زيلينسكي يناشد الغرب تقديم الدعم بعد مقتل 10 في هجوم روسي على شمال أوكرانيا

قال «الخطابات لا تحمي الأجواء» ولهذا يسعى لعقد اجتماع لمجلس الناتو - أوكرانيا لتحسين حماية المجال الجوي لبلاده

بناية مدمرة بعد الهجوم الروسي على مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا
بناية مدمرة بعد الهجوم الروسي على مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا
TT

زيلينسكي يناشد الغرب تقديم الدعم بعد مقتل 10 في هجوم روسي على شمال أوكرانيا

بناية مدمرة بعد الهجوم الروسي على مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا
بناية مدمرة بعد الهجوم الروسي على مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا

ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين بأن يكون لديهم ما يكفي من التصميم وتقديم الدعم لبلاده، بعد أن أدى هجوم صاروخي روسي على مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا إلى مقتل عشرة على الأقل، صباح الأربعاء، وجرح العشرات، وهذا ما أكده فياتشيسلاف تشاوس، حاكم المنطقة، مضيفاً أن الهجوم ألحق أضراراً بالبنية التحتية الاجتماعية بالمدينة الحدودية.

أدى هجوم صاروخي روسي على مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا إلى مقتل عشرة صباح الأربعاء وجرح العشرات (أ.ف.ب)

وقال زيلينسكي، عبر تطبيق «تلغرام»: «ما كان هذا ليحدث لو كانت أوكرانيا قد تلقّت ما يكفي من مُعدات الدفاع الجوي، ولو كان العالم مصمماً بما يكفي على مواجهة الإرهاب الروسي».

وكانت أوكرانيا قد تساءلت، الاثنين، عن أسباب إحجام حلفائها عن مساعدتها عسكرياً بشكل أكبر ضد روسيا، وخصوصاً بعد صدّ هجوم جوي إيراني على إسرائيل، نهاية الأسبوع، بنجاح، ولا سيما بفضل الدعم الغربي.

وقال الرئيس الأوكراني في كييف، الثلاثاء، إنه سيسعى لعقد اجتماع لمجلس الناتو - أوكرانيا؛ للدعوة إلى تحسين حماية المجال الجوي لبلاده، مضيفاً أن أوكرانيا ستطلب تزويدها بدفاع جوي وصواريخ؛ «لأن الأوكرانيين لهم الحق في الحماية من الإرهاب»، وأن كييف تستحق تأمين مساعدة حقيقية من حلفائها.

وبينما تتراجع المساعدات الغربية، ولا سيما بسبب الانقسامات السياسية في الكونغرس الأميركي، تدهور الوضع على الجبهة مؤخراً بالنسبة لكييف التي تحثّ شركاءها، منذ أشهر، على تسليمها مزيداً من الأسلحة وأنظمة الدفاع الجوي. وقال زيلينسكي، الاثنين: «عبر الدفاع عن إسرائيل، أثبت العالم الحر أن وحدة كهذه ليست ممكنة فحسب، بل أيضاً فاعلة بنسبة مائة في المائة». وأضاف: «الأمر نفسه ممكن لحماية أوكرانيا»، داعياً أنصار كييف إلى عدم «غض الطرف عن الصواريخ والمُسيّرات الروسية» التي تستهدف أوكرانيا، مضيفاً أن «الخطابات لا تحمي الأجواء»، وهو نداء كرّره، الاثنين، وزير الخارجية دميترو كوليبا.

زيلينسكي لدى زيارته إحدى الجبهات في شرق أوكرانيا الجمعة (أ.ب)

كما كرّر أندريه يرماك، مدير مكتب زيلينسكي، الأربعاء، نداء كييف للحصول على مزيد من مُعدات الدفاع الجوي. وقال، خلال مؤتمر صحافي: «كل ما نطلبه من شركائنا - حتى لو لم تتمكنوا من التحرك كما تفعلون في إسرائيل - هو تسليمنا ما نحتاج إليه وسنتولى بقية المهمة».

