البروفيسور برتراند بادي لـ«الشرق الأوسط»: بوتين نجح في تحويل فشل عسكري إلى نجاحات دبلوماسية

خطأ الغربيين في أوكرانيا: اعتقادهم أن للآخرين القراءة نفسها لأحداث العالم

الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويظهر الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويظهر الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
TT

البروفيسور برتراند بادي لـ«الشرق الأوسط»: بوتين نجح في تحويل فشل عسكري إلى نجاحات دبلوماسية

الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويظهر الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)
الرئيس الأوكراني يصافح نظيره الليتواني ويظهر الرئيس الأميركي وعدد من القادة الأوروبيين خلال اجتماع «مجلس أوكرانيا - الناتو» في فيلنيوس الشهر الماضي (أ.ف.ب)

بعد عامين على اندلاع الحرب في أوكرانيا، كان لا بد من الغوص على ما تحمله من نتائج وتبعات ليس فقط للبلدين المتحاربين (روسيا وأوكرانيا)، بل للأمن الأوروبي ومصير حلف الأطلسي وللعلاقات الدولية من زاوية الهوة المتزايدة اتساعاً ما بين الشمال والجنوب الشامل.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعه مع القائد الجديد للجيش ووزير الدفاع في كييف (د.ب.أ)

ولأن القراءة يتعين أن تكون معمقة ومحايدة، فقد توجهت «الشرق الأوسط» للبروفسور برتراند بادي، صاحب المؤلفات الكثيرة في العلاقات الدولية، والأستاذ السابق في معهد العلوم السياسية، والمشهود له بالموضوعية لتراجع معه الخلاصات التي تفرض نفسها اليوم، فالحرب لم تتوقف ولم تعرف هدنة أو وقفاً لإطلاق النار منذ أن انطلقت صباح 24 فبراير (شباط) عام 2022، وهي مرشحة للاستمرار إلى أجل يصعب التكهن به.

يقول برتراند بادي إن متابعة حرب أوكرانيا يوماً بعد يوم، وأسبوعاً بعد أسبوع، «تمكّن من اكتشاف الوجه الجديد للصراع في اللعبة الدولية». فما حصل (ويحصل) أن هناك حربين متعاقبتين «مع تداعيات دبلوماسية وسياسية مختلفة تماماً لهما، الأولى خسرها الرئيس بوتين بشكل واضح؛ إذ كان هدفه الصريح هو الضم البحت لأجزاء واسعة من أوكرانيا، وتحقيق ما سماه (اجتثاث النازية) أي تغيير النظام».

مخططه فشل والخلاصة الأولى، أن «المجتمع الأوكراني نجح في تحدي أحد أقوى الجيوش في العالم، مجسداً انتصار الضعيف على القوي. ومن وجهة النظر تلك، كان التأثير كبيراً على روسيا، حيث تم تقويض صورة قدراتها العسكرية ذاتها». ويلاحظ بادي أن الحرب «تطورت بسرعة كبيرة جداً. وإن لم تتحول إلى (عالمية)، فقد أصبحت (معولمة) بمعنى أن جميع دول العالم كانت معنية بها بشكل مباشر أو غير مباشر، ولو من خلال العواقب، خصوصاً الاقتصادية والاجتماعية والغذائية».

صورة أرشيفية للرئيس الروسي لدى توقيعه على صورة لقاذفة نووية من طراز «تي يو - 160 إم» 25 يناير 2018 (رويترز)

بوتين: فن تحويل الهزيمة العسكرية لنجاحات دبلوماسية

أما المرحلة الثانية، فهي التي أعقبت فشل الغزو. ووفق قراءة بادي، فقد «اتخذت سريعاً شكل (حرب مواقع) مكّنت روسيا في النهاية من بسط سيطرتها على الأراضي التي كانت تسيطر (جزئياً) على معظمها من خلال الميليشيات الموالية لها)».

