زيلينسكي: عودة ترمب للبيت الأبيض قد تلحق هزيمة ساحقة بأوكرانيا

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أرشيفية - رويترز)
TT

زيلينسكي: عودة ترمب للبيت الأبيض قد تلحق هزيمة ساحقة بأوكرانيا

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أرشيفية - رويترز)

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية المقبلة قد يلحق هزيمة ساحقة بأوكرانيا في حال إنهائه دعم بلاده لكييف، عادّاً أن ذلك سينتقص من مكانة الولايات المتحدة عالمياً.

وفي حوار مع صحيفة «الغارديان» البريطانية، قال زيلينسكي إنه ليست لديه «استراتيجية حتى الآن» بشأن ما يجب فعله إذا عاد ترمب إلى البيت الأبيض.

وإذا تغلب ترمب على الرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات المنتظر عقدها في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، فمن المتوقع على نطاق واسع أن يقطع الدعم العسكري الأميركي عن أوكرانيا.

وفي العام الماضي، تفاخر ترمب بأنه قادر على إنهاء الحرب خلال «24 ساعة».

وكان بعض مساعدي ترمب قد رسموا في السابق خطة محتملة لإنهاء الحرب تتضمن إعطاء المناطق الشرقية من أوكرانيا لروسيا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم. لكن زيلينسكي أوضح أن «الأوكرانيين لن يقبلوا بذلك». وأضاف أنهم لن يقبلوا أيضاً بالضغوط الروسية التي تهدف إلى إجبار أوكرانيا على التخلي عن الاندماج مع أوروبا والانضمام مستقبلاً إلى «حلف شمال الأطلسي (الناتو)».

وحذر زيلينسكي بأن عودة ترمب للبيت الأبيض يمكن أن تلحق هزيمة ساحقة بأوكرانيا، مشيراً إلى أنه قد يقطع «الدعم والأسلحة والمال» عن البلاد؛ بل وقد «يعقد صفقات مع شركاء كييف حتى يوقفوا تسليم الأسلحة الحيوية لها».

وأكد الرئيس الأوكراني أن بلاده من دون أسلحة لن تكون قادرة على محاربة الجيش الروسي.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

إلا إن زيلينسكي قال إنه يظن أن هذا السيناريو غير مرجح. لكنه أشار إلى أنه إذا حدث ذلك، فستكون هناك عواقب وخيمة على مكانة الولايات المتحدة في العالم، وكذلك على ترمب شخصياً.

وتابع: «إذا فعل ترمب ذلك؛ فسيصبح رئيساً فاشلاً».

وتوقع زيلينسكي أن ينتهك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أي اتفاق يجري التوصل إليه بوساطة ترمب. وأضاف: «وقف إطلاق النار فخ سينصبه بوتين وسيجعل ترمب يبدو ضعيفاً للغاية في أعين العالم».

وتابع: «الأمر وقتها لن يتعلق بترمب بصفته شخصاً؛ بل بالولايات المتحدة التي لن تكون زعيمة العالم بعدها. نعم ستكون قوية بالدرجة الأولى في الاقتصاد المحلي دون شك. لكن من حيث النفوذ الدولي ستكون مساوية للصفر».

وأشار إلى أن عدم اتخاذ الولايات المتحدة موقفاً صارماً تجاه بوتين سيشجع الدول والزعماء الاستبداديين على تقليد «نهجه العدواني».


مقالات ذات صلة

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

العالم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يسير أمام عدد كبير من جنود بلاده (د.ب.أ)

واشنطن: القوات الكورية الشمالية ستدخل الحرب ضد أوكرانيا «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم (السبت) أن بلاده تتوقع أن آلافاً من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

ترمب يبحث القضايا الأمنية العالمية مع أمين عام «الناتو»

التقى الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في بالم بيتش في ولاية فلوريدا، فيما يدرس تعيين مبعوث خاص لأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته المسائية عبر الفيديو (ا.ف.ب)

زيلينسكي يتهم بوتين بارتكاب جرائم حرب «جديدة»

اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بارتكاب جرائم حرب جديدة بعد الهجوم الصاروخي على مدينة دنيبرو بصاروخ جديد متوسط المدى.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (ا.ب)

أوستن: قوات كوريا الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك في الحرب «قريباً»

أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، اليوم (السبت)، أن بلاده تتوقع أن الآلاف من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا ستشارك «قريباً» في القتال ضد أوكرانيا

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقمة دول مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل (أ.ف.ب)

بايدن وماكرون يناقشان الصراعين في أوكرانيا والشرق الأوسط

قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا الصراعين الدائرين في أوكرانيا والشرق الأوسط.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ماذا نعرف عن الصاروخ «أوريشنيك» الذي أطلقته روسيا على أوكرانيا؟

TT

ماذا نعرف عن الصاروخ «أوريشنيك» الذي أطلقته روسيا على أوكرانيا؟

صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)
صورة نشرتها مؤسسة أوكرانية تُظهر لحظة الهجوم بالصاروخ الباليستي الروسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية (أ.ف.ب)

أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الخميس، بإطلاق بلاده صاروخاً جديداً فرط صوتي على مصنع أسلحة أوكراني. وهذا السلاح، غير المعروف حتى الآن، استخدمته روسيا للمرة الأولى ضد أوكرانيا ولتحذير الغرب.