وكثّفت روسيا هجماتها على المدن الأوكرانية، في الأسابيع القليلة الماضية، مستهدفة قطاع الطاقة في البلاد وغيره من قطاعات البنية التحتية الأخرى.

وذكر أولكسندر لوماكو، القائم بأعمال رئيس بلدية تشيرنيهيف، أن ثلاثة انفجارات هزّت منطقة مزدحمة من المدينة، بعد التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، وأصابت بناية متعددة الطوابق. وصرّح لوماكو، للتلفزيون الأوكراني، كما نقلت عنه «رويترز»: «للأسف، تُواصل روسيا القيام بنشاط إرهابي ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية، وهو ما أكدته مرة أخرى هذه الضربة على تشيرنيهيف».

وقال رئيس مستشفى المنطقة إن 18 على الأقل ممن أصيبوا في الهجوم، يتلقون العلاج بالمستشفى. وأضاف أن مزيداً من المصابين نُقلوا إلى مستشفيات أخرى، وحثَّ السكان على التبرع بالدم.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

وغزت روسيا، التي تنفي استهداف المدنيين، أوكرانيا، في فبراير (شباط) 2022، وأطلقت آلاف الصواريخ والطائرات المُسيّرة على مدن وقرى أوكرانية في هجمات أسفرت عن مقتل مئات المدنيين.

وقال الحاكم الإقليمي للمنطقة المستهدَفة، في مقطع فيديو نُشر على منصة «تلغرام»، إن ثلاثة صواريخ سقطت بالقرب من وسط المدينة، وإن أضراراً لحقت البنية التحتية للمدنية. وقال عمدة المدينة، كما نقلت عنه «الوكالة الألمانية للأنباء»، إن السكان المحليين جرى حثهم على التبرع بالدم.

وتقع تشيرنيهيف على بُعد نحو 150 كيلومتراً شمال كييف، وليس بعيداً عن الحدود مع روسيا. وكانت تشيرنيهيف قد تعرضت للهجوم عندما غزت القوات الروسية أوكرانيا، في فبراير 2022، دون أن تجري السيطرة عليها. وتعرضت، خلال العامين الماضيين، لقصف مدفعي روسي متكرر وهجمات جوية.

من جانب آخر أعلن رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا، الثلاثاء، أن عشرين دولة تعهّدت، في إطار مبادرة أطلقتها بلاده، أن تشتري من خارج أوروبا نصف مليون قذيفة مدفعية لتقديمها هبةً لأوكرانيا.

دمار في مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا (أ.ف.ب)

وأطلقت جمهورية التشيك حملة تبرعات دولية تهدف إلى شراء ذخيرة للجيش الأوكراني؛ لدعمه في التصدّي للغزو الروسي لأراضيه. وكانت دول الاتحاد الأوروبي قد تعهّدت بتزويد كييف بمليون قذيفة قبل نهاية مارس (آذار) الماضي، لكنّها لم تتمكّن من الوفاء بوعدها بسبب عدم قدرة المصانع الأوروبية على إنتاج تلك الكمية، خلال هذه الفترة الزمنية. لكنّ براغ أكّدت أنها وجدت في أسواق خارج القارة العجوز ما مجموعه 800 ألف قذيفة متاحة للشراء.

وخلال زيارة لواشنطن، الثلاثاء، قال فيالا: «أنا سعيد لأنّه حتى الآن انضمّ نحو عشرين دولة إلى مبادرتنا، من كندا إلى بولندا، بما في ذلك ألمانيا وهولندا».

وأضاف أنه بفضل هذه الدول «بِتنا قادرين على توريد 500 ألف قذيفة، ونعتقد أن عمليات تسليم أخرى ستتبع».

