كاميرون يلتقي الرئيس الأوكراني في كييف في أول جولة بعد توليه منصب وزير الخارجية

زيلينسكي: أوكرانيا تنتزع زمام المبادرة من روسيا في مياه البحر الأسود

زيلينسكي مستقبلاً كاميرون في كييف اليوم (رويترز)
زيلينسكي مستقبلاً كاميرون في كييف اليوم (رويترز)
TT

كاميرون يلتقي الرئيس الأوكراني في كييف في أول جولة بعد توليه منصب وزير الخارجية

زيلينسكي مستقبلاً كاميرون في كييف اليوم (رويترز)
زيلينسكي مستقبلاً كاميرون في كييف اليوم (رويترز)

التقى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإجراء محادثات في مجال الدفاع خلال زيارة لأوكرانيا لم يعلن عنها مسبقاً، وفق ما أعلنت الرئاسة الأوكرانية الخميس، إذ وصل اللورد كاميرون، الذي تم تعيينه في هذا المنصب قبل أيام، إلى كييف لإجراء محادثات في أول رحلة عمل له بالخارج بعد توليه هذه المهمة.

جانب من المحادثات بين الوفدين الأوكراني والبريطاني في كييف اليوم (رويترز)

وقال زيلينسكي إنه بحث مع كاميرون، خلال اجتماعهما في كييف، مسألة إمدادات الأسلحة للقوات الأوكرانية، بحسب وكالة الأنباء البريطانية. وأضاف الرئيس: «عقدنا اجتماعاً جيداً ركز على الأسلحة للجبهة الأمامية، وتعزيز الدفاعات الجوية، وحماية شعبنا والبنية التحتية الحيوية». وقال كاميرون، في مقطع فيديو نشره مكتب زيلينسكي، إنه أراد أن يؤكد على دعم لندن لكييف.

وقال كاميرون، وهو رئيس وزراء بريطانيا السابق الذي تم تعيينه وزيراً جديداً للخارجية يوم الاثنين: «ما أريد أن أقوله بوجودي هنا هو أننا سنواصل تقديم الدعم المعنوي والدبلوماسي لكم... لكن قبل كل شيء الدعم العسكري الذي تحتاجون إليه ليس هذا العام أو العام المقبل فقط، لكن مهما استغرق الأمر»، وستعمل بريطانيا مع حلفائها «للتأكد من أن الاهتمام منصبّ هنا على أوكرانيا».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 28 سبتمبر 2023 (أرشيفية - د.ب.أ)

وقال زيلينسكي إنه «ممتن لهذه البادرة التي جاءت في ظل صراع الشرق الأوسط»، الذي يرى الرئيس الأوكراني أنه صرف انتباه العالم عن حرب بلاده مع روسيا، الدائرة منذ 21 شهراً ولا نهاية لها في الأفق. وأضاف: «لا يركز العالم مع حالة الحرب في أوكرانيا، وهذا التشتت في التركيز لا يساعد حقاً».

وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن كاميرون حضر محادثات بشأن قضايا تتعلق بالتسلح وإنتاج الأسلحة والأمن البحري في البحر الأسود.

وتراقب أوكرانيا عن كثب أي مؤشر على تراجع الدعم المالي والعسكري الغربي الحيوي بالنسبة لكييف، بعد إخفاق هجومها المضاد في تحقيق أي انفراجة كبرى.

وبريطانيا حليف وثيق لأوكرانيا في الحرب الشاملة التي بدأتها روسيا في فبراير (شباط) 2022.

وقال زيلينسكي، في بيان على الشبكات الاجتماعية، مرفق بصور تظهره مع كاميرون: «أسلحة لجبهات القتال وتعزيز منظومات الدفاع الجوي وحماية شعبنا والبنى التحتية الحيوية. أنا ممتن للمملكة المتحدة على دعمها».

وتحاول أوكرانيا أن يكون هناك ممر شحن آمن من البحر الأسود لإحياء صادراتها عبر البحر، في تحدٍ لتهديدات من موسكو، التي انسحبت في يوليو (تموز) من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة، كان يسمح بصادرات بعض الحبوب رغم الحرب.

عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي (إ.ب.أ)

كما التقى كاميرون نظيره الأوكراني دميترو كوليبا. وكتب على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «بريطانيا ستظل تزود أوكرانيا بثبات بالأسلحة، وتزيد من الإنتاج المشترك، وتخلص البحر الأسود من التهديدات الروسية».

