قال الرئيس الروسي السابق، دميتري ميدفيديف، إن انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي سيكون إعلان حرب على موسكو، وإن إظهار الحلف الحكمة هو فقط ما قد يمنع دمار الكوكب، فيما قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، تعليقاً على تصريحات للرئيس البولندي أندريه دودا، إن نجاح العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا لن يزيد من خطر نشوب حرب بين روسيا والغرب.
وقال دودا إن الحرب المحتملة بين روسيا والغرب «ستكون قريبة بشكل لا يصدّق»، في حال انتصار روسيا في الصراع المسلّح في أوكرانيا، حسبما ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، وأكّد بيسكوف: «نحن لا نشارك مثل هذا الرأي».
وتعهّد زعماء الحلف في قمّتهم، الأسبوع الماضي، دعم أوكرانيا في «طريق لا رجعة فيه نحو التكامل الأوروبي الأطلسي، بما في ذلك عضوية حلف الأطلسي»، لكنهم تركوا الباب مفتوحاً بشأن الموعد الذي يمكن أن تنال فيه هذه العضوية.
وقال ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، والصوت البارز بين صقور الكرملين، لصحيفة «أرجومنتي إي فاكتي» إن عضوية أوكرانيا ستتجاوز التهديد المباشر لأمن موسكو. وأضاف في تصريحات نُشرت الأربعاء: «سيكون هذا (انضمام أوكرانيا للحلف) في جوهره إعلاناً للحرب»، وأضاف: «الإجراءات التي يتخذها خصوم روسيا ضدّنا منذ سنوات، وتوسيع التحالف... تأخذ حلف شمال الأطلسي إلى نقطة اللاعودة».
وقال ميدفيديف إن روسيا لم تهدّد حلف شمال الأطلسي، ولكنها ستردّ على محاولات الحلف التوسع. وقال ميدفيديف: «كلما زادت هذه المحاولات أصبحت ردودنا أكثر قسوة».
وكان يُنظر إلى ميدفيديف خلال رئاسته في الفترة من 2008 - 2012 بوصفه مؤيداً للغرب، لكنه أعاد تقديم نفسه ضمن صقور الكرملين، محذّراً الولايات المتحدة وحلفاءها من أن تسليحهم لكييف قد يؤدي إلى «كارثة نووية».
وأُنشئ حلف الأطلسي بعد الحرب العالمية الثانية؛ ليكون حصناً دفاعياً ضد الغزو السوفياتي لأوروبا الغربية، لكن الكرملين اعتبر ضم الحلف لاحقاً دولاً في أوروبا الشرقية عملاً من أعمال العدوان.
من جانب آخر، قالت المجر إنها مستمرة في جهودها لعقد قمة سلام ثانية بشأن أوكرانيا. وقال وزير خارجيتها بيتر سيارتو، لوكالة الإعلام الروسية، في تصريحات نُشرت الأربعاء، إن جهوداً تُبذَل لعقد قمة سلام ثانية بشأن أوكرانيا هذا العام.
وأضاف سيارتو للوكالة: «الجهود تُبذَل لعقد الجولة التالية من مؤتمر السلام هذا العام، وهو أمر سنرحب به بالتأكيد وسنقدّره»، وتابع قائلاً: «أعتقد أننا إذا أردنا أن نأمل في نجاح أي مؤتمر سلام في المستقبل فعلينا أن نتأكّد من تمثيل الجانبين».
ورفض سيارتو تهديدات الاتحاد الأوروبي بمقاطعة المجر وعدم التفاوض معها، مضيفاً أن هذا التوجه الأوروبي لن يُثني بودابست عن مواصلة مهمتها للسلام، لحل الصراع الأوكراني.
وقال سيارتو: «ظهر جميع السياسيين المؤيدين للحرب في أوروبا فور بدء مهمة السلام هذه، وقد هدّدونا بالمقاطعة، وعدم التفاوض معنا، لكن كما تعلمون، فإن هذه الأنواع من الهجمات لا تثبّط عزيمتنا». وأضاف سيارتو أن إدارة رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان «معتادة على مثل هذا النوع من الهجمات».
وقال سيارتو: «نحن حكومة لا تمثل التيار الرئيسي، ونخضع لعقوبات مالية من الاتحاد الأوروبي، لذلك لا أرى كيف يمكنهم تهديدنا أكثر من الآن». وقال سيارتو، في تصريحات صحفية، الثلاثاء، إن «موقف المجر من الصراع في أوكرانيا بسيط وواضح، حيث تنشد بودابست التوصل لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن».
وكان بالاج أوربان، المستشار السياسي لرئيس الوزراء المجري، أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الأخير طرح على زعماء الاتحاد الأوروبي خطة لحل الصراع في أوكرانيا، بناءً على تقييم واقعي للوضع، وأهداف ومواعيد نهائية واقعية.