وسبق لفيالا أن أعلن أنّ أولى عمليات تسليم هذه الذخائر لكييف قد تحصل في يونيو (حزيران). ووفق الصحافة التشيكية، كما نقلت عنها «وكالة الصحافة الفرنسية»، فإن البلدان المشارِكة في هذه المبادرة تشمل أيضاً دول البلطيق وبلجيكا والدنمارك وفنلندا وآيسلندا ولوكسمبورغ والنرويج والبرتغال وسلوفينيا. وأكّد رئيس الوزراء التشيكي أنه ما من سبب يمنع الدول المانحة من «تقديم مليون قذيفة إضافية خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة».

ووفقاً لصحيفة «فايننشال تايمز»، فإنّ شراء هذه القذائف الـ800 ألف سيكلّف الدول المانحة 1.5 مليار دولار. لكنّ توماس كوبيتشني، المفوّض التشيكي لإعادة إعمار أوكرانيا، قال، للإذاعة التشيكية، الثلاثاء، إنّ تكلفة هذه الذخيرة قد تصل إلى ضِعف هذا المبلغ.

دخان يتصاعد نتيجة قصف روسي على أوكرانيا (إ.ب.أ)

من جهة أخرى، وقّع الرئيس الأوكراني، الثلاثاء، قانوناً للتعبئة العسكرية مثيراً للجدل يهدف إلى زيادة عدد الجنود. وجاء على الموقع الإلكتروني للبرلمان أن القانون «أُعيد مع توقيع الرئيس» في 16 أبريل (نيسان)، بعد مصادقة المُشرّعين عليه، الأسبوع الماضي. ويشدد القانون الجديد العقوبة على الفارّين من الخدمة العسكرية، ويحفز التجنيد الإلزامي، ويُلزم الرجال بتحديث تفاصيل تسجيلهم العسكري لدى السلطات. لكن المسألة المثيرة للجدل تتعلق بعدم نص القانون على تسريح الجنود الذين خدموا لفترة طويلة على الجبهة، وهو اقتراح رفضه المُشرّعون بعد تعرضهم لضغوط من الجيش الأوكراني. ويقول المُشرّعون إن مسألة التسريح سيجري تناولها في مشروع قانون منفصل، دون ذكر أي تفاصيل. وقد مُنيت كييف بخسائر أمام تقدم القوات الروسية، منذ أواخر العام الماضي، في وقت تعاني فيه نقص القوة البشرية وتعطل مساعدات هي بأمسّ الحاجة إليها، من الحلفاء الغربيين. وفي وقت سابق هذا الشهر، وقّع زيلينسكي على قانون منفصل يخفض سن التعبئة من 27 إلى 25 عاماً، مما يرفع عدد الرجال المؤهلين للقتال. وتهدف القوانين الجديدة إلى تعزيز القدرة القتالية لأوكرانيا، لكنها أثارت غضب دولة أنهكتها، منذ أكثر من عامين، محاربة القوات الروسية الغازية.


مقالات ذات صلة

انقسام غربي وتخوّف أوروبي من «سلام أميركي متسرّع» في أوكرانيا

الولايات المتحدة​ المستشار الألماني ميرتس مع الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس الوزراء الكندي كارني (رويترز) play-circle

انقسام غربي وتخوّف أوروبي من «سلام أميركي متسرّع» في أوكرانيا

تعيش العواصم الأوروبية وكييف توتراً دبلوماسياً متزايداً، بعدما كشفت تقارير صحافية مضمون مكالمة حسّاسة جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني…

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ ترمب وإنفانتينو في حديث سابق حول المونديال (أ.ف.ب)

لماذا يُثير حصول ترمب على «جائزة فيفا للسلام» جدلاً؟

يُتوقع أن يُسلم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب "جائزة الفيفا للسلام" عند إجراء قرعة كأس العالم يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)

الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

قال الجيش الأوكراني في ساعة متأخرة من يوم الخميس إن قواته ضربت مصنعا كبيرا للمواد الكيميائية في منطقة ستافروبول بجنوب روسيا، ما أدى إلى اندلاع حريق.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا آليات وجنود روس في جنوب شرقي أوكرانيا (رويترز)

