رغم اعتقال السلطات الألمانية شبكة متطرفين ينتمون لتنظيم «داعش خراسان» قالت إنهم كانوا يعدون لاعتداءات إرهابية تستهدف كاتدرائية كولونيا التاريخية، ما زالت الإجراءات الأمنية مشددة في محيط الكاتدرائية في ولاية شمال الراين وستفاليا.
وقالت الشرطة عشية ليلة عيد الميلاد إنها تلقت معلومات عن إعداد مجموعة متطرفة اعتداءات تنفَّذ ليلة عيد الميلاد أو رأس السنة على الكاتدرائية من بين أهداف أخرى في فيينا ومدريد.
وتفرض الشرطة منذ ذلك الحين إجراءات أمنية مشددة على دخول المصلين إلى الكاتدرائية. وكشفت مصادر أمنية ألمانية عن أن المشتبه به الرئيسي الذي اعتُقل في ولاية زارلاند الألمانية المحاذية لفرنسا، وهو طاجيكي يبلغ من العمر 30 عاماً، كان قد زار الكاتدرائية والتقط صوراً تذكارية لها وللمنطقة المحيطة والقريبة من محطة القطارات الرئيسية.
ونقلت صحيفة «بيلد» الألمانية عن مصادر أمنية أن المشتبه به المعتقَل منذ أيام، كان قد زار كذلك كاتدرائية سان ستيفان في فيينا التي تقول الشرطة إنها كانت مستهدفة أيضاً. ونفَّذت الشرطة النمساوية كذلك اعتقالات منسقة طالت 3 مشتبه بهم من مركز لجوء ما زال قيد الاحتجاز.
وكشفت الصحيفة الألمانية معلومات إضافية عن المشتبه به الرئيسي الذي اعتُقل في ألمانيا وقالت إنه كان جزءاً من خلية إرهابية تضم 7 أشخاص اعتُقلوا الصيف الماضي، ولكنّ محكمة في زارلاند أطلقت سراحه. وحسب الصحيفة، استقلّ الرجل القطار بعد إطلاق سراحه واتجه إلى ولاية شمال الراين وستفاليا، حيث مكث مع أحد أقاربه في منطقة فيزل.
وعادت الشرطة وألقت القبض على الرجل الذي سيقبع في السجن الاحتياطي لمدة أسبوعين «لتفادي الخطر». وتضطر المحاكم في ألمانيا لإطلاق سراح متطرفين لعدم كفاية الأدلة لاحتجازهم ومحاكمتهم. ومنذ أشهر، تصنف المخابرات الألمانية تنظيم «داعش خراسان» الذي يتخذ من أفغانستان مقراً له، تنظيماً يشكل خطراً كبيراً على ألمانيا ويجنّد مناصريه لتنفيذ هجمات إرهابية.
جاء هذا في وقت وجّه الادعاء الألماني قبل يوم الاتهامات إلى خمسة أشخاص يُشتبه في أنهم من مؤيدي التنظيم وكانوا يجمعون تبرعات بلغت قيمتها أكثر من 250 ألف يورو لصالحه. والمتهمون الخمسة الذين يحمل 4 منهم الجنسية الألمانية، هم ثلاثة نساء ورجلان، ويواجهون اتهامات بدعم منظمة إرهابية أجنبية وانتهاك قانون التجارة الخارجية والمدفوعات.
واتَّهم مكتب المدعي الاتحادي المشتبه بهم بجمع أموال نيايةً عن عضوين من «داعش» يقيمان في سوريا في الفترة من 2020 إلى 2022، إذ جرى نقل الأموال عبر وسطاء. ووجه المشتبه بهم نداءات لجمع التبرعات عبر تطبيق «تلغرام».
وكان من المقرر استخدام هذه التبرعات لتأمين إطلاق سراح أعضاء التنظيم المسجونين في مخيمي الهول وروج في شمال سوريا. ويضم المعسكران في المقام الأول زوجات المقاتلين الذكور وقريباتهن البالغات الأخريات.
وقال ممثلو الادعاء إن الهدف من جمع الأموال كان مساعدة المحتجزين على الهروب أو تهريبهم من المعسكرات.
وتتخوف السلطات الألمانية من تهديدات إرهابية أخرى قد ينفّذها أعضاء من حركة «حماس»، تستهدف بشكل أساسي مرافق يهودية. وكانت السلطات قد اعتقلت منتصف ديسمبر (كانون الأول) الجاري 4 أشخاص قالت إنهم ينتمون «لحماس» وكانوا يُعدّون لعمليات إرهابية في أنحاء أوروبا ويُخزّنون أسلحة في برلين.
وحذَّر السفير الإسرائيلي في برلين رون بروزر، من استمرار وجود تهديد إرهابي يشكّله أعضاء «حماس» في ألمانيا. وقال في تصريحات لمجموعة «فونكه» الإعلامية، إن «على ألمانيا أن تبقى متيقظة، لأن الإرهاب الدولي يسلح نفسه دائماً حتى خلال الأعياد».
وقال السفير الإسرائيلي إن حظر ألمانيا «حماس»، «جيد ولكنه ليس كافياً»، داعياً إلى «مراقبة أفضل للتدفقات المالية»، مضيفاً أنه «يجب عدم السماح باستخدام أموال دافعي الضرائب لتمويل ودعم الإرهاب».