واشنطن وبرلين تطالبان بدور رئيسي للسلطة الفلسطينية في حكم غزة بعد الحرب

دخان أسود يتصاعد في أعقاب غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في مدينة غزة (د.ب.أ)
دخان أسود يتصاعد في أعقاب غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في مدينة غزة (د.ب.أ)
TT

واشنطن وبرلين تطالبان بدور رئيسي للسلطة الفلسطينية في حكم غزة بعد الحرب

دخان أسود يتصاعد في أعقاب غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في مدينة غزة (د.ب.أ)
دخان أسود يتصاعد في أعقاب غارة جوية إسرائيلية استهدفت مبنى في مدينة غزة (د.ب.أ)

طالبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، والسفير الأميركي لدى إسرائيل، جاكوب ليو، أمس (الاثنين) خلال مؤتمر في مدينة هرتسليا الإسرائيلية، بأن يكون للسلطة الفلسطينية، بعد إصلاحها، دور رئيسي في حُكم غزة، بعد انتهاء الحرب في القطاع.

وقال السفير الأميركي: «يجب أن تكون السلطة الفلسطينية جزءاً» من «اليوم التالي» لانتهاء الحرب في قطاع غزة، مشدّداً على الحاجة إلى «إدارة مدنية» للقطاع الذي دمّرته 8 أشهر ونصف شهر من الحرب.

والسلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس لا تحكم سوى الضفة الغربية المحتلة، منذ طردتها حركة «حماس» من قطاع غزة في 2007. وتطالب واشنطن بإصلاح السلطة حتى تتمكن من أداء دور رئيسي في البنيان السياسي المقبل للقطاع، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأضاف ليو: «علينا أن نجد طريقة لجعل هؤلاء الأشخاص يعملون معاً بطريقة تناسب احتياجات الجميع. أعتقد أنّ هذا الأمر ممكن»؛ مشيراً إلى أنّ وجود سلطة فلسطينية في غزة يمكن أن يكون مفيداً أيضاً لإسرائيل التي تسعى للقضاء على «حماس».

وجدّد السفير الأميركي التأكيد على أنّ الولايات المتّحدة تؤيد «حلّ الدولتين»، أي قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل، وتضمن «أمن وكرامة» الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة.

وحذّر ليو من أنّ «وصف هذا الأمر بأنه انتصار لـ(حماس) سيكون بمثابة أخذ الأمور في الاتّجاه المعاكس»، في إشارة إلى موقف الحكومة الإسرائيلية التي ترى أنّ قيام دولة فلسطينية سيكون بمثابة «مكافأة» لـ«حماس» على الهجوم غير المسبوق الذي شنّته على جنوب الدولة العبرية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وأسفر هجوم «حماس» على جنوب إسرائيل عن مقتل 1195 شخصاً، معظمهم مدنيون، حسب حصيلة لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش إنّهم لقوا مصرعهم.

وتردّ إسرائيل بحملة عنيفة من القصف والغارات والهجمات البرّية، أدّت إلى مقتل ما لا يقلّ عن 37 ألفاً و626 شخصاً، معظمهم من المدنيين في قطاع غزة، حسب وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».

بدورها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى «حلّ الدولتين» كونه «الطريق الأفضل نحو سلام دائم»، و«إصلاح» من دون «تدمير» السلطة الفلسطينية.

وخلال المؤتمر الذي حضره أيضاً كثير من كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي، حذّرت بيربوك من أنّ «تدمير وزعزعة استقرار الهياكل القائمة للسلطة الفلسطينية هو أمر خطر، ويؤدّي إلى نتائج عكسية».

جاءت هذه التصريحات غداة إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، أنّ مرحلة المعارك «العنيفة» ضدّ مقاتلي «حماس»، لا سيما في مدينة رفح جنوبي القطاع: «على وشك الانتهاء»؛ لكن الحرب مستمرة.

وعندما سُئل عن سيناريوهات ما بعد الحرب، أعلن نتنياهو أنّ إسرائيل سيكون لها دور تؤدّيه على «المدى القصير» من خلال «سيطرة عسكرية».

وأضاف نتنياهو: «نريد أيضاً إنشاء إدارة مدنية، بالتعاون مع فلسطينيين محليين إن أمكن، وربما بدعم خارجي من دول المنطقة، بغية إدارة الإمدادات الإنسانية، وفي وقت لاحق، الشؤون المدنية في قطاع غزة».


