مقتل 5 أشخاص بضربات روسية على مناطق أوكرانية

عناصر من الشرطة الأوكرانية يتفقدون سيارات مدمرة في موقع ضربة صاروخية روسية على قرية زولوتشيف بمنطقة خاركيف في 1 مايو 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الأوكرانية يتفقدون سيارات مدمرة في موقع ضربة صاروخية روسية على قرية زولوتشيف بمنطقة خاركيف في 1 مايو 2024 (أ.ف.ب)
TT

مقتل 5 أشخاص بضربات روسية على مناطق أوكرانية

عناصر من الشرطة الأوكرانية يتفقدون سيارات مدمرة في موقع ضربة صاروخية روسية على قرية زولوتشيف بمنطقة خاركيف في 1 مايو 2024 (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الأوكرانية يتفقدون سيارات مدمرة في موقع ضربة صاروخية روسية على قرية زولوتشيف بمنطقة خاركيف في 1 مايو 2024 (أ.ف.ب)

قُتل خمسة أشخاص بينهم رجل وابنته وأصيب عشرات آخرون، الأربعاء، خلال ضربات روسية عدة في شرق أوكرانيا وشمال شرقيها على ما ذكرت السلطات المحلية. وقتل مدنيان كانا في سيارة جراء قنبلة موجهة ألقتها القوات الروسية من الجو في منطقة خاركيف الواقعة في شمال شرقي أوكرانيا، على ما أوضح الحاكم أوليغ سينيغوبوف.

والقتيلان امرأة في الثامنة والثلاثين ووالدها، على ما أوضحت النيابة العامة الأوكرانية. وقال الحاكم: «عند الساعة العاشرة صباحاً ضرب الروس سيارة ومنزلاً في زولوتشيف» الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً عن الحدود الروسية بواسطة «قنابل جوية موجهة»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية». وأصيب ستة أشخاص آخرين بينهم طفل في الحادية عشرة على ما أوضح سينيغوبوف عبر «تلغرام»، مشيراً إلى أن اثنين من الجرحى أدخلا المستشفى. وتوفيت كذلك امرأة تبلغ السادسة والستين متأثرة بجروح تعرضت لها خلال قصف روسي لبلدة ليليوكيفكا في المنطقة نفسها على ما أفاد الحاكم. ويستهدف قصف شبه متواصل منطقة خاركيف الحدودية مع روسيا، التي احتل الروس جزءاً كبيراً منها في بداية الغزو قبل هجوم أوكراني مضاد نجح في استعادتها في خريف عام 2022.

في الأشهر الأخيرة استخدمت روسيا قنابل جوية موجهة جديدة وقوية تلحق دماراً كبيراً. وفي ضربة جوية منفصلة قتل شخصان وجرح ستة في غيرنيك الواقعة على بعد نحو 15 كيلومتراً من خط الجبهة في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا على ما قال حاكم المنطقة فاديم فيلاشين. وقال الحاكم الإقليمي على تطبيق «تلغرام» للتراسل، إن القوات الروسية شنت الهجوم بقاذفة صواريخ متعددة الفوهات من طراز «أوراغان». وأظهرت الصور التي شاركها بجانب المنشور منازل خاصة دُمرت بسبب الحرائق والانفجارات، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وتبعد غيرنيك من 12 إلى 15 كيلومتراً عن جبهة القتال قرب مدينة مارينكا الأوكرانية في منطقة دونيتسك، حيث كثفت القوات الروسية هجماتها.

تُظهر هذه الصورة التي التُقطت في 1 مايو 2024 حفرة ومبنى متضرراً في موقع ضربة صاروخية روسية بقرية زولوتشيف في منطقة خاركيف بأوكرانيا (أ.ف.ب)

وفي الآونة الأخيرة، وصف قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي الوضع في منطقة مارينكا بأنه الأصعب.

