ماكرون يُمهّد لنقاش واسع حول قوة الردع النووية الأوروبية

ربط قوة الردع النووية الفرنسية بأبعاد أوروبية أوسع

يستعد ماكرون لطرح نقاش حول قوة الردع النووية الأوروبية في 25 أبريل (أ.ب)
يستعد ماكرون لطرح نقاش حول قوة الردع النووية الأوروبية في 25 أبريل (أ.ب)
TT

ماكرون يُمهّد لنقاش واسع حول قوة الردع النووية الأوروبية

يستعد ماكرون لطرح نقاش حول قوة الردع النووية الأوروبية في 25 أبريل (أ.ب)
يستعد ماكرون لطرح نقاش حول قوة الردع النووية الأوروبية في 25 أبريل (أ.ب)

عاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ليدافع عن الحاجة لبناء دفاع أوروبي فاعل، مؤكداً أنه سيطلق في المستقبل القريب نقاشاً على المستوى الأوروبي. وقال في حوار مع مجموعة من الشباب الأوروبيين في مدينة ستراسبورغ، بمبادرة من المجموعة الصحافية «إبرا» الناشطة في قطاع الصحافة الإقليمية والمحلية، إنه «يؤيد إطلاق هذا النقاش الذي يجب أن يشمل الدفاع المضادّ للصواريخ، وعمليّات إطلاق أسلحة بعيدة المدى، والسلاح النووي لدى الذين يملكونه، أو الذين لديهم سلاح نووي أميركي على أراضيهم». وتابع: «دعونا نضع كلّ شيء على الطاولة، وننظر إلى ما يحمينا حقاً بطريقة موثوق بها».

بيد أنه حرص على الإشارة إلى أن فرنسا، الدولة النووية الوحيدة داخل الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا منه عام 2020، «ستحافظ على خصوصيّتها، لكنّها مستعدّة للمساهمة بشكل أكبر في الدفاع عن الأراضي الأوروبّية».

غموض طرح ماكرون

ليست جديدة مطالبة ماكرون ببناء دفاع أوروبي قوي؛ فهذه الدعوة شكّلت المحور الذي دار حوله الخطاب الذي ألقاه يوم الخميس الماضي في جامعة السوربون، والذي دافع فيه عن ضرورة التوصل إلى «مفهوم استراتيجي للدفاع الأوروبي يكون متمتّعاً بالمصداقية». ووفق الرئيس الفرنسي، فإن التطورات الدولية والحرب الروسية على أوكرانيا و«وجود جار عدواني (روسيا) لا حدود لعدوانيته ويمتلك قدرات باليستية ونووية»، يتعيّن أن تدفع الأوروبيين إلى بناء «إطار لأمنهم الجماعي»، بحيث تتشكل منه «الركيزة الأوروبية داخل الحلف الأطلسي».

ماكرون خلال إلقاء خطابه في جامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوربي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)

وفي ستراسبوغ، قال ماكرون إن فاعلية الدفاع الأوروبي «تعني أيضاً امتلاك صواريخ بعيدة المدى من شأنها ردع الروس. وهناك السلاح النووي، والمبدأ الفرنسي هو أننا نستطيع استخدامه عندما تتعرّض مصالحنا الحيويّة للتهديد. وسبق أن قلت إنّ هناك بُعداً أوروبّياً لهذه المصالح الحيويّة، من دون أن أخوض في تفاصيلها».

وما سبق استكمال لما كان قد أعلنه في خطاب السوربون، حيث شدّد على أن «الردع النووي هو في الواقع في صلب استراتيجيّة الدفاع الفرنسيّة، وبالتالي فهو في جوهره عنصر أساسي في الدفاع عن القارّة الأوروبّية». ومن هذا المنطلق، لا يرى ماكرون أن السعي لدفاع أوروبي فاعل يمكن أن يقوم من غير الضمانة الأمنية التي توفّرها القدرات النووية، ما يُحمّل فرنسا مسؤولية خاصة في هذا المجال، وهي «مستعدة لكي تلعب تماماً هذا الدور».

