«بلاي موبيل» تحلم بتجديد شبابها من خلال تايلور سويفت

بيت الألعاب من «بلاي موبيل»
بيت الألعاب من «بلاي موبيل»
TT

«بلاي موبيل» تحلم بتجديد شبابها من خلال تايلور سويفت

بيت الألعاب من «بلاي موبيل»
بيت الألعاب من «بلاي موبيل»

تأمل شركة تصنيع الألعاب الألمانية «بلاي موبيل» التي تحتفل بالذكرى الخمسين لتأسيسها، في أن تساعدها النجمة تايلور سويفت على إنعاش وضعها، في ظل أزمة غير مسبوقة تعانيها المجموعة الشهيرة بمجسمات شخصياتها.

ويؤكد بهري كيرتر، رئيس العلامة التجارية التي أحدثت ثورة في سوق الألعاب في عام 1974 بشخصياتها البلاستيكية الصغيرة، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنّ صنع لعبة «بلاي موبيل» على شكل نجمة البوب الأميركية سيكون «حلماً كبيراً».

ويشير إلى أن اتصالات أُجريت في هذا الإطار، كما أُطلقت الأعمال الإبداعية المرتبطة بالموضوع، و«سنرى كيف يتطور الأمر» نحو تعاون من شأنه أن يشكل انقلاباً تسويقياً تحتاج إليه «بلاي موبيل» بشدة، وفق كيرتر.

وتحقق منافستها «ليغو» (Lego) الأولى عالمياً في مجال الألعاب، مع مبيعات أعلى بعشر مرات، نجاحاً لافتاً على صعيد التراخيص، إذ طرحت في الأسواق ألعاباً مرتبطة بأفلام «حرب النجوم» أو «هاري بوتر» أو بشخصية «باربي».

صنع لعبة «بلاي موبيل» على شكل تايلور سويفت

ويبقى المجسم الأكثر نجاحاً في تاريخ «بلاي موبيل» أكثر الشخصيات وقاراً في المجموعة... الكاهن مارتن لوثر، عرّاب الإصلاح البروتستانتي، الذي بيعت 1.3 مليون نسخة من اللعبة التي تمثله.

وتسعى العلامة التجارية أيضاً إلى عقد مزيد من الاتفاقات مع المتاحف الكبرى، مثل اللوفر، بعد نجاح التعاون مع متحف ريكسميوزيم في أمستردام ووضع 400 ألف مجسّم صغير للرسام فان غوخ، بحسب كيرتر.

ويقرّ كيرتر بأن «(بلاي موبيل) بدأت متأخرة» في مجال الشراكة المربحة.

شركة عريقة

لكن هذا ليس السبب الوحيد للاضطرابات التي تعيشها الشركة التي تتخذ مقراً لها في ريف مقاطعة بافاريا، بزيرندورف قرب نورمبرغ (جنوب).

ففي هذا الإطار، تشهد المجموعة خطة اجتماعية تؤثر على ما يقرب من 20 في المائة من القوى العاملة لديها في جميع أنحاء العالم، أو نحو 700 وظيفة، نصفها في ألمانيا، على خلفية تدهور المبيعات.

وبحسب صحيفة «دي تسايت» الألمانية، تكبدت شركة «بلاي موبيل» أول خسارة في تاريخها خلال سنتها المالية السنوية 2022 - 2023 التي انتهت في آخر مارس (آذار) 2023.

وكان لارتفاع أسعار الطاقة والتضخم تأثير سلبي، وكذلك الاضطرابات في سلاسل التوريد التي لم تُحلّ بالكامل منذ جائحة «كوفيد».

كما اضطرت الشركة العائلية «جيوبرا براندستاتر» (Geobra Brandstatter)، التي تشرف على «بلاي موبيل»، إلى إعادة تنظيم نفسها بعد وفاة رئيسها هورست براندستاتر في عام 2015، وبفعل اضطرابات داخلية في المجموعة.

عند وصوله على رأس شركة «بلاي موبيل» في أبريل (نيسان) 2023، أخذ بهري كيرتر على عاتقه إعادة الدينامية للعلامة التجارية.

وكان إطلاق المجسمات الصغيرة بمثابة شريان الحياة لشركة تصنيع الألعاب قبل 50 عاماً، بعدما تعرضت «جيوبرا براندستاتر» التي رأت النور في عام 1908 لضرر فادح من أزمة النفط عام 1973.

وبفضل الابتكار الذي أطلقه مصمم القوالب هانز بيك، تمكنت «بلاي موبيل» من إعادة تقديم نفسها بصورة جديدة، لأن الحجم الصغير للمجسمات يتطلب كمية أقل من البلاستيك؛ ما يقلل تالياً التكلفة.

وبسرعة كبيرة، حققت النماذج الأصلية الثلاثة من شخصيات «بلاي موبيل» (الأميركي من السكان الأصليين، والفارس، والعامل) نجاحاً كبيراً. ومع توسّع مجموعتها وضمّها كثيراً من الشخصيات والإكسسوارات، تحرص «بلاي موبيل» دائماً على بساطة المنتجات؛ ما يترك المجال واسعاً للخيال.

وقد باعت العلامة التجارية ما يقرب من 3.9 مليار مجسّم لشخصياتها خلال نصف قرن، لكنها باتت أقل حضوراً من ذي قبل في غرف الأطفال.

تعيد ذكريات الطفولة حين لم تكن المجسمات متقنة كما هي اليوم

سوق الكبار

وتهتز سوق الألعاب بسبب «ظهور العوالم الافتراضية والألعاب الكثيرة التي يمكن للأطفال لعبها على أجهزة الكومبيوتر أو الأجهزة اللوحية» منذ سن مبكرة للغاية، على ما يشير هارالد لانغه، الأستاذ المتخصص في الألعاب التعليمية بجامعة فورتسبورغ (جنوب).

وفقدت شركة «(بلاي موبيل) ثلث مبيعاتها بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات على مدى السنوات الثماني الماضية»، على ما يوضح رئيسها.

من ناحية أخرى، يقدّم البالغون الذين يعيشون حنيناً للطفولة منفذاً جديداً للعلامة التجارية التي تصنّع لهم مجسمات على شكل مشاهير ورياضيين.

ومن هؤلاء، بات لدى بيتر بيشوفر، وهو بافاري يبلغ 57 عاماً وأصبح من هواة الجمع المتحمسين لمجسمات «بلاي موبيل» في الأربعينات من عمره، المئات من القطع المصنوعة من الشركة في المنزل، مع تفضيل واضح للنماذج القديمة.

ويوضح بيشوفر لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن هذه الهواية تعيد إليه «ذكريات الطفولة»، حين لم تكن المجسمات «متقنة» كما هي اليوم.

وفي عالم الألعاب «تلعب الاستدامة وأصل المنتج أيضاً دوراً متزايد الأهمية»، على ما تقول كاساندرا بولز، الخبيرة في القطاع بشركة أبحاث السوق «إي إف إتش كولونيا»

ويقول بهري كيرتر إن «مجموعة المجسمات الصغيرة تعتمد بنسبة 90 في المائة على مواد خام نباتية وهذه ليست إلا البداية».

وتؤكد شركة «بلاي موبيل» أنها تصنع منتجاتها في أوروبا - تحديداً في ألمانيا وإسبانيا والتشيك ومالطا.


مقالات ذات صلة

غزة: تحذير من انتشار فيروس شلل الأطفال بين النازحين

المشرق العربي أطفال فلسطينيون يركبون على ظهر عربة وهم يحملون أمتعتهم في غزة (أ.ف.ب)

غزة: تحذير من انتشار فيروس شلل الأطفال بين النازحين

حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، السبت، من انتشار فيروس شلل الأطفال وغيره من الأمراض بين جموع النازحين في القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق طفلة تضع الخوذة أثناء ركوبها الدراجة (رويترز)

من بينها ركوب الدراجة دون خوذة... 5 أنشطة صيفية لا يسمح أطباء الطوارئ لأطفالهم بها

عند المرح في الهواء الطلق، خصوصاً مع الصغار، من المؤكد أن الحوادث والإصابات تحدث أحياناً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و7 سنوات لديهم هواتف ذكية خاصة بهم (رويترز)

هاتف ذكي جديد للأطفال من دون «تيك توك» أو «فيسبوك»

يقوم صانعو أجهزة «نوكيا» بتطوير هاتف للأطفال مزوّد بالإنترنت، ولكن لا يخولهم الوصول إلى «تيك توك»، أو «إنستغرام»، أو وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تحذر من تفش لفيروس شلل الأطفال في غزة (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تعرب عن «قلقها الشديد» إزاء تفشي شلل الأطفال في غزة

حذرت منظمة الصحة العالمية من تفشٍّ لفيروس شلل الأطفال في غزة التي تمزقها الحرب، فيما بدأت إسرائيل بالفعل تطعيم قواتها ضد المرض.

«الشرق الأوسط» (القدس)
يوميات الشرق «ماتيل» تطرح «باربي مكفوفة» بهدف تمكين الأطفال المكفوفين بالمجتمع (ماتيل)

إطلاق أول «باربي» كفيفة تستعين بعصا

أطلقت شركة «ماتيل» الأميركية لتصنيع الألعاب أول دمية «باربي مكفوفة»، موجِّهة بذلك رسالة إيجابية للأطفال الذين يعانون من ضعف النظر والعمى.

جوسلين إيليا (لندن)

فرنسا: اضطراب متواصل في حركة القطارات السريعة غداة الهجوم

راكبان في قطار مترو بباريس يشيران إلى برج إيفل (رويترز)
راكبان في قطار مترو بباريس يشيران إلى برج إيفل (رويترز)
TT

فرنسا: اضطراب متواصل في حركة القطارات السريعة غداة الهجوم

راكبان في قطار مترو بباريس يشيران إلى برج إيفل (رويترز)
راكبان في قطار مترو بباريس يشيران إلى برج إيفل (رويترز)

تواصَل، السبت، الاضطراب في حركة القطارات السريعة الفرنسية غداة إعلان شركة السكك الحديدية عن تعرّضها «لهجوم ضخم» أتى قبل ساعات من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وسجّلت حركة القطارات السريعة تحسناً، السبت، لكن الاضطرابات ما زالت قائمة.

وسيشهد الخطان الشمالي الغربي والجنوبي الغربي تشغيل قطارين سريعين من ثلاثة، بينما سيشهد الخط الشمالي 80 في المائة من الحركة المعتادة للقطارات السريعة، وفق تقديرات شركة السكك الحديدية «إس إن سي إف».

وأوضحت أن الحركة عبر الخط الشرقي ستجري كالمعتاد، مرجحة أن تستمر الاضطرابات، الأحد، على الخط الشمالي، وأن يشهد الخط الأطلسي تحسّناً.

إلا أن شركة «إس إن سي إف» أكدت أن «كل عمليات النقل للفرق والمعتمدين» للمشاركة في أولمبياد باريس، مؤمّنة.

وتعرضت الشركة إلى «هجوم ضخم» ليل الخميس – الجمعة، ما تسبب باضطراب كبير في حركة القطارات أثّر على 800 ألف مسافر قبل حفل الافتتاح. وقالت، الجمعة، إن «العديد من الأعمال الخبيثة المتزامنة» أثرت على خطوطها الأطلسية والشمالية والشرقية.

وفتحت النيابة العامة في باريس تحقيقاً في الهجمات. وأفاد مصدر مقرب من التحقيق بأن العملية كانت «محضّرة بشكل جيد»، وتقف خلفها «الهيكلية ذاتها»، بينما أكد مصدر مقرّب من الملف أن أي طرف لم يعلن مسؤوليته.

وأوضحت الشركة، الجمعة، أن «حرائق متعمدة» أُضرمت في محطات الإشارات في كورتالين على بعد نحو 140 كيلومتراً جنوب غربي باريس، وفي كرواسي على بعد 200 كيلومتر شمال العاصمة، وبايني سور موزيل على بعد 300 كيلومتر إلى الشرق، متحدثة عن «هجوم واسع النطاق».

على خط الجنوب الشرقي، تمكن عمال السكك الحديدية من «إحباط عمل خبيث» في أثناء قيامهم بعمليات صيانة ليلية في فيرجيني، على بعد نحو 140 كيلومتراً جنوب شرقي باريس. ورصد العمال أشخاصاً وأبلغوا قوات الدرك، ما دفعهم إلى الهروب، وفق جان بيار فاراندو، رئيس مجلس إدارة الشركة.

وأعلن فاراندو، الجمعة، أن «الهجوم الضخم» على شبكة القطارات السريعة يؤثر على 800 ألف راكب.

وأضاف: «من المتوقع أن يستمر الوضع طوال عطلة نهاية الأسبوع على الأقل في أثناء إجراء الإصلاحات»، موضحاً أن الحرائق استهدفت أنابيب «تمر عبرها العديد من الكابلات المستخدمة في محطات الإشارات» و«علينا إصلاح الكابل تلو الآخر».

وندد الوزير المنتدب للنقل باتريس فيرغريت بـ«عمل إجرامي مشين».

وقع الهجوم قبيل حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، حيث كان العديد من المسافرين يعتزمون التوجه إلى العاصمة، كما أنه سبق عطلة نهاية أسبوعٍ تشهد حركة واسعة في وسائل النقل في موسم العطل الصيفية.

ولجأ موظفو شركة السكك الحديدية إلى إجراءات استثنائية داخل محطات القطار لتسهيل الحركة، مثل السماح بصعود عدد من الركاب يفوق عدد المقاعد، أو عدم التأكد من حيازة كل منهم تذكرة.