أنقرة: حان وقت الحوار بين موسكو وكييف لوقف النار

وزير الخارجية التركي أكد إمكانية إجرائه بغض النظر عن قضية السيادة

جانب من لقاء وزيرَي الخارجية التركي والروسي في أنطاليا... الجمعة (وزارة الخارجية التركية - رويترز)
جانب من لقاء وزيرَي الخارجية التركي والروسي في أنطاليا... الجمعة (وزارة الخارجية التركية - رويترز)
TT

أنقرة: حان وقت الحوار بين موسكو وكييف لوقف النار

جانب من لقاء وزيرَي الخارجية التركي والروسي في أنطاليا... الجمعة (وزارة الخارجية التركية - رويترز)
جانب من لقاء وزيرَي الخارجية التركي والروسي في أنطاليا... الجمعة (وزارة الخارجية التركية - رويترز)

رأى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن الوقت حان لبدء حوار بين روسيا وأوكرانيا؛ لوقف إطلاق النار، بغض النظر عن قضية السيادة.

وقال فيدان، في مؤتمر صحافي (الأحد) في ختام «منتدى أنطاليا الدبلوماسي» الذي عُقد على مدى 3 أيام في أنطاليا جنوب تركيا: «حان الوقت لبدء الحوار بين روسيا وأوكرانيا من أجل وقف إطلاق النار»، مضيفاً: «من وجهة نظرنا، بلغ الطرفان حالياً الحد الأقصى مما يستطيعان بلوغه عبر الحرب». وشدد على أن «ذلك لا يعني الاعتراف باحتلال القوات الروسية لأراضٍ أوكرانية، وبالنسبة لنا ينبغي التعاطي مع وقف إطلاق النار وقضية السيادة بشكل منفصل».

وأوضح فيدان أنه بحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائهما (الجمعة) على هامش أعمال المنتدى، عديداً من القضايا، في مقدمتها تطورات الحرب الروسية - الأوكرانية، وسبل استئناف اتفاقية الممر الآمن للحبوب في البحر الأسود، فضلاً عن القضايا الإقليمية والدولية وبينها الأوضاع في غزة، والملف الفلسطيني، والأوضاع في ليبيا واليمن وجنوب القوقاز.

وجاء لقاء فيدان ولافروف قبل زيارة من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية التركي إلى واشنطن، الأسبوع المقبل؛ للقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إطار آلية «الحوار الاستراتيجي التركي - الأميركي»، المقرر عقد اجتماعاته يومي 7 و8 مارس (آذار) الحالي، ووسط إشارات روسية على الاستعداد للحوار مع الولايات المتحدة.

وسبق أن استضافت تركيا مفاوضات غير رسمية بين روسيا وأوكرانيا، خلال الدورة الثانية لـ«منتدى أنطاليا الدبلوماسي» عام 2022، أعقبتها جولة بين وفدَي التفاوض عُقدت في إسطنبول، دون التوصل إلى نتائج.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الشهر الماضي، استعداده «بشكل مستمر ‏للتوسط بين روسيا وأوكرانيا؛ لوقف الحرب والتوصل إلى سلام ‏عادل بين البلدين». وقال إردوغان حينها: «لقد حققنا، حتى الآن، نتائج ملموسة تخدم السلام في الحرب الروسية - الأوكرانية، حدث كثير من التطورات المهمة، بدءاً من تبادل الأسرى، وحتى اتفاقية ممر الحبوب في البحر الأسود، حتى إننا جمعنا الطرفين في تركيا أكثر من مرة. يمكننا فعل ذلك مرة أخرى وفتح الباب أمام السلام من خلال إدارة عملية موجهة نحو الحلول، وخالية من التأثيرات الخارجية». وأضاف: «نواصل بحث هذه المسألة في اتصالاتنا مع كل من (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي. منذ البداية، نقول إن السلام العادل أفضل من الحرب، ونسعى جاهدين إلى اتخاذ خطواتنا كلها بهذا الفهم. وما دمنا نريد السلام، فسوف نجد بالتأكيد طريقة للوصول إليه».

وحضر «منتدى أنطاليا» عدد من رؤساء الدول والحكومات والوزراء والدبلوماسيين ورجال الأعمال والباحثين. وشهد المنتدى عقد لقاء بين وزير خارجية سلوفاكيا يوراي بلانار، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، (السبت)، يعدّ أحد الاجتماعات القليلة التي يشارك فيها مسؤولون أوروبيون وروس كبار منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022.

وقوبل اللقاء بانتقادات من أحزاب المعارضة السلوفاكية، لكن رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو دافع بأن اللقاء «يعد مثالاً على سياستنا الخارجية المتوازنة ذات السيادة». وقال فيتسو إن بلانار ولافروف بحثا النتائج التي يمكن أن تحققها قمة السلام الأوكرانية في سويسرا.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن الوزيرين ناقشا قضايا دولية، منها أوكرانيا. وأكد الجانب الروسي استعداده لإعادة العلاقات مع سلوفاكيا على المستوى البرلماني، وفي المجالات الثقافية والإنسانية والعسكرية.

