تركيا تحذر من استمرار الحرب في أوكرانيا وتكلفتها على العالم

أبدت قلقها من بروز التهديد باستخدام أسلحة الدمار الشامل

من لقاء سابق بين إردوغان وبوتين (أرشيفية - الرئاسة التركية)
من لقاء سابق بين إردوغان وبوتين (أرشيفية - الرئاسة التركية)
TT

تركيا تحذر من استمرار الحرب في أوكرانيا وتكلفتها على العالم

من لقاء سابق بين إردوغان وبوتين (أرشيفية - الرئاسة التركية)
من لقاء سابق بين إردوغان وبوتين (أرشيفية - الرئاسة التركية)

حذرت تركيا من خطر استمرار نمو وانتشار الحرب في أوكرانيا، وارتفاع تكلفتها على العالم، واستخدام أسلحة الدمار الشامل، مؤكدة أنه سيكون من المفيد بدء وقف إطلاق النار، وبدء محادثات للسلام بين روسيا وأوكرانيا. وقال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إن الاستقطاب والانقسامات العالمية بسبب الحرب تتعمق، وقد وجهت روسيا معسكرها إلى منطقة تحالف أخرى، وأوروبا في تحالف آخر، وهناك خطر التوسع، واستخدام القوة وأسلحة الدمار الشامل، ويجب أن يتوقف كل ذلك الآن.

وأضاف فيدان، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التشيكي يان لبافسكي عقب مباحثاتهما في أنقرة، الثلاثاء: أن «الحرب بين روسيا وأوكرانيا لا تزال تهدد المنطقة، وأن تكلفتها المستمرة على المنطقة والعالم أخطر كثيراً، وهذا الخطر قد ينمو وينتشر». وتابع: «لقد تم خلق مناخ سياسي ونفسي لحل القضية من خلال الحوار بدلاً من السلاح. هناك حاجة كبيرة للسلام. لدينا رؤية لإنهاء كل الحروب، نحن ندعم وحدة أراضي أوكرانيا، ونعارض احتلالها، لكن هذه الحرب تحولت الآن إلى حرب أكبر»، مشيراً إلى أنه سيكون من المفيد بدء وقف إطلاق النار ومحادثات السلام.

في السياق نفسه، تطرق فيدان، خلال مقابلة تلفزيونية ليل الاثنين - الثلاثاء، إلى لقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، على هامش اجتماعات وزراء خارجية دول مجموعة «بريكس» في 11 يونيو (حزيران) الحالي، قائلاً إن هناك رسائل بعث بها الرئيس رجب طيب إردوغان، منها أن قضية أوكرانيا مهمة للغاية.

جانب من لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية التركي هاكان فيدان بموسكو في 11 يونيو (الخارجية التركية)

وأضاف: «بحثنا أين نقف، وأكدنا أن تكلفة الحرب المستمرة على المنطقة والعالم مرتفعة للغاية، والأسوأ من ذلك أن هذا الخطر قد ينمو وينتشر جغرافياً ومنهجياً، وأن الأسلحة النووية قد تأتي إلى الواجهة، وقد رأيت هذا خلال رحلتي إلى الصين وروسيا».

وتابع: «حتى الآن لم تمتد الحرب إلى أماكن أخرى، لكننا نرى أن الانقسام في العالم يزداد، وتتجه روسيا والصين وإيران نحو الشراكة الهيكلية، هذا ما تجلبه الحرب، أبلغنا محاورينا بأن السلام ضروري فيما يتعلق بأوكرانيا وأن روسيا يجب أن تحدد موقفها، وفي واقع الأمر، بعد يومين، قام السيد بوتين بإدراج شروط روسيا لوقف الحرب الأوكرانية، بنداً بنداً».

وقال فيدان: «كان من المهم بالنسبة للسيد بوتين أن يعبر عن ذلك. قلقنا الأكبر هو أن الحرب سوف تستمر. البنية التحتية لأوكرانيا على وشك التدمير، وقُتل أكثر من 500 ألف شخص، ونحن في وضع انتقلت فيه الحرب إلى روسيا».

وأضاف: «نرى دائماً أساساً لعملية التفاوض، من الضروري مساعدته قليلاً، هناك انتخابات حاسمة في أوروبا والولايات المتحدة، وهناك ميل للانتظار قليلاً، ولا يريد كل طرف أن يظهر ضعفاً في موقفه بأن تكون أول من ينادي بالسلام والتفاوض والحوار».

