هجمات روسية واسعة على أوكرانيا بعد «عملية كروكوس»

بولندا «الأطلسية» ترفع مستوى التأهب بعد اختراق صواريخ أجواءها

TT

هجمات روسية واسعة على أوكرانيا بعد «عملية كروكوس»

ضابطان يفحصان بقايا صاروخ «كروز» روسي سقط في حديقة بكييف بعد اعتراضه الأحد (رويترز)
ضابطان يفحصان بقايا صاروخ «كروز» روسي سقط في حديقة بكييف بعد اعتراضه الأحد (رويترز)

شنّت القوات الروسية، فجر الأحد، هجمات جوية جديدة واسعة على كييف ومناطق أوكرانية أخرى؛ ما دفع الجيش البولندي إلى رفع مستوى الإنذار أمام كثافة النشاط العسكري قرب حدودها.

وجاءت هذه الهجمات بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف قاعة كروكوس للحفلات الموسيقية في إحدى ضواحي موسكو، وتأكيد السلطات الأمنية أن المشتبه بهم كانت لديهم «جهات اتصال» في أوكرانيا.

وقال سيرغي بوبكو قائد الإدارة العسكرية في كييف إن الجيش الروسي هاجم العاصمة بواسطة صواريخ «كروز» أُطلقت من قاذفات استراتيجية من طراز «تو-95 إم إس».

ومضات انفجار في سماء كييف الأحد (رويترز)

10 صواريخ فوق كييف

وكتب بوبكو عبر تطبيق «تلغرام» أن الدفاعات الجوية الأوكرانية «أسقطت نحو 10 صواريخ أطلقها العدو فوق كييف وفي محيط العاصمة»، موضحاً أن المعلومات الأولية لا تشير إلى وقوع ضحايا أو أضرار. وأوضح بوبكو أن الهجوم أُطْلِقَ من منطقة ساراتوف في جنوب غربي روسيا.

إزالة بقايا صاروخ سقط في حديقة بكييف الأحد (إ.ب.أ)

وللمرة الثالثة في غضون أسبوع، وُضعت كل الأراضي الأوكرانية في حالة تأهب خلال الليل، واستمر الإنذار ساعتين في العاصمة، على ما أكد بوبكو.

وأفاد حاكم منطقة لفيف ماكسيم كوزيتسكي بتعرض منطقة ستري جنوب مدينة لفيف لصواريخ روسية ومسيّرات متفجرة من طراز «شاهد» إيرانية الصنع. وقال رئيس بلدية لفيف أندريي سادوفي إن «الهدف كان استهداف منشآت حيوية»، مشيراً إلى تعرض المنطقة لنحو 20 صاروخاً و7 مسيّرات.

وليل الخميس - الجمعة استهدفت هجمات واسعة بالصواريخ والمسيّرات الروسية منشآت أوكرانية للطاقة؛ ما أدى إلى انقطاع في التيار الكهربائي.

سكان لجأوا إلى محطة مترو في كييف خلال الهجمات الصاروخية الأحد (رويترز)

«تفعيل» الطيران البولندي

وتقع منطقة ستري على مسافة نحو 50 كيلومتراً من الحدود مع بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي رفع مستوى الإنذار أمام عمليات القصف القريبة من أراضيها. وقالت القيادة العملانية للقوات المسلّحة البولنديّة من جهتها إنّها «رصدت خلال الليل نشاطاً مكثّفاً للطيران البعيد المدى لروسيا الاتحادية» على صلة بالهجمات في أوكرانيا. وأضافت في بيان: «كلّ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة المجال الجوّي البولندي فُعِّلت، والقيادة العملانية للقوات المسلّحة البولنديّة تتابع الوضع بشكل متواصل» مشيرة إلى «تفعيل» الطيران البولندي وطيران «الناتو».

والأحد، أعلن الجيش البولندي أنه لمدة نحو 40 ثانية «انتُهك المجال الجوي البولندي بأحد صواريخ (كروز) التي أطلقها سلاح جو (...) روسيا الاتحادية الليلة الماضية». وأوضحت قيادة الجيش على منصة «إكس» أن «الجسم حلّق في الأجواء البولندية فوق قرية أوسيردو (شرق) حيث بقي 39 ثانية» مشيرة إلى أن أجهزة الرادار العسكرية رصدت الصاروخ طوال فترة تحليقه.

وتابعت القيادة: «الجيش البولندي يراقب بشكل متواصل الوضع على الأراضي الأوكرانية وهو في حالة تأهب لضمان أمن المجال الجوي البولندي».

وعقب هذا الحادث «فُعِّلت كل التدابير اللازمة لضمان أمن المجال الجوي البولندي. كما فُعِّل الطيران البولندي وطيران حلف شمال الأطلسي من بين إجراءات أخرى»، وفق ما أضافت قيادة العمليات في بيانها.

وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك - كاميش متحدثاً خلال مؤتمر صحافي في كراكوف الأحد (إ.ب.أ)

وصرح وزير الدفاع البولندي فلاديسلاف كوسينياك - كاميش لوسائل إعلام أنه بعد «هجوم ضخم» شنّته روسيا على أوكرانيا خصوصاً الجزء الغربي منها «فُعِّلت كل أنظمة الدفاع الجوي وأنظمة سلاح الجو البولندية»، مشيراً إلى أن الجيش رصد مسارات عشرات الصواريخ الروسية في المجموع.

وفي ديسمبر (كانون الأول)، نددت بولندا أحد أكبر حلفاء أوكرانيا بمرور صاروخ «كروز» روسي أُطْلِقَ باتجاه أوكرانيا، في أجوائها مدة 3 دقائق.

ومن جهة أخرى، أكدت روسيا، مساء السبت، أنها صدت هجوماً شُنَّ بواسطة 10 صواريخ أوكرانية باتجاه مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، على ما قال حاكم المنطقة.

وأكد ميخائيل رجوجييف عبر «تلغرام»: «صد جنودنا هجوماً واسعاً على سيفاستوبول، وتفيد المعلومات الأولية بسقوط أكثر من 10 صواريخ». وأوضح لاحقاً أن الهجوم أسفر عن سقوط قتيل مدني يبلغ الخامسة والستين بعدما أصيب بشظايا صاروخ، فضلاً عن 4 جرحى بينهم فتى.

وغالباً ما يستهدف الجيش الأوكراني شبه جزيرة القرم بصواريخ ومسيّرات بسبب أهميتها اللوجيستية للقوات الروسية التي تحتل جنوب أوكرانيا.

وتعهدت أوكرانيا التي تواجه غزواً روسياً وعمليات قصف يومية لمدنها منذ أكثر من سنتين، الرد من خلال نقل القتال إلى داخل الأراضي الروسية. والسبت، أسفر هجوم أوكراني شُنَّ بواسطة مسيّرات عن سقوط قتيل وجريحين في منطقة بيلغورود الروسية القريبة من الحدود، والتي تتعرض بانتظام لضربات.


مقالات ذات صلة

بلغاريا تجلي طاقم ناقلة نفط يشتبه بانتمائها إلى «أسطول الظل» الروسي

أوروبا نيران تتصاعد من ناقلة النفط «كيروس» التابعة لـ«أسطول الظل» الروسي بعد استهداف أوكراني في البحر الأسود (أ.ف.ب) play-circle

بلغاريا تجلي طاقم ناقلة نفط يشتبه بانتمائها إلى «أسطول الظل» الروسي

أطلقت السلطات البحرية البلغارية عملية لإجلاء طاقم ناقلة النفط «كايروس» قبالة ميناء أختوبول على البحر الأسود التي يعتقد أنها جزء من «أسطول الظل» الروسي.

«الشرق الأوسط» (صوفيا)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: أجريت مكالمة هاتفية مهمة مع المبعوث الأميركي الخاص ويتكوف

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، إنه أجرى مكالمة هاتفية طويلة «ومهمة» مع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الرئيس بوتين محاطاً بيوري أوشاكوف (على يمينه) وكيريل دميترييف خلال المحادثات مع ويتكوف وكوشنر في موسكو الأربعاء (سبوتنيك - أ.ف.ب) play-circle

واشنطن وكييف تواصلان محادثات «السلام الصعب» في فلوريدا لليوم الثالث

تجري أوكرانيا والولايات المتحدة محادثات في فلوريدا السبت لليوم الثالث على التوالي بشأن خطة واشنطن وروسيا تُسابق بتوازٍ الدبلوماسية على عدة جبهات

