مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة حول إسقاط طائرة تحمل أسرى حرب أوكرانيين

كييف تطالب بتحقيق دولي وتشكك في الرواية الروسية

لقطة من فيلم فيديو تظهر لحظة تحطم الطائرة العسكرية بمنطقة سكنية في إقليم بيلغورود الروسية أمس (أ.ب)
لقطة من فيلم فيديو تظهر لحظة تحطم الطائرة العسكرية بمنطقة سكنية في إقليم بيلغورود الروسية أمس (أ.ب)
TT

مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة طارئة حول إسقاط طائرة تحمل أسرى حرب أوكرانيين

لقطة من فيلم فيديو تظهر لحظة تحطم الطائرة العسكرية بمنطقة سكنية في إقليم بيلغورود الروسية أمس (أ.ب)
لقطة من فيلم فيديو تظهر لحظة تحطم الطائرة العسكرية بمنطقة سكنية في إقليم بيلغورود الروسية أمس (أ.ب)

أعلنت فرنسا أن مجلس الأمن الدولي، الذي تترأسه خلال الدورة الحالية، سيعقد جلسة طارئة بناء على طلب تقدم به وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارته الحالية لنيويورك؛ لمناقشة إسقاط طائرة روسية بصاروخ أوكراني، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء تحقيق دولي في سقوط الطائرة العسكرية الروسية، مشيراً إلى أنه أصدر تعليماته لمختلف وكالات الدولة للتحقيق في الواقعة.

وتتهم موسكو كييف بالوقوف وراء الحادث الذي قضى فيه جميع ركاب الطائرة، وهم 65 أسير حرب، وطاقم من ستة أفراد وثلاثة عسكريين روس، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (أ.ف.ب)

وأفادت الوزارة بأن الأوكرانيين أطلقوا من منطقة خاركيف (شمال شرقي) «صاروخين» من «منظومة دفاع جوّية» لإسقاط طائرة النقل العسكرية من طراز «آي إل - 76»، و«اتهام روسيا» لاحقاً بارتكاب هذا العمل. وأضافت الوزارة أن الجيش الأوكراني كان «على دراية تامة» بأن الروس ينقلون أسرى حرب بالطائرة إلى بيلغورود قبل اقتيادهم إلى نقطة تلاق عند الحدود.

وأعلنت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الخميس، فتح تحقيق في تحطّم الطائرة بموجب مادة جنائية تشمل «انتهاك قوانين وأعراف الحرب». لكن إجراء تحقيق يبدو صعباً؛ نظراً لسقوط الطائرة في الأراضي الروسية.

وقال زيلينسكي مساء الأربعاء في كلمته اليومية: «يجب إثبات كل الوقائع بوضوح وقدر الإمكان، على اعتبار أن الطائرة أُسقطت على الأراضي الروسية الواقعة خارج سيطرتنا». ولم يؤكد ما إذا كان الأسرى الأوكرانيون بين القتلى، مكتفياً بالقول إنه كان «يوماً صعباً للغاية».

ولم يؤكد الجانب الأوكراني حتى الآن سوى أنه كانت هناك خطة لتبادل الأسرى مع روسيا. ولم تذكر كييف ما إذا كانت صواريخها هي التي أسقطت الطائرة، أو تقدم تفسيراً لتحطمها.

ودعا أمين المظالم لحقوق الإنسان في أوكرانيا، دميترو لوبينيتس، وهو أحد المسؤولين عن عمليات تبادل الأسرى، الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، إلى «تفقّد موقع» تحطّم الطائرة. وقال إنه «مقتنع» بأن موسكو لن تسمح «لأي شخص (...) برؤية الموقع». وأكد أنه وفقاً لبنود اتفاقية جنيف، فإن روسيا ستتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة أسرى الحرب وصحتهم. واتهم الجانب الروسي بشن حملة مستهدفة ومخطط لها منذ فترة طويلة لتشويه سمعة أوكرانيا.