بوتين قبل ركوبه القاذفة المحدَّثة «تي يو - 160 إم» أمس (أ.ف.ب)

وما حصل أن الجيش الأوكراني، رغم الدعم الغربي، لم ينجح في استردادها من خلال هجومه المضاد الصيف الماضي والذي راهن عليه الغربيون. بالمقابل، نجحت القوات الروسية في المنازلة ولا تزال، كما ظهر من خلال سيطرتها على مدينة أفدييفكا، واستعادتها المبادرة ميدانياً. وما يلفت نظر الباحث أن بوتين «أثبت فاعليته السياسية بعد الانتكاسة العسكرية بتحويلها إلى انتصارات دبلوماسية عن طريق التوجه نحو (الجنوب الشامل) والقول إن روسيا، مثلها مثل دول الجنوب، ضحية الهيمنة الغربية».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (إ.ب.أ)

والمثير للاهتمام، وفق قراءته، أن «الهزيمة والضعف اليوم يوفران مكاسب يمكن ترجمتها سريعا إلى انتصارات سياسية». ويضيف «لأن بوتين هُزم بسبب تدخل الغرب وحلف شمال الأطلسي على وجه التحديد، نجح في الاستدارة نحو (الجنوب الشامل) ليقول: أنا مثلكم أتعرض لتهديد عالم خاضع للهيمنة الغربية».

وهذا الخطاب وجد من يتبناه. ومن جانب آخر، «ارتكبت القوى الغربية خطأ فادحاً في هذا الصراع ليس بالانفتاح على العالم، بل بالانغلاق على نفسها، وبالتالي أصبحت تشعر كأنها محاصرة».

خلاصة بادي مزدوجة: الأولى، أن الجنوب يتضامن ويضع نفسه في موقع الدفاع عن النفس إزاء أي شكل من أشكال الهيمنة التي يُشتبه بأنها تستهدفه والثانية، «وهي الأهم بالنسبة للمستقبل»، عجرفة الغربيين المقتنعين بأن الآخرين يتبنون القراءة الغربية نفسها لأحداث العالم.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع القائد الجديد لقواته (أ.ب)

الحرب عمّقت الهوة بين الشمال والجنوب الشامل

ولتوضيح رؤيته، يروي بادي أنه كان في أفريقيا في 24 فبراير 2022، وقد أدهشه كيف أن للأفارقة قراءة وتفسيراً يختلفان تماماً عن قراءة وتفسير الغرب لحرب أوكرانيا: «الغرب يقول إن روسيا قامت بعمل عدواني، ونفذت خطة غزو لدولة ذات سيادة، وانتهكت القانون الدولي وسلامة الأراضي الأوكرانية الإقليمية. وسعى الغربيون لتعميم قراءتهم للأحداث في جميع أنحاء العالم، وحثوا دول الجنوب على تبنيها، مشددين على أنه ينبغي عليها إظهار التمسك بشكل خاص بمبدأ احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها».

صورة عامة لمصنع أفدييفكا للكيماويات وفحم الكوك (أ.ف.ب)

وبما أنهم لم يلقوا رداً إيجابياً وتجاوباً من معظمها، فقد بدأوا في توجيه اللوم وممارسة الضغوط. ويؤكد بادي أن النتيجة «أنه تعززت قناعة كثير من دول الجنوب بأن المشكلة الرئيسية ليست مصير أوكرانيا، بل تهديد الهيمنة الغربية. إنه انقلاب مذهل»، مضيفاً أن «قناعة غالبية بلدان الجنوب مزدوجة: من جانب، عدّها أن الصراع هو أولاً صراع بين الشمال والشمال، وثانياً أنهم مهددون بدفع الثمن الباهظ لحرب لا تعنيهم». والخلاصة أن تعاملهم معها جاء مختلفاً عن النهج الغربي، الأمر الذي ظهر من خلال رفضهم الانضمام إلى العقوبات ضد روسيا، «ما أدى بشكل شبه تلقائي إلى عزلة الغرب». من هنا، فإن إحدى أهم نتائج حرب أوكرانيا هي «تعميق الهوة بين الشمال والجنوب، وتراجع قدرات الغربيين على فرض وتعميم رؤيتهم لشؤون العالم».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)

