اتهام الجامعات البريطانية بـ«التجسس» على الطلاب المتظاهرين

جانب من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية (أ.ب)
جانب من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية (أ.ب)
TT

اتهام الجامعات البريطانية بـ«التجسس» على الطلاب المتظاهرين

جانب من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية (أ.ب)
جانب من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأميركية (أ.ب)

في تطور مثير للجدل، اتُّهمت الجامعات البريطانية بالتعاون مع الشرطة في مراقبة ومراجعة نشاطات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين، حسب تحقيق نشرته مؤسسة « ليبرتي» بالتعاون مع صحيفة «ميترو» اللندنية.

ويُظهر التحقيق أن بعض الجامعات قدمت بيانات عن الطلاب للشرطة دون طلب صريح من هذه الأخيرة.

وفي أحد الأمثلة البارزة، أعربت إحدى الجامعات عن قلقها بشأن عدد الطلاب الأجانب المشاركين في المؤسسة، بينما تم تبادل معلومات عن طالبة في جامعة «يورك» بسبب تعبيرها عن دعمها لفلسطين، مما أدى إلى استجوابها من الشرطة بشكل غير مباشر.

أحد المشاهد البارزة كان زيارة الشرطة لمنزل طالبة لإحالتها إلى برنامج مكافحة الإرهاب «بريفنت» بعد نشرها لرمزية فلسطينية على منصة «إكس» خلال تجمع جامعي، رغم أن هذه الرمزية تعود لبدايات الحركة الفلسطينية.

هذه التطورات أثارت مخاوف حول حرية التعبير في الجامعات، حيث انتقدت منظمات حقوق الإنسان هذه الخطوات بوصفها انتهاكاً لحقوق الطلاب، مع تأكيد بعض الجامعات ضرورة حماية حرية التعبير وحقوق الطلاب دون تمييز.

ومع استمرار الاحتجاجات والنقاشات، يظل هذا الموضوع محل اهتمام واسع في الأوساط الأكاديمية والمجتمعية بشكل عام.


مقالات ذات صلة

تونس: احتجاجات جديدة ضد سعيد وسط تصاعد التوتر قبل الانتخابات

شمال افريقيا من الاحتجاجات ضد الرئيس التونسي قيس سعيد في العاصمة تونس (إ.ب.أ)

تونس: احتجاجات جديدة ضد سعيد وسط تصاعد التوتر قبل الانتخابات

خرج المئات من التونسيين، الأحد، في مسيرة بالعاصمة، مواصلين الاحتجاجات ضد الرئيس قيس سعيد، للأسبوع الثاني على التوالي، متهمين إياه بتشديد قبضته على الحكم.

«الشرق الأوسط» (تونس)
أوروبا متظاهرون في مدينة بوخوم بغرب ألمانيا (أ.ب)

عشرات الآلاف يتظاهرون في ألمانيا للتحرك من أجل المناخ

نزل عشرات الآلاف من الأشخاص إلى الشوارع في جميع أنحاء ألمانيا، الجمعة، للمطالبة بمزيد من العمل من أجل المناخ.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
أوروبا جندي بولندي من قوات حفظ السلام التي يقودها «الناتو» يقف عند المعبر الحدودي الرئيسي بين كوسوفو وصربيا في ميردار (رويترز)

كوسوفو تعيد فتح معبرين حدوديين مع صربيا

أعادت كوسوفو فتح معبرين مع صربيا السبت بعد إغلاقهما خلال الليل إثر تظاهرات على الجانب الصربي أدت إلى توقف حركة المرور، وفق ما أعلن وزير الداخلية الكوسوفي.

«الشرق الأوسط» (بريشتينا)
أوروبا متظاهر يحمل ملصقاً مكتوباً عليه «استقالة ماكرون والخيانة» خلال احتجاج رداً على دعوة من الحزب اليساري المتطرف الذي انتقد تعيين الرئيس لرئيس وزراء جديد محافظ هو ميشال بارنييه باعتباره استيلاء على السلطة في باريس... السبت 7 سبتمبر 2024 (أ.ب)

الآلاف يحتجون في فرنسا بعد تعيين ميشال بارنييه رئيساً للوزراء

نزل الآلاف إلى الشوارع في أنحاء فرنسا اليوم السبت للاحتجاج على قرار الرئيس إيمانويل ماكرون تعيين ميشال بارنييه المنتمي إلى تيار يمين الوسط رئيساً للوزراء.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الممثل الأميركي بن ستيلر بيم عدد من معجبيه في تورونتو (أ.ف.ب)