أوكرانيا تعبر عن رغبتها في «سلام حقيقي وليس تهدئة» مع روسيا

قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيها اليوم الخميس في كلمة أمام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إن أوكرانيا تريد «سلاماً حقيقياً وليس تهدئة» مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعقيلته أولينا يهبطان من طائرة تحمل شعار الرئاسة الأوكرانية لدى وصولهما إلى مطار دبلن (أ.ف.ب)

تقرير: رصد مسيرات قرب مسار طائرة تقل زيلينسكي إلى آيرلندا

ذكرت وسائل إعلام محلية في آيرلندا أن سفينة تابعة للبحرية الآيرلندية رصدت ما يصل إلى 5 طائرات مسيرة تحلق بالقرب من مسار طائرة الرئيس الأوكراني زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (دبلن)

ألمانيا تعيد الخدمة العسكرية وسط مظاهرات معارضة للقانون

لافتة ضد التجنيد خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن ألمانية تزامناً مع تمرير قانون التجنيد (رويترز)
لافتة ضد التجنيد خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن ألمانية تزامناً مع تمرير قانون التجنيد (رويترز)
TT

ألمانيا تعيد الخدمة العسكرية وسط مظاهرات معارضة للقانون

لافتة ضد التجنيد خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن ألمانية تزامناً مع تمرير قانون التجنيد (رويترز)
لافتة ضد التجنيد خلال المظاهرات التي خرجت في عدة مدن ألمانية تزامناً مع تمرير قانون التجنيد (رويترز)

بعد قرابة 15 عاماً على إلغاء التجنيد الإجباري في ألمانيا، مهد البرلمان الفيدرالي (البوندتساغ) لإعادته بعد أن مرر قانوناً يعيد الخدمة العسكرية الاختياري في المرحلة الأولى، على أن يصبح إلزامياً في حال عجزت وزارة الدفاع عن تجنيد أعداد كافية من المتطوعين.

ووسط مظاهرات معارضة للقانون خرجت في أنحاء ألمانيا، قادها بشكل أساسي طلاب المدارس المعنيين بالقانون، صوّت النواب على إعادة التجنيد الاختياري بدءاً من مطلع العام المقبل.

وتأمل الحكومة الألمانية أن ترفع عديد جيشها من 183 ألف عنصر حالياً إلى 270 ألف عنصر ناشط، إضافة إلى 200 ألف آخرين من قوات الاحتياط بحلول عام 2035.

وينص القانون الذي حظي بموافقة أغلبية النواب، على إرسال استمارات لكل من يبلغ الـ18 عاماً، تتضمن معلومات حول الوضع الصحي، وأخرى تتعلق بمدى الاستعداد للخدمة في الجيش. وسيكون الشباب الذكور مجبرين على ملء الاستمارات، فيما تترك اختيارياً للفتيات.

ومن يعدّ قادراً على الخدمة، يتلقى عرضاً للتطوع، لـ6 أشهر بشكل مبدئي يمكن تمديدها. ويمكن للشباب رفض العرض المقدم في المرحلة الأولى. وسيتعين على وزارة الدفاع أن تطلع الحكومة و«البوندستاغ» كل 6 أشهر حول مدى التقدم المحرز في تجنيد مطوعين، على أن يطرح مشرع قانون مرة جديدة في حال لم يتم استقطاب أعداد كافية، يجعل من التجنيد إجبارياً لمن يتم اختياره بالقرعة.

واستغرق الاتفاق على القانون أشهراً بين طرفي الحكومة؛ إذ اعترض الحزب «المسيحي الديمقراطي» الحاكم بزعامة المستشار فريدريش ميريتس على القانون بشكله الأساسي الذي لم يأت على ذكر خطوات إضافية في حال عدم تجنيد أعداد كافية.

وأراد الحزب الحاكم أن يجعل من التجنيد إجبارياً في القانون نفسه، إلا أن الحزب الاشتراكي الذي ينتمي إليه وزير الدفاع بوريس بيستوريوس رفض اقتراح الحزب الحاكم، وتمسك بضرورة طرح المشروع للتصويت من جديد في حال الضرورة.

