الكرملين يحذّر داعمي أوكرانيا من العواقب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن خلال اجتماع مع رؤساء وكالات الأنباء العالمية على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي الـ27 في سانت بطرسبرغ بمركز لاختا في سانت بطرسبرغ - روسيا 5 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن خلال اجتماع مع رؤساء وكالات الأنباء العالمية على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي الـ27 في سانت بطرسبرغ بمركز لاختا في سانت بطرسبرغ - روسيا 5 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
TT

الكرملين يحذّر داعمي أوكرانيا من العواقب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتن خلال اجتماع مع رؤساء وكالات الأنباء العالمية على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي الـ27 في سانت بطرسبرغ بمركز لاختا في سانت بطرسبرغ - روسيا 5 يونيو 2024 (إ.ب.أ)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتن خلال اجتماع مع رؤساء وكالات الأنباء العالمية على هامش المنتدى الاقتصادي الدولي الـ27 في سانت بطرسبرغ بمركز لاختا في سانت بطرسبرغ - روسيا 5 يونيو 2024 (إ.ب.أ)

قال الكرملين، الخميس، إنه سيكون هناك بالتأكيد عواقب على الدول الغربية التي تزود أوكرانيا بأسلحة تضرب بها الأراضي الروسية بشكل مباشر، بعد أن قال الرئيس فلاديمير بوتين إنه يدرس تسليح أعداء الغرب رداً على ذلك، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال بوتين لكبار رؤساء تحرير وكالات الأنباء العالمية في سانت بطرسبرغ، الأربعاء، إن روسيا تفكر في تزويد خصوم دول غربية في أنحاء العالم بأسلحة متقدمة بعيدة المدى ذات طبيعة مماثلة لتلك التي يقدمها الغرب لأوكرانيا.

وخص بوتين بالذكر الصواريخ بعيدة المدى التي تحصل عليها أوكرانيا من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وألمح إلى أنه قد يتحرك لتسليح القوات التي تحارب مصالح تلك الدول في الخارج.

وأضاف: «نفكر في أنه إذا كان هناك من يعتقد أنه يستطيع توريد مثل هذه الأسلحة إلى منطقة حرب من أجل ضرب أراضينا وخلق مشاكل لنا، إذن فلماذا لا يكون لدينا الحق في توريد أسلحة من الفئة نفسها لمناطق من العالم ستشنّ ضربات على منشآت حساسة تابعة لتلك الدول التي تفعل ذلك بروسيا؟».

واستطرد قائلاً: «وبالتالي، الرد قد يكون متماثلاً. سنفكر في هذا الأمر».

وزادت تصريحات بوتين من احتمالات تزويد موسكو جماعات تقف ضد المصالح الأميركية والبريطانية بصواريخ بعيدة المدى في مناطق تشهد توتراً مثل الشرق الأوسط.

ورداً على سؤال، الخميس، عما إذا كان الكرملين سيحدد الدول أو المناطق التي قد تزودها روسيا بأسلحة بهذه الطريقة، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: «بالطبع لا. الرئيس قال بالضبط ما يريد أن يقوله، وهذا تصريح مهم للغاية وشفاف للغاية، تقديم أسلحة لإطلاقها علينا لا يمكن أن يمر من دون عواقب، وهذه العواقب آتية لا محالة».

وقالت مصادر لوكالة «رويترز» الشهر الماضي إن الرئيس الأميركي جو بايدن سمح لكييف بإطلاق بعض الأسلحة التي زودتها بها الولايات المتحدة على أهداف عسكرية داخل روسيا. ولا تزال واشنطن تحظر على كييف ضرب روسيا باستخدام منظومة صواريخ «إيه تي إيه سي إم إس»، التي يصل مداها إلى 300 كيلومتر، وغيرها من الأسلحة طويلة المدى التي توفرها الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارة لكييف في الثالث من مايو (أيار) لـ«رويترز»، إن أوكرانيا لديها الحق في استخدام الأسلحة التي قدمتها بريطانيا لضرب أهداف داخل روسيا، وإن الأمر متروك لكييف للقيام بذلك.

وتحدث دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، والرئيس السابق الذي برز واحداً من أكثر الداعمين لمواقف الكرملين، الخميس، بالتفصيل عما تفكر فيه موسكو، قائلاً إن كلمات بوتين تمثل «تغييراً مهماً للغاية» في السياسة الخارجية الروسية.

