لماذا تنجح أوكرانيا في مهاجمة المنشآت العسكرية الروسية الرئيسية؟

جنود أوكرانيون يقصفون مواقع للقوات الروسية وسط استمرار الغزو (رويترز)
جنود أوكرانيون يقصفون مواقع للقوات الروسية وسط استمرار الغزو (رويترز)
TT

لماذا تنجح أوكرانيا في مهاجمة المنشآت العسكرية الروسية الرئيسية؟

جنود أوكرانيون يقصفون مواقع للقوات الروسية وسط استمرار الغزو (رويترز)
جنود أوكرانيون يقصفون مواقع للقوات الروسية وسط استمرار الغزو (رويترز)

يجيب المحلل العسكري شون بيل، إلى جانب خبراء آخرين في شبكة «سكاي نيوز»، يومياً على أسئلة القراء الأكثر إلحاحاً حول الحرب في أوكرانيا.

اليوم، تساءل القراء عن سبب نجاح أوكرانيا في مهاجمة المنشآت العسكرية الروسية الرئيسية.

ويجيب شون بيل عن هذا السؤال، قائلاً إنه على الرغم من النجاح النسبي الذي حققته أوكرانيا في وقف الغزو الروسي، ثم دفع المحتلين إلى التراجع عن 50 في المائة من الأراضي التي كانت تحت سيطرتهم، فإن أوكرانيا تظل دولة أصغر كثيراً من روسيا. ولذلك، يتعين عليها أن تكون حذرة للغاية لتجنّب الوقوع في فخ حرب استنزاف طاحنة، الأمر الذي من شأنه أن يصب في مصلحة الكتلة الروسية.

وأوضح بيل: «لقد منحت الأسلحة الغربية الدقيقة ذات التقنية العالية أوكرانيا القدرة على مكافحة تكتيكات الحرب الروسية من القرن العشرين، باستخدام القوة القتالية الحديثة على النمط الغربي في القرن الحادي والعشرين، وهو ما زوّد أوكرانيا بميزة غير متماثلة».

ومن الواضح أن روسيا لم تتوقع أن تمتد الحرب مع أوكرانيا إلى أكثر من بضعة أيام، إذ توقعت موسكو أن تستسلم أوكرانيا وبسرعة.

ومن المنظور العسكري، كانت روسيا تدرك أن البحرية الأوكرانية المحدودة لن تكون قادرة على مواجهة أسطول البحر الأسود، وأن القوات الجوية الروسية سوف تهيمن على أي حرب جوية. كما كانت روسيا تتمتع بميزة كبيرة على الأرض، ولهذا السبب وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الصراع بأنه «عملية عسكرية خاصة»، وفقاً للتحليل.

لكن مع تطور الحرب وازدياد ثقة الغرب بالقدرات العسكرية لأوكرانيا، اتسع نطاق الأسلحة المتاحة لها. وقد مكّن هذا كييف من شنّ مجموعة من الهجمات المركزة على المنشآت العسكرية الروسية الرئيسية، بحسب بيل.

وقال بيل: «لم تكن كل هذه الهجمات ناجحة، ولن يكون معظمها أكثر من مجرد (إزعاج) للروس بدلاً من أن تكون خطوة حاسمة من الناحية العسكرية؛ ومع ذلك، فإن هذه الهجمات تمثل دليلاً واضحاً لروسيا على أن هناك معارك عليهم خوضها».

وأضاف: «كلما طال أمد الحرب، ضعفت القدرة العسكرية الأساسية لموسكو. ومن خلال ضرب المنشآت العسكرية الروسية الرئيسية، تجبر أوكرانيا روسيا على إعادة ترتيب أولويات قواتها وقدراتها العسكرية».

عناصر من القوات الأوكرانية يتجهزون لقصف مواقع روسية في دونيتسك (رويترز)

لم تكن روسيا تتوقع قط أن تكون عرضة للهجوم الأوكراني إلى هذا الحد، لذا فهي مضطرة الآن إلى استخدام إمدادات محدودة من أسلحة الدفاع الجوي والجنود وغير ذلك من القدرات العسكرية في دور دفاعي بدلاً من الهجوم، بحسب التقرير.