النموذج الدفاعي الفرنسي

لا يتردّد ماكرون في الإشادة بالنموذج الدفاعي وبالجيش الفرنسيين، حيث الهدف «أن يكون الجيش الأكثر كفاءة على القارة الأوروبية، وحيث فرنسا تمتلك السلاح النووي أي قوة الردع المرتبطة به التي تشكل قلب الإستراتيجية الدفاعية الفرنسية». والخلاصة التي يصل إليها ماكرون هي أن قوة الردع الفرنسية هي «في الجوهر، العنصر الذي لا محيد عنه للدفاع الأوروبي. وبفضل هذا الدفاع الموثوق به، يمكن توفير الضمانات الأمنية التي ينتظرها شركاؤنا في كل أنحاء أوروبا، والتي ستشكّل إطاراً لأمننا المشترك والضامن لأمن كل طرف».

وأخيراً، يرى الرئيس الفرنسي أن توافر هذا المعطى الأمني من شأنه أن يسهم في بناء علاقات الجوار مع روسيا.

قوة ردع مستقلة

تتعين الإشارة إلى أن فرنسا، بدفعة من الجنرال ديغول، أطلقت برنامجها النووي منذ عام 1945، أي مباشرة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية التي شهدت أول استخدام للسلاح النووي الأميركي ضد اليابان في هيروشيما وناغازاكي. وسعت باريس، مع تعاقب العهود يميناً ويساراً، إلى امتلاك قوة ردع نووية مستقلة. ووفق تقرير المعهد الدولي لبحوث السلام في استوكهولم، فإن فرنسا تمتلك 300 رأس نووي، مقابل 6200 رأس لروسيا، و5550 للولايات المتحدة، فيما تملك بريطانيا 225 رأساً نووياً.

بيد أن الولايات المتحدة، في إطار الحلف الأطلسي، عمدت إلى نشر أسلحة نووية تكتيكية في 4 دول داخل الاتحاد الأوروبي، وهي: ألمانيا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا، حيث مقرّ الحلف الأطلسي، إضافة إلى تركيا. وفي حواره مع الشباب في ستراسبورغ، أشار ماكرون إلى الدول الأوروبية التي «لديها سلاح نووي أميركي على أراضيها» كجزء من منظومة الردع النووي، إلى جانب قوة الردع الفرنسية والمفترض بها أن تكون عماد الردع للجناح الأوروبي للحلف الأطلسي.

3 أسئلة محورية

يثير طرح ماكرون كثيراً من التساؤلات وعلامات الاستفهام. ذلك أنه، من جهة، يربط اللجوء إلى السلاح النووي بـ«تعرّض المصالح الحيوية الفرنسية للتهديد». ومن جهة ثانية، يؤكّد وجود «بُعد أوروبّي لهذه المصالح الحيويّة»، التي يرفض الخوض في تسميتها وفي تفاصيلها. وليس من شأن هذا الطرح أن يُريّح أو يطمئن الأوروبيين، ما يعني عملياً الحاجة لمناقشات شاقة أولاً لتعيين المقصود بـ«البعد الأوروبي للمصالح الحيوية»، التي تفتح الباب للجوء لقوة الردع الفرنسية، ولتعيين الجهة التي تعود إليها صلاحية البت بذلك. ثم، هل يعني كلام الرئيس الفرنسي أن باريس مستعدة لمشاركة الأطراف الأوروبية في اتخاذ قرارات من هذا النوع، بمعنى تشارك السيادة على ما يشكل قلب القوة العسكرية الفرنسية؟

المستشار الألماني أولاف شولتس يتحدث بمناسبة تجمع انتخابي في مدينة هامبورغ (د.ب.أ)

أما السؤال الثاني، فيتناول كيفية تحديد الظروف التي تتيح اللجوء إلى الأسلحة النووية التكتيكية المنشورة في الدول الأوروبية الأربع. والحال أن أمراً كهذا لا يمكن أن يحدث من غير قرار أميركي، على أساس أن الأسلحة أميركية، ويصعب تخيل أن واشنطن يمكن أن تسمح باللجوء إلى استخدامها من غير ضوء أخضر منها، وبالتالي ثمّة صعوبة في الحديث عن قوة ردع أوروبية مستقلة ما دام القرار النهائي يعود إلى الجانب الأميركي.

