توقيف 4 مراهقين في ألمانيا على خلفية مخطط لشن «هجوم إرهابي»

3 موقوفين في ولاية شمال الراين-فستفاليا خططوا لشن اعتداء بدوافع إسلاموية

عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)
عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)
TT

توقيف 4 مراهقين في ألمانيا على خلفية مخطط لشن «هجوم إرهابي»

عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)
عناصر من الشرطة الألمانية المختصة بمكافحة الإرهاب (غيتي)

أوقفت الشرطة الألمانية مراهقتين وفتيين في غرب ألمانيا بشبهة قيامهم بالتخطيط لـ«هجوم إرهابي»، على ما أعلن مدعون عامون (الجمعة).

خبراء الأسلحة من معهد الطب الشرعي التابع لشرطة برلين (د.ب.أ)

وأفاد المدعون العامون في دوسلدورف، في بيان، بأن 3 موقوفين في ولاية شمال الراين-فستفاليا «يشتبه بقوّة بأنهم خططوا لشنّ هجوم إرهابي بدوافع إسلاموية، وبأنهم التزموا تنفيذه».

وأضاف المصدر نفسه أن الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً «التزموا تنفيذ جريمتَي القتل، والقتل غير العمد».

وفي إعلان منفصل، أكد المدعون العامون في شتوتغارت أن مشتبهاً بها تبلغ 16 عاماً موقوفة «للاشتباه بأنها كانت تحضّر لجريمة خطرة تعرّض الدولة للخطر».

التحقيق جارٍ

ولم يقدّم المحققون تفاصيل إضافية عن الخطة المفترضة، قائلين إن التحقيق ما زال جارياً.

لكن صحيفة «بيلد» الأكثر انتشاراً في ألمانيا، ذكرت أن السلطات تشتبه بأن المراهقين كانوا يخططون لتنفيذ هجمات بزجاجات حارقة وسكاكين باسم تنظيم «داعش».

ويعتقد بأنهم كانوا سيستهدفون مسيحيين وعناصر شرطة، وفق التقرير الذي أفاد بأن المشتبه بهم فكروا أيضاً في مسألة حيازة أسلحة نارية.

وما زالت ألمانيا في حالة تأهب خشية وقوع هجمات إسلامية منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و«حماس» في أكتوبر (تشرين الأول)، في حين حذّر رئيس جهاز الاستخبارات الداخلية في البلاد من أن خطر وقوع هجمات مثل هذه «حقيقي، وأعلى مما كان عليه منذ فترة طويلة».

كذلك، ينتشر قلق في البلاد، خصوصاً حيال حدوث أي خروقات أمنية، بينما تستعد لاستضافة مباريات كأس أوروبا في كرة القدم من منتصف يونيو (حزيران) حتى منتصف يوليو (تموز).

الخطر ما زال كبيراً

وقد أحبطت الشرطة مؤامرة في وقت سابق هذا العام. وأوقف المحققون في يناير (كانون الثاني) 3 أشخاص للاشتباه بتخطيطهم لاستهداف كاتدرائية في كولن عشية رأس السنة.

وذكرت «بيلد» أن المشتبه بهم من طاجيكستان وينشطون لحساب تنظيم «داعش - خراسان»، الذي يعتقد أنه يقف خلف مجزرة مارس (آذار)، التي وقعت في صالة حفلات موسيقية في موسكو.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، حينها إن «خطر الإرهاب الإسلامي ما زال كبيراً»، واصفة فرع خراسان التابع لتنظيم «داعش» بأنه «أكبر تهديد إسلامي في ألمانيا حالياً».

نفّذ متطرفون إسلاميون هجمات عدة في ألمانيا في السنوات الأخيرة، كانت أكثرها حصداً للأرواح عملية الدهس التي وقعت في سوق ميلادية في برلين في ديسمبر (كانون الأول) 2016، وأودت بحياة 12 شخصاً.

وفي مارس، أُوقف أفغانيان على صلة بتنظيم «داعش» في ألمانيا بشبهة التخطيط لاعتداء في محيط البرلمان السويدي رداً على حرق نسخ من المصحف.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، وجّه المدعون الألمان اتهامات لشقيقين سوريين بالتخطيط لهجوم مستوحى من تنظيم «داعش» على كنيسة في السويد.

