روسيا وأوكرانيا تعلنان تصديهما لمسيّرات بعضهما بعضاً

كييف تقول إن أفديفكا في دونيتسك شهدت تراجعاً في الهجمات البرية والضربات الجوية الروسية

أوكرانيون بالملاجئ في العاصمة كييف (رويترز)
أوكرانيون بالملاجئ في العاصمة كييف (رويترز)
TT

روسيا وأوكرانيا تعلنان تصديهما لمسيّرات بعضهما بعضاً

أوكرانيون بالملاجئ في العاصمة كييف (رويترز)
أوكرانيون بالملاجئ في العاصمة كييف (رويترز)

أعلنت كييف أن القوات الروسية هاجمت أوكرانيا ليل الثلاثاء والأربعاء بأكثر من 12 مسيّرة وصاروخ كروز، مؤكدة اعتراض جميع المسيّرات. وفي الشتاء الماضي، حرمت الضربات الروسية ملايين الأوكرانيين من التيار الكهربائي لساعات، وحصلت كييف منذ ذلك الحين على مزيد من أنظمة الدفاع الجوي من حلفائها. فيما أكّدت روسيا الأربعاء أنها اعترضت أربع مسيّرات بحرية أوكرانية في البحر الأسود كانت متجهة إلى القرم، كما دمرت ثلاث مسيّرات جوية فوق شبه الجزيرة هذه التي ضمتها موسكو.

القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية فاليري زالوجني يتحدث مع وزير الدفاع الأوكراني السابق أوليكسي ريزنيكوف خلال حفل الاحتفال بيوم استقلال أوكرانيا في 24 أغسطس 2023 (رويترز)

وقالت وزارة الدفاع الروسية، كما نقلت عنها «رويترز»، إنها قامت بـ«إحباط محاولة من جانب النظام الأوكراني لتنفيذ هجوم إرهابي بطائرات من دون طيار على أهداف في أراضي الاتحاد الروسي». وأضافت الوزارة «جرى تدمير ثلاث طائرات أوكرانية مسيرة فوق أراضي جمهورية القرم بواسطة الدفاعات الجوية». وضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014. وتقول أوكرانيا إنها لن تهدأ حتى تطرد آخر جندي روسي من أراضيها. وتقول روسيا إن شبه جزيرة القرم أصبحت الآن جزءا من روسيا.

القوات الروسية تتسلم طائرات قتالية من دون طيار جرى تجميعها من قبل متطوعين خلال حفل التسليم في سيمفيروبول بشبه جزيرة القرم (رويترز)

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية في بيان «رصدت أربعة زوارق سريعة من دون طاقم تابعة للجيش الأوكراني كانت متجهة إلى شبه جزيرة القرم، في الجزء الغربي من البحر الأسود». وأضاف المصدر «كل الأهداف المرصودة دمرت».

مواطنان أوكرانيان يعبران أمام مركبات عسكرية روسية مدمرة معروضة وسط العاصمة كييف (أ.ف.ب)

من جهة أخرى، دمرت الدفاعات الجوية الروسية ثلاث مسيّرات جوية أوكرانية فوق القرم على ما قالت الوزارة في بيان منفصل منددة بـ«هجوم إرهابي لنظام كييف». وغالبا ما تسجل هجمات بمسيّرات بحرية أو جوية قبالة سواحل أوكرانيا وقد تكثفت منذ بدء الهجوم الأوكراني المضاد خلال الصيف.

ومطلع سبتمبر (أيلول)، أكدت موسكو أنها أحبطت هجوما من هذا النوع استهدف الجسر الذي يربط روسيا بالقرم التي ضمتها موسكو عام 2014 وغالبا ما تستهدف بضربات أوكرانية. وقد تضرر هذا الجسر مرتين منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022.

وبدورها تتوقع أوكرانيا زيادة في الهجمات الروسية على بنيتها التحتية الحيوية، وخصوصا منشآت الطاقة، مع بدء انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، على غرار ما حدث خلال الشتاء الماضي. وذكر سلاح الجو الأوكراني أن الضربات انطلقت من جنوب شرقي روسيا، وأن وحدات مختلفة في الدفاع الجوي في مناطق عدة في وسط البلاد «دمرت جميع مسيّرات العدو البالغة 14 وهي من طراز شاهد -131/136». و«شاهد» هي مسيرات إيرانية الصنع غالباً ما تستخدمها روسيا في هجماتها على أوكرانيا.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وسط جنوده في منطقة خاركيف (الرئاسة الأوكرانية - أ.ب)

وأضاف سلاح الجو الأوكراني في بيان أن «صاروخ كروز من طراز إكس -22 لم يبلغ هدفه وسقط في منطقة زابوريجيا في منطقة خلاء، وألحقت الارتجاجات الناجمة عنه أضرارا بمنازل خاصة. ولم تُسجل إصابات».