وقال زيلينسكي، الخميس، إن أوكرانيا انتزعت زمام المبادرة من روسيا في مياه البحر الأسود، وأجبرت أسطولها البحري وسفنها الحربية على التراجع، بفضل استخدام كييف للزوارق المسيرة. وكتب زيلينسكي، على تطبيق «تلغرام»: «لأول مرة في العالم، بدأ أسطول من الزوارق المسيرة العمل في البحر الأسود... أسطول أوكراني». وقال: «تمكنّا من انتزاع زمام المبادرة من روسيا في البحر الأسود».

وأضاف زيلينسكي أنه منذ الأيام الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، أغلقت موسكو موانئ البحر الأسود الأوكرانية وألحقت أضراراً بالبنية التحتية للموانئ ولتصدير الحبوب، ما أدى إلى تعطيل أسواق عالمية للمواد الغذائية. وأشار إلى أنه مع ذلك فعلى مدى فترة الحرب غيّرت أوكرانيا ميزان القوى. وشكر تركيا وبلغاريا ورومانيا ومولدوفا، وهي دول تطل على البحر الأسود، على دعم كييف.

وقال زيلينسكي، خلال اجتماع لممثلي دول منطقة البحر الأسود، كما نقلت عنه «رويترز»: «لقد تمكنا من إظهار أن التعاون بين دول منطقة البحر الأسود، مع دعم الشركاء، يمكن أن يعيد الاستقرار إلى سوق الغذاء العالمية».

أعضاء من وحدة أوميغا الخاصة بالحرس الوطني الأوكراني يطلقون قذيفة هاون باتجاه القوات الروسية في بلدة أفدييفكا (رويترز)

وكثّفت روسيا هجماتها بطائرات مسيرة وصواريخ على الموانئ البحرية الأوكرانية والبنية التحتية لتصدير الحبوب، لكن أوكرانيا شنت هجمات بزوارق مسيرة على السفن الروسية.

ومن جهة أخرى، كثّفت روسيا هجماتها على بلدة أفدييفكا الأوكرانية الواقعة على الجبهة الشرقية، حسبما أفاد رئيس بلديتها الخميس. ويدور قتال شرس منذ أكثر من شهر في المدينة الصناعية الواقعة على بعد 13 كيلومتراً شمال دونيتسك (عاصمة المنطقة) التي تحمل الاسم نفسه والخاضعة للسيطرة الروسية، والتي أعلن بوتين ضمّها.

وقال رئيس بلدية أفدييفكا، فيتالي بارباش، على التلفزيون: «القتال محتدم جداً. في الواقع، في الأيام القليلة الماضية، أصبح العدو أكثر نشاطاً».

ولفت إلى أن القوات الروسية تستخدم مركبات مدرّعة وتستهدف المنطقة الصناعية وتضرب مواقع في البلدة «على مدار الساعة» لقصف المباني العالية.

ودمّر القصف قسماً كبيراً من البلدة منذ عام 2014.

أحد السكان المحليين يسير بجوار المباني السكنية التي تضررت بشدة من الضربات العسكرية الروسية في بلدة أفدييفكا بمنطقة دونيتسك (رويترز)

وأفاد تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية بشأن تطورات الحرب في أوكرانيا، الخميس، بأن القوات الروسية واصلت هجماتها على القرى النائية ببلدة أفديفكا، المتنازع عليها في دونيتسك. ويكاد يكون من المؤكد أن روسيا تحاول تطويق هذه البلدة. وجاء في التقييم الاستخباراتي اليومي، المنشور على منصة «إكس»، أن بلدة أفديفكا تشهد قتالاً مستمراً منذ ما يقرب من عقد من الزمان، وتحظى بأهمية سياسية بالنسبة لروسيا، بسبب قربها من مدينة دونيتسك. وأشار التقييم إلى أنه من المرجح أن التقدم الأخير جعل القوات الروسية قريبة من مصنع أفديفكا للفحم والكيماويات الذي تسيطر عليه أوكرانيا، وهو عبارة عن مجمع صناعي مترامي الأطراف، يقوم بإنتاج فحم الكوك ومجموعة متنوعة من المواد الكيماوية، ويشغل موقعاً تكتيكياً رئيسياً شمال البلدة.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يعلن أنه التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في كييف

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في كييف بأوكرانيا 9 ديسمبر 2024 (أ.ب)

زيلينسكي يعلن أنه التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في كييف

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أنه التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في كييف، في إعلان رسمي نادر عن اجتماع بينهما.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا واجهة مطار قازان الروسي (أرشيفية - ريا نوفوستي)