إلى أين ذاهبة هذه الحرب؟

ثمة سؤال موجود على كل لسان: إلى أين ذاهبة هذه الحرب؟ يعترف الخبير بالسياسة الدولية بصعوبة الإجابة المباشرة عنه، والسبب «أننا فقدنا منذ فترة طويلة القدرة على توقع نهاية الحروب؛ لأن النزاعات التي حدثت منذ عام 1945 لم يتم إنهاء أي منها بالفعل من خلال مفاوضات دولية حقيقية». وأمثلته عليها كثيرة، ومنها أنه لا أحد يجزم بأن «اتفاقيات الدوحة» هي التي وضعت حداً للحرب في أفغانستان، أو أن «اتفاقيات باريس» أنهت حرب فيتنام. ويضيف «منذ عدة عقود، نحن نعيش في عالم لم تعد فيه المفاوضات هي الطريق لوقف الحروب كما كانت في الماضي، بل ما أصبح شائعاً هو أن النزاعات تدوم ثم تجمد ولا تفضي إلى حلول».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

ولذا ينبه من التسرع والقول إن حرب أوكرانيا يمكن أن تنتهي بمفاوضات على المدى القريب. وحجته أنه لا يرى «كيف يمكن لزيلينسكي أن يتفاوض على أي شيء مع بوتين». وعند سؤاله عن غياب الوساطات، يجيب: «الآن لا توجد وساطات؛ لأنه لا يوجد مجال للتفاوض (بسبب تباعد المواقف بين الطرفين بشكل جذري). ولكي تكون وسيطاً، يجب أن يكون لديك على الأقل الحد الأدنى من الأوراق لطرحها. والحال أن الأمم المتحدة لا تملك ما يفسر الصمت المطبق لأمينها العام، بينما مجلس الأمن عاجز ومعطل تماماً بسبب حق النقض (الفيتو)».

ويُبدي الباحث الفرنسي تأسفه لـ«غياب أي هيئة إقليمية قادرة على لعب دور الوسيط، مثل الذي يقوم به، على سبيل المثال، الاتحاد الأفريقي الذي لا يتردد في طرح وساطته لفض نزاعات القارة الأفريقية». والخلاصة التي تفرض نفسها، بحسب بادي، أن الحرب مؤهلة للاستمرار، وأن الكلمة الفصل في الوقت الراهن متروكة، وأن لا أحد يملك اليوم الوسائل للقيام بوساطة ما.

زيلينسكي يخاطب المجلس الأوروبي في بروكسل الخميس (إ.ب.أ)

ورغم أن التشاؤم يبقى سيد الموقف، فإن الباحث الفرنسي يرى نقطة ضوء ضعيفة في النفق المظلم، وهي «احتمال أخير لا يزال مفتوحاً، لكنه غير مؤكد»، وعنوانه أن تقوم أطراف خارجية؛ مثل الصين أو الجنوب الشامل

الرئيسان الفرنسي والأوكراني في قصر الإليزيه 16 فبراير بمناسبة التوقيع على معاهدة أمنية بين الطرفين (أ.ف.ب)

بحراك ما «لأنها الوحيدة التي يمكن أن تكون ذات مصداقية بالنسبة لطرفي النزاع». وإذا كان الفشل مصير هذه المحاولات، فإن بادي يرى أن «الأنظار قد تتوجه إلى احتمال قيام مؤتمر حول الأمن الأوروبي، يتخطى الحرب الروسية - الأوكرانية، ويكون هدفه التوصل إلى اتفاق بشأن توازن إقليمي جديد» في أوروبا. لكن ثمة عوائق كثيرة تحول دون ذلك، يذكر منها أن الرئيس الروسي «يلعب اليوم لعبة معاكسة، جوهرها السعي لاستعادة القوة الروسية ما يشكل العنصر الأساسي في مشروعه السياسي». وخلاصته أن أمراً مثل هذا «يتناقض اليوم تماماً وعملياً مع روح أهداف مؤتمر من هذا النوع».

