بحث وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، في مقدمتها الحرب في أوكرانيا التي دخلت عامها الثالث. وقالت مصادر دبلوماسية إن الوزيرين بحثا، خلال لقائهما على هامش أعمال منتدى أنطاليا الدبلوماسي الثالث الذي انطلق في أنطاليا جنوب تركيا الجمعة ولمدة 3 أيام، سبل استئناف اتفاقية الممر الآمن للحبوب بالبحر الأسود، والعودة للمفاوضات من أجل إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة. كما تناولت المحادثات عدداً آخر من القضايا بينها الحرب في غزة والملف السوري والوضع في ليبيا.
وجاء لقاء فيدان ولافروف قبل زيارة من المقرر أن يقوم بها وزير الخارجية التركي إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في إطار آلية الحوار الاستراتيجي التركي الأميركي، المقرر عقد اجتماعاته يومي 7 و8 مارس (آذار) الحالي.
وتوقعت المصادر، في تعليق لـ«الشرق الأوسط»، أن يناقش فيدان مع بلينكن مسألة بدء حوار روسي أميركي، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطابه أمام البرلمان، الخميس، الاستعداد للحوار مع الولايات المتحدة، وتحذيره من نشوب صراع نووي حال إرسال دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) قوات إلى أوكرانيا، بحسب ما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن وجود مثل هذا الاحتمال.
وقالت المصادر إن تركيا هي الدولة الوحيدة العضو في «الناتو» التي لها اتصال مباشر مع كل من أوكرانيا وروسيا في ظل الحرب بينهما، كما أن الإدارة الأميركية ترى أنه من المفيد أن تستمر العلاقات التركية مع طرفي الأزمة على هذا النحو لجهة نقل آراء «الناتو» مباشرة إلى روسيا، وسط الحديث عن زيارة مرتقبة له لتركيا.
وسيكون هذا هو اللقاء الثاني بين فيدان وبلينكن خلال أسبوعين، بعد لقائهما خلال اجتماع مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو في 22 فبراير (شباط) الماضي.
وكان آخر اجتماع للآلية الاستراتيجية على المستوى الوزاري بين تركيا والولايات المتحدة، عُقد في واشنطن في 18 يناير (كانون الثاني) 2023، برئاسة وزير الخارجية التركي السابق مولود جاويش أوغلو وبلينكن، وسيطرت عليه مسألة عضوية السويد في «الناتو» والموقف التركي منها وحصول تركيا على مقاتلات «إف 16»، واتفاقية الحبوب.
ولم تعد قضيتا السويد ومقاتلات «إف 16» على جدول الأعمال بعد حلهما، كما أن القضية الأكثر إلحاحاً بين تركيا والولايات المتحدة حالياً هي أزمة الحرب في غزة، لكن المصادر لم تستبعد أن يتم التركيز على الحرب الروسية الأوكرانية، والموقف الروسي الأخير المنفتح على الحوار، بعد لقاء فيدان ولافروف في أنطاليا.
وتعارض تركيا طلب الولايات المتحدة إرسال سفن حربية من الدول غير المطلة على البحر الأسود الأعضاء في «الناتو» إلى المنطقة، وتتمسك بتنفيذ اتفاقية مونترو لعام 1936. وفي حال تم خرق الاتفاق فلن يكون هناك أي عائق أمام مرور الأسطول الروسي في البحر المتوسط إلى البحر الأسود. ويعد إصرار أنقرة على مونترو أحد العوامل الرئيسية التي حالت دون امتداد الحرب إلى خارج أوكرانيا.