لافتة «لا للحرب» خلال مظاهرة ضد التجنيد في ألمانيا (رويترز)

ولكن بيستوريوس يبدو متأملاً بأن يلقى القانون تجاوباً، رغم المظاهرات التي خرجت تزامناً مع التصويت على القانون، واعتراضاً على تحويله إجبارياً. ووصف بيستوريوس المظاهرات التي قادها طلاب المدارس، بأنها «رائعة»؛ لأنها «تظهر أن الشباب مهتمون بالتجنيد». وتحدث عن ضرورة فتح نقاش مع من يهمه الأمر.

ودافع كذلك الحزب الحاكم عن القانون، وقال نوربرت روتغن، نائب الكتلة النيابية للحزب خلال النقاش في البرلمان، إن التصويت مهم، خاصة أمام التهديدات الروسية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة «لم تعد تعتبر في صفنا».

وصوّت حزب «البديل من أجل ألمانيا»، المصنف يمينياً متطرفاً ضد القانون، وكذلك حزب «دي لينكا» اليساري. وقالت نائبة رئيس كتلة «دي لينكا»، إن «الشباب لديهم مشاريع أخرى غير المخاطرة بحياتهم»، فيما اشتكت سارا ناني، المتحدثة باسم الأمن في الحزب «الخضر»، من أن القانون لا يقدم إجابات حول الخطة الوطنية الدفاعية.

ويشكو عدد كبير من الشبان المعارضين للقانون بأن الحكومة لم تفتح نقاشاً معهم، وأنها لم تأخذ مواقفهم بعين الاعتبار. وقالت رونيا، طالبة من منظمي المظاهرات التي خرجت في العاصمة الألمانية، إن المتظاهرين يؤكدون رفضهم القاطع للتجنيد الإجباري؛ لأنه تعدٍّ على حرية الشباب». وأضافت أن «التبرير بضرورة حماية بلدنا هو مجرد حجة».

وقال شاب من المتظاهرين الذين خرجوا في برلين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إنه يرى أن الحكومة أخطأت بتمرير قانون من دون نقاش مع المعنيين به؛ أي الذين سيتم استدعاؤهم للخدمة وهم من المولودين في عام 2008 وما بعد.

المستشار الألماني فريدريش ميرتس ووزير الدفاع داخل «البوندستاغ» خلال جلسة التصويت على قانون التجنيد (رويترز)

وقال آخر إن الأمن «لا يتعلق بإجبار الأطفال على الخدمة، وإن الأشهر القليلة التي سيتم التطوع خلالها لن تكون كافية أصلاً لتعلم القتال في الجيش».

وشارك في المظاهرات طلاب في سن الـ12 عاماً، غادروا المدارس باكراً للانضمام للاحتجاجات. وقال أحدهم إنه «لا يريد أن يقاتل»، وإنه سيكون من الخطأ إرسال شباب في الـ18 من العمر للقتال.

وعلقت حكومة المستشارة السابقة أنجيلا ميركل التجنيد الإجباري عام 2011، ومنذ ذلك الحين، يواجه الجيش الألماني صعوبة في جذب متطوعين.

وانخفض عدد الجيش الألماني من 300 ألف عنصر عام 2001 إلى 180 ألفاً اليوم. وتأمل الحكومة بأن تعيد رفع عديد الجيش بحلول عام 2035 إلى 480 ألفاً، من بينهم قوات الاحتياط حالياً، من خلال التطوع الاختياري وجذب المتطوعين بمرتبات تصل إلى 3500 يورو شهرياً.

ومنذ الحرب في أوكرانيا، بدأت ألمانيا بزيادة الاستثمار العسكري، وتعمل على إعادة تقوية جيشها الضعيف عمداً بسبب تاريخها.

ويزداد القلق في ألمانيا، خاصة في ظل إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي يتخوف الألمان من أن تسحب المظلة الأمنية التي تزودها بها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

ويخطط ترمب لتقليص عدد الجنود الأميركيين المتمركزين في ألمانيا منذ عقود.