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال لقاء «تحالف الراغبين» في لندن (إ.ب.أ) play-circle

زيلينسكي يزور لندن بعد غدٍ للتشاور مع ستارمر حول وضع مفاوضات السلام

كشفت تقارير إعلامية عن أنه من المتوقع أن يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة البريطانية لندن، بعد غدٍ (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (لندن)
تحليل إخباري الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث قبل حفلة لمغني الأوبرا الإيطالي الضرير أندريا بوتشيللي في البيت الأبيض (أ.ب)

تحليل إخباري استراتيجية الأمن القومي الأميركي و«المعجزة» الأوروبية المنشودة

ستثير الوثيقة التي صدرت الجمعة عن البيت الأبيض استياء الحلفاء التقليديين لواشنطن في أوروبا، لما تتضمّنه من انتقادات لاذعة لسياسات قادة «القارة العجوز».

أنطوان الحاج

بلغاريا تجلي طاقم ناقلة نفط يشتبه بانتمائها إلى «أسطول الظل» الروسي

نيران تتصاعد من ناقلة النفط «كيروس» التابعة لـ«أسطول الظل» الروسي بعد استهداف أوكراني في البحر الأسود (أ.ف.ب)
نيران تتصاعد من ناقلة النفط «كيروس» التابعة لـ«أسطول الظل» الروسي بعد استهداف أوكراني في البحر الأسود (أ.ف.ب)
TT

بلغاريا تجلي طاقم ناقلة نفط يشتبه بانتمائها إلى «أسطول الظل» الروسي

نيران تتصاعد من ناقلة النفط «كيروس» التابعة لـ«أسطول الظل» الروسي بعد استهداف أوكراني في البحر الأسود (أ.ف.ب)
نيران تتصاعد من ناقلة النفط «كيروس» التابعة لـ«أسطول الظل» الروسي بعد استهداف أوكراني في البحر الأسود (أ.ف.ب)

أطلقت السلطات البحرية البلغارية، اليوم (السبت)، عملية لإجلاء طاقم ناقلة النفط «كايروس» العالقة قبالة ميناء أختوبول على البحر الأسود، التي يُعتقد أنها جزء من «أسطول الظل» الذي تستخدمه روسيا للتهرب من العقوبات الدولية المرتبطة بحربها في أوكرانيا.

وفي الأسبوع الماضي، اندلع حريق في الناقلة «كايروس»، التي ترفع علم غامبيا ويبلغ طولها 274 متراً، بعد هجوم مزعوم بطائرات مسيرة بحرية أوكرانية في البحر الأسود قرب السواحل التركية. وكانت السفينة تبحر فارغة من مصر باتجاه ميناء نوفوروسيسك الروسي.

وتزن الناقلة 149 ألف طن، وكانت سابقاً مسجلة تحت أعلام بنما واليونان وليبيريا، وقد بُنيت عام 2002. وفرض الاتحاد الأوروبي عليها عقوبات في يوليو (تموز) من هذا العام، تبعته المملكة المتحدة وسويسرا، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس».

ودخلت السفينة المياه الإقليمية البلغارية يوم الجمعة، تسحبها سفينة تركية، لكن العملية توقفت فجأة، لتترك الناقلة تنجرف بلا طاقة عبر البحر مثل «سفينة أشباح»، قبل أن تجنح على بعد أقل من ميل بحري واحد من الشاطئ.

وقال رومين نيكولوف، المسؤول عن عمليات الإنقاذ في الوكالة البحرية البلغارية، اليوم (السبت)، إنه يجب التأكد عبر القنوات الدبلوماسية من سبب إدخال الناقلة إلى المياه الإقليمية البلغارية.


زيلينسكي: أجريت مكالمة هاتفية مهمة مع المبعوث الأميركي الخاص ويتكوف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
TT

زيلينسكي: أجريت مكالمة هاتفية مهمة مع المبعوث الأميركي الخاص ويتكوف

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم السبت، إنه أجرى مكالمة هاتفية طويلة «ومهمة» مع ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترمب، وصهر الرئيس جاريد كوشنر.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب (رويترز)

وأضاف على منصة «إكس»: «أوكرانيا تؤكد عزمها على مواصلة العمل بحسن نية مع الجانب الأميركي لتحقيق سلام حقيقي. واتفقنا على الخطوات المقبلة وصيغ المحادثات المشتركة».