رئيسة المفوضية الأوروبية ورئيس وزراء السويد يوم 22 فبراير ودعوة لرص صفوف الأوروبيين للاستجابة لاحتياجات كييف العسكرية والمالية (صورة من المفوضية الأوروبية)

تصدع الغرب

إذا كان الرهان اليوم على الميدان، فإن أحد مكوناته مدى قدرة الغرب واستعداده لتوفير الدعمين العسكري والمالي لأوكرانيا. وثمة من يقول إن بوتين يراهن على تصدع الغرب، وتراجع دعمه أطلسياً أو أوروبياً لأوكرانيا. وبهذا الخصوص، يرى بادي أن العامل الأساسي والحاسم والقادر على التأثير في توجهات الحرب ومآلاتها يكمن في «التحول العميق في المجتمع الأميركي»، حيث أصبح الرأي العام «مرة أخرى انعزالياً (سياسياً) وحمائياً (اقتصادياً)، والسبب في ذلك أن الطبقة الوسطى تشعر بخيبة أمل من العولمة، وهي تدرك أنها لم تكن لصالحها بقدر ما كانت لصالح الصين».

مزج زيلينسكي في كلمته بين الامتنان للدعم وحث الحلفاء على المزيد (أ.ف.ب)

ويشير الباحث إلى وجود خيبة أميركية أخرى بسبب «تراكم التدخلات العسكرية الخارجية المكلفة للغاية، والتي لم تؤد أي منها إلى نتيجة إيجابية» سواء في العراق أو أفغانستان أو الصومال أو حتى قبل ذلك في فيتنام. ولذا، فإن الرئيس السابق ترمب الذي يجيد «التسويق السياسي»، يركب هذه الموجة (الانعزالية) العميقة للفوز في الانتخابات. بيد أن الباحث، رغم قناعاته هذه، يشكك في احتمال «أن يذهب ترمب أو أي رئيس آخر إلى صفقة مع بوتين للتخلي عن أوكرانيا»، لأسباب كثيرة منها «الصعبة الكبرى في تغيير السياسة الخارجية» من جهة، ولوجود تيارات ستعارض هذا التوجه من الداخل الأميركي من الحلف الأطلسي، وخصوصاً من جناحه الأوروبي.

تهديدات دونالد ترمب تثير مخاوف الأوروبيين من فقدان حماية المظلة الأميركية (رويترز)

فضلاً عن ذلك، يرى الباحث أن أوروبا «غير مؤهلة للتعويض عن أي انشقاق كلي أو جزئي من الجانب الأميركي» في توفير الدعم لأوكرانيا. من هنا، يقول: «أنا لا أؤمن بالانسحاب الكلي للولايات المتحدة، ولكن إذا حدث ذلك، فمن الواضح أنه سيكون كارثياً بالنسبة لأوكرانيا؛ لأنه لن يكون هناك من يعوضها».

زيلينسكي خلال زيارته الأخيرة إلى الكونغرس مع زعيمي الديمقراطيين والجمهوريين في «الشيوخ» 12 ديسمبر 2023 (أ.ب)

الأوروبيون غير جاهزين للاستغناء عن المظلة الأميركية

بيد أن ما يسميه بادي «الغموض الأميركي» له تداعيات واضحة على أوروبا، لا تتعلق فقط بالشق الأوكراني، بل بأمن الدول الأوروبية نفسها وغالبيتها أعضاء في الحلف الأطلسي. فخلال 75 عاماً شعرت أوروبا بالهدوء والسلام والأمان بفضل الحلف الأطلسي الذي رأى النور في عام 1949 لحماية أوروبا تحديداً.

الرئيس بايدن يوم 21 فبراير لم ينجح في تبديد مخاوف الأوروبيين لجهة التزام بلاده دعم أوكرانيا (أ.ب)

واليوم، يتساءل الأوروبيون حول الجهة التي ستضمن أمنهم في حال خروج واشنطن منه؛ لذا ثمة «نقاش حاد حول كيفية توفير الدفاع عن أوروبا». ويؤكد بادي أن الجدل «لا يُفضي (حتى اليوم) إلى أي مكان؛ لأن الأوروبيين ليسوا مستعدين بعد أو جاهزين للاستغناء عن المظلة الأميركية، ليس فقط النووية، بل الحماية الأميركية بالكامل»، فضلا عن ذلك، فإنه يجزم بأن «الدفاع الأوروبي المشترك غير موجود ويصعب وجوده، بل إنه مستحيل لأن الدفاع أداة للسياسة الخارجية، ولا توجد سياسة خارجية أوروبية موحدة». كذلك يعاني الأوروبيون من ضعفهم الاقتصادي، وعجزهم في التحول إلى «اقتصاد الحرب».


