السجن 18 عاماً بحق متهمَين في هجوم نيس عام 2016

نصب تذكاري تظهر عليه صور وأسماء الضحايا الـ86 الذين سقطوا بهجوم الشاحنة الإرهابي في 14 يوليو 2016 بمدينة نيس الفرنسية (رويترز)
نصب تذكاري تظهر عليه صور وأسماء الضحايا الـ86 الذين سقطوا بهجوم الشاحنة الإرهابي في 14 يوليو 2016 بمدينة نيس الفرنسية (رويترز)
TT

السجن 18 عاماً بحق متهمَين في هجوم نيس عام 2016

نصب تذكاري تظهر عليه صور وأسماء الضحايا الـ86 الذين سقطوا بهجوم الشاحنة الإرهابي في 14 يوليو 2016 بمدينة نيس الفرنسية (رويترز)
نصب تذكاري تظهر عليه صور وأسماء الضحايا الـ86 الذين سقطوا بهجوم الشاحنة الإرهابي في 14 يوليو 2016 بمدينة نيس الفرنسية (رويترز)

أصدرت محكمة الجنايات الخاصة في باريس، اليوم الخميس، حكماً بالسجن 18 عاماً بحق اثنين من المتهمين بأداء دور في هجوم نيس، الذي خلف 86 قتيلاً، في 14 يوليو (تموز) 2016، وهو ثاني أكثر الهجمات حصداً للأرواح في فرنسا.

ولم يستأنف الحكم الابتدائي سوى اثنين من المتهمين الثمانية في القضية، محمد غريب وشكري شفرود، وهما صديقان للتونسي محمد لحويج بوهلال (31 عاماً)، منفّذ الهجوم الذي اقتحم حشداً بشاحنة في المدينة الواقعة بجنوب شرقي فرنسا.

وأُدينَ غريب وشفرود بتهمة التآمر الإرهابي، وحُكم عليهما بالسجن لمدة 18 عاماً في الطور الابتدائي، في ديسمبر (كانون الأول) 2022.

بينما طلبت النيابة العامة ابتدائياً السجن لمدة 15 عاماً بحق الرجلين، طلبت المدّعية العامة نعيمة رودلوف في الاستئناف العقوبة القصوى المنصوص عليها؛ أي السجن لمدة 20 عاماً.

وقال محمد غريب، قبل مداولات هيئة المحكمة: «أعطوني فرصة»، مضيفاً: «لست إرهابياً، يمكن إعادة تأهيلي. أنا لست خطراً، أنا ضد كل أشكال العنف».

ولم يرغب المتهم الثاني في التحدث.

وطالب محامو المتهمين، يومي الثلاثاء والأربعاء، بتبرئتهما، لاعتقادهم أن القضية مبنية فقط على «تخيلات» و«افتراضات».

وأُدين محمد غريب (48 عاماً)، وهو تونسي كان يعمل موظف استقبال بفندق فرنسي، وشكري شفرود (44 عاماً)، وهو مهاجر تونسي غير نظامي، بتقديم «دعم لوجستي وأيديولوجي» لمنفّذ هجوم نيس.

تقر النيابة العامة بأن المتهمين ليسا متواطئين أو مشاركين في هجوم محمد لحويج بوهلال، لكنها تقول إن الأخير طلب منهما تزويده بالسلاح، ومن الممكن أن يكونا مرتبطين بتأجير الشاحنة التي استخدمها في الهجوم.

رسائل

أثناء المحاكمة، كرر المتهمان أنهما لم يبحثا عن سلاح لمحمد لحويج بوهلال، لكن شفرود أعطى عدة روايات حول هذا الموضوع، وأنهما لم يكونا مرتبطين بتأجير الشاحنة.

وقبل أيام قليلة من الهجوم، دعا محمد لحويج بوهلال الرجلين بشكل منفصل للصعود معه في شاحنته، وأقر الادعاء بأن الأمر لم يكن يتعلق بإجراء استطلاع بهدف الهجوم.

يتحدر شكري شفرود من عائلة ريفية في جنوب تونس، وترك المدرسة في سن الحادية عشرة.

وبعد زيارة أولى إلى نيس، في صيف 2015 حيث التقى محمد لحويج بوهلال للمرة الأولى، عاد إلى تونس بداية 2016، وبقي على اتصال بمواطنه، قبل أن يعود بشكل غير نظامي إلى نيس في ربيع 2016.

في يناير (كانون الثاني) 2015، بعد ثلاثة أيام من الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو»، والذي خلف اثني عشر قتيلاً، كتب محمد لحويج بوهلال على شبكات التواصل الاجتماعي: «متضامن مع شارلي (Je suis Charlie)»، فردّ عليه محمد غريب: «أنا لست متضامناً مع شارلي (...) أرأيت كيف أرسل الله جنوده للقضاء عليهم...».

في البداية، نفى غريب أنه كتب رسائل الكراهية هذه، قبل أن يقر في الاستئناف بأنه كتبها، قائلاً: «عندما أرى ما كتبت أشعر بالخجل».


