زيلينسكي يحض قادة الاتحاد الأوروبي على دعم محادثات انضمام بلاده إلى التكتل

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
TT

زيلينسكي يحض قادة الاتحاد الأوروبي على دعم محادثات انضمام بلاده إلى التكتل

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (أ.ب)

حض الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، زعماء الاتحاد الأوروبي، اليوم (الخميس)، على بدء المحادثات مع بلاده بشأن انضمامها إلى التكتل، محذراً بأن أوروبا لن تفهم إذا أسفر الاجتماع عن «ابتسامة راضية» من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال في كلمة أمام قادة الاتحاد عبر الفيديو: «أطلب منكم شيئاً واحداً اليوم: لا تخونوا الشعب وثقته بأوروبا».

من جهته، رأى المستشار الألماني، أولاف شولتس، أن اتخاذ قرارات بالإجماع لمصلحة أوكرانيا في قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل سيكون «إشارة مهمة جداً» لكييف وموسكو. وقال شولتس: «من المهم إرسال إشارة دعم واضحة هنا؛ إشارة موجهة إلى مواطني أوكرانيا الشجعان الذين يدافعون عن بلادهم». وأضاف: «لكن هذه إشارة موجهة أيضاً إلى الرئيس الروسي الذي يجب أن يدرك أنه لا يمكنه الاعتماد على أن الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه ستقلص الدعم لأوكرانيا».

ويتعين على قادة الاتحاد الأوروبي المجتمعين في بروكسل اتخاذ قرار بالإجماع بشأن بدء مفاوضات الاتحاد الأوروبي مع أوكرانيا في ما يتعلق بانضمامها للاتحاد، وتزويد كييف بمساعدات مالية طويلة الأجل بقيمة تصل إلى 50 مليار يورو (57.5 مليار دولار). وهدد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان مراراً وتكراراً باستخدام حق النقض ضد هذه القرارات.



روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاين

عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)
TT

روسيا تكثف هجماتها على أوكرانيا قبل اجتماع الحلفاء في رامشتاين

عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)
عناصر الدفاع المدني يحاولون إخماد نيران ناجمة بعد هجوي جوي في كوستيانتينيفكا بإقليم دونيتسك (أ.ف.ب)

أفاد مسؤولون أوكرانيون بأن روسيا شنت هجوماً بطائرات مسيَّرة، ليل السبت - الأحد، على العاصمة الأوكرانية كييف والبنية التحتية لميناء أوديسا المطل على البحر الأسود. ويأتي هذا التصعيد قبل أيام من اجتماع الحلفاء الغربيين في قاعدة رامشتاين الأميركية بألمانيا، حيث يُفترض أن يقدِّم الرئيس الأوكراني «خطته للنصر».

وذكرت خدمة الطوارئ الحكومية الأوكرانية، الأحد، أن شخصاً واحداً أُصيب، بينما لحقت أضرار بمستودعات وشاحنات بضائع في أوديسا بسبب الهجوم الذي أبقى معظم أنحاء البلاد في حالة تأهُّب ساعات عدة.

87 مسيّرة روسية

قال سلاح الجو الأوكراني إن الجيش أسقط 56 طائرة مسيَّرة من أصل 87 أطلقتها روسيا فوق مناطق مختلفة من البلاد، مضيفاً أن 25 طائرة أخرى «فُقدت» بسبب التشويش الإلكتروني دون أن يذكر تفاصيل.

وقال سيرغي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، إن أنظمة الدفاع الجوي دمرت جميع الطائرات المسيَّرة التي كانت تستهدف العاصمة. ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات. وأضاف بوبكو أن صفارات الإنذار من الغارات الجوية على العاصمة ومحيطها انطلقت 3 مرات، الليلة الماضية، لتستمر أكثر من 5 ساعات في الإجمال.

بدوره، قال هينادي تروخانوف، رئيس بلدية مدينة أوديسا على البحر الأسود عبر تطبيق «تلغرام»، إن روسيا استهدفت المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا، الليلة قبل الماضية، ووردت تقارير عن وقوع انفجارات عدة، ولم ترد معلومات عن وقوع أضرار أو إصابات هناك.

كما قال أولكسندر بروكودين حاكم منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا، صباح الأحد، عبر تطبيق «تلغرام» إن مدنياً واحداً قُتل، وأصيب 15 آخرون في هجمات روسية على المنطقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ولم يتسنَّ التحقق من صحة التقارير بشكل مستقل.