مدير «يوروفيجن» يتوقع مقاطعة 5 دول للمسابقة بسبب مشاركة إسرائيل

مقر اتحاد البث الأوروبي في جنيف - الجهاز الذي ينظم «يوروفيجن» (أ.ف.ب)
مقر اتحاد البث الأوروبي في جنيف - الجهاز الذي ينظم «يوروفيجن» (أ.ف.ب)
TT

مدير «يوروفيجن» يتوقع مقاطعة 5 دول للمسابقة بسبب مشاركة إسرائيل

مقر اتحاد البث الأوروبي في جنيف - الجهاز الذي ينظم «يوروفيجن» (أ.ف.ب)
مقر اتحاد البث الأوروبي في جنيف - الجهاز الذي ينظم «يوروفيجن» (أ.ف.ب)

أعلن مدير مسابقة «يوروفيحن»، مارتن غرين، أن 35 دولة ستشارك في النسخة المقبلة من مسابقة «يوروفيحن» التي ستقام في فيينا في مايو (أيار) 2026، بينما من المتوقع أن تقاطعها خمس دول، بعد قرار السماح لإسرائيل بالمشاركة فيها.

وقال مارتن غرين، في مقابلة مساء الخميس، مع التلفزيون السويدي بعد قرار اتحاد البث الأوروبي السماح بمشاركة إسرائيل في مسابقة الغناء المباشر الأشهر في العالم: «نقدّر أن 35 هيئة بث ستشارك على الأرجح» في النسخة المقبلة.

وبعد القرار الصادر، الخميس، عن هيئة البث الأوروبية، أعلنت إسبانيا وآيرلندا وهولندا وسلوفينيا مقاطعة المسابقة، بينما من المتوقع أن تعلن آيسلندا قرارها في العاشر من ديسمبر (كانون الأول).

وأشار غرين إلى أن خمس دول تعارض بشدّة مشاركة إسرائيل، مضيفاً: «أحترم موقفها تماماً».

وتابع: «آمل حقاً أن تعود في عام 2027 هيئات البث التي تقول إنّها لن تكون حاضرة في السنة المقبلة».

وقد أثارت الحرب في قطاع غزة دعوات متزايدة لاستبعاد إسرائيل من مسابقة الأغنية الأوروبية، في ظل شكوك كذلك بالتلاعب بنظام التصويت.

وشدد غرين على الطابع غير السياسي لهذا الحدث. وقال: «ليست الحكومات هي التي تشارك في (يوروفيحن)، بل هيئات البث العامة والفنانون».

وأشار إلى أنه خلال الاجتماع الذي عُقد الخميس، أجرى أعضاء اتحاد البث الأوروبي نقاشاً «صريحاً وصادقاً ومهماً أيضاً... ما اتفقوا عليه هو اقتناعهم الراسخ بأنه لا ينبغي استخدام مسابقة الأغنية الأوروبية منصةً سياسية».

وأكد أن المسابقة يجب أن تحافظ على «مقدار معيّن من الحياد».


الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
TT

الجيش الأوكراني يعلن استهداف مصنع كبير للكيماويات في جنوب روسيا

حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)
حريق في منطقة ستافروبول (أرشيفية)

قال الجيش الأوكراني في ساعة متأخرة من يوم الخميس إن قواته ضربت مصنعا كبيرا للمواد الكيميائية في منطقة ستافروبول بجنوب روسيا، ما أدى إلى اندلاع حريق.

وكتبت هيئة الأركان العامة للجيش على تطبيق تلغرام أن مصنع نيفينوميسكي أزوت تعرض للقصف يوم الخميس، موضحة أن المنشأة تنتج مكونات للمتفجرات ووصفتها بأنها واحدة من أكبر المنشآت من هذا النوع في روسيا.

ولم يصدر على الفور رد فعل من جانب المسؤولين الروس، ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة ما أعلنه الجيش الأوكراني بشكل مستقل.