وواصل: «صرحوا، خصوصاً السيد بوتين، بأنهم لن يترددوا في استخدام الأسلحة النووية، وهذا هو بالضبط هو الموضوع الذي أكدنا عليه، وحذرنا منه منذ البداية، وسيستمر هذا الخطر ما استمرت الحرب، ليس هناك مفر من هذا، وسيتعين على كل جانب استخدام أساليب تغيير قواعد اللعبة». واستذكر فيدان لقاء مدير هيئة المخابرات الخارجية الروسية، سيرغي ناريشكين، مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز في أنقرة في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2022، ووصفه بـ«التاريخي».

وقال: «اللقاء كان تاريخياً، والنتائج كانت مهمة للغاية، بما في ذلك ما يخص عدم استخدام الأسلحة النووية، ربما سيكشفون عن تفاصيله بعد سنوات».

وكان الاجتماع قد عُقد بوساطة المخابرات التركية التي كان وزير الخارجية التركي الحالي هاكان فيدان يرأسها في ذلك الوقت.

وأشار فيدان إلى أن الرئيس رجب طيب إردوغان يخطط لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة شنغهاي التي ستعقد في أستانا يومي 3 و4 يوليو (تموز) المقبل، وستكون الحرب في أوكرانيا في مقدمة أجندة القضايا التي سيجري بحثها.


مقالات ذات صلة

أوستن يؤكد لأميروف قبيل انعقاد قمة «الناتو» التزام أميركا بدعم سيادة أوكرانيا وأمنها

أوروبا الرئيس الأوكراني يجلس داخل مقاتلة «إف 16» خلال زيارة إلى الدنمارك في أغسطس الماضي (رويترز)

أوستن يؤكد لأميروف قبيل انعقاد قمة «الناتو» التزام أميركا بدعم سيادة أوكرانيا وأمنها

وزير الدفاع الأميركي أكد لنظيره الأوكراني، رستم أميروف، الثلاثاء، التزام الولايات المتحدة المستمر بدعم سيادة أوكرانيا وأمنها.

إيلي يوسف (واشنطن) «الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا قادة الاتحاد الأوروبي في صورة جماعية في بروكسل (إ.ب.أ)

عقب تسلمه رئاسة الاتحاد الأوروبي... أوربان يلتقي زيلينسكي في كييف

رئيس الوزراء المجري بدأ الثلاثاء أول زيارة له لأوكرانيا منذ بدء الاجتياح الروسي في فبراير من عام 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

بعد حديث ترمب عن إنهاء الحرب... روسيا «لا يمكنها التعليق» على مقترحه

كشف دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، الثلاثاء، أن روسيا لا يمكنها التعليق على مقترح دونالد ترمب لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جنديان روسيان يطلقان النار من قاذفة صواريخ من طراز BM-21 «غراد» 122 ملم في مكان غير محدد بأوكرانيا (أ.ب)

موسكو تؤكد تدمير 5 مقاتلات أوكرانية من طراز «سوخوي - 27»

قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم (الثلاثاء) إنها دمرت 5 مقاتلات أوكرانية من طراز «سوخوي - 27» وألحقت أضراراً بطائرتين أخريين في مطار ميرهورود.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف 2 يوليو 2024 (رويترز)

أوربان يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في أوكرانيا من أجل تسريع محادثات السلام

حث رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على النظر في «وقف إطلاق النار» في أسرع وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (كييف )

انسحابات متبادلة للمرشحين لمنع وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في فرنسا

فرنسي يوزع منشورات انتخابية لليمين المتطرف الثلاثاء (أ.ف.ب)
فرنسي يوزع منشورات انتخابية لليمين المتطرف الثلاثاء (أ.ف.ب)
TT

انسحابات متبادلة للمرشحين لمنع وصول اليمين المتطرف إلى السلطة في فرنسا

فرنسي يوزع منشورات انتخابية لليمين المتطرف الثلاثاء (أ.ف.ب)
فرنسي يوزع منشورات انتخابية لليمين المتطرف الثلاثاء (أ.ف.ب)

كانت الأحزاب السياسية الفرنسية في سباق مع الزمن منذ الإعلان عن نتائج الجولة الانتخابية الأولى التي هيمن عليها حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف الذي أوصلته إلى عتبة السلطة لأول مرة في تاريخ فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولأن الخطر أصبح داهماً، فإن المجموعتين السياسيتين الأخريين (الجبهة الشعبية الجديدة المشكَّلة من تحالف اليسار والخضر؛ وائتلاف الوسط الذي يضم 3 أحزاب داعمة للرئيس إيمانويل ماكرون وعهده) وضعتا، إلى حد كبير، خلافاتهما جانباً، وسعتا لإعادة تشكيل ما يسمى فرنسيا «الجبهة الجمهورية» لغرض وحيد عنوانه قطع طريق الإليزيه على «التجمع الوطني» وعلى رئيسه جوردان بارديلا. أما السبيل إلى ذلك فيمر عبر انسحابات متبادلة للمرشحين من كل طرف الذين حلوا في المرتبة الثالثة لصالح الطرف الآخر. والغرض من ذلك تعزيز حظوظ من بقي في السباق لهزيمة مرشح اليمين المتطرف.