وأما في ديسمبر 2022، فحُكم على إسلامي مولود في روسيا بالسجن 14 عاماً على خلفية هجوم بسكين وقع في قطار في بافاريا، وأدى إلى إصابة 4 أشخاص بجروح.

وانخفض عدد الأشخاص المصنفين على أنهم من الإسلاميين المتطرفين في ألمانيا من 28290 في 2021 إلى 27480 في عام 2022، وفقاً لتقرير لوكالة الاستخبارات الفيدرالية الداخلية. غير أن فيزر قالت إن التطرف الإسلاموي «لا يزال خطراً». وباتت ألمانيا هدفاً للجماعات المتطرفة نظراً لانضمامها إلى التحالف ضد تنظيم «داعش» في العراق وسوريا، ونشرها قوات في أفغانستان.


مقالات ذات صلة

«طالبان» تسعى لبناء علاقات جديدة مع واشنطن دون إعادة المعدات العسكرية

آسيا أفراد الأمن يقفون حراساً خارج مجمع مكاتب بعثة الأمم المتحدة لمساعدة أفغانستان في منطقة جوزارا بولاية هرات في 31 يوليو 2021 (غيتي)

«طالبان» تسعى لبناء علاقات جديدة مع واشنطن دون إعادة المعدات العسكرية

أكدت حركة «طالبان» استعدادها لفتح صفحة جديدة مع الإدارة الأميركية بقيادة دونالد ترمب، لكنها شدَّدت على ملكيتها للمعدات العسكرية التي تركتها القوات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن - كابل)
أفريقيا دورية لقوات أمن بونتلاند بمنطقة باري شرق خليج عدن بمدينة بوصاصو بالصومال يوم 26 يناير 2025 (رويترز)

مقتل 3 إرهابيين بعملية عسكرية بمحافظة هيران الصومالية

تمكنت القوات الصومالية من قتل 3 عناصر في جماعة «الشباب» الإرهابية بمحافظة هيران وسط الصومال.

«الشرق الأوسط» (مقديشو - بالي ديدين (الصومال))
المشرق العربي مقاتلان من الفصائل السورية المدعومة من تركيا المشاركة في العمليات شرق حلب في أثناء تجهيز سلاح آلي (أ.ف.ب)

تركيا تعلن مقتل 13 من «الوحدات الكردية» في سوريا

صعدت تركيا من استهدافاتها لمواقع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات العنيفة مع الفصائل الموالية لها على محاور شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية مؤيدون لزعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان في فرنسا خلال مظاهرة للمطالبة بالإفراج عنه (أ.ف.ب)

تركيا: «العمال الكردستاني» يوقف عملياته قبل دعوة أوجلان «المرتقبة» لإلقاء أسلحته

يتصاعد الحديث عن دعوة مرتقبة لزعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين في تركيا عبد الله أوجلان لمسلحي الحزب لإلقاء أسلحتهم، وبدء عملية تهدف لحل المشكلة الكردية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا لاجئون أفغان في إسلام آباد عاصمة باكستان يحتجون على تعليق الرئيس ترمب قبول اللاجئين الشهر الماضي (أ.ب)

باكستان تجبر عشرات الآلاف من اللاجئين الأفغان على مغادرة العاصمة

جاء الأمر الذي أعطى الأفغان مهلة حتى 31 مارس للذهاب إلى أي مكان آخر في باكستان في أعقاب تعليق الرئيس ترمب قبول اللاجئين بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (كراتشي (باكستان))

كوسوفو تُجري انتخابات عامة يخيم عليها التوتر مع صربيا

رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي للإدلاء بصوته في مركز اقتراع خلال الانتخابات التشريعية في بريشتينا (أ.ف.ب)
رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي للإدلاء بصوته في مركز اقتراع خلال الانتخابات التشريعية في بريشتينا (أ.ف.ب)
TT

كوسوفو تُجري انتخابات عامة يخيم عليها التوتر مع صربيا

رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي للإدلاء بصوته في مركز اقتراع خلال الانتخابات التشريعية في بريشتينا (أ.ف.ب)
رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي للإدلاء بصوته في مركز اقتراع خلال الانتخابات التشريعية في بريشتينا (أ.ف.ب)

فتحت مراكز الاقتراع في كوسوفو أبوابها اليوم (الأحد) في انتخابات عامة سبقتها حملة انتخابية محتدمة، شهدت مشادات بين مرشحي المعارضة ورئيس الوزراء ألبين كورتي، بشأن الاقتصاد والفساد والعلاقات مع صربيا، جارة البلاد وعدوتها القديمة.