وتنفي روسيا استهداف المدنيين في الحرب التي بدأتها بغزو واسع النطاق لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، لكنها تطلق بانتظام صواريخ وطائرات مسيَّرة وقنابل على المناطق السكانية خلف جبهة القتال.

وتعرضت أوكرانيا إلى انتكاسة كبيرة في ساحة المعركة، يوم الأربعاء، عندما استولت القوات الروسية على مدينة فوليدار بشرق البلاد بعد عامين من المقاومة.

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يستمع إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع بقاعدة رامشتاين في 6 سبتمبر (د.ب.أ ـ أ.ب)

«خطوات محددة»

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، إن بلاده ستطرح «خطة النصر» لحلفائها خلال اجتماع في ألمانيا، الأسبوع المقبل؛ ما يمثل اختباراً لدعم رؤية كييف لإنهاء الحرب مع روسيا. وكتب زيلينسكي في منشور على «تلغرام»: «سنطرح (خطة النصر)، وهي خطوات واضحة ومحددة لإنهاء الحرب على نحو عادل».

وسيلتقي زيلينسكي بالرئيس الأميركي جو بايدن وزعماء آخرين في اجتماع دوري لحلف شمال الأطلسي والحلفاء الآخرين لكييف في قاعدة رامشتاين الجوية الأميركية بألمانيا في 12 أكتوبر (تشرين الأول).

وتابع الرئيس الأوكراني في خطابه الليلي، عبر الاتصال المرئي، أن حكومته والمسؤولين العسكريين والدبلوماسيين سيبذلون «كل ما بوسعهم» في الأيام المقبلة لضمان أن يصبح اجتماع رامشتاين «إيجابياً لدفاعنا، ولرؤيتنا بشأن كيفية إنهاء الحرب».

وقدَّم زيلينسكي الخطة للرئيس الأميركي وكذلك للمرشَّحَيْنِ الرئيسيَّيْنِ في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة كامالا هاريس ودونالد ترمب عندما زار واشنطن في الآونة الأخيرة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الخطة تتضمن «عدداً من الخطوات البناءة» التي ستتعاون الولايات المتحدة مع أوكرانيا بشأنها، لكن مسؤولاً أميركياً وصف الخطة بأنها طلب مُعادٌ للحصول على مزيد من الأسلحة، ورفع القيود المفروضة على استخدام الصواريخ بعيدة المدى، وقال المسؤول إن الخطة تفترض هزيمة روسيا في الحرب في نهاية المطاف، ويرى بعض المسؤولين أن هذا الهدف غير واقعي.

في سياق متصل، ذكرت وسائل إعلام روسية رسمية أن سفير روسيا لدى الولايات المتحدة عاد إلى موسكو بعد انتهاء فترة عمله في واشنطن في توقيت بلغ فيه التوتر في العلاقات بين البلدين أشده على خلفية الأزمة الأوكرانية.

وذكرت وكالة «تاس» للأنباء، نقلاً عن وزارة الخارجية: «السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي إيفانوفيتش أنتونوف ينهي مهمته في واشنطن، ويتجه عائداً لموسكو».

ويُعْرف عن أنتونوف (69 عاماً)، المولود في سيبيريا، دفاعه المستميت عن نهج الكرملين، وهو دبلوماسي مخضرم يُنظر إليه بوصفه محافظاً قادراً على التوصل إلى تسويات. وتولى هذه المهمة من 2017، وقال في يوليو (تموز) إنها اقتربت من نهايتها.

«العدو سيُهزم»

ولم يُعْرف بعدُ من الذي سيخلُف أنتونوف سفيراً لروسيا لدى الولايات المتحدة. وأظهرت مواقفه حيال حرب روسيا في أوكرانيا تأييداً راسخاً لقرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال أنتونوف في تعليق على سيطرة القوات الروسية على بلدة فوليدار الأوكرانية في منشور أرسله على تطبيق «تلغرام»: «من الواضح لنا أن العدو سيُهزم، والنصر سيكون حليف روسيا». كما شغل من قبل منصب نائب وزير الدفاع خلال فترة ضمت فيها روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014، وكان مُدْرجاً على قوائم العقوبات الأوروبية عندما عيَّنه بوتين سفيراً لروسيا لدى الولايات المتحدة.

وتَسَبَّبَ غزو روسيا لأوكرانيا الذي بدأ في 2022 في أسوأ مواجهة بين موسكو والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية في 1962.