الرئيس إيمانويل ماكرون في جولة له يوم الأحد الماضي في شوارع منتجع «لو توكيه» الراقي شمال البلاد (أ.ف.ب)

الهدف المعلن للجبهة الشعبية الجديدة ولائتلاف اليسار هو حرمان اليمين المتطرف من الحصول على الأكثرية المطلقة في البرلمان الجديد الذي سيولد من رحم جولة الانتخابات الثانية والحاسمة، الأحد المقبل. وكلما ازداد عدد الانسحابات تضاءلت حظوظ اليمين المتطرف في بلوغ الرقم السحري (289 نائباً) الذي يوفر له الأكثرية المطلقة في البرلمان، ويلزم الرئيس ماكرون بتكليف بارديلا بتشكيل الحكومة المقبلة. من هنا، فإن أنظار المسؤولين السياسيين والمراقبين والإعلام منصبَّة على «عداد الانسحابات» الذي أظهر، منتصف نهار الثلاثاء، أن الطرفين المعنيين نجحا في إقناع 208 مرشحين بالانسحاب منهم (127 من اليسار و75 من ائتلاف الوسط).

تعدد الأصوات داخل ائتلاف الوسط

لا تعرف السياسة صداقات ثابتة أو عداوات دائمة بل تقوم على المصالح؛ فخلال 3 أسابيع تبادل المعسكر الرئاسي والجبهة الشعبية كل نوع من أنواع الاتهامات. أما اليوم، فإنهما يعملان معاً لإفشال وصول اليمين المتطرف إلى السلطة. وبينما أرسى اليسار قاعدة الانسحاب شاملة ومن غير استثناءات، فقد بانت الانقسامات وتعدد الآراء داخل المعسكر الرئاسي ما يبين أن «سطوة» ماكرون قد تراجعت إلى حد بعيد. ماكرون يريد انسحاب مرشحيه لصالح مرشحي الجبهة الشعبية الجديدة من غير استثناءات. وفي اجتماع ظهر الاثنين في قصر الإليزيه مع وزرائه، وإزاء تمنُّع بعضهم عن قبول القاعدة التي يريد أن يعملوا بموجبها، قال لهم: «لو لم تأتِ لنا أصوات اليسار (في المعركتين الرئاسيتين عام 2017 و2022) لما كنا هنا في قصر الإليزيه». والممانعة جاءت من رئيس الحكومة غبرييل أتال الذي أعلن أنه إذا كان الغرض «منع التجمع الوطني من الحصول على الأكثرية»، فإن الانسحاب «لن يكون إلا لصالح مرشح اختار الدفاع عن قيم الجمهورية». والمقصود من هذا الكلام استبعاد الانسحاب لصالح مرشحي حزب «فرنسا الأبية» الذي ما انقطع أتال عن مهاجمة رئيسه جان لوك ميلونشون، واتهامه بمعاداة السامية، وزرع الفوضى، وعدم احترام قيم الجمهورية.

مارين لوبن زعيمة اليمين المتطرف والحالمة بالفوز بالانتخابات الرئاسية خارجة الثلاثاء من مقر حزبها في باريس (أ.ف.ب)

ليس أتال وحده من يتبنى هذه المقاربة فإدوار فيليب، رئيس الحكومة السابق ورئيس حزب «هورايزون» المنتمي إلى ائتلاف الوسط حسم موقفه بالقول: «لا يتعين أن يذهب أي صوت لا إلى مرشحي التجمع الوطني، ولا إلى مرشحي (فرنسا الأبية)»، وهو الموقف نفسه الذي تتبناه رئيسة البرلمان المنحل يائيل براون ــ بيفيه وفرنسوا بايرو، رئيس «الحركة الديمقراطية» المنضوية تحت لواء «ائتلاف الوسط». أما برونو لومير، فقد قال لصحيفة «لو فيغارو» في عددها يوم الثلاثاء: «أنا لا أساوي بين (التجمع الوطني) وبين (فرنسا الأبية) فلهما تاريخان مختلفان. لذا أقول إنه يجب ألا يذهب صوت واحد للأول، ولن أصوّت أبداً لحزب (فرنسا الأبية) الذي يتعارض مشروعه الطائفي العلني والمعادي للسامية بشكل خبيث مع أمتنا».