ووصل كورتي -وهو يساري من أصول ألبانية- إلى السلطة، في الدولة الصغيرة الواقعة في البلقان في 2021، عندما حصل ائتلاف بقيادة حزب «فيتيفيندوسيه» (تقرير المصير) على أكثر من 50 في المائة من الأصوات، لينال أغلبية في البرلمان المكون من 120 مقعداً، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

ويقول محللون سياسيون إن شعبية كورتي تعززت باتخاذ إجراءات لتوسيع سيطرة الحكومة في شمال كوسوفو؛ حيث تتركز الأقلية الصربية. لكن منتقدين ومعارضين لكورتي يقولون إنه لم يحرز تقدماً في التعليم والصحة، وإن سياساته في الشمال أبعدت البلاد عن حليفيها التقليديين، وهما الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

بدري حمزة المرشح لمنصب رئيس وزراء «الحزب الديمقراطي لكوسوفو»، يدلي بصوته خلال الانتخابات البرلمانية في شمال ميتروفيتشا (رويترز)

وخلصت «رويترز» إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض قيوداً اقتصادية على البلاد في 2023، لدورها في تأجيج التوتر مع الأقلية الصربية في الشمال، مما أدى إلى خفض التمويل بما لا يقل عن 150 مليون يورو (155 مليون دولار).

وقد يؤدي انخفاض نسبة الأصوات لحزب كورتي إلى أقل من 50 في المائة إلى إجراء محادثات لتشكيل ائتلاف بعد الانتخابات.

لومير عبديشيكو زعيم «الرابطة الديمقراطية لكوسوفو» يدلي بصوته خلال الانتخابات البرلمانية في بريشتينا (رويترز)

وتشمل أحزاب المعارضة الرئيسة: «الرابطة الديمقراطية لكوسوفو» التي تبنت حملة انتخابية تهدف إلى استعادة العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، و«الحزب الديمقراطي لكوسوفو» الذي ينتمي أيضاً إلى يمين الوسط، والذي أسسه مقاتلون سابقون في «جيش تحرير كوسوفو».

رجل يدلي بصوته خلال الانتخابات البرلمانية في بريشتينا (إ.ب.أ)

ويحق لنحو مليونين التصويت في الانتخابات. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي (06:00 بتوقيت غرينتش) وستغلق في السابعة مساء. ومن المتوقع أن تصدر نتائج استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع بعد ذلك بقليل، وأن تظهر نتائج الانتخابات في وقت لاحق ليلاً.

وحققت حكومة كورتي بعض الإنجازات، منها: تراجع البطالة من 30 في المائة إلى نحو 10 في المائة، ورفع الحد الأدنى للأجور، ونمو الاقتصاد العام الماضي بوتيرة أسرع من متوسط منطقة غرب البلقان.

ويقول كورتي إن سياساته في شمال البلاد التي تتضمن تقليل صلاحيات الحكم الذاتي المستمر منذ فترة طويلة للصرب في كوسوفو، تساهم في دمج الصرب والألبان في نظام حكومي موحد؛ لكن تلك التعليقات أقلقت سياسيين ينتمون لتيار الوسط.

الصرب يسيرون للتصويت خلال الانتخابات البرلمانية في شمال ميتروفيتشا (رويترز)

وقال خلال الحملة الانتخابية، قبل أيام، في منطقة قرب الحدود مع صربيا: «عندما يكون لديك جار سيئ، فعليك أن تبقي معنوياتك مرتفعة وسلاحك مذخراً».

ونالت كوسوفو (أحدث دولة في أوروبا) استقلالها عن صربيا في عام 2008 بدعم من الولايات المتحدة، وذلك بعد حملة قصف على القوات الصربية في عام 1999.