فيما يلي ما نعرفه عن هذا الصاروخ التجريبي الذي أُطلق عليه اسم «أوريشنيك»:

آلاف الكيلومترات

حتى استخدامه يوم الخميس، لم يكن هذا السلاح الجديد معروفاً. ووصفه بوتين بأنه صاروخ باليستي «متوسط المدى»، يمكنه بالتالي بلوغ أهداف يتراوح مداها بين 3000 و5500 كيلومتر، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

صاروخ «يارس» الباليستي الروسي قبل إطلاقه (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

وحسب الرئيس الروسي، فإن إطلاق الصاروخ كان بمثابة تجربة في الظروف القتالية؛ مما يعني أن هذا السلاح لا يزال قيد التطوير. ولم يعطِ أي إشارة إلى عدد الأنظمة الموجودة، لكنه هدّد بإعادة استخدامه.

تبلغ المسافة بين منطقة أستراخان الروسية التي أُطلق منها صاروخ «أوريشنيك»، الخميس، حسب كييف، ومصنع تصنيع الأقمار الاصطناعية بيفدينماش الذي أصابه الصاروخ في دنيبرو (وسط شرق أوكرانيا)، تقريباً 1000 كيلومتر.

وإذا كان لا يدخل ضمن فئة الصواريخ العابرة للقارات (التي يزيد مداها على 5500 كيلومتر) يمكن لـ«أوريشنيك» إذا أُطلق من الشرق الأقصى الروسي نظرياً أن يضرب أهدافاً على الساحل الغربي للولايات المتحدة.

وقال الباحث في معهد الأمم المتحدة لأبحاث نزع السلاح (Unidir) في جنيف، بافيل بودفيغ، في مقابلة مع وسيلة الإعلام «أوستوروزنو نوفوستي»، إن «(أوريشنيك) يمكنه (أيضاً) أن يهدّد أوروبا بأكملها تقريباً».

وحتى عام 2019 لم يكن بوسع روسيا والولايات المتحدة نشر مثل هذه الصواريخ بموجب معاهدة القوى النووية متوسطة المدى الموقّعة في عام 1987 خلال الحرب الباردة.

لكن في عام 2019 سحب دونالد ترمب واشنطن من هذا النص، متهماً موسكو بانتهاكه؛ مما فتح الطريق أمام سباق تسلح جديد.

3 كلم في الثانية

أوضحت نائبة المتحدث باسم «البنتاغون»، سابرينا سينغ، للصحافة، الخميس، أن «(أوريشنيك) يعتمد على النموذج الروسي للصاروخ الباليستي العابر للقارات RS - 26 Roubej» (المشتق نفسه من RS - 24 Yars).

وقال الخبير العسكري إيان ماتفييف، على تطبيق «تلغرام»، إن «هذا النظام مكلف كثيراً، ولا يتم إنتاجه بكميات كبيرة»، مؤكداً أن الصاروخ يمكن أن يحمل شحنة متفجرة تزن «عدة أطنان».

في عام 2018، تم تجميد برنامج التسليح «RS - 26 Roubej»، الذي يعود أول اختبار ناجح له إلى عام 2012، حسب وكالة «تاس» الحكومية، بسبب عدم توفر الوسائل اللازمة لتنفيذ هذا المشروع «بالتزامن» مع تطوير الجيل الجديد من أنظمة «Avangard» التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ويُفترض أنها قادرة على الوصول إلى هدف في أي مكان في العالم تقريباً.

صاروخ «يارس» الباليستي الروسي على متن شاحنة مدولبة (لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية)

حسب بوتين فإن الصاروخ «أوريشنيك» «في تكوينه غير النووي الذي تفوق سرعته سرعة الصوت» يمكن أن تصل سرعته إلى 10 ماخ، «أو 2.5 إلى 3 كيلومترات في الثانية» (نحو 12350 كلم في الساعة). وأضاف: «لا توجد أي طريقة اليوم للتصدي لمثل هذه الأسلحة».

عدة رؤوس

أخيراً، سيتم تجهيز «أوريشنيك» أيضاً بشحنات قابلة للمناورة في الهواء؛ مما يزيد من صعوبة اعتراضه.

وشدد بوتين على أن «أنظمة الدفاع الجوي المتوفرة حالياً في العالم، وأنظمة الدفاع الصاروخي التي نصبها الأميركيون في أوروبا، لا تعترض هذه الصواريخ. هذا مستبعد».

وأظهر مقطع فيديو للإطلاق الروسي نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ست ومضات قوية متتالية تسقط من السماء وقت الهجوم، في إشارة -حسب الخبراء- إلى أن الصاروخ يحمل ست شحنات على الأقل. يقوم هذا على تجهيز صاروخ بعدة رؤوس حربية، نووية أو تقليدية، يتبع كل منها مساراً مستقلاً عند دخوله الغلاف الجوي.