وقال لافروف، خلال كلمة بالمنتدى (السبت)، إن روسيا تفضّل العمل مع دول مثل سلوفاكيا أو المجر، التي تعطي الأولوية للمصالح الوطنية، حتى لو كانت العضوية في الاتحاد الأوروبي أو حلف شمال الأطلسي (ناتو)، تمثل لها بعض التحديات.


مقالات ذات صلة

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أوروبا أوراق نقدية من فئة 20 و50 يورو (د.ب.أ)

الاتحاد الأوروبي يحول لأوكرانيا 1.5 مليار يورو من عائدات الأصول الروسية

أعلن الاتحاد الأوروبي تأمين 1.5 مليار يورو (1.6 مليار دولار) لدعم أوكرانيا، وهي أول دفعة من الأموال المكتسبة من الأرباح على الأصول الروسية المجمدة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

بوتين يدعو إلى «معاقبة» الساعين لـ«تقسيم» روسيا

شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المحققين الروس على التصدي لأي خطر يتسبب بانقسام المجتمع في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم وزير الخارجية الصيني وانغ يي (إلى اليمين) يصافح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال اجتماع وزاري على هامش الاجتماع الـ57 لوزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاجتماعات ذات الصلة في فينتيان 25 يوليو 2024 (أ.ف.ب)

بدء محادثات بين روسيا والصين على هامش اجتماع «آسيان»

التقى وزيرا خارجية روسيا والصين، الخميس، في فينتيان عاصمة لاوس، على هامش اجتماع إقليمي وغداة لقاء الوزير الصيني نظيره الأوكراني في الصين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
رياضة عالمية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

زيلينسكي: مشاركة أوكرانيا في الأولمبياد إنجاز في زمن الحرب

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم (الأربعاء)، إن مجرد مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية تمثل إنجازاً في زمن الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة تُظهر جانباً من وسط موسكو في روسيا 23 نوفمبر 2020 (رويترز)

«هاكرز» أوكرانيون يوقفون الخدمات المصرفية وشبكات الهواتف في روسيا مؤقتاً

تردَّد أن خبراء في الحواسب الآلية بالاستخبارات العسكرية الأوكرانية عرقلوا أنظمة البنوك والهواتف المحمولة والشركات المقدِّمة لخدمة الإنترنت بروسيا لفترة وجيزة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

القضاء الفرنسي حَفظَ قضية ضبط أسلحة في منزل آلان ديلون

الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)
الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)
TT

القضاء الفرنسي حَفظَ قضية ضبط أسلحة في منزل آلان ديلون

الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)
الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)

حَفظَ القضاء الفرنسي قضية ضبط 72 قطعة سلاح ناري في منزل الممثل آلان ديلون، أحد آخر عمالقة السينما الفرنسية، وكفَّ التعقبات في شأنها، على ما أعلنت النيابة العامة، الجمعة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

واتُخذ هذا القرار من دون التمكن من سماع إفادة النجم البالغ 88 عاماً «نظراً إلى ضعفه»، و«بناءً على رأي طبي»، فيما أشارت النيابة العامة إلى إصدار «أمر بإتلاف كل الأسلحة النارية والذخيرة».

وعثر المحققون على ترسانة كاملة خلال دهمهم منزل ديلون، تضم 72 قطعة سلاح، معظمها من الفئتين: «أ» (بعض الأسلحة النارية والمواد الحربية)، و«ب» (الأسلحة المستخدمة في الرماية الرياضية وتلك المستخدمة في حالات الخطر المهني)، وأكثر من ثلاثة آلاف طلقة ذخيرة.

كذلك لاحظوا وجود منصة للرماية في العقار التابع لمنزل الممثل الذي يهوى جمع الأسلحة النارية.

وأوضحت النيابة العامة، في بيان، أن التحقيق أظهر أن الممثل «لم يسبق أن صرّح للشرطة عن هذه الأسلحة ولم يطلب الترخيص بحيازتها».

وأضافت أن إفادات أبناء النجم والعاملين لديه بيّنت «أن هذه الأسلحة النارية كانت تُستخدَم من مختلف أفراد الأسرة لغرض الترفيه، في منصة الرماية بالعقار».

وشرحت النيابة العامة أن شهادات عدة أفادت بأن «ديلون اشترى هذه الأسلحة وكان يحتفظ بها منذ سنوات، بل طرح بعضها في مزاد علني عام 2014».

وطرح ديلون في هذا المزاد مجموعته التي كانت تضم 76 قطعة، من بندقية «وينتشستر» التي استخدمت في مسلسل «وانتد: ديد أور ألايف» Wanted: Dead or Alive وقدمها إليه الممثل الأميركي ستيف ماكوين، ومنها مسدس من فيلم «ريد صن Red Sun».

وفي مطلع أبريل (نيسان) الماضي، وُضع الممثل الذي يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية وأصيب بجلطة دماغية عام 2019 تحت «القوامة المعززة على عاجز».

وسبق أن وُضع في يناير (كانون الثاني) تحت الحماية القضائية مع تعيين وكيل قضائي لمعاونته فيما يتعلق «بمتابعته طبياً»، وسط نزاع إعلامي وقضائي محتدم بين أبنائه الثلاثة، أنتوني وأنوشكا وآلان فابيان.