إعادة تشغيل مطار قازان في روسيا عقب هجوم أوكراني

أعلنت الوكالة الاتحادية للنقل الجوي في روسيا (روسافياتسيا) إعادة فتح مطار مدينة قازان بعد إغلاقه مؤقتاً عقب هجوم بطائرات مسيّرة أوكرانية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس (د.ب.أ)

وزير الدفاع الألماني: لن نرسل جنوداً إلى أوكرانيا ما دامت الحرب لم تنتهِ

لم يستبعد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن تضطلع بلاده بدور عقب وقف محتمل لإطلاق النار في الحرب الروسية على أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا الجنرال الروسي إيغور كيريلوف يتحدّث في مؤتمر صحافي 28 فبراير 2023 (أ.ب)

روسيا تشيع جثمان الجنرال كيريلوف في جنازة عسكرية

شيعت روسيا جثمان الجنرال الروسي إيغور كيريلوف الذي اغتالته أوكرانيا في جنازة عسكرية تزامناً مع شنها هجوماً انتقامياً.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن وحفيده بو بايدن خلال مغادرة البيت الأبيض والتوجه للمروحية الرئاسية (إ.ب.أ)

غزة وأوكرانيا على رأس أولويات بايدن قبل تركه البيت الأبيض

أمام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته، جو بايدن، قائمة طويلة من التحركات على الجبهتين الخارجية والداخلية، مع تبقي شهر واحد فقط قبل تركه رئاسة الولايات المتحدة.


ألبانيا تحظر تطبيق «تيك توك» لمدة عام على الأقل بعد مقتل مراهق

رئيس الوزراء الألباني إيدي راما (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الألباني إيدي راما (إ.ب.أ)
TT

ألبانيا تحظر تطبيق «تيك توك» لمدة عام على الأقل بعد مقتل مراهق

رئيس الوزراء الألباني إيدي راما (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الألباني إيدي راما (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء الألباني إيدي راما، السبت، أن الحكومة ستُغلق تطبيق التواصل الاجتماعي «تيك توك» لمدة عام على الأقل بداية من العام المقبل.

وخلال اجتماع في تيرانا مع معلمين وأولياء أمور وعلماء نفس ألبان، قال راما: «إن (تيك توك) بلطجي الحي»، مضيفاً: «سنطرد هذا البلطجي من حيّنا لمدة عام»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وأشار إلى أن الحكومة ستُطلق برامج «تخدم تعليم الطلاب، وتساعد الأهالي على متابعة رحلة أطفالهم». مؤكداً: «لمدة عام واحد، سنغلقه تماماً أمام الجميع. لن يكون هناك (تيك توك) في ألبانيا».

وقال راما، وفقاً لوكالة «رويترز»: «المشكلة اليوم ليست أطفالنا، المشكلة اليوم هي نحن، المشكلة اليوم هي مجتمعنا، المشكلة اليوم هي (تيك توك) وغيره من التطبيقات التي تستحوذ على أطفالنا».

ويأتي حظر التطبيق المثير للجدل بعد أقل من شهر على مقتل طالب وإصابة آخر في عراك بالقرب من مدرسة في تيرانا، بدأ بسجال على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأثارت الجريمة جدلاً في البلاد بين الآباء والأمهات وعلماء النفس والمؤسسات التعليمية حول تأثير الشبكات الاجتماعية على الشباب.

وتساءل راما: «في الصين، يروج (تيك توك) لكيفية تمكن الطلاب من أخذ مواد تعليمية، وكيفية حماية الطبيعة، والحفاظ على التقاليد، ولكن على (تيك توك) خارج الصين لا نرى سوى الحثالة والوحل. لماذا نحتاج إلى هذا؟».

ويجتذب التطبيق الشباب من خلال عروض لا تنتهي لمقاطع فيديو قصيرة، ولديه أكثر من مليار مستخدم نشط في جميع أنحاء العالم.

كما واجهت منصة «تيك توك» اتهامات بالتجسس في الولايات المتحدة، وهي قيد التحقيق من قِبل الاتحاد الأوروبي بشأن مزاعم بأنها استُخدمت للتأثير على الانتخابات الرئاسية في رومانيا لصالح مرشح من أقصى اليمين.

وفرض حظر على استخدام موظفي المؤسسات الحكومية، في عدد من البلدان، منصة التواصل الاجتماعي هذه. وفرضت عدة دول أوروبية، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وبلجيكا، قيوداً على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال.