير يحذّر: بوتين مستعد لشل بريطانيا بحرب سيبرانية

أفاد تقرير صحافي اليوم (الأحد) بأن وزيراً في الحكومة البريطانية سيحذر من أن روسيا مستعدة لشن موجة من الهجمات الإلكترونية على بريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي على هامش قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل 10 نوفمبر الحالي (أ.ف.ب)

لماذا يثير الحلف النووي الروسي - الصيني المحتمل مخاوف أميركا وحلفائها؟

يمثل الصعود العسكري النووي للصين هاجساً قوياً لدى دوائر صناعة القرار والتحليل السياسي والاستراتيجي بأميركا في ظل التقارب بكين وموسكو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

قال الكرملين، الأحد، إن موسكو يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته واشنطن، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

موسكو تؤكد عزمها الرد على التصعيد الأميركي «غير المسبوق»

صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
TT

موسكو تؤكد عزمها الرد على التصعيد الأميركي «غير المسبوق»

صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)

أكدت موسكو، الأحد، عزمها الرد على ما سمّته التصعيد الأميركي «غير المسبوق»، فيما دعا الرئيس الأوكراني إلى تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده بعدما أسقطت وحدات الدفاع الجوي 50 من إجمالي 73 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا ليل السبت - الأحد فوق كثير من المناطق.

وقال الكرملين في بيان إنه يتعين على روسيا أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا. وأضاف أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل زائد مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا. وذكّر الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي من القيود المفروضة على العقيدة النووية ليصبح من الممكن عدّ أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية هجوماً مشتركاً على روسيا.

«أضرار بالغة خلال دقائق»

وفي وقت لاحق، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف الولايات المتحدة من أن روسيا ستزود أعداء أميركا بتقنيات نووية إذا أقدمت واشنطن على تزويد كييف بأسلحة نووية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن ميدفيديف قوله: «صاروخ أوريشنيك الروسي يمكنه إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق»، داعياً أوروبا إلى التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا. وأضاف ميدفيديف، في منشور عبر تطبيق «تلغرام»: «تتساءل أوروبا عن الضرر الذي يمكن أن يسببه نظام (أوريشنيك) إذا كان مزوداً برؤوس نووية، وما إذا كان من الممكن إسقاط هذه الصواريخ ومدى سرعة وصولها إلى عواصم العالم القديم»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وقال ميدفيديف إن «الضرر سيكون بالغاً، ومن المستحيل إسقاط الصاروخ بالوسائل الحديثة، نحن نتحدث عن دقائق»، مشيراً إلى أن «الملاجئ لن تساعد في شيء، وأن الأمل الوحيد هو أن تقدم روسيا على إصدار تحذير مسبق قبل عمليات الإطلاق... ولذلك من الأفضل للعواصم الغربية التوقف عن دعم الحرب في أوكرانيا». وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف قد أكد أن المواجهة الحالية يتم إشعالها من قبل الدول الغربية، مشيراً إلى أن المرسوم الخاص بتحديث العقيدة النووية لروسيا يمكن عدّه إشارة للغرب.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر دولي في كييف السبت (د.ب.أ)

هجوم بـ73 مسيّرة

بدوره، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده بحاجة إلى تعزيز دفاعاتها الجوية لحماية المدنيين بعدما أسقطت وحدات الدفاع الجوي 50 من إجمالي 73 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية فوق كثير من المناطق. وأضاف عبر تطبيق «تلغرام» أنه «تم إطلاق إنذارات من هجمات جوية بشكل يومي تقريباً في أنحاء أوكرانيا هذا الأسبوع». وتابع قائلاً إن روسيا استخدمت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 800 قنبلة جوية موجهة ونحو 460 طائرة مسيّرة هجومية، وما يزيد على 20 صاروخاً من أنواع مختلفة. وذكر أن «أوكرانيا ليست أرضاً لتجربة الأسلحة فيها. أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة. لكن روسيا لا تزال تواصل مساعيها لقتل شعبنا ونشر الخوف والذعر وإضعافنا».

«إقالة» قائد عسكري روسي

في سياق متصل، قال مدونون موالون لروسيا ووسائل إعلام روسية إن موسكو أقالت جنرالاً كبيراً لتقديمه تقارير مضللة عن تقدم في الحرب، بينما يحاول وزير الدفاع أندريه بيلوسوف إقصاء القادة غير الأكفاء. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر لم تحددها قولها إن الكولونيل جنرال جينادي أناشكين قائد الجيش في المنطقة الجنوبية أقيل من منصبه. لكن لم يصدر بعد تأكيد رسمي.

واشتكى مدونون روس معنيون بالحرب منذ فترة طويلة من طريقة قيادة العمليات حول سيفيرسك، إذ قالوا إن الوحدات الروسية هناك يزج بها في معارك طاحنة دون دعم مناسب، مقابل ما بدا أنها مكاسب تكتيكية ضئيلة. وقال ريبار، وهو مدون مؤيد لروسيا يحظى باحترام: «فقط الكسالى لم يكتبوا عن المشاكل هناك... بشكل عام، استغرق الأمر من النظام نحو شهرين حتى يستجيب للأمر بالشكل المناسب». وأضاف ريبار: «أقيل أناشكين من منصبه بسبب تقارير كاذبة عن جبهة سيفيرسك»، مستخدماً الاسم الذي تطلقه روسيا على المنطقة، حسبما نقلت عنه وكالة «رويترز».

ونقلت صحيفة «آر بي سي» عن مصدر لم تذكر اسمه في وزارة الدفاع قوله إن أناشكين نُقل ضمن عمليات «تغيير مناصب مخططة» للقادة. وفي تقاريره عن تغيير القيادات، نقل المدون الحربي البارز المؤيد لروسيا يوري بودولياكا عن وزير الدفاع بيلوسوف قوله: «يمكن أن ترتكب الأخطاء لكن الكذب مرفوض».

وقبل حلول فصل الشتاء، تقدمت القوات الروسية بأسرع وتيرة في أوكرانيا منذ بدء الغزو في 2022، رغم أن التقدم جاء أبطأ بكثير في بعض المناطق، خصوصاً حول سيفيرسك في منطقة دونيتسك في الشرق. وإذا تمكنت روسيا من السيطرة على منطقة سيفيرسك، فيمكنها بعد ذلك التقدم نحو كراماتورسك وهي مدينة رئيسة في المنطقة.