جنود أوكرانيون يتدربون على تنفيذ هجمات ضد القوات الروسية في الثاني من نوفمبر الحالي (رويترز)

إلى ذلك أعلنت السلطات في مدينة أوديسا الجنوبية أن الدفاعات الجوية أسقطت مسيّرة إيرانية الصنع «نادرة» من طراز «مهاجر - 6» فوق البحر الأسود الثلاثاء.

وأشارت السلطات الأوكرانية إلى أن الروس اشتروا في عام 2022 نحو ثلاثين مسيّرة من هذا الطراز.

وقال مسؤولون أوكرانيون إن الجيش الروسي يرسل فيما يبدو جنودا وعتادا أقل إلى المعركة الدائرة في بلدة أفديفكا الشرقية التي تعد بوابة لعاصمة منطقة دونيتسك.

وذكر المتحدث باسم الجيش الأوكراني أولكسندر شتوبون، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن أفديفكا شهدت تراجعا في الهجمات البرية والضربات الجوية، وهي بلدة كان يبلغ عدد سكانها قبل الحرب 32 ألفا وتتعرض لهجمات روسية منذ أكثر من شهر. وبقي حوالي 1500 شخص من سكانها. وقال شتوبون للتلفزيون الوطني: «قوات الاحتلال الروسية قللت عدد الهجمات البرية والجوية بالرغم من أنهم ما زالوا ينتهكون قواعد الحرب بإطلاق النار على الفرق الطبية ومركبات الإجلاء»، وهو ما تنفيه روسيا. وأضاف «الغزاة لم يتخلوا عن خططهم لتطويق أفديفكا. وتم صد ثماني هجمات اليوم».

وقال رئيس إدارة الجيش في أفديفكا فيتالي باراباش إن القتال يحتدم في منطقة صناعية، وإن القوات الأوكرانية صامدة في مواقعها. وأقيمت تحصينات كبيرة بعدما استولى انفصاليون مولتهم روسيا لفترة وجيزة على أفديفكا عام 2014.

انفجار في بناية خلال المعارك التي شهدتها مدينة ماريوبول في مارس 2022 (أ.ب)

وتابع باراباش لراديو «إن في»، «يستمر العدو في الضغط على أبنائنا. تركيزهم الأساسي على الطائرات المسيرة. والطائرات المسيرة مرة أخرى».

وذكر الجيش الأوكراني أيضا أن هناك زيادة في عدد الهجمات الروسية على بلدة مارينكا القريبة التي يتقاتل الجانبان للسيطرة عليها منذ شهور.

ونادرا ما تتحدث روسيا عن أفديفكا في التحديثات العسكرية اليومية التي تصدرها. وأشار آخر تحديث لوزارة الدفاع الروسية إلى أن قواتها تهاجم القرى جنوب أفديفكا لكنها لم تذكر سوى تفاصيل قليلة.

عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي (إ.ب.أ)

ولا تزال المناطق الشرقية في أوكرانيا محور التقدم البطيء لروسيا خلال ما يقرب من 21 شهرا من الحرب بعد فشل القوات الروسية في التحرك نحو العاصمة كييف في الأيام التي أعقبت الغزو. وفي الجنوب، قال مسؤولون إن القوات الروسية أطلقت صواريخ باليستية على بنية تحتية للموانئ في مدينة أوديسا المطلة على البحر الأسود. ولا توجد تفاصيل عن حجم الدمار الناجم عن تلك الهجمات. وفي منطقة خيرسون الجنوبية، قالت وزارة الدفاع الروسية إن القوات الخاصة «تصد جميع محاولات القوات المسلحة الأوكرانية للقيام بإنزال برمائي في جزر دنيبرو والضفة اليسرى (الشرقية) لنهر دنيبرو». وكانت روسيا سحبت قواتها من المدينة والضفة الغربية لنهر دنيبرو العام الماضي، لكنها ما زالت تقصف البلدات الأوكرانية من مواقع في الضفة المقابلة.