مقالات ذات صلة

أوستن لأوميروف: لن نتنازل عن دعم أوكرانيا حرة وذات سيادة

أوروبا ضرر لحق بأحد مباني مدينة بيلغورود الروسية عقب استهدافه بمسيرة أوكرانية (أرشيفية - إ.ب.أ)

أوستن لأوميروف: لن نتنازل عن دعم أوكرانيا حرة وذات سيادة

بدا أن «الضغوط» التي تتوالى على واشنطن قد تنجح أخيراً في إقناع إدارة الرئيس جو بايدن برفع القيود على استخدام أوكرانيا لأسلحتها الصاروخية.

إيلي يوسف (واشنطن) «الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء دينوف (لقطة من فيديو)

«أبتي علاء دينوف» أبرز المعلقين العسكريين على هجوم كورسك

بات القائد العسكري الشيشاني أبتي علاء الدينوف وجهاً مألوفاً للروس على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث يطل عليهم معتمراً خوذة أو قبعة عسكرية ليقدم أخباراً إيجابية.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا مجندون روسيون جرى استدعاؤهم للخدمة العسكرية وسط الصراع المستمر مع أوكرانيا (رويترز)

موقع مستقل يُحدد هويات أكثر من 66 ألف جندي روسي قُتلوا في أوكرانيا

أعلن موقع روسي مستقل، السبت، أنه تمكّن من تحديد هويات أكثر من 66 ألف جندي روسي قُتلوا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا لقطة من فيديو لوزارة الدفاع الروسية تظهر مروحية عسكرية من طراز «مي - 35» قرب الحدود مع أوكرانيا

روسيا: مقتل نحو 400 عسكري أوكراني في كورسك خلال 24 ساعة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 400 عسكري أوكراني خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع إجمالي قتلى القوات الأوكرانية إلى 8200 عسكري.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا مواطنون ينظرون إلى مجمع سكني قالت السلطات المحلية إنه أصيب بشظايا صاروخ أوكراني تم إسقاطه في منطقة كورسك الأحد (رويترز)

محلل أميركي: مقامرة كييف في كورسك خطوة جريئة لكنها يائسة وسوف تفشل في نهاية المطاف

توغل أوكرانيا في كورسك الروسية في السادس من أغسطس (آب) كان خطوة جريئة، ومع ذلك يائسة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

أوستن يخاطب أوميروف: لا يخطئن أحد... لن نتنازل عن دعم أوكرانيا حرة وذات سيادة

مواطنون روس نازحون من منطقة كورسك يتلقون مساعدات من السلطات الروسية (إ.ب.أ)
مواطنون روس نازحون من منطقة كورسك يتلقون مساعدات من السلطات الروسية (إ.ب.أ)
TT

أوستن يخاطب أوميروف: لا يخطئن أحد... لن نتنازل عن دعم أوكرانيا حرة وذات سيادة

مواطنون روس نازحون من منطقة كورسك يتلقون مساعدات من السلطات الروسية (إ.ب.أ)
مواطنون روس نازحون من منطقة كورسك يتلقون مساعدات من السلطات الروسية (إ.ب.أ)

وسط احتدام الجدل حول قضية رفع القيود على استخدام أوكرانيا لأسلحتها الصاروخية بعيدة المدى التي تقدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها، لضرب عمق الأراضي الروسية، بدا أن «الضغوط» التي تتوالى على واشنطن قد تنجح أخيراً في إقناع إدارة الرئيس جو بايدن برفعها.

