زيلينسكي متفائل بالوضع على الجبهة: أفضل مما كان عليه في الأشهر الثلاثة السابقة

حلفاء كييف يدخلون مدناً روسية وموسكو تعلن سيطرتها على قرية أخرى في شرق أوكرانيا

منظر يظهر مدخل مبنى إدارة المدينة الذي وفقاً للسلطات المحلية تضرر بسبب هجوم بطائرة أوكرانية من دون طيار في بيلغورود (رويترز)
منظر يظهر مدخل مبنى إدارة المدينة الذي وفقاً للسلطات المحلية تضرر بسبب هجوم بطائرة أوكرانية من دون طيار في بيلغورود (رويترز)
TT

زيلينسكي متفائل بالوضع على الجبهة: أفضل مما كان عليه في الأشهر الثلاثة السابقة

منظر يظهر مدخل مبنى إدارة المدينة الذي وفقاً للسلطات المحلية تضرر بسبب هجوم بطائرة أوكرانية من دون طيار في بيلغورود (رويترز)
منظر يظهر مدخل مبنى إدارة المدينة الذي وفقاً للسلطات المحلية تضرر بسبب هجوم بطائرة أوكرانية من دون طيار في بيلغورود (رويترز)

غداة إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن التقدّم الروسي في الأراضي الأوكرانية قد «توقّف»، وأن الوضع على الجبهة أفضل مما كان عليه منذ 3 أشهر، حيث لم تحقق القوات الروسية أي تقدم جديد بعد استيلائها، الشهر الماضي، على مدينة أفدييفكا في شرق البلاد، أعلنت موسكو، الثلاثاء، أنها سيطرت على قرية في شرق أوكرانيا قرب مدينة دونيتسك الخاضعة لها.

منظر يظهر مدخل مبنى إدارة المدينة الذي وفقاً للسلطات المحلية تضرر بسبب هجوم بطائرة أوكرانية من دون طيار في بيلغورود (رويترز)

وأعلن زيلينسكي في مقابلة مع قناة «بي إف إم تي في» الفرنسية، وصحيفة «لوموند» كذلك أن كييف بدأت ببناء «أكثر من 1000 كيلومتر» من التحصينات الدفاعية على جبهة القتال في أوكرانيا. وأوضح زيلينسكي أن أوكرانيا طورت موقعها الاستراتيجي على الرغم من نقص الأسلحة، لكنه أشار إلى أن الوضع قد يتغير مرة أخرى إذا لم تتلقَّ بلاده إمدادات جديدة.

وطلبت أوكرانيا صواريخ يصل مداها إلى 500 كيلومتر من ألمانيا في مايو (أيار). ورفضت برلين الطلب لأول مرة في أكتوبر (تشرين الأول) ثم مرة أخرى قبل أسبوعين.

رفض المستشار الألماني أولاف شولتس مرة أخرى بوضوح تزويد أوكرانيا بصواريخ «كروز» من طراز «توروس». وقال شولتس في مؤتمر صحافي في برلين: «وضوحي قائم. إن وظيفتي بصفتي مستشاراً ورئيساً للحكومة، أن أكون دقيقاً، وألا أثير أي توقعات مضللة. إجاباتي واضحة في المقابل». وسئل عما إذا كان مثل وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك يرى مقايضة الصواريخ مع بريطانيا بدلاً من التسليم المباشر بوصفه خياراً.

جندي أوكراني يجلس في موقعه في أفدييفكا بمنطقة دونيتسك بأوكرانيا في أغسطس الماضي (أ.ب)

وكانت بيربوك قد وصفت في وقت سابق عملية مقايضة، حيث ستسلم ألمانيا صواريخ كروز «توروس» إلى بريطانيا، وتسلم لندن مزيداً من صواريخ «ستورم شادوز» من مخزوناتها إلى أوكرانيا في المقابل، بأنها «خيار». ولم يستبعد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون مثل هذا النهج، وفقاً لمقابلة مع صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ». وأكد شولتس أنه لا يعد نشر صواريخ «توروس» مبرراً، وهذا هو السبب في أن هذه القضية «لم تكن مباشرة، ولا غير مباشرة». وقال شولتس إنه يخشى أن تنجر ألمانيا إلى الحرب.

وقال زيلينسكي في تصريحات مصحوبة بتعليق صوتي باللغة الفرنسية: «الوضع أفضل كثيراً مما كان عليه خلال الأشهر الثلاثة الماضية». وأضاف: «لقد واجهنا بعض الصعوبات بسبب النقص في قذائف المدفعية، والحصار الجوي، والأسلحة الروسية بعيدة المدى، والهجمات التي نفذتها الطائرات المسيَّرة الروسية بكثافة».