مقالات ذات صلة

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

شمال افريقيا الرئيس التونسي قيس سعيّد في اجتماع قبل أيام حول ملف الهجرة غير النظامية مع وزير الداخلية خالد النوري وكاتب الدولة للأمن سفيان بالصادق (من موقع الرئاسة التونسية)

تونس: إيقافات ومحاكمات لتونسيين وأفارقة متهمين بتهريب البشر

كشفت مصادر أمنية وقضائية رسمية تونسية أن الأيام الماضية شهدت حوادث عديدة في ملف «تهريب البشر» من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء نحو تونس.

كمال بن يونس (تونس)
شؤون إقليمية مجلس الأمن القومي التركي برئاسة إردوغان أكد استمرار العمليات العسكرية ودعم الحل في سوريا (الرئاسة التركية)

تركيا ستواصل عملياتها ضد «الإرهاب» ودعم الحل السياسي في سوريا

أكدت تركيا أنها ستواصل عملياتها الهادفة إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا إلى جانب تكثيف جهود الحل السياسي بما يتوافق مع تطلعات ومصالح الشعب السوري.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا قوات باكستانية خلال دورية في بيشاور (وسائل إعلام باكستانية)

فشل جهود الحكومة الباكستانية في منع تصاعد العنف بالبلاد

استمر العنف في الارتفاع بمقاطعتين مضطربتين في باكستان مع مواصلة الجيش المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب في شمال غربي وجنوب غربي البلاد

عمر فاروق (إسلام آباد )
أوروبا من أمام السفارة الإسرائيلية في استوكهولم (إ.ب.أ)

السويد تلمّح لتورط إيران في هجمات قرب سفارتين إسرائيليتين

أعلنت وكالة الاستخبارات السويدية، الخميس، أن إيران قد تكون متورطة في الانفجارات وإطلاق النار قرب السفارتين الإسرائيليتين في السويد والدنمارك هذا الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
الولايات المتحدة​ عافية صديقي (متداولة)

«سيدة القاعدة» السجينة تقاضي الولايات المتحدة لتعرُّضها لاعتداءات جسدية وجنسية

رفعت سيدة باكستانية سجينة في سجن فورت وورث الفيدرالي دعوى قضائية ضد المكتب الفيدرالي للسجون والإدارة الأميركية، قالت فيها إنها تعرَّضت لاعتداءات جسدية وجنسية

«الشرق الأوسط» (تكساس)

جونسون يزعم العثور على جهاز تنصت في حمامه بعد لقائه مع نتنياهو

رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في داونينغ ستريت في لندن عام 2019 (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في داونينغ ستريت في لندن عام 2019 (رويترز)
TT

جونسون يزعم العثور على جهاز تنصت في حمامه بعد لقائه مع نتنياهو

رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في داونينغ ستريت في لندن عام 2019 (رويترز)
رئيس الوزراء البريطاني آنذاك بوريس جونسون يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في داونينغ ستريت في لندن عام 2019 (رويترز)

زعم رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون في كتابه Unleashed أنه اكتشف جهاز تنصت، يستخدم للتنصت على المحادثات الخاصة، في حمامه الشخصي في وزارة الخارجية بعد لقائه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في عام 2017.

ادعى جونسون أن فريق أمنه عثر على الجهاز بعد أن استخدم نتنياهو الحمام. كتب جونسون في كتابه: «... قد يكون الأمر مصادفة أو لا يكون، ولكن قيل لي إنه في وقت لاحق، عندما كانوا يقومون بمسح منتظم لأجهزة التنصت، عثروا على جهاز تنصت في الحمام»، حسبما أفاد تقرير لصحيفة «جيروزاليم بوست» البريطانية.

وعندما سألته صحيفة «التلغراف» البريطانية عن مزيد من التفاصيل، أجاب جونسون: «أعتقد أن كل ما تحتاج إلى معرفته عن هذا الحادث موجود في الكتاب».

ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد على ادعاءات جونسون.

برامج التجسس الإسرائيلية والاتهامات

أفادت صحيفة «التلغراف» بأن إسرائيل اتُهمت بزرع أجهزة تنصت في الوقت نفسه تقريباً في البيت الأبيض. كما اتُهمت إسرائيل بالتجسس على المحكمة الجنائية الدولية لعقود من الزمن، وفقاً لاتهامات وجهها مسؤولون مجهولون لصحيفة «الغارديان» في مايو (أيار).

وفقاً للتقرير، اعترضت المخابرات الإسرائيلية المكالمات الهاتفية والرسائل ورسائل البريد الإلكتروني والوثائق الخاصة بمسؤولي المحكمة الجنائية الدولية، بمن في ذلك المدعي العام كريم خان وسلفه فاتو بنسودا.

ويُزعم أن هذه المعلومات الاستخباراتية زودت بنيامين نتنياهو بمعرفة متقدمة بخطط المحكمة الجنائية الدولية.

في عام 2022، ورد أن جونسون أُبلغ أن مكتبه في رقم 10 داونينغ ستريت كان مستهدفاً بإصابات «متعددة» مشتبه بها باستخدام بيغاسوس، وهو برنامج تجسس إسرائيلي يحوّل الهاتف إلى جهاز تنصت عن بعد، وفقاً لصحيفة «الغارديان».