وأضاف ميدفيديف عبر قناته الرسمية على «تلغرام»: «دعوا الولايات المتحدة وحلفاءها يشعرون الآن بالاستخدام المباشر للأسلحة الروسية من أطراف ثالثة. لم يتم ذكر أسماء هؤلاء الأشخاص أو المناطق عمداً، لكن يمكن أن يكونوا أي شخص يعتبر بيندوستان (كلمة روسية مهينة للولايات المتحدة) ورفاقها أعداء».

وزاد أنه «بغض النظر عن معتقداتهم السياسية والاعتراف الدولي بهم. عدوهم هو الولايات المتحدة؛ لذا فهم أصدقاؤنا». وتحدث عن احتراق ما سماها «منشآت حساسة» تابعة للولايات المتحدة وحلفائها بعد أن ضربتها صواريخ روسية أطلقها «أطراف ثالثة».

وقال ميدفيديف: «سنبتهج بضرباتهم الناجحة بأسلحتنا ضد أعدائنا المشتركين!».


مقالات ذات صلة

بوتين يحذر الولايات المتحدة من نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا

أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (قناة الكرملين عبر «تلغرام»)

بوتين يحذر الولايات المتحدة من نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه إذا نشرت الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، فإن روسيا ستنشر صواريخ في مناطق تمكنها من الوصول إلى الغرب.

المشرق العربي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)

لافروف: ليس واقعياً تدمير «حماس» كلية كما يريد نتنياهو

قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد، إنه ليس واقعياً تدمير «حماس» كلية كما يريد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية لطقة جوية تُظهر ساحة تروكاديرو مع برج إيفل في الخلفية في أثناء رفع العلم الأولمبي خلال حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس (رويترز)

دون علَم أو نشيد وطني... من هم «الرياضيون الفرديون المحايدون» في الأولمبياد؟

مع انطلاق أولمبياد 2024 في باريس، سيتنافس رياضيون من بلدين دون لقب وطني أو علم أو نشيد. بدلاً من ذلك، سيشار إليهم باسم «AIN».

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا القوات الروسية دمرت 7 مسيّرات أوكرانية فوق أراضي مقاطعة ريازان (رويترز)

روسيا: تدمير 21 مسيّرة أوكرانية خلال الليل وصباح اليوم

أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم (السبت) تدمير 21 طائرة دون طيار أوكرانية خلال ساعات الليل والصباح في عدد من مقاطعات البلاد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا نائب وزير الدفاع الروسي السابق دميتري بولغاكوف (رويترز)

السادس بـ«عملية التطهير» الروسية... توقيف نائب وزير الدفاع السابق بشبهة «فساد»

أعلنت السلطات الروسية الجمعة توقيف نائب وزير الدفاع الروسي السابق دميتري بولغاكوف للاشتباه في ضلوعه بفساد.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
TT

أوروبا ترفض دواء لألزهايمر وافقت عليه أميركا بسبب أعراضه الجانبية

المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)
المقر الرئيسي للشركة الأميركية «بايوجين» (Biogen) في ماساتشوستس التي ساهمت في ابتكار دواء «ليكيمبي» مع شركة «إيساي» اليابانية (أ.ب)

اتخذت وكالة الأدوية الأوروبية أمس (الجمعة) قراراً برفض طرح دواء لداء ألزهايمر في الاتحاد الأوروبي يهدف إلى الحد من التدهور المعرفي للمرضى؛ إذ اعتبرت أن هذا العقار المرتقب جداً غير آمن.

ورأت الوكالة الناظمة أن النتائج التي يحققها الدواء المطروح باسم «ليكيمبي» (Leqembi) والمُجاز له في الولايات المتحدة «غير متوازنة مع خطر الآثار الجانبية الخطيرة المرتبطة به»، وأبرزها «احتمال حصول نزف في أدمغة المرضى».

وتوقع الخبراء «خيبة أمل» لدى عدد كبير من المرضى من هذا الرأي الذي تأخذ به عادة المفوضية الأوروبية صاحبة القرار النهائي.

وأكدت شركة الصناعات الدوائية اليابانية «إيساي» (Eisai) التي ابتكرت «ليكيمبي» بالتعاون مع الأميركية «بايوجين» (Biogen) أنها ستتقدم بطلب لـ«إعادة النظر في رأي» وكالة الأدوية الأوروبية، معربةً عن «خيبة أمل شديدة».

ونقل بيان عن المديرة السريرية في «إيساي» لين كرايمر قولها إن «ثمة حاجة كبيرة لا تتم تلبيتها لخيارات علاجية جديدة ومبتكرة تستهدف السبب الكامن وراء تطور المرض».

