أوستن: دبابات «أبرامز» ستدخل قريباً إلى أوكرانيا والهجوم المضاد «يتقدم باطراد»

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)
TT

أوستن: دبابات «أبرامز» ستدخل قريباً إلى أوكرانيا والهجوم المضاد «يتقدم باطراد»

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن (أ.ف.ب)

قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، إن الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا، يواصل إحراز «تقدم مطرد» إلى الأمام، حيث تقوم القوات الأوكرانية باختراق الخطوط شديدة التحصين لـ«جيش العدوان» الروسي، على حد قوله. وأكد أوستن أن الولايات المتحدة، ستسلم أوكرانيا في وقت قريب، دبابات «أبرامز إم -1»، وقال: «يسعدني أن أعلن أن دبابات (أبرامز إم -1) التي تعهدت الولايات المتحدة تقديمها ستدخل أوكرانيا قريبا». وكانت واشنطن وعدت كييف بهذه الدبابات في مطلع السنة الحالية في إطار مساعدة قدرها 43 مليار دولار تعهدت الولايات المتحدة تقديمها منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

دبابة أميركية من طراز «أبرامز» (رويترز)

وسترسل الدبابات مع ذخائر باليورانيوم المنضب قادرة على اختراق الآليات المصفحة أعلن عنها في وقت سابق من الشهر الحالي. وتثير هذه الذخائر جدلاً بسبب ارتباطها بمشكلات صحية؛ مثل السرطان، وتشوهات خلقية في مناطق استخدمت فيها في نزاعات سابقة، مع أنه لم يثبت بشكل قاطع أنها السبب في ذلك.

وأضاف أوستن مخاطباً اجتماع مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا، الذي انعقد في قاعدة رامشتاين في ألمانيا الثلاثاء، أن التقدم الذي أحرزته أوكرانيا هو شهادة على الروح القتالية التي يتمتع بها شعبها. لكنه أضاف أن المكاسب التي حققتها أوكرانيا في الآونة الأخيرة تتوقف أيضاً على القدرات الحاسمة التي يقدمها أعضاء مجموعة الاتصال هذه، و«سيكون التزامنا المشترك حيوياً خلال المعارك الحالية، وفي الطريق الطويلة التي تنتظرنا».

من اليسار: الجنرال مارك ميلي ووزير الدفاع لويد أوستن ووزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف خلال اجتماع مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا في قاعدة رامشتاين بألمانيا (أ.ف.ب)

وانعقد الاجتماع بحضور وزراء دفاع ومسؤولين كبار من 50 دولة، يشكلون تحالفاً دولياً تقوده الولايات المتحدة، لدعم أوكرانيا في الحرب التي تخوضها مع روسيا منذ أكثر من 18 شهراً. ورحّب أوستن كذلك بوزير الدفاع الأوكراني الجديد رستم أوميروف الذي عُين في وقت سابق من الشهر الحالي بعد فضائح فساد في الوزارة.

رجح مسؤولون أميركيون إرسال دبابات «أبرامز» الأميركية إلى ساحة المعركة قريباً (رويترز)

وقال أوستن إن «التاريخ سيظهر مدى حماقة غزو بوتين المتهور والقاسي وغير المبرر لجارته المسالمة»، مؤكدا أنه «في هذه الحرب، الوقت ليس في صالح بوتين، ولا يقف أبداً في صف الديكتاتور الذي يشن حرباً إمبريالية باختياره. الزمن ليس في صف العدوان أبداً». وأضاف «طوال هذه الحرب المأساوية، حاول بوتين إضعاف معنويات الشعب الأوكراني. وبدلاً من ذلك، قام بإحباط معنويات الجيش الروسي. وعزل الكرملين نفسه بعدوانه الصارخ». وقال: «ما عليك سوى إلقاء نظرة على الدول الخمسين حول هذه الطاولة، والتي تقف معاً للدفاع عن أوكرانيا والنظام الدولي القائم على القواعد. ثم انظر إلى الكرملين، وقد تُرك بمفرده مع أمثال إيران وكوريا الشمالية».