انطلاق مهرجان تورونتو السينمائي... و«الأمن» يفضّ احتجاجاً مؤيداً للفلسطينيين

انطلق «مهرجان تورونتو السينمائي الدولي» (الخميس)، بعرض أول لفيلم «ناتكراكرز (Nutcrackers)»، في حين شهد احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (تورونتو)

القمة الفرنكوفونية في فرنسا تواجه التحديدات العالمية

الرئيس إيمانويل ماكرون مستقبلاً الخميس على مدخل قصر الإليزيه ملك كمبوديا نورودوم سيهاموني قبل يوم من افتتاح القمة الفرنكوفونية (إ.ب.أ)
الرئيس إيمانويل ماكرون مستقبلاً الخميس على مدخل قصر الإليزيه ملك كمبوديا نورودوم سيهاموني قبل يوم من افتتاح القمة الفرنكوفونية (إ.ب.أ)
TT

القمة الفرنكوفونية في فرنسا تواجه التحديدات العالمية

الرئيس إيمانويل ماكرون مستقبلاً الخميس على مدخل قصر الإليزيه ملك كمبوديا نورودوم سيهاموني قبل يوم من افتتاح القمة الفرنكوفونية (إ.ب.أ)
الرئيس إيمانويل ماكرون مستقبلاً الخميس على مدخل قصر الإليزيه ملك كمبوديا نورودوم سيهاموني قبل يوم من افتتاح القمة الفرنكوفونية (إ.ب.أ)

تستضيف فرنسا ليومين القمة الفرنكوفونية الـ19، وذلك للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً. وبحسب مصادر المنظمة الفرنكوفونية العالمية، فإن ما لا يقل عن 55 رئيس دولة وحكومة سيشاركون في القمة التي تنتقل رئاستها الجمعة إلى فرنسا بعد عامين من رئاسة تونس لها.

وتعمل المنظمة، بدعم من فرنسا، على اجتذاب مزيد من الأعضاء، علماً أنها تحتضن حالياً 88 دولة بينها 54 دولة كاملة العضوية وسبع دول مشاركة و27 دولة تتمتع بصفة «مراقب».

ماكرون مع رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي في صورة أمام حرس الشرف بباحة القصر الرئاسي (أ.ف.ب)

وكشفت أوساط المنظمة التي ترأسها منذ بداية عام 2019 الرواندية لويز موشيكيوابو، أن أربع دول إضافية طلبت الانضمام، أبرزها أنغولا وتشيلي، وأن جمهورية كونغو الديمقراطية التي كانت راغبة في الخروج منها عدلت عن قرارها. بيد أنه تجدر الإشارة إلى أن عضوية ثلاث دول من الساحل الأفريقي (النيجر، مالي وبوركنيا فاسو) تم تجميدها بالنظر لتدهور علاقاتها في الأعوام الأخيرة مع باريس التي اضطرت إلى سحب قواتها التي كانت ترابط فيها منذ سنوات.

ويبين هذا الواقع، إلى حد كبير، تبعية المنظمة للسياسة الفرنسية رغم أن باريس تنفي ذلك تماماً كما أكدت مصادرها، بمناسبة تقديمها للقمة قبل أيام. وأشارت هذه المصادر إلى أن الفرنكوفونية «تقوم على أساس التشارك باللغة الفرنسية وعلى أساس القيم الجامعة التي تربط بين أعضائها الملتزمين بقيم الديمقراطية والتمسك بدولة القانون». والحال أن النظر عن قرب في حالة الديمقراطية في عشرات الدول الأعضاء يكشف عن هشاشة الرابط، لا، بل غيابه تماماً.

موقع أفريقيا المركزي في الفرنكوفونية

تمثل الدول الأفريقية النسبة الكبرى من أعضاء المنظمة التي تضم ست دول عربية مكتملة العضوية (لبنان، مصر، المغرب، تونس، موريتانيا وجيبوتي) ودولتين تتمتعان بصفة «شريك» وهما الإمارات وقطر. واللافت للنظر أن الجزائر، التي تفيد إحصاءات غير رسمية، بأن 15 مليوناً من مواطنيها يتكلمون الفرنسية لا تنتمي إلى المنظمة الفرنكوفونية. وبحسب مصدر جزائري، فإن احتمال انضمامها إلى البيت الفرنكوفوني كاد يحصل ثلاث مرات في العقدين الأخيرين، خصوصاً عندما كان جاك شيراك وعبد العزيز بوتفليقة رئيسَي البلدين.

كذلك أملت باريس أن يفضي التقارب بين الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره عبد المجيد تبون الذي برز خلال الزيارة التي قام بها الأول إلى الجزائر صيف عام 2022 إلى أن تخطو السلطات الجزائرية الخطوة التي تفصلها عن المنظمة الفرنكوفونية.