ورخّصت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في مايو (أيار) 2023 لعقار «ليكيمبي» الذي يشكل ليكانيماب (lecanemab) مكوّنة للمرضى الذين لم يصلوا إلى مرحلة متقدمة من المرض. وأشارت «إيساي» إلى أنه يباع أيضاً في اليابان والصين.

وفشل الباحثون طوال عقود في إحراز تقدّم فعلي في محاربة مرض ألزهايمر الذي يصيب عشرات الملايين من الناس في كل أنحاء العالم.

ويعاني نحو ثمانية ملايين شخص في الاتحاد الأوروبي شكلاً من أشكال الخرف، ويمثل مرض ألزهايمر أكثر من نصف هذه الحالات، وفقاً لموقع «ألزهايمر أوروبا». ولا يتوافر إلى اليوم أي دواء يحقق الشفاء.

أعراض جانبية مثيرة للجدل

ولم يتوصل الطب بعد إلى فهم وافٍ للسبب الدقيق لمرض ألزهايمر، إلّا أن مراقبة أدمغة المرضى تُظهر وجود لويحات أميلويد تتشكل حول الخلايا العصبية وتدمرها على المدى البعيد.

ويؤدي ذلك إلى فقدان الذاكرة الذي يُعدّ أبرز تجليات المرض. وفي المراحل الأخيرة منه، لا يعود المرضى قادرين على القيام بالمهام والأنشطة الحياتية اليومية أو على الانخراط في أحاديث.

ويتيح دواء «ليكيمبي» الذي يؤخَذ عن طريق الوريد مرة كل أسبوعين، تقليل عدد لويحات الأميلويد، وفق ما أظهرت التجارب السريرية. لكن الرأي السلبي لوكالة الأدوية الأوروبية لاحظ «بشكل خاص الظهور المتكرر في الصور الطبية لتشوهات مرتبطة بالأميلويد (...) من بينها تورم ونزف محتمل في أدمغة المرضى».

ورأت اختصاصية التنكس العصبي بجامعة أدنبره البروفيسورة تارا سبايرز جونز أن هذا الرأي الذي أصدرته وكالة الأدوية الأوروبية «سيكون مخيباً لآمال الكثيرين». لكنّها اعتبرت في بيان أن «ثمة أسباباً تدعو إلى الاستمرار في التفاؤل»؛ إذ أظهر ليكانيماب أنه «من الممكن إبطاء تطور المرض». وأضافت: «نحن الآن بحاجة إلى تكثيف جهودنا لاكتشاف أدوية جديدة وأكثر أماناً»، حسبما أفاد تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

«فوارق ثقافية»

أما الأستاذ في مستشفى «يو سي إل» الجامعي في لندن بارت دي ستروبر، فرأى أن قرار وكالة الأدوية الأوروبية «مؤسف ولكنه ليس غير متوقع». واعتبر أن «هذه النتيجة تُظهر التباين الثقافي الكبير في الطريقة التي يُنظر بها إلى المخاطر والابتكار في مختلف المناطق»، ملاحظاً أن «أوروبا تميل إلى النظر لنصف الكوب الفارغ، في حين تنظر دول كالولايات المتحدة والصين واليابان إلى النصف الممتلئ».

وأعطت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الضوء الأخضر مطلع شهر يوليو (تموز) الفائت لطرح دواء جديد آخر لمرض ألزهايمر توصلت إليه شركة «إلاي ليلي» الأميركية يتوقع أن يبطئ تطور المرض.

وباتت القرارات المتعلقة بالأدوية ضد مرض ألزهايمر تخضع لمراقبة من كثب منذ الجدل في شأن «أدوهيلم» (Aduhelm) الذي جرت الموافقة عليه في يونيو (حزيران) 2021، وابتكرته أيضاً شركتا «إيساي» و«بايوجين» ويستهدف لويحات الأميلويد كذلك.

وكان «أدوهيلم» أول دواء معتمد في الولايات المتحدة ضد المرض منذ عام 2003. إلا أنّ هذا العلاج أحدث جدلاً كبيراً؛ إذ عارضت وكالة الأدوية الأميركية رأي لجنة خبراء اعتبروا أن العلاج لم يثبت فاعليته بشكل كافٍ خلال التجارب السريرية. وقيّدت الوكالة في وقت لاحق استخدامه، حاصرة إياه بالأشخاص الذين يعانون حالات خفيفة من المرض.

وأكّد تقرير للكونغرس الأميركي أخيراً أنّ سعر الدواء مرتفع (56 ألف دولار في السنة)، في حين أعلن نظام التأمين الصحي الفيدرالي «ميديكير» المخصص لكبار السن، أنه لن يغطي تكاليفه إلا إذا أُخذ في إطار تجارب سريرية.