ويدور التساؤل الثالث حول مدى تقبل الدول الأوروبية الكبرى، مثل ألمانيا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا، للريادة الفرنسية في مجال الردع النووي، وأن يكون جزء من القرار في باريس.

وليس سرّاً أن كثيراً من الدول الأوروبية لا تريد مقايضة المظلة النووية الأميركية - الأطلسية بمظلة فرنسية - أوروبية غير موجودة عملياً. ولأن الوضع على ما هو عليه، فقد عدّل ماكرون مقاربته لما يسميه «الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية»، التي لم تعد بديلاً عن الحلف الأطلسي، ولكن «إلى جانبه». ومن شأن هذا التعديل أن يريح عدداً من الدول الأوروبية التي يمكن أن تواكب فرنسا في مشروعها.

حقيقة الأمر أن تحقيق مشروع كهذا سيحتاج لسنوات، بيد أنه يتعيّن النظر لخطة ماكرون ككل، والسلاح النووي أحد مكوناتها الذي يمكن أن يأتي في المرحلة الأخيرة تتويجاً لعملية بناء الدفاع الأوروبي المتكامل. ولا شك أن الغموض الذي يحيط بمصير الانتخابات الرئاسية الأميركية، واحتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يمكن أن يشكل عاملاً يدفع بالمقاربة الفرنسية إلى الأمام.


مقالات ذات صلة

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

العالم كان من المقرر اختتام قمة «كوب29» أمس الجمعة لكنها امتدت لوقت إضافي (رويترز)

قمة «كوب29» تتوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لتمويل المناخ

اتفقت دول العالم بعد أسبوعين من المفاوضات الشاقة، على هدف تمويل سنوي بقيمة 300 مليار دولار لمساعدة الدول الأكثر فقراً على مواجهة آثار تغير المناخ.

«الشرق الأوسط» (باكو)
المشرق العربي الدخان يتصاعد من موقع غارة جوية إسرائيلية استهدفت حياً في الضاحية الجنوبية لبيروت - 22 نوفمبر 2024 وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

الاتحاد الأوروبي يجدد الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في لبنان والالتزام بالقرار «1701»

دعت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى لبنان، اليوم (الجمعة)، مجدداً إلى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار والالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن «1701» بشكل كامل.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أوروبا أورسولا فون دير لاين عملت طبيبة مساعدة لعدة أعوام (رويترز)

فون دير لاين تسعف راكباً على متن رحلة إلى زيوريخ

قدّمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خدماتها بصفتها طبيبة، عندما شعر أحد الركاب بتوعك على متن رحلة جوية من بروكسل إلى زيوريخ.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الولايات المتحدة​ سفينة شحن راسية مُحمَّلة بحاويات (أرشيفية - رويترز)

هل تؤدي رسوم ترمب الجمركية إلى إشعال حرب تجارية مع أوروبا؟

قد تكون الدول الأوروبية من بين الأكثر تضرراً إذا نفذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب التعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ذخيرة لمدفع هاوتزر أثناء تدريب في قاعدة للجيش الألماني في مونستر (رويترز)

الاتحاد الأوروبي يحقق هدفه بتزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية

أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم (الثلاثاء)، أن الاتحاد الأوروبي حقق هدفه المتمثل في تزويد أوكرانيا بمليون قذيفة مدفعية.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