جاستن ترودو رئيس الوزراء الكندي متحدثا إلى مجلس العموم في أوتاوا الأربعاء سيكون أحد أبرز المشاركين في القمة (رويترز)

بيد أن التقارب الفرنسي - المغربي والرسالة التي وجهها ماكرون للملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش وفيها تبنى المقاربة المغربية بالنسبة لملف الصحراء الغربية وأدَت تماماً، أقله لسنوات عدة، موضوع الانضمام. وفي أي حال، تجدر الإشارة إلى أن اللغة الفرنسية في الجزائر تخسر الكثير من مكانتها لصلح الإنجليزية رغم أنه ما زالت قيد الاستخدام حتى في عدد من الدوائر الرسمية.

الفرنسية خامس لغة في العالم

تنظر باريس إلى القمة على أنها «إحدى الأحداث الرئيسية التي عرفتها فرنسا في عام 2024» وآخرها الألعاب الأولمبية والبارأولمبية. بيد أنها أكثر من ذلك؛ إذ إنها توفر الفرصة للنظر في حالة اللغة الفرنسية عبر العالم والتحديات التي تواجهها في العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي. ووفق إحصائيات المنظمة، فإن ما لا يقل عن 321 مليون نسمة، في القارات الخمس، يتحدثون بالفرنسية في حين يبلغ العدد السكاني للدول المنضوية تحت لوائها 1.2 مليار نسمة مع نسبة 16 في المائة من الثروة العالمية.

والدفاع عن الفرنسية والسعي لنشرها عبر العالم ينظر إليه على أنه «جزء من المعركة للمحافظة ولتعزيز التعددية اللغوية عبر العالم»، خصوصاً بوجه اللغة الإنجليزية.

وتعدّ الفرنسية خامس أكثر اللغات انتشاراً بعد الصينية والإنجليزية والإسبانية والعربية، كما أنها اللغة الرسمية لـ33 دولة عبر العالم. وبادرت فرنسا إلى تخصيص قصر في مدينة فيلير - كوتريه الواقعة على مسافة 90 كلم شمال شرق العاصمة ليكون مقراً لـ«المدينة الدولية للغة الفرنسية» وفيه ستجرى فعاليات اليوم الأول للقمة على أن تنتقل بعدها إلى القصر الكبير (Grand Palais) في باريس الواقع على بعد رمية حجر من قصر الإليزيه. وقالت مصادر الرئاسة إن ماكرون عمد إلى دعوة الكثير من رؤساء المنظمات الدولية إلى القمة وقادة الدول القريبة من فرنسا والراغبة في التعاون والتشارك مع المنظمة الدولية. ومن المدعوين أمين عام الأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش الذي اعتذر عن عدم الحضور بسبب الأوضاع الدولية، لكنه سيشارك عبر كلمة مسجلة. ويقع مقر المنظمة في أحد الأحياء الراقية في باريس.

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ما زالت بلاده ترفض الانضمام إلى المنظمة الفرنكوفونية رغم المحاولات الفرنسية (د.ب.أ)

الإبداع... التجديد... المبادرة

يراد للمنظمة الفرنكوفونية أن تكون جامعة شاملة بمعنى أن يكون لها، إلى جانب الدفاع عن اللغة الفرنسية والترويج لها، اهتمامات ثقافية وفنية واجتماعية وعلمية، لكن أيضاً اقتصادية وسياسية. ويريد القيمون عليها إيلاء الشباب والنساء المكانة التي يستحقونها. وتنعقد القمة هذا العام تحت شعار: «الإبداع، التجديد والمبادرة»، والأهم أن حصولها يتم في ظل تحديات كبرى لغوية وجيو - سياسية واقتصادية وعلمية - تقنية. وأفادت مصادر المنظمة بأن اجتماعاً مغلقاً لرؤساء الدول والوفود سيحصل للنظر في الملفات السياسية الساخنة، ومنها الحرب في أوكرانيا والحروب في الشرق الأوسط. والجمعة، ستتم عملية التسلم والتسليم بين رئاسة القمة السابقة (تونس) والرئاسة الجديدة (فرنسا). وستلقى في اليوم الأول كلمات عدة وتختتم بمؤتمر صحافي يعقده الرئيس ماكرون ورئيس/ة الدولة للرئاسة المقبلة.

ولا تقتصر الأنشطة على الفعاليات الرسمية؛ إذ إن القمة تترافق مع أنشطة فنية وثقافية ومجموعة من الحوارات في إطار طاولات مستديرة ستطرح خلالها ملفات رئيسية، مثل الفرنسية في ظل التحدي الرقمي وموقع الذكاء الاصطناعي.