واعتبر أن «لا شيء يشير إلى وجود هذا العدد الكبير من الأشخاص على الطائرة». وتابع: «بالنسبة لي، إنه مثال واضح على تخطيط روسيا لحملة دعائية ضد أوكرانيا».

 

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى إجراء تحقيق دولي في سقوط الطائرة (إ.ب.أ)

وأفادت أجهزة الطوارئ الروسية، اليوم الخميس، بالعثور على الصندوقين الأسودين للطائرة. ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية عن المتحدث باسم أجهزة الطوارئ الروسية، أنه «تم العثور على الصندوقين الأسودين (أي جهاز لتسجيل معلومات الرحلة ومسجل الصوت) بالقرب من مكان تحطم الطائرة». وأشار المتحدث إلى أن مسجلات الطيران وجدت في الجزء الخلفي من الطائرة. مضيفاً أنه «تم تسليم الصندوقين الأسودين اللذين تم العثور عليهما إلى المحققين».

وقد تحطمت الطائرة الأربعاء قرب بلدة يابلونوفو على مسافة 45 كيلومتراً من الحدود مع أوكرانيا، في منطقة بيلغورود الروسية. وأظهرت مشاهد تمّ تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي طائرة تسقط قبل حدوث انفجار كبير على الأرض وسط ألسنة النار والدخان الأسود.

وتعهد الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، «الكشف» عن ملابسات الحادث، فيما وجّه رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين أصابع الاتهام على الفور لأوكرانيا التي استخدمت وفق قوله «صواريخ أميركية وألمانية» لإسقاط الطائرة.

وقال بيسكوف، الخميس، حسبما نقلت وكالات أنباء روسية، إن «قتل الأوكرانيين لسجنائهم وهم مواطنوهم الذين كان من المفترض أن يعودوا إلى منازلهم خلال 24 ساعة تقريباً، هو بالطبع عمل وحشي».

وقالت الاستخبارات الأوكرانية، الأربعاء، «كان من المفترض أن تجري عملية تبادل سجناء»، الأربعاء، وأضافت أن موسكو لم تبلغها بأي خطط لنقل أي جنود أسرى في منطقة بيلغورود حيث أُسقطت الطائرة.

وفي بيان نشر بعد ساعات من الحادث لكن من دون الإشارة إليه، توعد الجيش الأوكراني بمواصلة «تدمير طائرات النقل والسيطرة على المجال الجوي من أجل القضاء على التهديد الإرهابي بما في ذلك في منطقة بيلغورود - خاركيف»، للتصدي للضربات الروسية في أوكرانيا.

وغالباً ما تتعرّض منطقة بيلغورود لضربات بصواريخ ومسيّرات أوكرانية نظراً لقربها من الحدود. وتواصل روسيا من جهتها قصفها لأوكرانيا منذ إطلاق هجومها العسكري في فبراير (شباط) 2022.

السفير الأوكراني لدى الأمم المتحدة (أ.ف.ب)

وتفيد كييف بأن الروس أسروا أكثر من 8 آلاف أوكراني، من بينهم أكثر من 1600 مدني. وفي يوليو (تموز) 2022، تبادل الروس والأوكرانيون الاتهامات بشأن قصف سجن في أولينيفكا، وهي بلدة في شرق أوكرانيا محتلّة من الروس، ما أدى إلى مقتل أكثر من خمسين أسير حرب أوكرانياً كانوا محتجزين فيه.

ونقلت وكالة «إنترفاكس» للأنباء عن النائب الروسي أندريه كارتابولوف قوله، الخميس، إن روسيا وأوكرانيا ستواصلان تبادل أسرى الحرب رغم الحادث. كما قال إن روسيا ستتحدث «حتى مع الشيطان» لإعادة جنودها الأسرى.

في السياق نفسه، قال خبراء من المعهد الأميركي لدراسة الحرب في واشنطن، إنه لا يمكن التحقق بشكل مستقل من المزاعم الروسية أو الأوكرانية بشأن الطائرة. وأفاد المعهد بأنه أياً كان سبب سقوط الطائرة، فإن القيادة الروسية تستغل الحادث لزرع عدم الثقة في المجتمع الأوكراني حيال الحكومة في كييف.