وأردف: «عملنا بطريقة فعالة جداً... لمواجهة الطائرات الروسية. وضعنا تحسن في الشرق، وأوقفنا تقدم القوات الروسية».

ومنح استيلاء روسيا على أفدييفكا فرصة لقواتها لالتقاط الأنفاس في الدفاع عن المركز الإقليمي الذي تسيطر عليه في دونيتسك، على مسافة 20 كيلومتراً إلى الشرق. واستولت القوات الروسية بعد ذلك على مجموعة من القرى بالقرب من أفدييفكا، لكن متحدثين عسكريين أوكرانيين قالوا، الأسبوع الماضي، إن هذه القوات لم تحقق تقدماً جديداً، وإن القوات الأوكرانية عززت مواقعها.

صورة نشرتها وزارة الدفاع الروسية (الاثنين) لجندي يقترع في زابوريجيا أثناء التصويت المبكر لانتخابات الرئاسة الروسية (أ.ب)

وقالت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي: «في اتجاه دونيتسك، حررت وحدات من تجمع القوات الجنوبية قرية نيفيلسكي واحتلت خطوطاً ومواقع مناسبة أكثر» في المنطقة التي أعلن الكرملين ضمها في عام 2022. وعلى «تلغرام»، ذكرت، الاثنين، قناة «دسيبستيت (DeepState)» المقربة من الجيش الأوكراني والتي يتابعها أكثر من 680 ألف شخص أن «العدو تقدم قرب نيفيلسكي».

بوتين خلال أحد لقاءاته بالكرملين الاثنين (إ.ب.أ)

بينما تردد أن معارضين روساً، يبدو أنهم مسلحون من جانب أوكرانيا، دخلوا مدناً روسية بالقرب من الحدود الأوكرانية. وكتب إليا بونوماريف، العضو السابق في البرلمان الروسي الذي يعيش في أوكرانيا حالياً على تطبيق «تلغرام»، الثلاثاء: «(فيلق حرية روسيا)، و(فيلق المتطوعين) الروسي، و(الكتيبة السيبيرية) تقدموا إلى منطقتي كورسك وبيلغورود في إطار عملية مشتركة».

وقالت وزارة الدفاع في موسكو إنه جرى صد هجمات عدة للمسلحين الأوكرانيين. ووصف جهاز الأمن الاتحادي تقارير حدوث خروقات عبر الحدود بغير الصحيحة.

وأضاف بونوماريف أنه يتردد أن القتال يجرى في قرية تيوتكينو في منطقة كورسك. وأوضح أن معارضي بوتين سيطروا على قرية في منطقة بيلغورود.

وتأتي هذه الهجمات قبل 3 أيام من بدء الانتخابات الرئاسية الروسية التي يتوقّع أن يفوز فيها الرئيس فلاديمير بوتين.

جانب من الدمار الذي سببته 3 صواريخ روسية بعد قصف بلدة ميرنوغراد في دونيتسك الأوكرانية (أ.ف.ب)

ودعا المقاتلون الملثمون الذين يرتدون الزي الرسمي الأوكراني في رسائلهم المصورة، لتجاهل الانتخابات الرئاسية المقررة في روسيا، الأحد المقبل.

وقال المتحدث باسم الاستخبارات العسكرية الأوكرانية أندري يوسوف لمنصة «أوكرانسكا برادفا» إن الوحدات تتألف من مواطنين روس وأنهم «يتحركون بصورة مستقلة تماماً».

وقالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء: «هذا الصباح، أحبطت وحدات من القوات المسلحة الروسية وخدمة حرس الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي محاولة لاختراق الحدود الروسية في منطقتي بيلغورود وكورسك أطلقها نظام كييف».

وأكّد حاكم المنطقة الروسية رومان ستاروفويت من جهته وقوع الهجوم، وإصابة شخص بجروح طفيفة، نافياً حدوث أي «اختراق». وأمرت سلطات مدينة كورسك، الثلاثاء، بإغلاق المدارس بعد الهجمات التي نفذها المتطوعون الموالون لأوكرانيا.

وقالت منظمة «فيلق حرية روسيا» على «تلغرام» إن قواتها «عبرت الحدود»، مرفقة إعلانها بمقطع فيديو تظهر فيه 3 مدرّعات تسير في الظلام على طريق ريفية. وأعلنت المنظمة أنها «دمّرت» مركبة عسكرية روسية مدرّعة في قرية تيوتكينو في منطقة كورسك.

وبحلول الصباح كان القتال بين المتطوعين الموالين لروسيا والقوات الروسية لا يزال متواصلاً في منطقتَي بيلغورود وكورسك، وفق ما قال ممثل المنظمة أليكسي بارانوفسكي لوكالة الصحافة الفرنسية. وأشار إلى أن القوات الروسية «خسرت مركبات مدرّعة»، مشيراً إلى أن المجموعة تعتزم توسيع نطاق عملياتها إلى مناطق روسية أخرى.

مراسم رفع علم السويد في مقر حلف شمال الأطلسي (أ.ف.ب)

وتحدثت «الكتيبة السيبيرية» عن «قتال عنيف» في روسيا، ودعت الروس إلى تجاهل الانتخابات الرئاسية المقررة من 15 حتى 17 مارس (آذار) الحالي. وقالت الكتيبة: «لا يمكننا تغيير الوضع إلى الأفضل إلّا بحمل الأسلحة».

ويأتي هذا الهجوم المسلّح بعد قصف بمسيَّرات أوكرانية تعرضت له روسيا، ليل الأحد - الاثنين، وكان الأكبر بطائرات من دون طيار تشنه كييف منذ بدء الحرب، لا سيّما على موقعين للطاقة اندلعت فيهما حرائق أحدهما بعيد مئات الكيلومترات عن الجبهة. وأكّد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الثلاثاء، أن العسكريين الروس يقومون «بما هو ضروري» لصدّ كل الهجمات الأوكرانية.

وقالت السلطات الروسية إن هجمات كييف طالت، الثلاثاء، أيضاً مناطق بعيدة عن الحدود، إذ أفادت السلطات المحلية بتسجيل ضربات في مدينة أوريل الواقعة على مسافة 160 كلم من الحدود، وكستوفو الواقعة على مسافة 450 كيلومتراً شرق العاصمة الروسية.

وأفادت السلطات المحلية في المنطقتين عن اندلاع حريق في مصفاة للنفط ومستودع للوقود جراء هذه الهجمات. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها تمكّنت، ليل الاثنين - الثلاثاء، من تدمير 25 طائرة مسيّرة أوكرانية، بينها اثنتان في أجواء منطقة موسكو، وواحدة في كل من بريانسك ولينينغراد، و11 في كل من بيلغورود وكورسك.

وأعلنت البحرية الأوكرانية مسؤوليتها، الثلاثاء، عن تدمير «مركز قيادة» روسي مثبت على ناقلة نفط تقطعت بها السبل على برزخ كينبورن في البحر الأسود بالقرب من مصب نهر دنيبرو. وقالت البحرية إن السفينة كانت بمثابة «منصة إطلاق» لمسيَّرات صغيرة في منطقة خيرسون.

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، أن طائرة شحن عسكرية على متنها 15 شخصاً، تحطمت بعيد إقلاعها من مطار في شمال شرقي موسكو. وأوردت الوزارة أن «طائرة نقل عسكرية من طراز (إل - 76) تحطمت في منطقة إيفانوفو بعيد إقلاعها في رحلة مجدولة مسبقاً. كان على متنها 8 من أفراد الطاقم و7 ركاب».

وأوضحت في بيان نشرته وكالات الأنباء الروسية أن الحادث وقع في منطقة إيفانوفو التي تبعد 200 كيلومتراً شمال شرقي موسكو. وأشارت إلى أن الحادث تسبب به «اندلاع حريق في أحد محركات» الطائرة، وأنها أرسلت بعثة عسكرية إلى القاعدة الجوية من أجل فتح تحقيق بشأنه. وتستخدم روسيا بشكل كبير وسائل النقل الجوي والبري لنقل العديد والعتاد من أجل الحرب.