وشدد على أنه كلما أطالت روسيا حربها، أصبحت قسوتها أكثر وضوحاً. وقال: «زادت اعتداءات روسيا إلى ما هو أبعد من ساحة المعركة وسببت معاناة إنسانية لا توصف». وأشار إلى أن روسيا واصلت في الأشهر الأخيرة استهداف موانئ أوكرانيا والبنية التحتية للحبوب. وقد دمرت هذه الهجمات حتى الآن ما لا يقل عن 280 ألف طن من الحبوب. وهذا يكفي لإطعام ما يصل إلى 10.5 مليون شخص لمدة عام. وقال إن هذه الهجمات، لا تزال تهدد الأمن الغذائي العالمي، وتهدد بحدوث أزمات إنسانية لا داعي لها في جميع أنحاء الكوكب.

وشدد على أن مجموعة الاتصال قامت بتكثيف التبرعات بأنظمة دفاع جوي متعددة، مثل «باتريوت»، و«إيريس تي» و«هوك» و«ناسامس» وغيرها، و«سوف تستمر هذه الأنظمة الدفاعية في حماية البنية التحتية الحيوية في أوكرانيا، بما في ذلك إمدادات الحبوب والطاقة». وأضاف، أنه في خضم المعركة، يتعين علينا أيضاً أن نواصل الضغط من أجل تزويد أوكرانيا بالذخيرة التي تحتاجها لمواصلة القتال، بما في ذلك الذخيرة من عيار 155 ملم. كما أعلن أن الولايات المتحدة تكمل تحالف تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات «إف - 16» الذي تعهدت به دول عدة، بما في ذلك الدنمارك، وإستونيا، وألمانيا، ولوكسمبورغ، وهولندا، وبولندا، بتدريبات مقرها الولايات المتحدة أيضاً.


مقالات ذات صلة

واشنطن نقلت أسلحة إيرانية مصادرة إلى أوكرانيا

شؤون إقليمية شحنة أسلحة اشتبهت واشنطن بأنها تابعة لإيران وضبطتها في بحر العرب 8 مايو 2021 (أ.ب)

واشنطن نقلت أسلحة إيرانية مصادرة إلى أوكرانيا

قالت القيادة المركزية الأميركية، اليوم (الأربعاء): إن واشنطن نقلت نحو 1.1 مليون طلقة ذخيرة إيرانية إلى أوكرانيا، مشيرة إلى أن هذه الذخيرة تمت مصادرتها.

هبة القدسي (واشنطن) «الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا معدات عسكرية روسية تحترق في منطقة زابوريجيا الجنوبية (رويترز)

زيلينسكي مصمم على الانتصار ويعترف بأن قواته تتقدم ببطء

الدفاع المرن ليس استراتيجية جديدة. استخدمه الاتحاد السوفييتي في أثناء هزيمته لألمانيا عام 1943 في معركة كورسك على الجبهة الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية.

«الشرق الأوسط» (كييف) «الشرق الأوسط» (موسكو) «الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا أفراد وحدة أوكرانية تتدرب على إطلاق المسيّرات في وسط أوكرانيا (أرشيفية - رويترز)

أوكرانيا تستعد لمعركة كهرباء الشتاء

في حال تم استئناف أسلوب استهداف البنية التحتية للكهرباء مثل الشتاء الماضي سوف تدرس أوكرانيا الرد بالمثل.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يلقي كلمه في مانشستر (إ.ب.أ)

رئيس الوزراء البريطاني يدعو إلى تقديم مزيد من الأسلحة والدعم لأوكرانيا

دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حلفاء بلاده إلى تزويد أوكرانيا بالوسائل اللازمة لمساعدتها على الانتصار في الحرب ضد روسيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (رويترز)

تقرير: بوتين لن يستسلم ويستعدّ لـ«سنوات من الحرب»

نقل تقرير صحافي عن خبيرة في الشؤون الدولية قولها إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لن يستسلم ولن يقدّم أي تنازلات» في حربه بأوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

65 عاماً على ولادة الجمهورية الفرنسية الخامسة... مرونة وقدرة على التكيّف

خلال احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني في 14 يوليو بالعاصمة الفرنسية باريس (أ.ف.ب - أرشيفية)
خلال احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني في 14 يوليو بالعاصمة الفرنسية باريس (أ.ف.ب - أرشيفية)
TT

65 عاماً على ولادة الجمهورية الفرنسية الخامسة... مرونة وقدرة على التكيّف

خلال احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني في 14 يوليو بالعاصمة الفرنسية باريس (أ.ف.ب - أرشيفية)
خلال احتفال الفرنسيين بعيدهم الوطني في 14 يوليو بالعاصمة الفرنسية باريس (أ.ف.ب - أرشيفية)