مقالات ذات صلة

لماذا تجنيد المتدينين المتشددين في إسرائيل قد يقوّض حكومة نتنياهو؟

شؤون إقليمية الشرطة الإسرائيلية تبعد المتظاهرين عن الطريق في القدس (رويترز)

لماذا تجنيد المتدينين المتشددين في إسرائيل قد يقوّض حكومة نتنياهو؟

في خضم الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة، يخوض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مواجهة سياسية على جبهة أخرى.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب )
شمال افريقيا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو يسعى لتأجيل محاكمته 9 شهور بسبب الحرب

تقدم طاقم الدفاع عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بطلب رسمي لتأجيل مسار محاكمته تسعة شهور؛ «لأنه مشغول في إدارة الحرب».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع قائد القيادة الشمالية الإسرائيلية أوري غوردين خلال حضورهما تمارين عسكرية في الجليل اليوم (مكتب الإعلام الحكومي - د.ب.أ)

غالانت يلتقي سوليفان... ويهدّد «حماس» و«حزب الله» بعواقب وخيمة

التقى وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم، مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، وهدّد «حماس» و«حزب الله» بعواقب وخيمة.

هبة القدسي (واشنطن)
شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يلتقي جنود الاحتياط في الشمال ويجيب عن أسئلتهم (د.ب.أ)

نتنياهو يتابع تمريناً عسكرياً على الحدود مع لبنان

تفقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم (الأربعاء)، الحدود الإسرائيلية مع لبنان، حيث تابع تمريناً عسكرياً.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي أطفال عند مركز لتوزيع المساعدات الغذائية في خان يونس الأربعاء (رويترز)

غالانت ينتقد رئيس حكومته في البيت الأبيض

وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، انتقادات لاسعة إلى رئيس حكومته، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، بسبب طريقته في مهاجمة إدارة الرئيس جو بايدن.

نظير مجلي (تل أبيب)

سفينة تنجو من 5 صواريخ في البحر الأحمر... وغارات غربية في تعز

واشنطن سحبت حاملة الطائرات «أيزنهاور» من البحر الأحمر وأرسلت الحاملة «روزفلت» (أ.ف.ب)
واشنطن سحبت حاملة الطائرات «أيزنهاور» من البحر الأحمر وأرسلت الحاملة «روزفلت» (أ.ف.ب)
TT

سفينة تنجو من 5 صواريخ في البحر الأحمر... وغارات غربية في تعز

واشنطن سحبت حاملة الطائرات «أيزنهاور» من البحر الأحمر وأرسلت الحاملة «روزفلت» (أ.ف.ب)
واشنطن سحبت حاملة الطائرات «أيزنهاور» من البحر الأحمر وأرسلت الحاملة «روزفلت» (أ.ف.ب)

غداة قرار جديد لمجلس الأمن الدولي دعا فيه الحوثيين إلى وقف الهجمات ضد السفن، أفادت هيئة بريطانية بحرية، الجمعة، بتعرض سفينة في البحر الأحمر للهجوم بخمسة صواريخ دون إصابتها، فيما أقرت الجماعة الموالية لإيران بتلقيها أربع غارات غربية في تعز (جنوب غرب).

ومنذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تشن الجماعة هجماتها في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي؛ إذ تحاول منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل، كما تدّعي، بغضّ النظر عن جنسيتها، وكذا السفن الأميركية والبريطانية، كما أعلنت أخيراً توسيع الهجمات إلى البحر المتوسط، وتبنّت هجمات في موانئ إسرائيلية، بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لإيران.

وفي حين يواصل الجيش الأميركي توجيه الضربات الاستباقية أملاً في الحد من هجمات الحوثيين، أفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، الجمعة، بأن ربان سفينة أبلغ عن سقوط 5 صواريخ بالقرب من سفينته المتجهة شمالاً في البحر الأحمر على بعد 150 ميلاً بحرياً شمال غربي مدينة الحديدة اليمنية، دون وقوع أضرار.

وفي وقت سابق، الخميس، تبنى المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، مهاجمة سفينة تدعى «سيجوي» في البحر الأحمر بزورق مسير وعدد من الصواريخ والطائرات من دون طيار، كما زعم تنفيذ هدف حيوي إسرائيلي في حيفا بالاشتراك مع فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران.

