يتوقّع وزير الداخلية المحلي بولاية هامبورغ الألمانية، أندي جروته، تنفيذ أول الترحيلات بحق مجرمين أفغان في ألمانيا إلى بلادهم في غضون أسابيع قليلة.
وقال جروته (الجمعة) في بوتسدام قبل اليوم الأخير لمؤتمر وزراء الداخلية الألمان: «أفترض أن هذا سينجح خلال الأسابيع المقبلة»، مضيفاً أن لديه انطباعاً بأن الحكومة الألمانية تُعدّ للمشروع «بعزم كبير».
ولم يرغب جروته في تحديد فترة معينة لبدء الترحيل، مشيراً إلى أن الولايات جميعها مطالَبة بتحديد حالات المجرمين الأفغان، والأشخاص الخطرين الملزمين قانوناً بمغادرة البلاد، مضيفاً أنه سيتم الآن التعامل مع هذه الحالات، مشيراً إلى أنه رصد خلال اجتماع وزراء الداخلية في بوتسدام وجود «اتفاق كبير» على هذا الأمر، مؤكداً ضرورة أن تقوم الحكومة الاتحادية «بتنفيذه بسرعة».
ويدعو جروته إلى ترحيل المجرمين والخطرين أمنياً إلى أفغانستان وسوريا. وقال جروته، وهو المتحدث باسم الولايات التي يقودها «الحزب الاشتراكي الديمقراطي» في المؤتمر، في تصريحات لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «على أي شخص يرتكب جرائم خطرة هنا مغادرة البلاد، حتى لو جاء من أفغانستان، على سبيل المثال»، موضحاً أن مصالح الأمن لألمانيا تفوق هنا مصالح مرتكب الجريمة في الحماية. وفي المقابل لا تزال هناك مشكلات في التنفيذ، حيث تواجه الخطط انتقادات من منظمات معنية باللاجئين. وفي أعقاب هجوم بسكين نفذه أفغاني في مدينة مانهايم، وأودى بحياة شرطي وإصابة أفراد آخرين، أعلن المستشار أولاف شولتس أنه سيسمح مجدداً بترحيل المجرمين الخطرين إلى أفغانستان وسوريا.
إلى ذلك، ذكر تقرير نشرته مجلة «دير شبيغل» الألمانية، (الأحد)، أن الحكومة تُجري محادثات مع أوزبكستان؛ للسماح بتنفيذ عمليات ترحيل من ألمانيا إلى أفغانستان دون إجراء مشاورات مباشرة مع حركة «طالبان».
وقالت المجلة في التقرير، دون أن تكشف عن مصادرها، إن وفداً من وزارة الداخلية الألمانية سافر إلى طشقند، عاصمة أوزبكستان، في أواخر مايو (أيار) لهذا الغرض. واقترح الوفد على حكومة أوزبكستان إيصال أفغان مرشحين للترحيل إلى طشقند أولاً. وذكر التقرير أن من الممكن نقلهم بعد ذلك إلى كابل عبر شركة الطيران الخاصة «كام إير».
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، إن بلادها تدرس ترحيل مهاجرين أفغان، يشكّلون تهديداً أمنياً، إلى وطنهم، بعدما تسببت واقعة طعن في مقتل شرطي، ما أثار مطالبات باتخاذ موقف أكثر صرامةً بشأن الهجرة. واتخاذ مثل هذه الخطوة قد يثير جدلاً لأن ألمانيا لا ترحِّل الأشخاص إلى دول قد يواجهون فيها خطر الموت.