ومن جهة أخرى، تلقت أوكرانيا دفعة مساعدات جديدة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 1.5 مليار يورو لتلبية احتياجاتها التمويلية الملحة. ومع حساب المساعدات العسكرية، يبلغ إجمالي حجم الدعم الذي قدمه الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا 85 مليار يورو منذ بدء الحرب الروسية في فبراير (شباط) 2022. واقترحت المفوضية منح أوكرانيا 50 مليار يورو حتى عام 2027.

وأوضحت الوزارة في بيان أن الحكومة الأوكرانية تلقت في المجمل 16.5 مليار يورو في شكل دعم مالي من الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام، مضيفة أنها تتطلع إلى الحصول على دفعة أخرى في ديسمبر (كانون الأول). وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بيان: «في ظل الحرب الروسية العدوانية، أثبتت المساعدات المالية من جانب أوروبا أنها ذات أهمية للاستقرار الاقتصادي لأوكرانيا ولاستمرار خدماتها العامة الأساسية».


مقالات ذات صلة

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

روسيا لا نستبعد أي رد على العقوبات النفطية الأميركية

موسكو لا تستبعد أي احتمال من جانبها فيما يتعلق بالرد على العقوبات الأميركية الجديدة التي تستهدف قطاع النفط.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا دونالد ترمب يصافح فلاديمير بوتين خلال لقاء على هامش «قمة العشرين» باليابان في يناير 2019 (أرشيفية - د.ب.أ)

ترمب سيلتقي مع بوتين «سريعاً جداً» بعد تنصيبه

قال الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، إنه سيلتقي نظيره الروسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «سريعاً جدّاً» بعد تنصيبه الأسبوع المقبل.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا قناصة روس يغيِّرون موقعهم لإطلاق النار على القوات الأوكرانية من مكان غير معلوم (وزارة الدفاع الروسية- أ.ب)

أوكرانيا تشن هجوماً ضخماً على روسيا وتستهدف مصنعاً يزوِّد القاذفات الروسية للمرة الثانية

أوكرانيا تشن هجوماً بطائرات مُسيَّرة، استهدف عدة مناطق روسية، وألحق الضرر بكثير من المواقع، منها مصنع كيميائي لوقود الصواريخ والذخيرة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا دبابة أوكرانية بعد أن أصابتها طائرة من دون طيار روسية بالقرب من مستوطنة فوزدفيزينكا شرق أوكرانيا (أ.ب)

موسكو تتهم كييف بإطلاق صواريخ غربية في هجوم استهدف مصنعاً عسكرياً

أعلن الجيش الروسي اليوم (الثلاثاء) أن أوكرانيا أطلقت صواريخ غربية في هجومها على الأراضي الروسية ليلاً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

بولندا: روسيا خططت لأعمال «إرهاب جوي» ضد شركات طيران حول العالم

بولندا: روسيا خططت لأعمال «إرهاب جوي» ضد شركات طيران حول العالم
TT

بولندا: روسيا خططت لأعمال «إرهاب جوي» ضد شركات طيران حول العالم

بولندا: روسيا خططت لأعمال «إرهاب جوي» ضد شركات طيران حول العالم

كشف رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك اليوم (الأربعاء) أن روسيا خططت لأعمال «إرهاب جوي» ضد شركات طيران حول العالم. وقال توسك للصحافيين: «كل ما يسعني قوله، ولن أخوض في التفاصيل لكن يمكنني أن أؤكد صحة هذه المخاوف، هو أن روسيا خططت لأعمال ترهيب جوي، ليس ضد بولندا فحسب بل ضد شركات طيران حول العالم»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفي سياق متصل، تعهد رئيس الوزراء البولندي باستغلال رئاسة بلاده للاتحاد الأوروبي للمضي قدما في تلبية طلب أوكرانيا للانضمام للاتحاد. وقال توسك للصحافيين في وارسو، وبجانبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «سوف نكسر الجمود المتعلق بهذه المسألة». وأضاف: «سوف نسرع عملية الانضمام».

ويوجد زيلينسكي في بولندا اليوم الأربعاء، بعدما توصلت الدولتان لاتفاق بشأن استخراج رفات الضحايا البولنديين في مذابح الحرب العالمية الثانية، التي ارتكبها القوميون الأوكرانيون، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتتولى بولندا الآن الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، وهو كتلة مكونة من 27 عضواً تطمح أوكرانيا للانضمام إليها، وسيكون لوارسو النفوذ لوضع القضية على رأس جدول الأعمال لنصف العام المقبل.