عاشت فرنسا خلال 65 عاماً من تأسيس الجمهورية الفرنسية الخامسة في 4 أكتوبر (تشرين الأول) 1958، نظاماً شهد استقراراً سياسيا بشكل عام، تمتع فيه رئيس الجمهورية بصلاحيات كبيرة، وتراجعت فيه حدة الصراعات البرلمانية التي طبعت تاريخ جمهوريات فرنسية سابقة. وقد أثبتت هذه الجمهورية حتى اليوم مرونة وقدرة على التكيّف.

فما أبرز أسباب استمرارية الجمهورية الخامسة، وما أبرز محطاتها؟

مرونة وقدرة على التكيّف

السبب الرئيسي وراء طول عمر الجمهورية الخامسة التي ما زالت معتمدة حتى اليوم، هو مرونتها وقدرتها على التكيف. فعلى الرغم من أنها لم يتم التشكيك فيها رسمياً منذ التصديق على دستورها، فإنها استمرت في الإصلاح والتطور، وفق تقرير نشرته الأربعاء صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية.

تمكن نظام الجمهورية الخامسة من الرد على أزمة سياسية عميقة وصراعات تدور حول الحرب الجزائرية. وفي 13 مايو (أيار) 1958، وافقت الحكومة الفرنسية على مهام خاصة للجنرال شارل ديغول، الذي أصبح رئيساً للحكومة. وقد لعب ديغول دوراً رئيسياً في وضع دستور جديد تمت الموافقة عليه من خلال استفتاء في 28 سبتمبر (أيلول) 1958، الذي بدأت معه الجمهورية الخامسة في 4 أكتوبر من العام نفسه.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يلقي خطاباً بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لإعلان الدستور الفرنسي لعام 1958 في المجلس الدستوري (المجلس الدستوري) في باريس 4 أكتوبر 2023 (رويترز)

بميلاد الجمهورية الخامسة دُفنت الجمهورية الرابعة. فوفق «لوفيغارو»، جاء دستور 1958، ليضع حداً لنظام تهيمن عليه الجمعية العامة (البرلمان) و«النظام الحزبي» الذي فشل في حل أزمة الحرب الجزائرية. وكان المقصود من الدستور أولاً وقبل كل شيء، الرد على النظام البرلماني الذي منع فرنسا من المقاومة في الحرب العالمية الثانية حيث تعرضت لهزيمة 1940 أمام النازيين، وهي هزيمة أنهت نظام الجمهورية الفرنسية الثالثة البرلماني.

ميشيل ديبري حافظ الأختام الفرنسي (وزير العدل) يقدم دستور الجمهورية الخامسة بعد ختمه في 6 أكتوبر 1958 (أ.ف.ب - أرشيفية)

تعديلات دستورية

من عام 1960 إلى عام 2008، تم تنقيح نظام الجمهورية الخامسة أربعاً وعشرين مرة، تمت إعادة كتابة أو تعديل 66 مادة من القانون الأساسي.

جاء أول تعديل دستوري، بتاريخ 4 يونيو (حزيران) 1960، ليسمح باستقلال المستعمرات الأفريقية السابقة، بحسب التعديل على المادة 86 من الدستور، حسبما أوضح موقع المجلس الدستوري الفرنسي.

وجاءت تعديلات أخرى لاحقاً، منها للسماح بالتصديق على بعض الاتفاقات الدولية (حق اللجوء في عام 1993، والمحكمة الجنائية الدولية في عام 1999). وكانت تعديلات أخرى أكثر حسما؛ حيث ساهمت في تعديل نص وروح وممارسات المؤسسات، بدءاً بالمراجعات المتعلقة بالمهام الرئاسية نفسها، وفق «لوفيغارو».

المجلس الدستوري الفرنسي في باريس 3 مايو 2023 (رويترز)

أول التعديلات المرتبطة بالرئاسة هو أن انتخاب رئيس الدولة أصبح يتم بالاقتراع العام المباشر، وليس من خلال هيئة تضم 80 ألف ناخب. وتم اعتماده في استفتاء في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 1962 بأغلبية 76.97 في المائة من أصوات الشعب الفرنسي. هذه هي نقطة التحول الأكثر جذرية في نظام الجمهورية الخامسة وفق «لوفيغارو». فحتى لو لم يتم تعديل أي مادة أخرى تتعلق بصلاحيات الرئيس والحكومة والبرلمان، فإن الاقتراع الشعبي يمنح الشرعية لرئيس الدولة، وبالتالي السلطة، ما يجعله الشخصية التي ينطلق منها كل شيء، والتي يعود إليها كل شيء.

