بلينكن يؤكد من كييف دعم الولايات المتحدة... وزيلينسكي يطالب بدفاعات جوية

واشنطن تتحمل المسؤولية عن الخسائرالأوكرانية الأخيرة

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف (أ.ب)
TT

بلينكن يؤكد من كييف دعم الولايات المتحدة... وزيلينسكي يطالب بدفاعات جوية

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في كييف (أ.ب)

على الرغم من أن الزيارة المفاجئة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، لكييف تهدف إلى رفع معنويات الأوكرانيين وتطمينهم، فإنها كشفت أيضاً حراجة الموقف الذي تسبب فيه تأخير واشنطن لأشهر عدة، تقديمَ مساعداتها، وتحمّلها المسؤولية، ولو جزئياً، عن الخسارات التي مُنيت بها القوات الأوكرانية.

جاءت زيارة بلينكن، وهي الرابعة له للعاصمة الأوكرانية، وسط المكاسب العسكرية الروسية في شمال شرقي أوكرانيا، بعدما كانت إدارة بايدن قد حذرت لعدة أشهر، من أن تأخر الكونغرس في الموافقة على حزمة المساعدات سيجعل أوكرانيا عُرضة للخطر.

وصل على متن قطار ليلي آتياً من بولندا (أ.ب)

منطقة عازلة

وبينما أكد بلينكن للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، أن المساعدات العسكرية الأميركية في طريقها في «وقت صعب» بالنسبة إلى المجهود الحربي الذي تبذله بلاده ضد روسيا، شدد الأخير على أن أكثر ما تحتاج إليه أوكرانيا، في «فترة صعبة بالنسبة لشرق بلادنا» هو توفير أنظمة دفاع جوي لحماية مدينة خاركيف، الشمالية الشرقية، ثاني أكبر مدينة أوكرانية، التي تسعى روسيا للسيطرة عليها.

ورغم ذلك، رجَّح خبراء عسكريون أميركيون أن يقتصر تركيز القوات الروسية التي تتقدم قرب خاركيف على بناء منطقة عازلة بين البلدين على وجه السرعة.

وقال أندريه بيلوسوف، المرشح لمنصب وزير الدفاع الروسي، الثلاثاء، إن المهمة الرئيسية لروسيا هي تحقيق النصر في ساحة المعركة في أوكرانيا بأقل قدر من الخسائر في القوات. وأضاف في جلسة برلمانية: «المهمة الرئيسية بالطبع تظل تحقيق النصر، وضمان تحقيق الأهداف العسكرية والسياسية للعملية العسكرية الخاصة. وفي الوقت نفسه، أرغب في تأكيد ذلك بصفة خاصة، بأقل قدر من الخسائر البشرية».

سفيرة واشنطن في كييف تستقبل بلينكن (أ.ب)

وقال معهد دراسة الحرب في واشنطن، في تقرير نشره الاثنين، إن بناء منطقة عازلة يحظى بالأولوية لدى موسكو، بدلاً من شن هجوم أعمق في منطقة خاركيف.

وشنّت روسيا هجوماً مفاجئاً، الجمعة، على منطقة خاركيف، ثانية كبرى المدن الأوكرانية، في شمال شرقي البلاد قرب الحدود الروسية - الأوكرانية، محققةً «نجاحات تكتيكية» حسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية. وتثير هذه العملية مخاوف من تحقيق روسيا اختراقاً في مواجهة قوات أوكرانية تفتقر إلى الموارد.

وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، قال رئيس الأمن القومي الأوكراني أولكسندر ليتفيننكو، إن «أكثر من 30 ألف» جندي روسي يهاجمون منطقة خاركيف، مقدراً في الوقت نفسه أنه حتى الآن ليس هناك «تهديد» على مدينة خاركيف الواقعة على مسافة نحو 30 كيلومتراً من منطقة القتال والتي كانت تعدّ مليون ونصف المليون نسمة قبل الغزو الروسي.

وقال مسؤول المنطقة العسكرية في خاركيف فولوديمير أوسوف، إن القوات الروسية دخلت عبر «قرى واقعة على الحدود وكان من الصعب علينا الدفاع عنها». وأضاف: «إنهم يتمركزون على أرض مرتفعة ويقصفوننا منها (...) ويشنّون هجمات على مواقعنا». كما أعلن سلاح الجو الأوكراني أنه دمّر 18 مسيّرة من طراز «شاهد» إيرانية الصنع أطلقتها روسيا على مناطق مختلفة خلال الليل. ومن الجانب الروسي، أعلنت وزارة الدفاع أن الدفاعات الجوية في منطقة بيلغورود اعترضت 25 صاروخاً أوكرانياً من طراز «آر إم - 70 فامباير».