قادة أجهزة الاستخبارات الأميركية خلال شهادتهم أمام لجنة الاستخبارات في الكونغرس يوم الاثنين (أ.ف.ب)

وقد أفاد تقييم استخباراتي صادر عن وزارة الدفاع البريطانية بأن القوات المسلحة الأوكرانية قامت، السبت الماضي، بشن هجوم جوي بمركبة غير مأهولة، على منشأة «بيريف تانكت» للصيانة في موقع «تاجانروج» بإقليم روستوف في روسيا. وأشار التقييم الاستخباراتي اليومي المنشور على منصة «إكس»، إلى أن موقع «تاجانروج» يجري استخدامه لإنتاج وتحديث وصيانة وإصلاح الطائرات من طراز «إيه - 50 يو ماينستاي» المحمولة جواً للإنذار المبكر والتحكم، التابعة للقوات الجوية الروسية. كما أن الموقع له أهمية استراتيجية أوسع بالنسبة لروسيا، لأنه يخدم أيضاً قاذفات القنابل الاستراتيجية بعيدة المدى، وطائرات النقل، وهو مركز اختبار للجيل المقبل من الطائرات من طراز «إيه - 100» المحمولة جواً للإنذار المبكر والتحكم، وفق ما ورد في التقييم. وأضاف التقييم أن الوجود المستمر للدفاع الجوي النشط المتمركز حول الموقع يدل على أهميته.


مقالات ذات صلة

ما مدى احتمال استخدام روسيا أسلحتها النووية؟

أوروبا جانب من التجارب الروسية على إطلاق صواريخ لمحاكاة رد نووي (أرشيفية - أ.ف.ب)

ما مدى احتمال استخدام روسيا أسلحتها النووية؟

تتبادل الولايات المتحدة وروسيا معلومات بشأن صواريخهما النووية طويلة المدى الاستراتيجية بموجب معاهدة «ستارت» الجديدة التي سينتهي العمل بها عام 2026

«الشرق الأوسط» (لندن)
آسيا صورة لقمر اصطناعي تُظهر عملية توسيع لمجمع رئيسي لتصنيع الأسلحة في شمال كوريا (رويترز)

كوريا الشمالية توسِّع مصنعاً لإنتاج صواريخ تستخدمها روسيا في أوكرانيا

قال باحثون إن كوريا الشمالية توسع مجمعاً رئيسياً لتصنيع الأسلحة، يستغل لتجميع نوع من الصواريخ قصيرة المدى تستخدمه روسيا في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا مدنيون يرتدون زياً عسكرياً يشاركون في تدريب عسكري من قبل جنود أوكرانيين في كييف (أ.ف.ب)

تقرير: بمساعدة الحوثيين... روسيا تجند يمنيين للقتال في أوكرانيا

أفاد تقرير صحافي أن روسيا تقوم بتجنيد رجال من اليمن لإرسالهم إلى الجبهة في أوكرانيا بمساعدة من الحوثيين في اليمن.

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا مدنيون أوكرانيون يرتدون زياً عسكرياً خلال تدريبات عسكرية نظمها الجيش الأوكراني في كييف (أ.ف.ب)

القوات الروسية تعتقل رجلاً بريطانياً يقاتل مع أوكرانيا في كورسك

قال مصدر أمني لوكالة الإعلام الروسية إن القوات الروسية ألقت القبض على بريطاني يقاتل مع الجيش الأوكراني في منطقة كورسك.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المرشح لمنصب الرئيس كالين جورجيسكو يتحدّث لوسائل الإعلام في بوخارست (أ.ب)

مرشح مُوالٍ لروسيا يتصدّر الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا

أثار مرشح مؤيّد لروسيا مفاجأة في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية برومانيا، بحصوله على نتيجة متقاربة مع تلك التي حقّقها رئيس الوزراء المؤيّد لأوروبا.

«الشرق الأوسط» (بوخارست)

موسكو تؤكد عزمها الرد على التصعيد الأميركي «غير المسبوق»

صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
TT

موسكو تؤكد عزمها الرد على التصعيد الأميركي «غير المسبوق»

صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)

أكدت موسكو، الأحد، عزمها الرد على ما سمّته التصعيد الأميركي «غير المسبوق»، فيما دعا الرئيس الأوكراني إلى تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده بعدما أسقطت وحدات الدفاع الجوي 50 من إجمالي 73 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا ليل السبت - الأحد فوق كثير من المناطق.

وقال الكرملين في بيان إنه يتعين على روسيا أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا. وأضاف أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل زائد مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا. وذكّر الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي من القيود المفروضة على العقيدة النووية ليصبح من الممكن عدّ أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية هجوماً مشتركاً على روسيا.