كما تبنّى زعيم الجماعة الحوثية عبد الملك الحوثي، في خطبته الأسبوعية، الخميس، تنفيذ أربع هجمات ضد السفن خلال أسبوع، وذلك في الشهر الثامن من تصعيد الجماعة البحري، ليبلغ عدد السفن المهاجمة نحو 160 سفينة.

في غضون ذلك، أقرت الجماعة الانقلابية، الجمعة، بتلقي أربع غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية» استهدفت منطقة الظهرة في مديرية ماوية شرق محافظة تعز، ولم تتحدث الجماعة عن آثار هذه الضربات، كما لم يعلن عنها الجيش الأميركي على الفور.

من جهتها، أوضحت القوات المركزية الأميركية، في بيان، أن قواتها نجحت، الخميس، في تدمير طائرة من دون طيار أطلقها الحوثيون المدعومون من إيران نحو البحر الأحمر، وكانت تمثل تهديداً وشيكاً للولايات المتحدة وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة.

ووصف البيان الأميركي سلوك الحوثيين بـ«الخبيث والمتهور»، وقال إنه «يهدد الاستقرار الإقليمي، ويعرض حياة البحارة عبر البحر الأحمر وخليج عدن للخطر».

كانت الولايات المتحدة قد أطلقت تحالفاً دولياً، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سمَّته «حارس الازدهار»، لحماية الملاحة في البحر الأحمر، وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها على الأرض، وشاركتها بريطانيا في 5 مناسبات حتى الآن، كما شارك عدد من سفن الاتحاد الأوروبي ضمن عملية «أسبيدس» في التصدي لهجمات الجماعة.

وبلغ عدد الغارات الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين على الأرض، منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، نحو 530 غارة، أدَّت في مجملها، حتى الآن، إلى مقتل 58 عنصراً، وجرح 86 آخرين، وفق ما اعترفت به الجماعة.

وقف الهجمات فوراً

على وقع تصاعد الهجمات الحوثية اعتمد مجلس الأمن، الخميس، قراراً يجدد فيه مطالبته للحوثيين بالكف فوراً عن جميع الهجمات ضد سفن النقل والسفن التجارية في البحر الأحمر.

وحظي القرار الذي حمل الرقم 2739، وقدمت مشروعه الولايات المتحدة واليابان، بتأييد 12 عضواً، في حين امتنعت الجزائر والصين وروسيا عن التصويت عليه.

مسلح حوثي على متن السفينة المقرصنة «غالاكسي ليدر» شمال مدينة الحديدة (رويترز)

ويطالب القرار الحوثيين بإطلاق سراح السفينة «غالاكسي ليدر» وطاقمها فوراً، كما يحث على توخي الحذر وضبط النفس لتجنب المزيد من تصعيد الوضع في البحر الأحمر وعلى صعيد المنطقة ككل.

وشجع قرار مجلس الأمن على تعزيز الدبلوماسية التي تبذلها جميع الأطراف لتحقيق هذه الغاية، بما في ذلك مواصلة تقديم الدعم للحوار وعملية السلام في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة.

وأعطت الهجمات الحوثية المتلاحقة في الشهر الحالي انطباعاً عن ضراوة الهجمات وفاعليتها، خصوصاً مع غرق السفينة اليونانية «توتور» في البحر الأحمر، لتصبح ثاني سفينة تغرق بعد السفينة البريطانية «روبيمار»، وتهديد سفينتين على الأقل بمصير مماثل، لتضاف إلى السفينة المقرصنة «غالاكسي ليدر» منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ويقول سياسيون يمنيون إن خطة الولايات المتحدة للتصدي للحوثيين لم تحقق هدفها، حيث لا تزال هجمات الجماعة تتصاعد رغم الضربات التي تلقتها، كما يرون أن هناك حاجةً لمزيد من الجدية لإدراك ما يمثله الخطر الحوثي على المنطقة والعالم.

السفينة اليونانية «توتور» الغارقة في البحر الأحمر عقب هجوم حوثي (إ.ب.أ)

وأصابت الهجمات الحوثية حتى الآن نحو 28 سفينة منذ بدء التصعيد، غرقت منها اثنتان، حيث أدى هجوم في 18 فبراير (شباط) إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور» التي استُهدفت في 12 يونيو (حزيران) الحالي.

كما أدى هجوم صاروخي في 6 مارس (آذار) الماضي إلى مقتل 3 بحارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف في خليج عدن سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية.

وإلى جانب الإصابات التي لحقت بالسفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر» التي قرصنتها في نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.