ووجه زيلينسكي الشكر الجزيل إلى بلينكن على حزمة المساعدات «الحاسمة» البالغة 61 مليار دولار لبلاده، لكنه أضاف أن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى المساعدات، مشيراً إلى التقدم العسكري الروسي حول مدينة خاركيف في الأيام الأخيرة.

وسيطرت القوات الروسية على قرية أخرى هي لوكيانتسي خلال الليل، وقصفت مدينة خاركيف، صباح الثلاثاء، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص.

 

الدفاع الجوي أولوية

وقال زيلينسكي، الذي عدَّ الدفاع الجوي «عجزاً بالنسبة لنا»: «ما نحتاج إليه حقاً اليوم، منظومتان من (باتريوت) لخاركيف». لكنَّ بلينكن لم يعلّق على هذا الطلب بشكل محدد، وقال إن المساعدات الأميركية، التي قال إن بعضها قد وصل بالفعل، «ستُحدث فرقاً حقيقياً في ساحة المعركة».

ويوم الاثنين، قالت سابرينا سينغ، نائبة المتحدث باسم البنتاغون، إن المساعدات العسكرية الأميركية تصل إلى أوكرانيا، حيث يسعى جيشها إلى صد الهجمات الروسية في منطقة خاركيف. وقالت سينغ إن الهجمات الروسية على خاركيف لم تكن غير متوقعة، وإن الجنود الأوكرانيين يقاتلون بشراسة لوقف التوغلات الروسية.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وأكدت سينغ إن الحزمة الأحدث بقيمة 400 مليون دولار، التي أعلنت عنها واشنطن، الجمعة الماضية، بعد حزمة المليار دولار الأولى التي أعلنها الرئيس بايدن، توفر قدرات عسكرية لدعم متطلبات ساحة المعركة الأكثر إلحاحاً في أوكرانيا، بما في ذلك الدفاع الجوي وقذائف المدفعية والمركبات المدرعة والأسلحة المضادة للدبابات. وقالت إن الهجمات الروسية حققت في منطقة خاركيف بعض المكاسب، «ونعلم أنهم كثفوا بعض تلك الحرائق عبر الحدود، ومن المرجح أن يزيدوا ذلك في الأسابيع المقبلة... لهذا السبب نبذل كل ما في وسعنا للتأكد من أن أوكرانيا لديها ما تحتاج إليه».

أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاقٍ صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

وقالت إن المساعدات الأميركية تصل إلى أوكرانيا بسرعة، مشيرةً إلى أن وزارة الدفاع خزَّنت المساعدات مسبقاً قبل موافقة الكونغرس على حزمة المساعدات التكميلية. وأضافت سينغ: «عندما أُقرَّ المبلغ الإضافي، تمكنَّا من تدفق تلك المساعدات مباشرةً... لكن، بالطبع، أوكرانيا في معركة حقيقية، وهم يقاتلون كل يوم. وهم يفعلون ذلك بشجاعة. لقد رأيناهم قادرين على الاحتفاظ بالأراضي، ورأيناهم قادرين على دفع عودة الروس». وقالت: «شنَّ الروس هجوماً عدوانياً للغاية، لكننا نعتقد أن الأوكرانيين يواصلون إثبات أنفسهم في ساحة المعركة».

مسؤولية أميركية

وكان للتأخير في تمرير حزمة المساعدات التكميلية تأثير على ساحة المعركة، إذ أشارت التقارير إلى أن الجيش الأوكراني اضطر إلى تقنين توزيع الذخيرة على قوات الخطوط الأمامية، وخسرت قواته بعض الأراضي لصالح روسيا في شرق أوكرانيا.

ورفض مسؤول أميركي كبير، الربط بشكل مباشر بين تأخر المساعدات والمكاسب التي حققتها روسيا بالقرب من مدينة خاركيف. لكنه قال إنه من الواضح أن الفجوة في التمويل أدت إلى إضعاف أوكرانيا، التي يعاني جيشها نقص الذخيرة وغيرها من المعدات الحيوية. وقال المسؤول إن القوات الأوكرانية احتفظت بمواقعها وتسببت في خسائر فادحة للروس، ومن المرجح أن تحقق مكاسب مع تدفق المساعدة الأميركية إلى البلاد.