بالإضافة إلى ذلك، قال المعهد إن المسؤولين الروس يأملون في إضعاف الدعم العسكري الغربي لكييف، من خلال تداول مزاعم غير مثبتة في موسكو بأن أوكرانيا استخدمت صواريخ ألمانية أو أميركية في عملية إسقاط الطائرة المزعومة.

من ناحية أخرى، ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ألغى رحلة كانت مقررة له إلى المناطق المحاصرة، كما امتنع عن الاحتفال بعيد ميلاده السادس والأربعين الذي يحل اليوم الخميس.


مقالات ذات صلة

ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية»

أوروبا 
ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه أمس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية»

شغلت أوكرانيا حيزاً أساسياً في خطاب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمام الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في العالم، بالإليزيه أمس، موجهاً رسائل بشأنها في اتجاهات

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا دبابة روسية مدمرة في منطقة كورسك (أ.ب)

زيلينسكي: مقتل 15 ألف جندي روسي خلال القتال في كورسك

أكد مسؤول عسكري أوكراني، الاثنين، أن قواته تكبّد قوات موسكو «خسائر» في كورسك بجنوب روسيا، غداة إعلان الأخيرة أن أوكرانيا بدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه الاثنين (رويترز) play-circle 00:43

ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية» ويعتبر ماسك خطراً على الديمقراطية

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية» وحث الأوروبيين على التعويل على أنفسهم دفاعيا.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا أوكرانيون أمام منزل دمَّره هجوم صاروخي روسي في تشيرنيهيف بأوكرانيا 4 يناير 2025 (رويترز)

روسيا تعلن السيطرة على بلدة كوراخوف شرق أوكرانيا

تسعى روسيا وأوكرانيا إلى تعزيز موقفهما، في ظل تكهنات كثيرة حول شروط مفاوضات السلام المستقبلية، قبل وصول الرئيس المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة بعد أسبوعين.

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي كلمته أمام السفراء الفرنسيين 6 يناير 2025 بقصر الإليزيه في باريس (رويترز)

ماكرون يدعو أوكرانيا لخوض «محادثات واقعية» لتسوية النزاع مع روسيا

قال الرئيس الفرنسي ماكرون إن على الأوكرانيين «خوض محادثات واقعية حول الأراضي» لأنهم «الوحيدون القادرون على القيام بذلك» بحثاً عن تسوية النزاع مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية»


ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه أمس (رويترز)
ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه أمس (رويترز)
TT

ماكرون يدعو أوكرانيا للتحلي بـ«الواقعية»


ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه أمس (رويترز)
ماكرون يلقي كلمته خلال اجتماع سفراء فرنسا حول العالم في الإليزيه أمس (رويترز)

شغلت أوكرانيا حيزاً أساسياً في خطاب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمام الاجتماع السنوي لسفراء فرنسا في العالم، بالإليزيه أمس، موجهاً رسائل بشأنها في اتجاهات عدة.

فقد لمح ماكرون للأوكرانيين بأن وضع حد للحرب لا يمكن أن يتم من غير تنازل كييف عن بعض أراضيها. وقال إن على الأوكرانيين تقبل «إجراء مناقشات واقعية حول القضايا الإقليمية»، أي حول الأراضي.

وخاطب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قائلاً: «لا يوجد حل سريع وسهل في أوكرانيا»، داعياً إلى «توفير المساعدة من أجل تغيير طبيعة الوضع وإقناع روسيا بالجلوس إلى طاولة المفاوضات». كما حذر من أن أميركا «لا تملك أي فرصة للفوز بأي شيء إذا خسرت أوكرانيا».

وهاجم ماكرون بعنف إيلون ماسك من دون تسميته، عادّاً أنه يشكل خطراً على الديمقراطية ومؤسساتها.