تصعيد الوضع في أوكرانيا... هل يتحول إلى مواجهة مفتوحة أم للتأثير على ترمب؟

وزير الدفاع الأميركي مستقبلاً نظيره الكوري الجنوبي في البنتاغون (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي مستقبلاً نظيره الكوري الجنوبي في البنتاغون (رويترز)
TT

تصعيد الوضع في أوكرانيا... هل يتحول إلى مواجهة مفتوحة أم للتأثير على ترمب؟

وزير الدفاع الأميركي مستقبلاً نظيره الكوري الجنوبي في البنتاغون (رويترز)
وزير الدفاع الأميركي مستقبلاً نظيره الكوري الجنوبي في البنتاغون (رويترز)

كل المؤشرات تؤكد أن الأوضاع على جبهات القتال لا تميل لمصلحة أوكرانيا. وفي تقييم للوضع الميداني قالت الاستخبارات البريطانية العسكرية إن خط المواجهة كان أكثر «اضطراباً» من أي وقت مضى منذ بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) 2022، في تعبير ملطف عمّا تعانيه قوات كييف، على الرغم من كونها من المدافعين عنها.

وزير الدفاع الإسرائيلي لويد أوستن (إ.ب.أ)

أقرّ مصدر رفيع المستوى في هيئة الأركان العامة الأوكرانية (الجمعة) بأن القوات الروسية تتقدَّم مسافة بين «200 و300 متر يومياً» قرب كوراخوف، وهي من المواقع المهمة التي قد تسقط قريباً. وفي علامة على هذا التقدم، أعلن الجيش الروسي (الجمعة) سيطرته على بلدة نوفودميتريفكا شمال كوراخوف. وتحتوي هذه المنطقة خصوصاً على رواسب كبيرة من الليثيوم.

واليوم (السبت) أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أنه يتوقع أن يبدأ الآلاف من القوات الكورية الشمالية المحتشدة في روسيا، المشارَكة الفعلية في القتال قريباً، ضد القوات الأوكرانية، خصوصاً في منطقة كروسك الروسية.

تصعيد مدروس أو متهور؟

وأتت تلك التحذيرات بعد الضجة التي أحدثتها روسيا، جراء الضربة «المدروسة» تداعياتها بدقة، التي نفَّذتها بصاروخ تجريبي فرط صوتي، أرادت من خلالها توجيه رسائل متعددة الاتجاهات. وشهد الأسبوع الماضي، تغييراً جذرياً للصراع في أوكرانيا، خلال سعي طرفَي النزاع المحموم للاستعداد لعودة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، للسلطة.

وخلال هذا الأسبوع، تقاذفت واشنطن وموسكو المسؤولية عن التصعيد. وقالت إدارة بايدن إن سماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» لضرب العمق الروسي، جاء رداً على استقدام نحو 11 ألف جندي كوري شمالي، حيث ترجح تقييمات استخباراتية أميركية وكورية جنوبية، أن يصل عددهم إلى نحو 100 ألف.

في المقابل، قالت موسكو إن ضربتها الصاروخية، كانت رداً على السماح باستهداف أراضيها بالصواريخ الغربية. وفي حين وصف كل من الجانبين الآخر بأنه «متهور»، يخشى البعض من أن يتحوَّل هذا التصعيد بسرعة إلى حرب. فواشنطن تحاول بشكل يائس تغيير الوضع الميداني المتراجع لأوكرانيا على الخطوط الأمامية، قبل مغادرة بايدن الرئاسة. وروسيا تتجه نحو مسارات أكثر خطورة لاستعادة قيمة الردع التي فقدتها في السنوات الثلاث الماضية. ورغم أن الطرفين لن ينخرطا في صراع مباشر، بدليل حرص موسكو على إبلاغ واشنطن قبل 30 دقيقة عن ضربتها الصاروخية، فإنهما سينخرطان بشكل أوسع في المواجهة التي أصبحت «عالمية» في أوكرانيا.

وطلبت أوكرانيا من حلفائها الغربيين تزويدها بأحدث جيل من أنظمة الدفاع الجوي لحماية نفسها. وكشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقطع مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي عن أن «وزير الدفاع الأوكراني تَواصَل مع شركائنا من أجل (الحصول على) أنظمة جديدة للدفاع الجوي، وتحديداً نوع من الأنظمة يمكنه حماية الأرواح بمواجهة أخطار جديدة».

دعا رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، أقرب حليف لموسكو داخل الاتحاد الأوروبي، (الجمعة)، إلى عدم الاستهانة بتهديدات روسيا، الدولة المجهَّزة «بأكثر الأسلحة تدميراً في العالم»، التي «تبني سياستها ومكانتها في العالم بشكل عام على القوة العسكرية».

مشاركة جنود بيونغ يانغ

ويقدِّر وزير الدفاع الأميركي وجود نحو 10 آلاف عنصر من الجيش الكوري الشمالي الآن في منطقة كورسك الروسية المتاخمة لأوكرانيا، والمحتلة جزئياً من جانب قوات كييف، وقد تم «دمجهم في التشكيلات الروسية» هناك.

وقال أوستن للصحافة خلال توقفه في فيجي بالمحيط الهادئ: «بناءً على ما تم تدريبهم عليه، والطريقة التي تم دمجهم بها في التشكيلات الروسية، أتوقَّع تماماً أن أراهم يشاركون في القتال قريباً» في إشارة إلى القوات الكورية الشمالية.

رجال إطفاء أوكرانيون يعملون في مكان ما بعد هجوم جوي في دنيبرو وسط الغزو الروسي لأوكرانيا (أ.ف.ب)

وذكر أوستن أنه «لم يرَ أي تقارير مهمة» عن جنود كوريين شماليين «يشاركون بنشاط في القتال» حتى الآن، على الرغم من صدور تقارير أوكرانية، أشارت إلى مقتل عدد منهم في ضربة نفَّذتها كييف بصواريخ «أتاكمز» أخيراً في بريانسك.

وقال مسؤولون حكوميون في كوريا الجنوبية ومنظمة بحثية، هذا الأسبوع، إن موسكو تُقدِّم الوقود وصواريخ مضادة للطائرات، ومساعدة اقتصادية لبيونغ يانغ، مقابل القوات التي تتهم سيول وواشنطن كوريا الشمالية بإرسالها إلى روسيا.

ولم ينكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجود قوات كورية شمالية، وبدلاً من ذلك انتقد الغرب بسبب دعمه لأوكرانيا. وقالت كوريا الشمالية، الشهر الماضي، إن أي نشر لقوات في روسيا سيكون «عملاً يتوافق مع قواعد القانون الدولي» لكنها لم تؤكد إرسال قوات.

الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمز» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)

وفي حين يعجل فريق الرئيس ترمب الحديث عن المفاوضات، كانت الأوضاع على جبهات القتال قاتمةً في كل مكان في أوكرانيا. فالقوات الروسية تواصل الضغط على القوات الأوكرانية في منطقة كورسك لإخراجها منها، وتتقدم جنوب خاركيف، بالقرب من مدينة كوبيانسك. وتتعرَّض خطوط الإمداد للخطر حول منطقة دونباس الشرقية، في حين جنوب زابوريجيا تحت ضغط أكبر، بحسب تقييمات عسكرية في واشنطن.

التأثير على ترمب

ورغم وصف المسؤولين الأميركيين وحلف شمال الأطلسي، الصاروخ الروسي «أوريشنيك» بأنه «متوسط ​​المدى وتجريبي»، في تعليقات بدت كأنها تسعى إلى التقليل من أهميته، فإنها كانت تشير في الواقع إلى خلاف أوسع مع موسكو، يعود إلى عام 2019، خلال رئاسة ترمب الأولى. في ذلك العام، انسحب ترمب من معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة، التي كانت تحد من تطوير مثل هذه الأسلحة، متهماً روسيا بانتهاكها.

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يمين) والرئيس المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ويرى البعض أن إصرار المسؤولين الغربيين على أن هذا الصاروخ «متوسط المدى»، الذي بدا قادراً على حمل أسلحة نووية، ربما يكون إشارة إلى استمرار روسيا في السعي للحصول على مثل هذه الأسلحة خارج تلك المعاهدة التي انتهت صلاحيتها الآن. لكنه ربما كان أيضاً بمثابة إشارة إلى ترمب، بأن موسكو لا تزال منخرطة في تصنيع تلك الأسلحة التي اتهمها بتطويرها خلال ولايته الأولى.

لقاء روته بترمب

وأشارت تقارير إعلامية أميركية، إلى أن لقاء الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، الجمعة، الرئيس ترمب، في بالم بيتش بولاية فلوريدا، كانت على رأسه، مناقشاتهما الوضع في أوكرانيا. وقالت فرح دخل الله، الناطقة باسم «الناتو»، اليوم (السبت) في بيان مقتضب: «ناقشا كل القضايا الأمنية العالمية التي تواجه حلف شمال الأطلسي».

وطبقاً لمعلومات من مصادر داخل الحلف، ناقش الجانبان الاجتياح الروسي المستمر لأوكرانيا، بالإضافة إلى قضية الإنفاق الدفاعي لأعضاء «الناتو»، بين قضايا أخرى.

كما اجتمع روته وفريقه أيضاً مع مايكل والتز، الذي اختاره ترمب لمنصب مستشار الأمن القومي، وأعضاء آخرين بفريق الأمن القومي للرئيس المنتخب، حسب بيان «الناتو».

وكان روته، رئيس الوزراء الهولندي السابق، أشار إلى رغبته في لقاء ترمب بعد يومين من فوزه في الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر (تشرين الثاني)، وأكّد وقتها أنه يريد أن يبحث معه «التهديد» الذي يمثّله تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية. وتولى روته منصب الأمين العام للناتو في أكتوبر (تشرين الأول).

ومن المقرر أن يعقد حلف شمال الأطلسي (ناتو) وأوكرانيا محادثات في بروكسل (الثلاثاء)؛ لبحث الوضع. وتقول كييف إنها تتوقَّع قرارات «ملموسة» من حلفائها.

واختار ترمب، يوم الأربعاء، مات ويتاكر، القائم بالأعمال السابق بمنصب المدعى العام، سفيراً لبلاده لدى حلف شمال الأطلسي. وأوضح ترمب في بيان أن ويتاكر «محارب قوي، ووطني وفي، وسيضمن الارتقاء بمصالح الولايات المتحدة والدفاع عنها، وتعزيز العلاقات مع حلفائنا في الناتو، والوقوف بثبات في مواجهة التهديدات للأمن والاستقرار». غير أن اختياره ويتاكر ممثلاً لدى «الناتو»، عُدَّ اختياراً غير اعتيادي، نظراً لخلفيته بصفته محامياً، وعدم تمتعه بخبرة في السياسة الخارجية.

مبعوث خاص لأوكرانيا

ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مطلعة أن ترمب، يدرس اختيار ريتشارد غرينيل الذي شغل منصب مدير المخابرات الوطنية خلال فترة رئاسته الأولى من 2017 إلى 2021، مبعوثاً خاصاً للصراع بين روسيا وأوكرانيا. ومن المتوقع أن يلعب غرينيل، الذي شغل أيضاً منصب سفير واشنطن لدى ألمانيا، دوراً رئيساً في جهود ترمب لوقف الحرب إذا تم اختياره في نهاية المطاف لهذا المنصب. ورغم أنه لا يوجد في الوقت الراهن مبعوث خاص معني بحل الصراع بين روسيا وأوكرانيا، فإن ترمب يفكر في إنشاء هذا الدور، وفقاً لتلك المصادر. وقالت المصادر إن ترمب قد يقرر في نهاية المطاف عدم تعيين مبعوث خاص للصراع في أوكرانيا، رغم أنه يفكر جدياً في القيام بذلك.