وبحسب وسائل إعلام أميركية، فإن مجيء وزير الدفاع الأوكراني، رستم أوميروف، إلى واشنطن لم يكن ليتم من دون موافقة «مسبقة» من المسؤولين الأميركيين، و«انفتاحهم» على مناقشة الأفكار الأوكرانية، سواء ما يتعلق منها بأهداف العملية في كورسك الروسية، أو بالحاجة لرفع القيود على استخدام الأسلحة، رغم عدم صدور موقف «واضح» من هذه القضية.

وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف والأميركي لويد أوستن (رويترز)

 

لا تنازل عن دعم أوكرانيا

ومساء الجمعة، التقى وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، بأوميروف في البنتاغون، حيث أكد على التزام الولايات المتحدة الدائم بدعم أوكرانيا. وأدان أوستن الهجمات الروسية على البنية التحتية المدنية الحيوية في أوكرانيا، وقال إن الولايات المتحدة ستواصل قيادة الحلفاء والشركاء في تقديم القدرات الأساسية لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها. وأضاف: «دعوني أكون واضحاً، ليس من المقبول أبداً استهداف المدنيين، صمود أوكرانيا واستمراره سيساعدها في التغلب على عدوان بوتين وفظائعه». وأضاف: «إنهم يواصلون صد هجوم الكرملين وإلحاق خسائر فادحة بالغزاة الروس». «لذا، لا يخطئن أحد، فإن الولايات المتحدة لن تتنازل عن دعمها لأوكرانيا حرة وذات سيادة».

مناقشة أهداف كييف

وتطرق أوستن إلى الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية الذي سيعقد الأسبوع المقبل في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، وقال إن الشركاء سيعملون خلال الاجتماع على تلبية احتياجات أوكرانيا العاجلة في ساحة المعركة، بما في ذلك قدرات الدفاع الجوي لدرء الهجمات الروسية بطائرات من دون طيار والهجمات الصاروخية.

وقال الوزير الأوكراني أوميروف إن اجتماع اليوم تضمن مناقشات تفصيلية حول الوضع الحالي في ساحة المعركة و«رؤية أوكرانيا وأهدافها وخططها». وفيما شكر أوستن على قيادته المستمرة لحشد التحالف الدولي للدفاع عن أوكرانيا، قال أوميروف: «لقد ضربت قيادة الولايات المتحدة مثالاً قوياً لتشجيع الشركاء الآخرين على الوقوف إلى جانب أوكرانيا في هذا الوقت الحرج».

ضغوط أوروبية جديدة

بيد أن ما عزز من التوقعات بأن تنجح حملة الضغوط لرفع القيود، هو انضمام المزيد من المسؤولين الأوروبيين إلى الجوقة المتزايدة التي تحض أميركا والحلفاء على رفع جميع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة التي يزودها الغرب بها. وكان آخرهم الرئيس التشيكي بيتر بافيل، وهو جنرال متقاعد شغل أيضاً منصباً رفيع المستوى في حلف الناتو، والذي قال «إن الأوكرانيين يستحقون يداً أكثر حرية للدفاع عن بلادهم».

وقال بافيل خلال مشاركته في المؤتمر الأمني الذي انعقد في براغ: «أعتقد أن ما نحتاج إليه هو تمكين أوكرانيا من الاستخدام الكامل لإمكانات الأسلحة التي توفرها الدول الغربية». وأضاف: «ما أعنيه هو عدم فرض أي قيود على استخدام الطائرات والصواريخ وما إلى ذلك، لأن أوكرانيا تحتاج إلى استخدامها لتكون ناجحة في الدفاع عن النفس».

وكررت تصريحات بافيل دعوة مماثلة ومتزامنة تقريباً من قبل منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي المنتهية ولايته، جوزيب بوريل، إلى اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع الاتحاد في بروكسل. وقال بوريل إن كييف لها الحق في استهداف الأماكن التي تتعرض للهجوم منها. وأضاف «لا أحد يريد» الحرب مع روسيا. لكن ضع نفسك مكان الأوكرانيين: الروس يقصفونك من مكان لا يمكنك الوصول إليه. وتود القتال على قدم المساواة، «من السخافة» القول إن السماح باستهداف أراضي روسيا يعني شن حرب مباشرة ضد موسكو.

