الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة ناغورنو كاراباخ

مركبات قوات حفظ سلام روسية تغادر منطقة ناغورنو كاراباخ مروراً بنقطة تفتيش أرمينية على طريق بالقرب من قرية كورنيدزور بأرمينيا 22 سبتمبر 2023 (رويترز)
مركبات قوات حفظ سلام روسية تغادر منطقة ناغورنو كاراباخ مروراً بنقطة تفتيش أرمينية على طريق بالقرب من قرية كورنيدزور بأرمينيا 22 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT

الكرملين يؤكد الانسحاب من منطقة ناغورنو كاراباخ

مركبات قوات حفظ سلام روسية تغادر منطقة ناغورنو كاراباخ مروراً بنقطة تفتيش أرمينية على طريق بالقرب من قرية كورنيدزور بأرمينيا 22 سبتمبر 2023 (رويترز)
مركبات قوات حفظ سلام روسية تغادر منطقة ناغورنو كاراباخ مروراً بنقطة تفتيش أرمينية على طريق بالقرب من قرية كورنيدزور بأرمينيا 22 سبتمبر 2023 (رويترز)

أكد الكرملين التقارير التي تفيد بأن القوات الروسية بدأت في الانسحاب من منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها بين أرمينيا وأذربيجان، وفق وكالة «الأنباء الألمانية».

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لوكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء، اليوم (الأربعاء)، رداً على تساؤلات إعلامية «هذا هو ما حدث». ولم يقدم أي تفاصيل بشأن الإطار الزمني للعملية.

ويذكر أن الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين أرمينيا وأذربيجان خاضتا حروباً بسبب منطقة ناغورنو كاراباخ الجبلية، التي تقطنها أغلبية أرمينية مسيحية، ولكنها تضم 4500 كيلومتر مربع داخل أذربيجان ذات الأغلبية المسلمة. وتحظى المنطقة بالاعتراف الدولي بكونها جزءاً من أذربيجان.

وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، والصراعات العرقية، انفصلت ناغورنو كاراباخ عن أذربيجان في عام 1994 بمساعدة أرمينيا.

واستعادت أذربيجان بعضاً من هذه الأراضي في عام 2020، وفي خريف 2020، نشرت روسيا قوات في المنطقة بناء على اتفاق بين أرمينيا وأذربيجان.

ووفقاً للإحصاءات الرسمية، فإن القوات الروسية بلغت 1960 فرداً. مع ذلك، لم يتدخل الجنود الروس في هجوم أذربيجان على ناغورنو كاراباخ في عام 2023، واضطرت القيادة في المنطقة المنفصلة للاستسلام بعد فترة قصيرة من القتال الشرس. وفر أكثر من 100 ألف من الأرمن من المنطقة.

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك الوقت أن الجنود الروس سوف يبقون في المنطقة حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2025 وفقاً للاتفاق.


مقالات ذات صلة

زعيم أبخازيا يعلن استعداده للتنحي إذا أخلى متظاهرون مبنى البرلمان

أوروبا متظاهرون يقتحمون مبنى البرلمان في جمهورية أبخازيا 15 نوفمبر 2024 (إ.ب.أ)

زعيم أبخازيا يعلن استعداده للتنحي إذا أخلى متظاهرون مبنى البرلمان

قال رئيس جمهورية أبخازيا التي أعلنت انفصالها عن جورجيا والمدعومة من موسكو، السبت، إنه مستعد للاستقالة بعد اقتحام متظاهرين مبنى البرلمان.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد محطة للتزود بالوقود في المجر عليها شعار مجموعة «أو إم في» النمساوية للنفط والغاز (د.ب.أ)

روسيا توقف شحنات الغاز إلى النمسا

أعلنت مجموعة «أو إم في» النمساوية للنفط والغاز أن روسيا ستُوقف تزويد النمسا بالغاز، ابتداء من السبت، بسبب خلاف مع مجموعة «غازبروم» الروسية العملاقة.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
أوروبا متظاهرون يتجمعون خارج مبنى البرلمان في منطقة أبخازيا الانفصالية الجورجية (أ.ب)

اقتحام برلمان إقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا بسبب اتفاق استثمار مع روسيا

اقتحم محتجون برلمان إقليم أبخازيا المنشق عن جورجيا والمدعوم من روسيا، اليوم (الجمعة)، وطالب سياسيون من المعارضة باستقالة رئيس الإقليم بسبب اتفاق مع موسكو.

«الشرق الأوسط» (تبيليسي)
العالم أميركا تعتمد على اليورانيوم المخصب المصنوع في روسيا على الرغم من الجهود المضنية بين حلفاء الولايات المتحدة لقطع العلاقات الاقتصادية مع موسكو (رويترز)

روسيا تفرض قيوداً على صادرات اليورانيوم المخصب لأميركا

قالت روسيا، الجمعة، إنها فرضت قيوداً مؤقتة على صادرات اليورانيوم المخصب إلى الولايات المتحدة في خطوة رمزية؛ رداً على حظر أميركي لواردات اليورانيوم الروسي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا طائرة «تايفون» بريطانية (صفحة سلاح الجو الملكي البريطاني عبر «فيسبوك»)

رصد طائرة عسكرية روسية «قرب» المجال الجوي البريطاني

أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الجمعة، أنها حشدت طائرات مقاتلة من أسطولها بعد رصد وجود طائرة عسكرية روسية «بالقرب» من مجالها الجوي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