لكنَّ المتحدثة باسم البنتاغون أشارت إلى أن الوضع «كان من الممكن أن يكون أسوأ لكنَّ الحلفاء الأوروبيين تقدموا لتزويد أوكرانيا بما تحتاج إليه». وقالت سينغ: «خلال الوقت الذي لم نتمكن فيه من تقديم مساعدات إضافية، كان حلفاؤنا وشركاؤنا الأوروبيون، وما زالوا يقدمون الدفاعات التي يحتاج إليها الأوكرانيون».

بناية تعرضت لقصف صاروخي في خاركيف (رويترز)

لماذا نجح الروس؟

وفي تقرير عن أسباب نجاح روسيا في تحقيق هذا التقدم المفاجئ على خطوط القتال، الذي عدَّه كيريلو بودانوف، رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، لصحيفة «نيويورك تايمز»، يوم الاثنين، «على الحافة» ويتجه نحو «الحرج»، سواء في منطقة دونباس، شرق أوكرانيا، أو في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد، فإن بعض التفسيرات تَردُّ الأمر إلى مزيج من «البراعة العسكرية الروسية والأخطاء الأوكرانية والأميركية».

وقالت الصحيفة: «لقد قامت القوات الروسية بتحسين أدائها القتالي منذ الأيام الأولى للحرب، عندما لم يبدُ أنها قادرة على فعل أي شيء بشكل صحيح. لكنها تكيفت مع ظروف ساحة المعركة. وعلى سبيل المثال، باستخدام الدراجات النارية للتقدم بسرعة نحو الخطوط الأوكرانية بدلاً من الاعتماد على الدبابات الثقيلة والمركبات المدرعة التي يمكن للطائرات من دون طيار والمدفعية الأوكرانية كشفها بسهولة. والأهم من ذلك أنهم كانوا يستخدمون (القنابل المنزلقة) الثقيلة لسحق الخطوط الأوكرانية في حين كانت أنظمة الحرب الإلكترونية الخاصة بهم تعمل على التشويش على الطائرات من دون طيار والصواريخ الأوكرانية. وفي الوقت نفسه، تعرضت القوات الأوكرانية لمعوقات شديدة بسبب التأخير الطويل في الموافقة على المساعدات الأميركية. ووجدت القوات الأوكرانية نفسها أقل تسليحاً بنسبة 10 إلى 1 في ذخيرة المدفعية، كما انخفضت ذخائر الدفاع الجوي لديها إلى حد خطير.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أنه «في الأشهر الستة الماضية، اعترضت أوكرانيا نحو 46 في المائة من الصواريخ الروسية، مقارنةً بـ73 في المائة في فترة الأشهر الستة السابقة. والشهر الماضي انخفض معدل الاعتراض إلى 30 في المائة من الصواريخ».

جنود روس يقودون في دبابتين خلال تدريبات عسكرية في منطقة لينينغراد بروسيا في هذه الصورة المنشورة 14 فبراير 2022 (رويترز)

الطيران الروسي عاد

وسمح عجز أوكرانيا عن توفير دفاع جوي مناسب لقوات الخطوط الأمامية، لروسيا باستخدام القوة الجوية بدرجة كبيرة للمرة الأولى. ورغم تدفق الذخائر والأسلحة الأميركية، حالياً، فإن الأمر سيستغرق أشهراً لتوفير الإمدادات الكافية لجميع القوات الأوكرانية، وهذا يفتح نافذة من الضعف يستغلها الروس، حسب التقرير.

كما يستطيع الروس الاستفادة من القيود الأميركية المفروضة على استخدام أي أسلحة أميركية لمهاجمة أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية. ويلقي «معهد دراسة الحرب» باللوم في التقدم الروسي الأخير «إلى حد كبير» على هذه القيود، التي تجعل من المستحيل على القوات الأوكرانية ضرب القوات الروسية المحتشدة لمهاجمتها على بُعد أميال قليلة فقط. وقد رفعت بريطانيا الآن القيود المماثلة التي فرضتها على استخدام أسلحتها، لكنَّ القيود الأميركية لا تزال قائمة.