الطقس سمح بالتقدم الروسي

ودعا المسؤولون الأوكرانيون، بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي، مراراً وتكراراً حلفاء أوكرانيا إلى اتخاذ «إجراءات حاسمة» والسماح لأوكرانيا بضرب أهداف عسكرية أعمق داخل روسيا. ويقول مسؤولون أوكرانيون إنه رغم تسليم أسلحة جديدة تساعد في تعزيز القتال، فإن قواتهم لا تزال في وضع غير مؤاتٍ بسبب القيود التي يفرضها الغرب.

لكن كييف تعرضت لانتقادات عدة جراء عمليتها العسكرية في كورسك التي قالت إنها ستعزز يدها في أي مفاوضات مستقبلية. وعد العديد من الخبراء أن سحبها لقواتها القتالية المحترفة من مناطق القتال شرق البلاد سمح لروسيا بتحقيق تقدم متواصل هناك. لكن الرئيس التشيكي بافيل قال إنه يعتقد أن التقدم السريع الذي أفادت التقارير بأن روسيا قد حققته في الآونة الأخيرة بالقرب من مدينة بوكروفسك الأوكرانية الاستراتيجية لم يكن له صلة بنقل تلك القوات الأوكرانية. وقال إن أي نجاح روسي هناك من المرجح أن يكون نتيجة للطقس المناسب.

وأعلن المكتب الرئاسي في كييف الجمعة أن الرئيس الأوكراني أقال قائد القوات الجوية ميكولا أوليشوك بعد تحطم مقاتلة أميركية طراز إف-16 ومقتل قائدها. وقال زيلينسكي في خطابه المسائي المصور بالفيديو: «قررت إقالة قائد القوات الجوية الأوكرانية». ولم يكشف بشكل رسمي عن سبب إقالة أوليشوك، ولكن على ما يبدو أن لذلك صلة بتحطم المقاتلة إف-16. وأكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية الخميس أن واحدة من الطائرات القليلة من طراز إف-16 التي تسلمتها مؤخراً فقدت أثناء غارة جوية روسية مكثفة.

زيلينسكي في مؤتمر صحافي... وتظهر خلفه المقاتلة «إف - 16» (أ.ب)

وانتقد أوليشوك على قناته على تطبيق «تلغرام» الجمعة نائبة في البرلمان ألقت بظلال من الشك على الرواية الرسمية لتحطم المقاتلة.

وقال إنها تشجع الدعاية الروسية وهدد بمقاضاتها أمام المحكمة، مضيفاً أنه سيتم التحقيق في فقدان الطائرة، بالتعاون أيضاً مع الولايات المتحدة، الدولة التي صنعتها.

ضربات متبادلة

أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت عن تدمير مستودع للذخيرة وقتل 35 عسكرياً أوكرانياً في عمليتين منفصلتين في مقاطعة سومي شمال شرقي أوكرانيا. ونشرت الوزارة مقطع فيديو يوثق عملية تدمير مستودع تابع للقوات المسلحة الأوكرانية في المقاطعة، بحسب «وكالة سبوتنيك» الروسية للأنباء.

 

قالت وزارة الدفاع الروسية السبت إن قواتها سيطرت على بلدة كيروفه في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا. وتحقق روسيا مكاسب تدريجية في دونيتسك في وقت تسعى فيه القوات الأوكرانية إلى التقدم في منطقة كورسك الروسية بعد اجتياح مباغت عبر الحدود في السادس من أغسطس (آب) الجاري.

قال فياتشيسلاف جلادكوف حاكم منطقة بيلغورود بجنوب غربي روسيا إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب 46 آخرون في هجوم أوكراني على مدينة بيلغورود بالمنطقة في وقت متأخر من مساء الجمعة، وهو الأحدث في سلسلة هجمات أوكرانية على المدينة خلال شهور. وقال سلاح الجو الأوكراني السبت إن الدفاعات الجوية أسقطت 24 من أصل 52 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجمات خلال الليلة الماضية على ثماني مناطق بأنحاء أوكرانيا.