وقد لا يكون هذا حاسماً، لكنه يزيد من احتمالات تحقيق أوكرانيا اختراقاً في الخطوط الأمامية ويؤدي إلى تآكل قدرة روسيا على منع تحول أي اختراق إلى كارثة.

لذا فإن نجاح أوكرانيا في ضرب البنية التحتية الروسية الرئيسية يرجع إلى مجموعة من العوامل؛ ومع ذلك، فمن غير المرجح أن تكون قادرة على توجيه ضربة حاسمة للقدرة العسكرية الروسية.


مقالات ذات صلة

انقطاع الكهرباء عن كييف ومحيطها بعد هجوم روسي

أوروبا حريق خلفه هجوم روسي سابق على كييف (رويترز)

انقطاع الكهرباء عن كييف ومحيطها بعد هجوم روسي

قال الجيش الأوكراني إن روسيا شنت هجوماً جوياً في وقت مبكر من صباح اليوم (الثلاثاء) على كييف.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة

قُتل جنرال في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي بانفجار سيارة في جنوب موسكو، صباح أمس، في أحدث اغتيال لشخصية عسكرية بارزة، وذلك بعد ساعات فقط من إجراء مندوبين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا الدمار يظهر في حي أوكراني بمنطقة دونيتسك (الجيش الأوكراني - أ.ف.ب)

أوكرانيا: القوات الروسية تلجأ إلى التنقل بالخيول في ساحة المعركة

قالت القوات الأوكرانية إنها رصدت جنوداً روساً يمتطون الخيول قرب خط المواجهة، في مؤشر على الأساليب الارتجالية التي تستخدم في ساحة المعركة.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي (أرشيفية - أ.ب) play-circle

روسيا تتحدث عن «تقدم بطيء» في المفاوضات بشأن أوكرانيا

سجلت موسكو تقدماً «بطيئاً» في المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن خطة إنهاء الحرب في أوكرانيا، ونددت بمحاولات «خبيثة» لإفشالها.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا السيارة التي قتل فيها الجنرال فانيل سارفاروف (56 عاماً) وسط منطقة سكنية في موسكو الاثنين (رويترز)

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة في موسكو

قُتل جنرال في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي في انفجار سيارة في جنوب موسكو، وذلك بعد ساعات فقط من إجراء مندوبين روس وأوكرانيين محادثات منفصلة في ميامي.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

انقطاع الكهرباء عن كييف ومحيطها بعد هجوم روسي

حريق خلفه هجوم روسي سابق على كييف (رويترز)
حريق خلفه هجوم روسي سابق على كييف (رويترز)
TT

انقطاع الكهرباء عن كييف ومحيطها بعد هجوم روسي

حريق خلفه هجوم روسي سابق على كييف (رويترز)
حريق خلفه هجوم روسي سابق على كييف (رويترز)

قال الجيش الأوكراني ​إن روسيا شنت هجوماً جوياً في وقت مبكر من صباح اليوم (الثلاثاء) على كييف، وذلك ‌بعد يومين ‌من ‌انتهاء جولة ​محادثات ‌السلام التي قادتها الولايات المتحدة في ميامي يوم الأحد.

وقالت الإدارة العسكرية في كييف على تطبيق «تلغرام»: «تعمل ‌قوات الدفاع الجوي على القضاء على التهديد في سماء العاصمة»، وحثت السكان على البقاء في الملاجئ لحين ​إعطاء الضوء الأخضر لهم بالخروج.

ولم يذكر المسؤولون حتى الآن ما إذا كان الهجوم أسفر عن سقوط قتلى أو مصابين أو تسبب في وقوع أضرار، ولم يتضح على الفور ‌النطاق الكامل للهجوم، بحسب وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت وزارة ‌الطاقة ‌الأوكرانية ‌لاحقاً، إن ‌روسيا هاجمت مجدداً قطاع الطاقة في ‌أوكرانيا، ‍مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في ​عدد من المناطق منها العاصمة كييف والمنطقة المحيطة بها.

شخص يسير في شارع مظلم خلال انقطاع التيار الكهربائي في مدينة أوديسا الجنوبية بأوكرانيا (أ.ف.ب)

في المقابل، قال فلاديمير فلاديميروف، حاكم منطقة ​ستافروبول الروسية، إن هجوماً أوكرانياً بطائرات مسيرة خلال الليل، أدى إلى اندلاع حريق في منشأة صناعية ‌بالمنطقة الواقعة ‌في ‌جنوب البلاد.