الرئيس الفرنسي جاك شيراك في مارس 2007 (أ.ف.ب - أرشيفية)

وجرى تعديل رئيسي للدستور بالانتقال من ولاية لرئيس الجمهورية مدتها سبع سنوات إلى ولاية مدتها خمس سنوات، بعد استفتاء على التعديل في 24 سبتمبر 2000 على عهد الرئيس جاك شيراك نال أغلبية كبيرة جداً (73.21 في المائة صوتوا «نعم»، ولكن مع امتناع قياسي للتصويت بلغ 69.81 في المائة). ولأن الولاية الرئاسية وولاية النواب أصبحتا الآن متزامنتين، ولأن الانتخابات التشريعية تجري منذ عام 2002 في أعقاب الانتخابات الرئاسية، فإن الأغلبية البرلمانية أصبحت أكثر من أي وقت مضى امتدادا بسبب طريقة التصويت، للأغلبية الرئاسية. على الأقل، كان هذا صحيحا حتى عام 2022 عندما حصل ماكرون، الذي أعيد انتخابه رئيسا، على أغلبية نسبية فقط، حسب «لوفيغارو».

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يحتفل بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية 2022 (أ.ف.ب)

فاعلية بوجه الأزمات

وفق معهد «مونتين» الفرنسي للدراسات، قدمت الجمهورية الخامسة الفرنسية أدلة عديدة على فاعليتها. ففي مواجهة أزمات مثل الانقلاب العسكري عام 1961، والثورة الاجتماعية عام 1968، تمكنت الجمهورية من التغلب عليها بالأدوات الدستورية: الصلاحيات الكاملة التي مُنحت لرئيس الجمهورية عبر المادة 16 في الحالة الأولى، وحل الجمعية الوطنية في الحالة الثانية.

وبحسب «المجلة السياسية والبرلمانية» الفرنسية في تقرير صدر الأربعاء، فإنه في عام 1968، سمحت صلاحية «الحل» الرئاسية التي منحتها للجنرال ديغول بطي صفحة أسابيع عدة من المظاهرات. وعندما حدثت وفاة الرئيس بومبيدو في عام 1974، ضمن الدستور استمرارية دولة قوية من خلال تولي رئيس مجلس الشيوخ الرئاسة مؤقتاً. وفي الأعوام 1986 و1993 و1997، تمكنت الجمهورية من التغلب على «اختبار الحقيقة» مع «التعايشات» المختلفة («التعايش» يكون بين رئيس جهورية ورئيس حكومته لا ينتميان إلى الحزب السياسي نفسه).

شارل ديغول رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك خلال مقابلة أجريت معه في 7 يونيو 1968 (أ.ف.ب - أرشيفية)

ويكمن السبب الأساسي لهذه الفاعلية في أن السلطة تُسند بشكل واضح إلى الشعب، وبشكل رئيسي إلى رئيس الجمهورية عن طريق الانتخاب المباشر، وفق معهد «مونتين» للدراسات، وتتبع الأغلبية الانتخابية أغلبية برلمانية تدعم أغلبية حكومية، ويتزامن انتخاب هذه الأغلبيات الثلاث، مع بعض الاستثناءات. وبات هذا التزامن متناسقا أكثر مع تقليص الولاية الرئاسية إلى خمس سنوات (عام 2000) وإجراء الانتخابات النيابية الحاسمة «التشريعية» مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية.

متظاهرون فرنسيون في باريس 12 فبراير 2022 (رويترز)

ديمومة أنظمة فرنسية معاصرة

من حيث الديمومة، تعد الجمهورية الفرنسية الثالثة، التي ولدت بعد حرب عام 1870، وانتهت بهزيمة فرنسا أمام ألمانيا عام 1940، الوحيدة بين الجمهوريات الفرنسية التي استمرت لمدة أطول من الجمهورية الخامسة: سبعين عاماً. وإذا أُخذ بعين الاعتبار أن تأسيس الجمهورية الثالثة تم فعلياً من خلال القوانين الدستورية الصادرة في فبراير (شباط) 1875، يكون عمر الجمهوريتين الثالثة والخامسة متساوياً ﺑ65 عاماً.