وعقد ويتكوف وكوشنر محادثات على مدى يومين مع كبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف في ميامي، هذا الأسبوع، والتي وصفها الجانبان بأنها «مناقشات بناءة حول دفع مسار موثوق به نحو سلام دائم وعادل في أوكرانيا».

وكان من المتوقع أن يُطْلع ويتكوف أوميروف على اجتماعه في موسكو، هذا الأسبوع، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف زيلينسكي أنه ينتظر أن يقدم له أوميروف تقريراً مفصلاً شخصياً في كييف.


كالاس تؤكد أن واشنطن ما زالت «أكبر حليف» للاتحاد الأوروبي

مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تتحدّث في منتدى الدوحة يوم 6 ديسمبر (أ.ف.ب)
مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تتحدّث في منتدى الدوحة يوم 6 ديسمبر (أ.ف.ب)
TT

كالاس تؤكد أن واشنطن ما زالت «أكبر حليف» للاتحاد الأوروبي

مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تتحدّث في منتدى الدوحة يوم 6 ديسمبر (أ.ف.ب)
مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس تتحدّث في منتدى الدوحة يوم 6 ديسمبر (أ.ف.ب)

رأت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، السبت، أن الولايات المتحدة ما زالت الحليف الأكبر لأوروبا، وذلك غداة نشر واشنطن استراتيجية الأمن القومي الأميركي الجديدة التي انتقدت المؤسسات الأوروبية. وقالت كالاس في منتدى الدوحة رداً على سؤال حول الاستراتيجية الأمنية الأميركية الجديدة: «طبعاً هناك كثير من الانتقادات، لكن أعتقد أن بعضها صحيح»، مضيفة أن «الولايات المتحدة ما زالت حليفنا الأكبر... لا نتفق دوماً على مسائل مختلفة، لكن المنطق هو عينه. ونحن أكبر الحلفاء، وينبغي أن نبقى متحدين». يأتي ذلك بعد نشر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، استراتيجية جديدة للأمن القومي تقوم على شعار «أميركا أولاً». وانتقدت الاستراتيجية بشدّة الحلفاء الأوروبيين، وأشارت إلى تراجع حصة أوروبا في الاقتصاد العالمي، وهو أمر ناجم إلى حد كبير عن صعود الصين وغيرها من القوى.

وتقول إن «التراجع الاقتصادي يطغى عليه احتمال حقيقي وأكثر وضوحاً يتمثل بالمحو الحضاري... إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فلن يعود من الممكن التعرّف على القارة في غضون 20 عاماً أو أقل».

وفي وقت يسعى ترمب لوضع حد للحرب في أوكرانيا بموجب خطة تمنح روسيا مزيداً من الأراضي، تتّهم الاستراتيجية الأوروبيين بالضعف، وتؤكد أن على الولايات المتحدة التركيز على «محو الانطباع بأن (الناتو) حلف يتمدّد بلا انقطاع، والحيلولة دون تجسُّد ذلك على أرض الواقع».

وفي لغة غير مألوفة عند مخاطبة حلفاء مقرّبين، تشير الاستراتيجية إلى أن الإدارة الأميركية ستعمل على «تنمية المقاومة لمسار أوروبا الراهن داخل البلدان الأوروبية نفسها». وجاء الرد الألماني سريعاً؛ إذ شددت برلين على أنها ليست بحاجة إلى من يعطيها «نصائح من الخارج».

ومنذ عودته إلى السلطة في يناير (كانون الثاني)، أمر ترمب بالحد بشكل كبير من الهجرة بعد مسيرة سياسية بُنيت على إثارة المخاوف من تراجع نفوذ ومكانة «الأغلبية البيضاء». وتتحدّث الاستراتيجية صراحة عن تعزيز هيمنة الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية، حيث تستهدف إدارة ترمب مهرّبي مخدرات مفترضين في البحر، وتتدخل ضد قادة يساريين.