البرلمان الإيطالي يتبنى اتفاقاً مثيراً للجدل مع ألبانيا بشأن المهاجرين

رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، أعلى الوسط، تخاطب مجلس النواب بالبرلمان الإيطالي في روما الأربعاء، 24 يناير 2024 (أ.ب)
رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، أعلى الوسط، تخاطب مجلس النواب بالبرلمان الإيطالي في روما الأربعاء، 24 يناير 2024 (أ.ب)
TT

البرلمان الإيطالي يتبنى اتفاقاً مثيراً للجدل مع ألبانيا بشأن المهاجرين

رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، أعلى الوسط، تخاطب مجلس النواب بالبرلمان الإيطالي في روما الأربعاء، 24 يناير 2024 (أ.ب)
رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، أعلى الوسط، تخاطب مجلس النواب بالبرلمان الإيطالي في روما الأربعاء، 24 يناير 2024 (أ.ب)

تبنى النواب الإيطاليون، الأربعاء، اتفاقاً مع ألبانيا يقضي بإنشاء روما على الأراضي الألبانية مركزين كبيرين لاستقبال المهاجرين، متجاهلين بقرارهم انتقادات منظمات غير حكومية ومؤسسات دولية والمعارضة.

ووافق النواب على المشروع بأغلبية 155 صوتاً مقابل 115 صوتاً وامتناع نائبين عن التصويت. ومن المتوقع أن يوافق عليه بسهولة مجلس الشيوخ، حيث يتمتع الائتلاف الحاكم المحافظ المتشدد بزعامة جورجيا ميلوني بأغلبية برلمانية كبيرة، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وينص الاتفاق الذي وقعته رئيسة الحكومة الإيطالية اليمينية جورجيا ميلوني في نوفمبر (تشرين الثاني) ونظيرها الألباني إيدي راما في روما، على تشييد إيطاليا مبنيين في هذا البلد غير العضو في الاتحاد الأوروبي، لاستيعاب المهاجرين الذين تمّ إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط من أجل «تسريع معالجة طلبات اللجوء أو الإعادة المحتملة» إلى البلدان الأم.

وسيكون هذان المركزان اللذان تديرهما إيطاليا جاهزين للعمل بحلول ربيع 2024، لاستيعاب ما يصل إلى ثلاثة آلاف مهاجر، أي نحو 39 ألف شخص سنوياً.ولن يؤوي المركزان لا القصّر ولا الحوامل ولا الأشخاص الأكثر ضعفاً، بحسب ميلوني.

وقدّمت المعارضة الألبانية طعناً أمام المحكمة الدستورية، معتبرة أن هذا الاتفاق «ينتهك الدستور الألباني ويتخلى عن سيادة أراضي ألبانيا»، ما دفع بالمحكمة إلى تعليق عملية مصادقة البرلمان على اتفاق الهجرة، بانتظار أن تُصدر قراراً في موعد أقصاه السادس من مارس (آذار).

وأثار هذا الاتفاق حتى قبل دخوله المحتمل حيز التنفيذ، انتقادات كثيرة.

فاعتبر نواب المعارضة في البرلمان الإيطالي أن الاتفاق عبارة عن «دعاية انتخابية» قبل الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو (حزيران)، وأنه «عديم الفائدة ومكلف وغير إنساني وغير شرعي». وانتقدوا كذلك التكلفة المقدّرة لتنفيذه بما يتراوح بين 650 و750 مليون يورو على مدى خمسة أعوام.

وشجبت «لجنة الإنقاذ الدولية» وهي منظمة غير حكومية، الاتفاق الذي وصفته بأنه «يجرّد من الإنسانية». واعتبرت مديرة اللجنة في أوروبا إموجن سادبيري أن «طلب اللجوء هو حق من الحقوق الأساسية لأي شخص، بصرف النظر عن أصله أو الطريقة التي وصل بها».

ووصل إلى إيطاليا نحو 158 ألف شخص في عام 2023، مقارنة بـ105 آلاف شخص في عام 2022، بحسب وزارة الداخلية الإيطالية.

وقالت مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة في بيان في نوفمبر إن «آليات نقل طالبي اللجوء واللاجئين ينبغي أن تحترم القانون الدولي المتصل باللاجئين».


مقالات ذات صلة

مصر لمكافحة «الهجرة غير المشروعة» عبر جولات في المحافظات

شمال افريقيا مشاركون في ندوة جامعة أسيوط عن «الهجرة غير المشروعة» تحدثوا عن «البدائل الآمنة» (المحافظة)

مصر لمكافحة «الهجرة غير المشروعة» عبر جولات في المحافظات

تشير الحكومة المصرية بشكل متكرر إلى «استمرار جهود مواجهة الهجرة غير المشروعة، وذلك بهدف توفير حياة آمنة للمواطنين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الولايات المتحدة​ تعيينات دونالد ترمب في إدارته الجديدة تثير قلق تركيا (رويترز)

