أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، الاثنين، أنها تصدت لهجوم شنته روسيا بـ14 طائرة مسيّرة، ووابل من الصواريخ ليل الأحد - الاثنين. وجاء هذا بعد ساعات على إعلان موسكو أن روسيا أن قواتها اتخذت مواقع أفضل قرب أفدييفكا، تفاعلاً مع أمر الرئيس فلاديمير بوتين للجيش بالتوغل أكثر داخل أوكرانيا مع مرور عامين على بداية الحرب الشاملة.
وأوضحت القوات الجوية الأوكرانية أن دفاعاتها دمرت تسع مسيّرات، بالإضافة إلى ثلاثة صواريخ موجهة فوق منطقتي خاركيف ودنيبروبتروفسك. وذكرت القوات الجوية الأوكرانية على تطبيق «تلغرام» أن روسيا أطلقت أيضاً صاروخين من طراز «إس - 300» من أنظمة صواريخ مضادة للطائرات، وصاروخاً (جو - أرض) من طراز «كيه إتش - 31 بي». ولم يتضح على الفور مصير الصواريخ والمسيّرات التي لم يتم إسقاطها.
وجاء هذا غداة حديث الجانب الأوكراني عن وقوع اشتباكات حول أفدييفكا التي سيطرت عليها القوات الروسية الأسبوع الماضي، ومناطق أخرى يدور حولها قتال منذ أشهر، لكن التقرير لم يشر إلى أي مكاسب روسية في منطقة دونيتسك، وهي النقطة المحورية لتقدم موسكو البطيء في شرق أوكرانيا.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية صد القوات الأوكرانية بالقرب من ثلاث بلدات جنوب باخموت، وهي مدينة استولت عليها القوات الروسية في مايو (أيار) الماضي، ولكن لا تزال القوات الأوكرانية تنشط فيها.
وقالت الوزارة إن القوات الروسية تمركزت في مواقع أفضل بالقرب من أفدييفكا. وأضافت الوزارة أن القوات الروسية صدت سبع هجمات مضادة أوكرانية في المنطقة. وأوضحت أنه تم تدمير إجمالي 77 طائرة مسيّرة أوكرانية.
من جهتها، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية في تقرير لها مساء الأحد إن قوات كييف صدت 18 هجوماً بالقرب من أفدييفكا. وأضافت أنه تم صد خمس هجمات روسية بالقرب من باخموت. ولم يتسن التحقق من الروايات المتعلقة بساحة القتال من أي من الجانبين.
وقال بوتين يوم الثلاثاء الماضي إن القوات الروسية ستتوغل داخل أوكرانيا للاستفادة من الزخم في ساحة المعركة بعد سقوط بلدة أفدييفكا، حيث قال إن القوات الأوكرانية اضطرت للفرار في حالة من الفوضى.
«عبثية»
في سياق متصل، انتقد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين قرار الدنمارك إغلاق التحقيق بشأن عملية تخريب خطي أنابيب «نورد ستريم» للغاز اللذين يربطان بين روسيا وألمانيا. وقال بيسكوف للصحافيين إن «الوضع أقرب إلى العبثية. من جهة، يعترفون بوقوع تخريب متعمّد، لكن من جهة أخرى لن يمضوا قدماً بالتحقيق».
في غضون ذلك، ذكرت تقارير رسمية صادرة عن كييف أن القوات الروسية أطلقت النار على سبعة أسرى حرب أوكرانيين. وقال مفوض حقوق الإنسان الأوكراني دميترو لوبينيز عبر تطبيق «تلغرام» مساء الأحد، إن عملية الإعدام وقعت السبت قرب مدينة باخموت التي استولت عليها روسيا في منطقة دونباس شرق البلاد.
«بلا رحمة»
وأشار لوبينيز إلى تسجيل فيديو يظهر جنودا أوكرانيين وهم «يرفعون أيديهم» أثناء استسلامهم. وأضاف «كان من المفترض أن يأخذهم الروس بوصفهم أسرى، لكنهم أطلقوا النار عليهم بلا رحمة». ولم يتسن حتى الآن التحقق من المعلومات الواردة من كييف بشكل مستقل.
وتابع لوبينيز: «مثل هذا الإعدام يعد جريمة حرب». وأضاف أنه يجب تسجيل هذه القضية على أنها انتهاك روسي آخر للقانون الإنساني الدولي.
وأعرب لوبينيز عن رغبته في التوجه رسميا وبشكل فوري إلى الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر. واتهم القوات المسلحة الروسية بـ«عدم الاهتمام» باتفاقيات جنيف أو أعراف وقواعد الحرب.
ودخلت الحرب في أوكرانيا الشهر الحالي عامها الثالث. وتسيطر روسيا حاليا على ما يقل قليلا عن خُمس أراضي أوكرانيا المعترف بها دولياً. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه لن يهدأ قبل طرد آخر جندي روسي.
وتقول روسيا إن الأراضي التي تسيطر عليها قواتها جزء منها، ولن تتخلى عن ذلك أبداً. فيما تعهد الغرب بتقديم مساعدات بقيمة 271 مليار دولار لأوكرانيا؛ سعيا لهزيمة القوات الروسية.