وأضاف ​فلاديميروف ‌على تطبيق «تلغرام»، أنه لم ترد أنباء عن وقوع إصابات.

ولم يحدد فلاديميروف المنشأة التي اشتعلت فيها النيران. وتدير شركة النفط الروسية ‌العملاقة «لوك أويل» مجمع ‍«ستافرولين للبتروكيماويات» في بوديونوفسك بستافروبول، كما توجد في المنطقة أيضاً بنية تحتية لخطوط أنابيب الغاز ومواقع ​تخزين الوقود، وهو ما يجعلها جزءاً من منظومة الطاقة والمواد الكيميائية الأوسع نطاقاً في روسيا.

وتقول أوكرانيا إن ضرباتها داخل روسيا تهدف إلى شل المجهود العسكري الروسي في الحرب التي بدأتها موسكو منذ ما ‌يقرب من 4 سنوات.

وبالأمس قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه يتوقع أن تشن روسيا هجمات شديدة على بلاده خلال عيد الميلاد (الكريسماس).

وأضاف زيلينسكي أثناء حديثه في كييف أمام دبلوماسيين، أن طبيعة روسيا تدفعها لشن ضربات كبيرة في عيد الميلاد، مشيراً إلى صعوبة الوضع نتيجة نقص أنظمة الدفاع الجوي.


مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة

محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)
محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)
TT

مقتل ضابط روسي كبير بانفجار سيارة

محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)
محققون في موقع اغتيال الجنرال الروسي بموسكو أمس (رويترز)

قُتل جنرال في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي بانفجار سيارة في جنوب موسكو، صباح أمس، في أحدث اغتيال لشخصية عسكرية بارزة، وذلك بعد ساعات فقط من إجراء مندوبين روس وأوكرانيين محادثات منفصلة في ميامي حول خطة لإنهاء الحرب.

وقُتل رئيس قسم التدريب العملياتي في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، الجنرال فانيل سارفاروف (56 عاماً) بانفجار شحنة ناسفة كانت موضوعة أسفل سيارته المركونة في حي سكني، جنوب موسكو.

من جهة أخرى، قالَ نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس، إنَّ روسيا تمارس «أقصى درجات ضبط النفس» رداً على ما وصفها بأنَّها خطوات «استفزازية» من حلف شمال الأطلسي (الناتو).


سيارة تدهس حشداً في هولندا وتصيب 9 بينهم 3 بجروح خطيرة

عناصر من شرطة هولندا (أرشيفية - د.ب.أ)
عناصر من شرطة هولندا (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

سيارة تدهس حشداً في هولندا وتصيب 9 بينهم 3 بجروح خطيرة

عناصر من شرطة هولندا (أرشيفية - د.ب.أ)
عناصر من شرطة هولندا (أرشيفية - د.ب.أ)

قالت الشرطة إن سيارة اندفعت نحو حشد من الأشخاص الذين كانوا ينتظرون مشاهدة عرض في مدينة بشرق هولندا، مساء اليوم الاثنين، ما أسفر عن إصابة تسعة أشخاص، ثلاثة منهم على الأقل إصاباتهم خطيرة.

وأوضحت شرطة جيلدرلاند، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن الحادث لا يبدو متعمداً في الوقت الحالي، لكنها فتحت تحقيقاً.

وكان الناس ينتظرون مشاهدة عرض لمركبات مزينة بأضواء عيد الميلاد في مدينة نونسبيت، الواقعة على بعد نحو 80 كيلومتراً شرق أمستردام.

وقالت بلدية إلبورج المجاورة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إن العرض توقف بعد الحادث.

وقال رئيس البلدية يان ناثان روزندال في بيان: «ما كان ينبغي أن يكون لحظة تضامن انتهى بقلق وحزن كبيرين».

وأضافت الشرطة أن السائقة، وهي امرأة (56 عاماً) من نونسبيت، أصيبت بجروح طفيفة، وتم توقيفها «كما هو معتاد في حوادث المرور الخطيرة»، دون تقديم مزيد من التفاصيل.