قتلوا 242 شخصاً... الجنود الروس العائدون من أوكرانيا يشكّلون تهديداً على وطنهم

تم إطلاق سراح الألوف من السجن خصيصاً للانضمام إلى حرب روسيا في أوكرانيا (إ.ب.أ)
تم إطلاق سراح الألوف من السجن خصيصاً للانضمام إلى حرب روسيا في أوكرانيا (إ.ب.أ)
TT

قتلوا 242 شخصاً... الجنود الروس العائدون من أوكرانيا يشكّلون تهديداً على وطنهم

تم إطلاق سراح الألوف من السجن خصيصاً للانضمام إلى حرب روسيا في أوكرانيا (إ.ب.أ)
تم إطلاق سراح الألوف من السجن خصيصاً للانضمام إلى حرب روسيا في أوكرانيا (إ.ب.أ)

«أنا من قدامى المحاربين بالعملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا)، وسأقتلك!»... كانت هذه هي الكلمات التي سمعتها إيرينا عندما هاجمها رجل في مدينة أرتيوم، بأقصى شرقي روسيا، حينما كانت عائدة بعد قضاء ليلة في الخارج عندما ركلها الرجل وضربها بعكازه. وكانت قوة الضربة قوية لدرجة أنها كسرت العكاز.

وعندما وصلت الشرطة، أظهر لهم الرجل وثيقة تثبت أنه كان يقاتل في أوكرانيا، وادعى أنه بسبب «خدماته العسكرية»، «لن يحدث له شيء».

ويعدّ الهجوم على إيرينا مجرد واحد من كثير من الهجمات التي ورد أن الجنود الروس العائدين من أوكرانيا ارتكبوها، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ويقدّر موقع «فيرستكا» الروسي المستقل أن ما لا يقل عن 242 روسياً قُتلوا على يد الجنود العائدين من أوكرانيا. وأصيب 227 آخرون بجروح خطيرة. ومثل الرجل الذي ضرب إيرينا، فإن «كثيراً من المهاجمين لديهم إدانات جنائية سابقة، وتم إطلاق سراحهم من السجن خصيصاً للانضمام إلى حرب روسيا في أوكرانيا».

يتم الترحيب بهم أبطالاً

تقدّر «بي بي سي» أن مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة جندت أكثر من 48 ألف سجين للقتال في أوكرانيا. وبعدما قُتل زعيم المجموعة يفغيني بريغوجين في حادث تحطم طائرة العام الماضي، تولت وزارة الدفاع الروسية مسؤولية التجنيد في السجون.

ويقول عالم الاجتماع الروسي إيغور إيدمان، إن هذه الحالات أثرت بشدة على المجتمع الروسي. ويضيف لـ«بي بي سي»: «هذه مشكلة خطيرة للغاية، ومن المحتمل أن تتفاقم. كل الأفكار التقليدية عن الخير والشر انقلبت رأساً على عقب».

ويوضح أن «الأشخاص الذين ارتكبوا جرائم بشعة (كالقتلة والمغتصبين) لا يتجنبون العقاب بالذهاب إلى الحرب فحسب، بل إن الأمر غير المسبوق أنه يتم الترحيب بهم أبطالاً».

ووفق «بي بي سي»، فهناك كثير من الأسباب التي تجعل الجنود الروس «المحظوظين» الذين عادوا من الحرب يعتقدون أنهم فوق القانون، فوسائل الإعلام الرسمية تُطلق عليهم لقب «الأبطال»، كما أطلق عليهم الرئيس فلاديمير بوتين لقب «النخبة» الجديدة في روسيا. أما أولئك الذين تم تجنيدهم من السجون، فقد تم إسقاط إداناتهم أو العفو عنهم.

أحكام مخففة

وليس من المستغرب أن يعود «المدانون المُفرج عنهم» من الحرب في أوكرانيا إلى روسيا، ثم يعاودون ارتكاب الجرائم، ثم يفلتون من العقاب مرة ثانية «من خلال العودة إلى الجبهة». وهذا ما يجعل بعض ضباط الشرطة يشعرون باليأس.

وقال الشرطي غريغوري لموقع «نوفايا غازيتا» الإلكتروني: «قبل 4 سنوات وضعت (مجرماً مداناً) بعيداً (في السجن) لمدة 7 سنوات... وها هو أمامي مرة أخرى يقول: لن تتمكن من فعل أي شيء أيها الضابط. هذا وقتنا، زمن من يسفكون الدماء في العملية العسكرية الخاصة».

وقد استخدمت المحاكم الروسية «بشكل روتيني» المشاركة في الحرب ضد أوكرانيا سبباً لإصدار أحكام مخففة. لكنّ كثيراً من القضايا لا يصل حتى إلى المحكمة. فقد أصدرت موسكو قانوناً جديداً ضد «تشويه سمعة القوات المسلحة الروسية»، الأمر الذي يجعل بعض ضحايا الجرائم التي يرتكبها المحاربون القدامى يخشون الإبلاغ عنها.

وتقول أولغا رومانوفا، وهي رئيسة منظمة غير حكومية معنية بحقوق السجناء، إن «الشعور بالإفلات من العقاب يؤدي إلى ارتفاع معدلات الجريمة». وتضيف لـ«بي بي سي»: «النتيجة الرئيسية لذلك هي حدوث فجوة بين الجريمة والعقاب في الأذهان... فإذا ارتكبت جريمة، فمن غير المؤكد أنك ستُعاقب».

وفي عام 2023، ارتفع عدد الجرائم الخطيرة المسجلة في روسيا بنسبة 10 في المائة تقريباً، وفي النصف الأول من هذا العام، تضاعف عدد العسكريين المدانين بارتكاب جرائم أكثر من الضعف مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.