وفجراً، كان قتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ في قصف صاروخي روسي استهدف مدينة أوديسا في جنوب غربي أوكرانيا، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية. وقال رئيس بلدية المدينة غينادي تروخانوف في منشور على تطبيق «تلغرام» إنّ «العدو هاجم أوديسا بصواريخ باليستية، ونتيجة للهجوم، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح». وأشار حاكم منطقة أوديسا أوليغ كيبر إلى وجود «أضرار على صعيد المنشآت المدنية»، من دون تحديد طبيعة هذه الأضرار وحجمها ومكانها. وكان هجوم صاروخي روسي أسفر، الاثنين، عن مقتل خمسة أشخاص في أوديسا، بحسب مسؤولين محليين. وتستهدف روسيا باستمرار مدينة أوديسا بالصواريخ والمسيّرات المفخّخة. وتكتسي موانئ المدينة الأوكرانية الساحلية الكبيرة المطلّة على البحر الأسود أهمية كبرى للصادرات الأوكرانية.

في المقابل، أعلنت أوكرانيا، الأربعاء، أنها استهدفت بطائرة مسيّرة مصفاة روسية رئيسية في منطقة ريازان بغرب روسيا على بعد 500 كيلومتر تقريباً من الحدود الأوكرانية ونحو 190 كيلومتراً جنوب شرقي موسكو. وقال مصدر في الاستخبارات الأوكرانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «تمّ استخدام طائرة مسيّرة لضرب مصفاة ريازان». وأفادت وسائل إعلام محلية بوقوع انفجارات وحريق في هذه المصفاة المملوكة لشركة النفط الروسية العملاقة روسنفت، وتبلغ طاقتها، بحسب موقعها الإلكتروني، 17 مليون طن سنوياً. وأكد حاكم الإقليم بافيل مالكوف عبر «تلغرام» الهجوم، مشيراً إلى عدم سقوط ضحايا.

وتنتظر قوات كييف، التي تعاني من نقص في الأسلحة والقوات، بشدة وصول إمدادات جديدة من الأسلحة والذخيرة التي تأخرت لشهور بسبب خلافات سياسية في الكونغرس الأميركي.

ورغم وصول بعض الأسلحة بالفعل، فإن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حث على ضرورة تسريع عملية التسليم، قائلاً إن الوضع في ساحة المعركة بأكمله يعتمد بشكل رئيسي على وصول هذه الأسلحة.


مقالات ذات صلة

السجن مدى الحياة لجنديين روسيين قتلا عائلة أوكرانية

أوروبا عناصر من قوات الشرطة الروسية بالقرب من مركز الاعتقال الذي شهد حادث احتجاز رهينتين في روستوف أون دون 16 يونيو (حزيران) 2024 (أ.ب)

السجن مدى الحياة لجنديين روسيين قتلا عائلة أوكرانية

قضت محكمة روسية بسجن جنديين مدى الحياة بعد إدانتهما بتهمة قتل عائلة مكونة من تسعة أشخاص في منزلها في إحدى المناطق المحتلة من أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا جنود أوكرانيون يطلقون قذيفة مدفعية باتجاه القوات الروسية على الجبهة قرب دونيتسك (رويترز)

«البنتاغون» يجيز إرسال متعاقدين لأوكرانيا لإصلاح أسلحة أميركية

قررت إدارة الرئيس جو بايدن السماح لمتعاقدين دفاعيين أميركيين بالعمل في أوكرانيا لصيانة وإصلاح الأسلحة المقدمة لها من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يراجع إحدى الخطط القتالية خلال زيارته لأحد معسكرات الجيش (وكالة أنباء كوريا الشمالية)

«الناتو» يدين التدخل الكوري الشمالي في أوكرانيا

أدان حلف شمال الأطلسي (ناتو) وشركاؤه في آسيا (كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا ونيوزيلندا) «بشدة» تدخُّل كوريا الشمالية إلى جانب روسيا في حربها.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ دونالد ترمب مستقبلاً زيلينسكي بنيويورك في 27 سبتمبر (رويترز)

«خطة ترمب» للسلام تُربك أوكرانيا

اقترح جيه دي فانس، نائب الرئيس الأميركي المنتخب، أن تُحافظ روسيا على مكاسبها الحالية في الحرب، ضامناً في الوقت نفسه سيادة «بقية أوكرانيا» واستقلالها.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا الوسيطة الروسية تاتيانا موسكالكوفا خلال اجتماع مع ممثلي أوكرانيا المعنيين بحقوق الإنسان (قناة تاتيانا موسكالكوفا على تلغرام)

اجتماع نادر بين وسطاء روس وأوكرانيين معنيين بحقوق الإنسان

أعلن وسيطان مكلفان من روسيا وأوكرانيا بملفات حقوق الإنسان، الجمعة، أنهما التقيا في بيلاروسيا لبحث قضايا إنسانية، في اجتماع نادر بين ممثلين للبلدين.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«هيومان رايتس»: تسليح الغرب لإسرائيل يشجع الحروب بمناطق أخرى

تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
TT

«هيومان رايتس»: تسليح الغرب لإسرائيل يشجع الحروب بمناطق أخرى

تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)
تظهر هذه الصورة الدمار في موقع الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب)

قالت تيرانا حسن، المديرة التنفيذية لمنظمة «هيومان رايتس ووتش»، اليوم (الجمعة)، إن الدول التي تزود إسرائيل بالأسلحة في صراعاتها في غزة ولبنان على الرغم من وجود أدلة على انتهاكات للقانون الدولي؛ تشجع الدول المحاربة في مناطق أخرى.

وأضافت أن دولاً مثل الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا بوسعها التأثير على تصرفات إسرائيل، ويجب عليها وقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل. وقالت في مقابلة مع «رويترز»: «إذا استمر الدعم العسكري لقوات الدفاع الإسرائيلية و(الحكومات الغربية) تعلم أن هذه الأسلحة تستخدم في ارتكاب جرائم حرب، فيجب أن يكون هذا كافياً لوقف بيع الأسلحة ونقلها».

وأضافت: «في الوقت الراهن، الأطراف التي ربما يكون لها تأثير ما ويمكنها كبح سلوك الأطراف المتحاربة، فيما يتعلق بإسرائيل، هي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا، وذلك من خلال مبيعات الأسلحة وشحنها». وتقول إسرائيل إنها تحرص على عدم إلحاق الضرر بالمدنيين، وتنفي ارتكاب انتهاكات وجرائم حرب في صراعها مع حركة «حماس» في قطاع غزة، و«حزب الله» في لبنان.

وتقول إسرائيل إن أعداءها يقاتلون مندسين وسط السكان المدنيين، مما يجعل عملياتها أكثر صعوبة، وإنها تتصرف دفاعاً عن النفس.

وقالت تيرانا حسن إن الدول التي تنتهك حقوق الإنسان تزداد جرأة في أعمالها حين تجد أن مثل هذه الأمور تمر بلا عواقب. وأضافت أن الحكومات التي تزود هذه الدول بالأسلحة تقوض مصداقيتها بصفتها مدافعة عن القانون الدولي وحقوق الإنسان، فضلاً عن مصداقية النظام الدولي.

وقالت: «هذا ينقل رسالة مفادها بأن هذه القواعد تطبق علينا وعلى حلفائنا بطريقة مختلفة عما تطبق به على الآخرين، وهذا له عواقب وخيمة حقاً». وأضافت أن هذا يتناقض مع مطالبة الدول الغربية بالمساءلة عن غزو أوكرانيا، وتستغله أيضاً دول مثل روسيا والصين. وأوضحت: «إنهم يسارعون إلى الإشارة إلى المعايير المزدوجة من الغرب ويحاولون استغلال ذلك لتقويض النظام».

وتحدثت تيرانا حسن لـ«رويترز» في الوقت الذي أصدر فيه مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريراً عن حصيلة القتلى في الحرب بين إسرائيل و«حماس» في غزة، قال فيه إن نحو 70 في المائة من الأعداد التي تم التحقق منها من القتلى من النساء والأطفال.

وتقول السلطات الفلسطينية إن أكثر من 43500 شخص قتلوا في غزة خلال الحرب المستمرة منذ 13 شهراً، التي اندلعت بعد هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتقول إسرائيل إن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة. وأضافت تيرانا حسن: «يجب أن يحفز هذا العالم على التحرك الآن. لا مسوغ حقيقي لقتل الأطفال».

وفي 13 أكتوبر، فرضت واشنطن موعداً نهائياً على حليفتها إسرائيل لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة وإلا ستواجه قيوداً محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.

وحين سُئلت عن التأثير المحتمل لانتخاب دونالد ترمب في الولايات المتحدة، قالت إنه لم تكن هناك «ضمانات تذكر» لالتزامه بالقانون الدولي في فترة ولايته السابقة. وأضافت: «رأينا الآن في بعض التصريحات في الحملة الانتخابية تهديدات بالترحيل الجماعي لملايين الأشخاص، وهذا ينقل رسالة مثيرة للقلق بشدة».