زيلينسكي يقترح تجنيس المقاتلين الأجانب

اقترح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، السماح بمنح الجنسية الأوكرانية للمقاتلين الأجانب والمنحدرين من أصل أوكراني دون أن يضطروا إلى التخلي عن جنسيتهم، في تعديل جذري لقانون البلاد، بينما قدّم رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، دعمه لأوكرانيا في مواجهة روسيا.

وأكد زيلينسكي على مواقع التواصل الاجتماعي أن التعديل يجب أن يصب في صالح «المقاتلين الأجانب الذين جاءوا للدفاع عن أوكرانيا، وأولئك الذين يقاتلون من أجل حرية أوكرانيا كما لو كانت وطنهم». وأضاف أن النص «سيمنح أيضاً جميع الأوكرانيين وأحفادهم في العالم حق الحصول على جنسيتنا، باستثناء مواطني الدولة المعتدية بالطبع».

ولا يسمح القانون في أوكرانيا حالياً بالجنسية المزدوجة؛ ولذلك يتعين على طالبي التجنيس التخلي عن جنسيتهم الأصلية للحصول على الأوكرانية. ومنذ بدء الغزو الروسي في 24 فبراير (شباط) 2022، انضم آلاف الأجانب إلى أوكرانيا في حربها ضد القوات الروسية. وتصفهم موسكو بالمرتزقة، وترى في الغربيين دليلاً على حرب يشنها حلف شمال الأطلسي بالوكالة. كما تقاتل وحدات عدة مكونة من الروس إلى جانب أوكرانيا، منددة بنظام الرئيس فلاديمير بوتين.

 

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لدى ترحيبه برئيس الوزراء البولندي دونالد توسك في كييف الاثنين (أ.ب)

معركة «بين الخير والشر»

في غضون ذلك، أكد رئيس الوزراء البولندي دعمه أوكرانيا التي تخوض، وفق قوله، معركة «بين الخير والشر» في مواجهة روسيا، وذلك خلال زيارة إلى كييف بحث فيها أيضاً مشكلة التنافسية بين سائقي الشاحنات الأوكرانيين والبولنديين.

وقال توسك في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس زيلينسكي: «أنا لا أخجل من استخدام كلمات مبالغ بها، هنا، في أوكرانيا، تجري المواجهة العالمية بين الخير والشر». وفي وقت سابق، قال الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، والذي تولى رئاسة الحكومة الائتلافية المؤيدة لأوروبا في 13 ديسمبر (كانون الأول)، للصحافيين إنه «لا يوجد شيء أكثر أهمية من دعم أوكرانيا في جهودها ضد العدوان الروسي». وأوضح توسك أنه يريد التأكيد على «أن بولندا هي الحليف الأكثر مصداقية ووفاءً في هذه المواجهة الفتاكة مع الشر»، مضيفاً «أن القضية لا تشكل مصدر قلق لأوكرانيا فحسب، بل للعالم الحر بأسره».

ومن جهته، رحب الرئيس الأوكراني «بحزمة جديدة من الإجراءات الدفاعية البولندية»، وقال: «نثمن هذه المساعدة المتواصلة، هناك نوع جديد من التعاون يتيح شراء أسلحة على مستوى أكبر كثيراً لتلبية الاحتياجات الأوكرانية - قرض بولندي لأوكرانيا» من دون إعطاء تفاصيل أخرى.

استياء سائقي الشاحنات البولنديين

وأشار توسك إلى أن وارسو وكييف «ستستثمران معاً» في شركات في البلدين سيؤدي إنتاجها إلى «زيادة القدرات الدفاعية البولندية والأوكرانية والأوروبية». وبحث توسك أيضاً حماية مصالح شركات النقل البولندية. وقال إن العاصمتين ستجدان «حلولاً جيدة» لمشكلة واردات القمح الأوكراني التي تقلق المزارعين، وكذلك لمشكلة سائقي الشاحنات. والأسبوع الماضي، علق سائقو الشاحنات تحرّكهم الاحتجاجي المتمثّل بإغلاق الحدود مع أوكرانيا، في انتظار نتائج محادثات الحكومة الجديدة في كييف وبروكسل والخطوات التي من المتوقع أن يتخذها الائتلاف الحاكم الجديد. ويغلق السائقون البولنديون الحدود منذ نوفمبر (تشرين الثاني) للمطالبة بإعادة فرض القيود على منافسيهم الأوكرانيين لدخول الاتحاد الأوروبي. وألغى التكتل نظام التصاريح بعدما غزت روسيا أوكرانيا، لكن السائقين البولنديين يشيرون إلى أن الخطوة أثّرت في إيراداتهم.

هجوم بمسيّرات

وقبل ساعات من الزيارة، قالت كييف إن القوات الروسية هاجمت أوكرانيا بـ8 مسيّرات إيرانية الصنع، وتصدت لها الدفاعات الجوية. وتمثل السيطرة على المجال الجوي أولوية بالنسبة لكييف التي حثت الغرب على تسليمها أنظمة أكثر ملاءمة.

وأشارت القوات الجوية الأوكرانية إلى أن المسيّرات أُطلقت من منطقة بريمورسكو - أختارسك، وجرى التصدي لها في جنوب ووسط أوكرانيا. ولم يُبلغ عن وقوع أضرار.

ويأتي هذا الهجوم في أعقاب عمليات شنتها القوات الأوكرانية في المناطق الحدودية مع روسيا، مستهدفة منشآت روسية للطاقة. وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مصادر في قطاع الأمن الأوكراني أعلنت مسؤوليتها عن بعض هذه الهجمات، إذ إن كييف والجيش الأوكراني يتحفظان حيال العمليات التي يجري تنفيذها داخل الأراضي الروسية.

 

عمال بلدية يصلحون الأسلاك الكهربائية بعد ضربة استهدفت منطقة كراماتورسك في دونيتسك الاثنين (أ.ف.ب)

ضربة على كراماتورسك

في غضون ذلك، قُتل شخص على الأقل في ضربة استهدفت، صباح الاثنين، كراماتورسك الواقعة في إقليم دونيتسك بشرق البلاد، نحو الساعة 07:30 بتوقيت غرينتش. وقامت الشرطة بإخلاء المنطقة من المارة، مُحذّرة من هجوم جديد محتمل. وقال الحاكم الإقليمي إن الضحية رجل يبلغ 49 عاماًـ وأن ابنته البالغة 31 عاماً أصيبت أيضاً في الهجوم.