تهدف مجموعة الدول السبع إلى طمأنة أوكرانيا بأن دعمها لن يضعف مع دخول حرب روسيا ضد جارتها عامها الثالث، وفقا لما ذكرته «وكالة بلومبرغ للأنباء».
وستدعو المجموعة روسيا، إلى «سحب قواتها العسكرية بشكل كامل وغير مشروط» من أوكرانيا، وستتعهد «بعدم الاعتراف أبداً بالانتخابات التي تجريها الآن أو في المستقبل في الأراضي التي احتلتها»، بحسب مسودة بيان اطلعت عليها «بلومبرغ».
ومن المقرر أن يجري قادة «مجموعة الدول الصناعية السبع» اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم السبت في 24 فبراير (شباط) الحالي، بمناسبة مرور عامين على غزو روسيا لأوكرانيا.
إلى ذلك، دافعت الحكومة الألمانية عن موقفها في المفاوضات الجارية بشأن الأموال التي يقدمها الاتحاد الأوروبي من أجل تزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات، في مواجهة الانتقادات الصادرة عن غيرها من الدول الأعضاء في التكتل.
وترغب برلين في ضمان ألا تدفع أكثر من حصتها العادلة مع الاتحاد الأوروبي لشراء الأسلحة لأوكرانيا، حيث إنها تقدم أيضاً تبرعات ثنائية كبيرة لكييف. وتقول إن هذه التبرعات الثنائية، يجب أن يتم تعويضها مقابل مساهماتها في التمويل الموسع.
وألمانيا تعهدت بالفعل بتقديم أكثر من 7 مليارات يورو (7.6 مليار دولار) مساعدات عسكرية ثنائية لأوكرانيا هذا العام. وقال سفير ألمانيا لدى الاتحاد الأوروبي، ميخائيل كلاوس لـ«وكالة الأنباء الألمانية» بعد فشل الجولة الأخيرة من المحادثات التي جرت الأربعاء، في التوصل إلى نتائج، إن «التسليم السريع وغير البيروقراطي للمعدات العسكرية، هو أمر بالغ الأهمية بالنسبة للبلاد».
بعد عامين من الهجوم الروسي على أوكرانيا، أشاد فيتالي كليتشكو، عمدة العاصمة الأوكرانية كييف بالمساعدات العسكرية الألمانية، ولكنه طلب في الوقت ذاته توريد مزيد من الأسلحة. وقال لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إنه يندرج ضمن «أهم الأمور» بالنسبة لبلاده، ما إذا كانت ألمانيا ستورد صواريخ كروز من طراز (تاوروس) التي طلبتها أوكرانيا أم لا».
وتابع: «إننا ندافع عن بلدنا. ولهذا السبب فإننا بحاجة لصواريخ (تاوروس). يمكن من خلالها تدمير الخدمات اللوجيستية العسكرية للروس»، وأوضح أنه يتوقع من الحكومة الاتحادية بألمانيا «قراراً إيجابياً» في هذا الصدد.
يُشار إلى أن أوكرانيا طلبت من الحكومة الاتحادية توريد هذه الصواريخ من طراز «تاوروس» ذات الدقة العالية التي يصل مداها إلى 500 كيلومتر، في مايو (أيار) من العام الماضي، ولكن المستشار الألماني أولاف شولتس قرر مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي عدم توريد هذه النوعية من الصواريخ إلى أوكرانيا في الوقت الحالي، حيث هناك مخاوف من إمكانية إصابة أراض روسية أيضا، ومن ثم يتم جر ألمانيا لهذه الحرب.
وأكد عمدة كييف مجدداً «أن أوكرانيا لا تكافح لأجل وجودها فحسب، ولكن لأجل أوروبا أيضا»، وقال: «يجب أن يفهم الجميع أننا ندافع عن كل شخص منكم. بوتين سيذهب إلى الحد الذي نسمح له بالذهاب إليه. الخطر موجود، الخطر كبير».
وأقرّ بأن ألمانيا «تفعل كثيراً للغاية حالياً لأجل أوكرانيا فيما يتعلق بالمساعدات العسكرية»، وقال: «لقد استفاقت ألمانيا أخيراً، وهي تساعدنا كثيراً»، لكنه أكد أن هناك حاجة إلى مزيد من المساعدات. وقال: «نحن نقاتل لأجلكم وندافع عنكم، ويتعين على الجميع فهم ذلك... سيكون خطأً فادحاً الاعتقاد بأن الحرب بعيدة، وهذا لا يؤثر عليّ».
وناشد كليتشكو، وهو بطل العالم سابقاً في الملاكمة، جميع الحلفاء مواصلة الوقوف بجانب أوكرانيا، وقال (بتوصيف مستوحى من الملاكمة): «كل إصبع قوية جدا بمفردها. ولكن عندما تجتمع كل الأصابع، نصبح أقوى بعشرات المرات».
ووصف عمدة كييف حالة الجمود الحالية في الكونغرس الأميركي بشأن المصادقة على مزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا بأنها تمثل «خطراً هائلاً على الديمقراطية»، وقال: «لا يمكن أن نخسر، وإلا فإن العالم الديمقراطي بأكمله سيخسر».
وفي السياق ذاته ، أعلنت التشيك الخميس أنها تجري محادثات مع ألمانيا بشأن ما يسمى «التبادل الدائري» مرة أخرى من أجل إمداد أوكرانيا بأسلحة ثقيلة.
وأعلن رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا عن هذا العرض من برلين بعد اجتماع لمجلس الوزراء مساء الأربعاء. وقال: «سوف يمكّننا ذلك من الحد من اعتمادنا على التكنولوجيا الروسية وتحديث جيشنا».
ووفقاً للتصريحات، من الممكن أن توفر ألمانيا مزيداً من الدبابات المقاتلة من طراز «ليوبارد 2 إيه 4» في إطار التبادل الجديد. وبحسب معلومات «وكالة الأنباء الألمانية»، يتعلق الأمر في هذا التبادل الدائري بدبابات تم شراؤها من سويسرا، وليس مسموحاً تسليمها لأوكرانيا؛ وفقاً لما هو متفق عليه تعاقدياً. وفي المقابل ستقوم التشيك بتسليم مزيد من الدبابات سوفياتية الصنع من طراز «تي 72» من مخزونها لأوكرانيا.
ووفقاً لما هو معروف حالياً، قامت براغ بتسليم أوكرانيا 62 دبابة و131 ناقلة جند مدرعة و6 مروحيات و16 نظام دفاع جوي منذ بدء الهجوم الروسي
على أوكرانيا قبل عامين.
وحصلت التشيك من ألمانيا في أول تبادل دائري لأجل أوكرانيا على 14 دبابة من طراز «ليوبارد 2 إيه 4» تعويضاً على ما سلمته من مخزونها الخاص لأوكرانيا.