مارين لوبن: ماكرون قام بانقلاب إداري

وإذا كانت مارين لوبن، زعيمة اليمين المتطرف ورئيس حزبها جوردان بارديلا مقتنعين سابقاً بقدرتهما على الحصول على الأكثرية المطلقة، فإنهما عدّلا موقفهما في الأيام الأخيرة، وهما يؤكدان اليوم أنه لو احتاج الحصول على الأكثرية المطلقة لعدد قليل من النواب (ما دون العشرين) فسيسعيان لتوفيرهم من خلال التواصل مع نواب من اليمين إن داخل حزب «الجمهوريون» أو من النواب اليمينيين المستقلين.

رئيس حزب «التجمع الوطني» اليميني المتطرف جوردان بارديلا في وقفة رئاسية له في مقر حزبه وخلفه صورته الضخمة في 9 يونيو الماضي بعد إعلان ماكرون حل البرلمان والدعوة لانتخابات جديدة (أ.ب)

وقالت لوبن، المرشحة الرئاسية السابقة والساعية لخلافة ماكرون في قصر الإليزيه إن معسكره «قد اندثر عملياً» منذ الجولة الانتخابية الأولى، وإنه «من أجل السير بالإصلاحات التي تحتاج لها البلاد، فإنه من الضروري أن يحصل بارديلا على الأكثرية المطلقة في الأيام المقبلة ليعينه ماكرون رئيساً للحكومة».

بالمقابل، ركز المسؤولان هجومهما على «التحالف المغاير للطبيعة»، وفق بارديلا، بين معسكر ماكرون واليسار. أما لوبن فقد اتهمت ماكرون، صباح الثلاثاء، في مقابلة إذاعية بأنه «يقوم بكل ما يستطيعه من أجل إجهاض المسار الديمقراطي» مضيفة أنه «يخطط لمنع التجمع الوطني من تسلُّم السلطة حتى لو حصلنا على الأكثرية المطلقة». كذلك اتهمت ماكرون بالقيام بـ«انقلاب إداري» بسبب استغلاله الأيام الفاصلة بين الجولتين الانتخابيتين الأولى والثانية للقيام بتعيينات إدارية موسعة، وتعيين أوفياء له في مناصب أساسية، وذلك «لمنع جوردان بارديلا من التمكن من حكم البلاد».

حقيقة الأمر أن ماكرون يسعى بكل الوسائل من أجل الحد من الخسائر التي تسبب بها قراره بحل البرلمان. والسيناريو المفضل بالنسبة إليه أن يفشل اليمين المتطرف وحلفاؤه في الحصول على أكثرية مطلقة، أو أن يقترب منها كثيراً. وبالمقابل لن ينجح «ائتلاف الوسط» في المحافظة على مجموعة نيابية وازنة تشكل القطب القادر على اجتذاب نواب من اليمين واليسار من أجل تشكيل أكثرية متنوعة تضم نواباً من الاشتراكيين والخضر والشيوعيين المستقلين وصولاً إلى نواب من اليمين التقليدي.

ومعضلة ماكرون هي أن ما يسعى إليه يفترض تفكك تحالف اليسار؛ لأن مشروعه يستبعد نواب «فرنسا الأبية» التي تشكل القوة الضاربة للجبهة الشعبية الجديدة. كذلك سعى ماكرون خلال العامين الماضيين إلى توسيع قاعدته السياسية عن طريق اجتذاب نواب من اليمين للانضمام إلى تحالف الأحزاب الداعمة له من غير أن ينجح. وسبق له أن كلف رئيسة حكومته السابقة إليزابيث بورن بهذه المهمة من دون أن تصيب نجاحاً.

غبرييل أتال... هل سيكون رئيساً لأقصر حكومة في زمن الجمهورية الخامسة؟ (إ.ب.أ)

السيناريو الأكثر ترجيحاً اليوم يقوم على وصول 3 مجموعات سياسية إلى البرلمان الجديد لا تمتلك أي واحدة منها الأكثرية المطلقة، وهي غير قادرة على العمل والتعاون فيما بينها. وإذا كان ماكرون مضطراً لتكليف رئيس الحزب الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد (وسيكون دون شك بارديلا)، فإن الأخير سيُضطر للبحث عن حلفاء أو لتشكيل حكومة تتمتع بأكثرية نسبية، ولكن قد تسقط لدى أي اختبار لنيل ثقة البرلمان ما سيدخل فرنسا ليس في أزمة سياسية، ولكن في أزمة نظام قد يكون الخروج منها باستقالة ماكرون «وهو يرفض حتى اليوم هذا الاحتمال»، وتنظيم انتخابات رئاسية جديدة تفتح الباب لعهد جديد.