ويضيف التقرير: «من المؤسف أن الحكومة الأوكرانية عملت أيضاً عن غير قصد على تمكين التقدم الروسي من خلال تباطُئها الشديد في توسيع قواتها المسلحة وبناء التحصينات. ورغم أن روسيا زادت إلى حد كبير عدد قواتها في أوكرانيا وما حولها، إلى ما يقرب من 500 ألف جندي، فإن أوكرانيا لا يزال لديها نحو 200 ألف جندي فقط على الجبهة. وقد استُنزف كثير من وحداتها، التي تقاتل دون توقف لأكثر من عامين، بشكل كبير. وفي الشهر الماضي فقط، أصدر البرلمان أخيراً قانون تعبئة جديد، حيث تخطط أوكرانيا الآن لإنشاء 10 ألوية إضافية، لكنّ التجنيد والتدريب والتسليح سيستغرق أشهراً، وهو وقت لا تملكه أوكرانيا».



إعلانات روسية أوكرانية متبادلة باستهداف بنى تحتية حيوية

شاحنة مدمرة تعرضت لقصف روسي في قرية هيرسك الأوكرانية قريباً من الحدود الروسية (رويترز)
شاحنة مدمرة تعرضت لقصف روسي في قرية هيرسك الأوكرانية قريباً من الحدود الروسية (رويترز)
TT

إعلانات روسية أوكرانية متبادلة باستهداف بنى تحتية حيوية

شاحنة مدمرة تعرضت لقصف روسي في قرية هيرسك الأوكرانية قريباً من الحدود الروسية (رويترز)
شاحنة مدمرة تعرضت لقصف روسي في قرية هيرسك الأوكرانية قريباً من الحدود الروسية (رويترز)

ذكرت خدمات الطوارئ الروسية أنها تعمل على إخماد حريق كبير نشب في عدة خزانات وقود قريبة من بيرم في منطقة أورال (نحو 1700 كيلومتر من أوكرانيا). ولم تشر خدمات الطوارئ إلى هجوم بمسيرات، لكن المسيرات الأوكرانية باتت قادرة الآن على التحليق لمثل هذه المسافات.

تتبادل روسيا وأوكرانيا الهجمات على البنية التحتية للطاقة لدى كل منهما، وسط غزو موسكو لأوكرانيا الذي انطلق في فبراير (شباط) 2022. وأدت الهجمات الروسية إلى تدمير 80 في المائة من محطات التدفئة، وأكثر من ثلث محطات الطاقة المائية في أوكرانيا. فيما كان الهجوم الأكبر من جانب أوكرانيا قد استهدف في شهر يونيو (حزيران) الماضي، اثنتين على الأقل من مصافي النفط في جنوب روسيا وإلحاق أضرار بهما.

بيوت تعرضت للقصف الروسي في قرية هيرسك الأوكرانية قريباً من الحدود (رويترز)

وقالت خدمات الطوارئ، الجمعة، إن حرائق اندلعت في مستودعي وقود روسيين بمنطقة فورونيغ، إثر هجوم أوكراني مزعوم بطائرات مسيرة، حسبما ذكر ألكسندر جوسيف، حاكم المنطقة، الجمعة. وكتب جوسيف عبر تطبيق «تلغرام»، كما نقلت عنه الوكالة الألمانية، أن أجزاء من مسيرة قتالية تم اعتراضها سقطت في المنشأة وأشعلت حريقاً في صهريج فارغ. وتم نشر مقاطع مصورة لهجوم بمسيرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن اللقطات لم توضح مدى الأضرار.

من جانب آخر، قال أوليكساندر بروكودين، حاكم منطقة خيرسون في الجنوب، إن القوات الروسية ضربت أيضاً بنية تحتية حيوية ومرافق للخدمات العامة و35 مسكناً خاصاً في اليوم الماضي، مضيفاً أن الهجمات المختلفة هناك قتلت شخصاً وأصابت أربعة آخرين.

أضرار في مبنى ببلدة أوغليدار الواقعة على جبهة القتال في الجزء الجنوبي من إقليم دونيتسك بأوكرانيا (إ.ب.أ)

وقالت القوات الجوية الأوكرانية، الجمعة، إن روسيا هاجمت بنى تحتية حيوية في البلاد باستخدام 19 طائرة مسيرة خلال الليلة الماضية.

وأضافت القوات، في بيان، أن الدفاعات الجوية أسقطت تسع طائرات مسيرة، ومن المرجح أن سبع طائرات أخرى تأثرت بالتشويش الإلكتروني. ولم تذكر تفاصيل عن مصير الطائرات الثلاث المتبقية. وأوضح رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، كما نقلت عنه «رويترز»، أن مبنى سكنياً تضرر في العاصمة دون ورود تقارير عن وقوع إصابات. وأضاف أن حريقاً اندلع جرى إخماده على الفور. وذكر أندريه رايكوفيتش، حاكم منطقة كيروفوهراد بوسط البلاد، أن الهجوم ألحق أضراراً أيضاً بمبنى إداري تجاري هناك، مما تسبب في إصابات طفيفة لأحد الموظفين.