«أضرار بالغة خلال دقائق»

وفي وقت لاحق، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف الولايات المتحدة من أن روسيا ستزود أعداء أميركا بتقنيات نووية إذا أقدمت واشنطن على تزويد كييف بأسلحة نووية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن ميدفيديف قوله: «صاروخ أوريشنيك الروسي يمكنه إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق»، داعياً أوروبا إلى التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا. وأضاف ميدفيديف، في منشور عبر تطبيق «تلغرام»: «تتساءل أوروبا عن الضرر الذي يمكن أن يسببه نظام (أوريشنيك) إذا كان مزوداً برؤوس نووية، وما إذا كان من الممكن إسقاط هذه الصواريخ ومدى سرعة وصولها إلى عواصم العالم القديم»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وقال ميدفيديف إن «الضرر سيكون بالغاً، ومن المستحيل إسقاط الصاروخ بالوسائل الحديثة، نحن نتحدث عن دقائق»، مشيراً إلى أن «الملاجئ لن تساعد في شيء، وأن الأمل الوحيد هو أن تقدم روسيا على إصدار تحذير مسبق قبل عمليات الإطلاق... ولذلك من الأفضل للعواصم الغربية التوقف عن دعم الحرب في أوكرانيا». وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف قد أكد أن المواجهة الحالية يتم إشعالها من قبل الدول الغربية، مشيراً إلى أن المرسوم الخاص بتحديث العقيدة النووية لروسيا يمكن عدّه إشارة للغرب.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر دولي في كييف السبت (د.ب.أ)

هجوم بـ73 مسيّرة

بدوره، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده بحاجة إلى تعزيز دفاعاتها الجوية لحماية المدنيين بعدما أسقطت وحدات الدفاع الجوي 50 من إجمالي 73 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية فوق كثير من المناطق. وأضاف عبر تطبيق «تلغرام» أنه «تم إطلاق إنذارات من هجمات جوية بشكل يومي تقريباً في أنحاء أوكرانيا هذا الأسبوع». وتابع قائلاً إن روسيا استخدمت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 800 قنبلة جوية موجهة ونحو 460 طائرة مسيّرة هجومية، وما يزيد على 20 صاروخاً من أنواع مختلفة. وذكر أن «أوكرانيا ليست أرضاً لتجربة الأسلحة فيها. أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة. لكن روسيا لا تزال تواصل مساعيها لقتل شعبنا ونشر الخوف والذعر وإضعافنا».

«إقالة» قائد عسكري روسي

في سياق متصل، قال مدونون موالون لروسيا ووسائل إعلام روسية إن موسكو أقالت جنرالاً كبيراً لتقديمه تقارير مضللة عن تقدم في الحرب، بينما يحاول وزير الدفاع أندريه بيلوسوف إقصاء القادة غير الأكفاء. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر لم تحددها قولها إن الكولونيل جنرال جينادي أناشكين قائد الجيش في المنطقة الجنوبية أقيل من منصبه. لكن لم يصدر بعد تأكيد رسمي.

واشتكى مدونون روس معنيون بالحرب منذ فترة طويلة من طريقة قيادة العمليات حول سيفيرسك، إذ قالوا إن الوحدات الروسية هناك يزج بها في معارك طاحنة دون دعم مناسب، مقابل ما بدا أنها مكاسب تكتيكية ضئيلة. وقال ريبار، وهو مدون مؤيد لروسيا يحظى باحترام: «فقط الكسالى لم يكتبوا عن المشاكل هناك... بشكل عام، استغرق الأمر من النظام نحو شهرين حتى يستجيب للأمر بالشكل المناسب». وأضاف ريبار: «أقيل أناشكين من منصبه بسبب تقارير كاذبة عن جبهة سيفيرسك»، مستخدماً الاسم الذي تطلقه روسيا على المنطقة، حسبما نقلت عنه وكالة «رويترز».

ونقلت صحيفة «آر بي سي» عن مصدر لم تذكر اسمه في وزارة الدفاع قوله إن أناشكين نُقل ضمن عمليات «تغيير مناصب مخططة» للقادة. وفي تقاريره عن تغيير القيادات، نقل المدون الحربي البارز المؤيد لروسيا يوري بودولياكا عن وزير الدفاع بيلوسوف قوله: «يمكن أن ترتكب الأخطاء لكن الكذب مرفوض».

وقبل حلول فصل الشتاء، تقدمت القوات الروسية بأسرع وتيرة في أوكرانيا منذ بدء الغزو في 2022، رغم أن التقدم جاء أبطأ بكثير في بعض المناطق، خصوصاً حول سيفيرسك في منطقة دونيتسك في الشرق. وإذا تمكنت روسيا من السيطرة على منطقة سيفيرسك، فيمكنها بعد ذلك التقدم نحو كراماتورسك وهي مدينة رئيسة في المنطقة.