ترمب يؤكد عزمه على استخدام الجيش لتطبيق خطة ترحيل جماعي للمهاجرين

أكد الرئيس المنتخب دونالد ترمب أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية بشأن أمن الحدود واستخدام الجيش الأميركي لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا مهاجرون عبر الصحراء الكبرى باتجاه أوروبا عبر ليبيا وتونس (رويترز)

السلطات التونسية توقف ناشطاً بارزاً في دعم المهاجرين

إحالة القضية إلى قطب مكافحة الإرهاب «مؤشر خطير لأنها المرة الأولى التي تعْرض فيها السلطات على هذا القطب القضائي جمعيات متخصصة في قضية الهجرة».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا من عملية ضبط مهاجرين في صبراتة قبل تهريبهم إلى أوروبا (مديرية أمن صبراتة)

السلطات الليبية تعتقل 90 مهاجراً قبل تهريبهم إلى أوروبا

عثرت السلطات الأمنية في مدينة صبراتة الليبية على «وكر» يضم 90 مهاجراً غير نظامي، تديره إحدى عصابات الاتجار بالبشر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية أحد اليهود الأرثوذكس في القدس القديمة يوم 5 نوفمبر الحالي (إ.ب.أ)

الهجرة إلى إسرائيل ترتفع في عام الحرب

أظهرت أرقام جديدة أن 11700 يهودي أميركي قدموا طلبات من أجل الهجرة إلى إسرائيل بعد بداية الحرب في قطاع غزة يوم السابع من أكتوبر العام الماضي.

كفاح زبون (رام الله)

«تهيمنان على برامج التصفح على الهواتف»... بريطانيا تحقق بشأن «أبل» و«غوغل»

شعار «غوغل» على هاتف محمول (أ.ف.ب)
شعار «غوغل» على هاتف محمول (أ.ف.ب)
TT

«تهيمنان على برامج التصفح على الهواتف»... بريطانيا تحقق بشأن «أبل» و«غوغل»

شعار «غوغل» على هاتف محمول (أ.ف.ب)
شعار «غوغل» على هاتف محمول (أ.ف.ب)

قالت هيئة المنافسة والأسواق في المملكة المتحدة، اليوم الجمعة، في تقرير إن شركتي «أبل» و«غوغل» لا توفران للمستهلكين خياراً حقيقياً لبرامج التصفح على الإنترنت للهواتف المحمولة، وأوصت بإحالتهما إلى تحقيقٍ بموجب القواعد الرقمية الجديدة في المملكة المتحدة، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ العام المقبل.

ووجهت هيئة المنافسة والأسواق انتقادات لشركة «أبل»، قائلة إن تكتيكات الشركة المصنعة لهاتف آيفون تعيق الابتكار عن طريق منع المنافسين من منح المستخدمين ميزات جديدة مثل تحميل صفحات الإنترنت بشكل أسرع.

وأفاد تقرير الهيئة بأن شركة «أبل» تفعل ذلك من خلال تقييد تطبيقات الويب المتطورة، والتي لا يتطلب الأمر تنزيلها من تطبيق لمتجر التطبيقات، ولا تخضع لعمولات تطبيق متجر التطبيقات.

وقالت هيئة المنافسة والأسواق البريطانية إن «هذه التطبيقات غير قادرة على الانطلاق بشكل كامل على الأجهزة التي تعمل بنظام تشغيل (آي أو إس) الذي طورته شركة (أبل)»، وجاء ذلك في تقرير مؤقت للهيئة عن تحقيقها بشأن برامج تصفح الهواتف المحمولة، والذي شرعت فيه بعد أن خلصت دراسة أولية إلى أن شركتي «أبل» و«غوغل» لديهما سيطرة فعالة على «الأنظمة البيئية المحمولة».

وتوصل تقرير هيئة المنافسة والأسواق أيضاً إلى أن شركتي «أبل» و«غوغل» تتلاعبان بالخيارات المقدمة لمستخدمي الهواتف المحمولة؛ لجعل برامج التصفح الخاصة بهما هي «الخيار الأكثر وضوحاً أو سهولة».

وقالت الهيئة إن اتفاقاً لتقاسم الإيرادات بين شركتي التكنولوجيا الكبيرتين في الولايات المتحدة «يقلل بشكل كبير من حوافزهما المالية» للتنافس في مجال برامج تصفح الهواتف المحمولة على نظام التشغيل «آي أو إس» الذي تصنعه شركة «أبل» لأجهزة آيفون.

وقالت الشركتان إنهما «ستتعاونان بشكل بناء» مع هيئة المنافسة والأسواق.

وذكرت شركة «أبل» أنها لا توافق على نتائج تقرير الهيئة، وأعربت عن قلقها من أن تؤدي التوصيات إلى تقويض خصوصية وأمن المستخدم.

وأشارت شركة «غوغل» إلى أن انفتاح نظام تشغيل «آندرويد» للأجهزة المحمولة الخاص بها «ساعد في توسيع الاختيار وخفض الأسعار، وأتاح الوصول إلى الهواتف الذكية والتطبيقات»، وأنها «ملتزمة بالمنصات المفتوحة التي توفر الإمكانيات للمستهلكين».