كما أسفر انفجار سيارة مفخخة عن مقتل حارس أمن من محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا في جنوب أوكرانيا. وقالت لجنة التحقيق الروسية، الجمعة، إن عبوة ناسفة مخبأة انفجرت عندما ركب الرجل سيارته. ووقع الهجوم في مدينة إنرهودر، حيث يعيش موظفو محطة الطاقة.

محطة زابوريجيا للطاقة النووية هي أكبر منشأة نووية في أوروبا وتسيطر عليها القوات الروسية (رويترز)

وأكدت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية الهجوم، ووصفت الرجل المقتول بأنه عميل كان قد شارك في عمليات انتقام ضد موظفي محطة الطاقة النووية الموالين لأوكرانيا. وكان الرجل رئيس مجلس مدينة إنرهودر الذي جرى تعيينه من جانب القوى المحتلة.

يشار إلى أن محطة زابوريجيا للطاقة النووية هي أكبر منشأة نووية في أوروبا، وتحتلها القوات الروسية منذ مارس (آذار) 2022، وأغلقت المفاعلات الست، ولكن ما زالت بحاجة للتبريد والصيانة. ووقعت انفجارات متكررة في وحول المحطة، التي يلقي الجانبان باللائمة فيها على الآخر. ويوجد طاقم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الموقع ويراقب الوضع.

وفي سياق متصل، يسعى الجيش الأوكراني المنهك من الخسائر الفادحة بعد أكثر من عامين ونصف عام من الغزو الروسي المتواصل، إلى تجنيد رجال من بين مئات الآلاف من الأوكرانيين الذين يقيمون في أوروبا، وخصوصاً في بولندا وألمانيا، وفرّ بعضهم من البلاد بشكل غير قانوني خوفاً من استدعائهم للقتال.

الدخان يتصاعد فوق المباني السكنية المدمرة في أوغليدار نتيجة القصف الروسي (إ.ب.أ)

وفي يوليو (تموز) الماضي، أعلنت كييف عن البدء في مشروع «الفيلق الأوكراني»، المختص بإعادة استقطاب الأوكرانيين الموجودين خارج البلاد أو الفارين منها للانضمام إلى جيش بلادهم. وقدرت سلطات كييف عدد الأوكرانيين في سن القتال في بولندا بنحو 300 ألف.

وأعلنت السلطات الأوكرانية، الخميس، افتتاح أول مكتب تجنيد في بولندا لـ«الفيلق الأوكراني». ويقع المكتب في مقر القنصلية الأوكرانية في لوبلين في شرق بولندا. وقال إيفان غافريليوك، نائب وزير الدفاع الأوكراني، في بيان، إن لجنة طبية عسكرية «مع كل المعدات اللازمة لإجراء فحوص وإصدار شهادات اللياقة للخدمة» تعمل في المركز. وأضاف: «بعد التسجيل، سيتم تدريب المتطوعين في ميدان التدريب» في بولندا. وأكد أن أوكرانيا توفر الزي الرسمي والدعم اللوجيستي، في حين يقدم الشركاء البولنديون أسلحة ومعدات أخرى.

جنود روس خلال دورة تدريبية في روستوف (رويترز)

وذكر بيان غافريليوك، كما نقلت عنه «رويترز»، أنه خلال الأيام الأولى لافتتاح مركز التجنيد في لوبلين، تلقى عبر الإنترنت 138 طلب مقابلة و58 طلباً آخر عبر المكاتب القنصلية. ولم يحدد البيان متى تمّ افتتاح المركز.

بعد توقيع العقد، سيتدرب المتطوعون في ميدان التدريب لمدة 35 يوماً. وقال غافريليوك: «بعد ذلك، يمكن إرسال الجنود إلى إحدى قواعد حلف شمال الأطلسي الأوروبية لأشهر أخرى لتحسين مهاراتهم». ورداً على سؤال عن «الفيلق الأوكراني»، أشار وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوشينياك كاميش، الأربعاء، إلى أن «بولندا مستعدة لتدريب الجنود الأوكرانيين»، ولكنه قال إن المعلومات المتوفرة لديه تفيد بأن «عدد الأشخاص الذين تقدموا من الجانب الأوكراني كان قليلاً جداً» لبدء تشكيل وحدة.