في المقابل، عاشت إمبراطوريتا نابليون الثالث ثمانية عشر عاماً (1852 - 1870) وإمبراطورية نابليون الأول بقيت أقل من أحد عشر عاماً (1804 - 1815)، ومَلَكية يوليو وعلى رأسها الملك لويس فيليب استمرت ما يقرب من ثمانية عشر عاماً (بين ثورة 1830 وثورة 1848). واثنا عشر عاماً للجمهورية الفرنسية الأولى (1792 - 1804)، واثنا عشر عاماً للجمهورية الرابعة (1946 - 1958).

طائرات ألفا التابعة للقوات الجوية الفرنسية تحلق فوق شارع الشانزليزيه خلال العرض العسكري التقليدي ليوم الباستيل (اليوم الوطني الفرنسي) في باريس 14 يوليو 2017 (رويترز)

في مجتمع سريع التغير، تواجه الجمهورية الفرنسية الخامسة اليوم تحديات عديدة. وسيحاول رئيس الجمهورية إيمانويل ماكرون، وفق تقرير «المجلة السياسية والبرلمانية»، إطلاق سلسلة من الإصلاحات الدستورية في الأشهر المقبلة ليواجه مسائل مثل مطالب استقلال كاليدونيا الجديدة عن فرنسا، والحكم الذاتي لجزيرة كورسيكا، واللامركزية، ودعوة الرئيس إلى الاستفتاء (في القضايا الكبرى).


غرناطة الإسبانية تحتضن اجتماعين للمجموعة السياسية والاتحاد الأوروبيين

ملفات عديدة وساخنة أمام قادة أوروبا في غرناطة الإسبانية (رويترز)
ملفات عديدة وساخنة أمام قادة أوروبا في غرناطة الإسبانية (رويترز)
TT

غرناطة الإسبانية تحتضن اجتماعين للمجموعة السياسية والاتحاد الأوروبيين

ملفات عديدة وساخنة أمام قادة أوروبا في غرناطة الإسبانية (رويترز)
ملفات عديدة وساخنة أمام قادة أوروبا في غرناطة الإسبانية (رويترز)

اجتماعان رئيسيان ستشهدهما مدينة غرناطة الإسبانية يومي الخميس والجمعة: الأول، للمجموعة السياسية الأوروبية التي تضم 47 دولة، وهو اجتماعها الثالث منذ انطلاقتها. والثاني خاص بقادة دول الاتحاد الأوروبي الـ27 الذين يلتقون الجمعة في المدينة التاريخية الإسبانية في اجتماع غير رسمي للتهيئة لقمتهم المنتظرة نهاية العام.

وفي العرض الذي قدمته مصادر الرئاسة الفرنسية للقمتين، بدا بوضوح تداخل الملفات المطروحة للمناقشة التي تبدو غالبيتها شائكة وتحتاج إلى كثير من المشاورات لتقريب المواقف منها.

تعميق مفهوم المجموعة

تقول المصادر الفرنسية إن قادة مجموعة الـ47 سيسعون في غرناطة إلى تعميق «مفهوم» المجموعة التي رأت النور بناء على اقتراح من الرئيس إيمانويل ماكرون. وكان أحد الأهداف المتوخاة منها توفير «منصة» للدول الأوروبية الراغبة في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي «وهي كثيرة» لكن لا تتوفر لها المعايير التي تمكنها من الانضمام في الوقت الراهن.

ومن حيث المبدأ، توفر المجموعة الجديدة «فضاء للحوار والتضامن» بين الدول الأوروبية من داخل وخارج الاتحاد خصوصاً على خلفية الحرب التي تقودها روسيا على أوكرانيا منذ عام ونصف العام. وأشارت مصادر الإليزيه إلى أن غرض غرناطة الأول «استمرار السعي للتوصل إلى أوروبا الكبرى» التي تتجاوز الإطار الأوروبي المؤسساتي القائم حالياً (أي الاتحاد الأوروبي)، بينما التحدي الثاني يقوم على تسريع التوصل إلى «أجندة أمن وسلام» تقوم على التعاون في قطاعات الطاقة والأمن والبنى التحتية والأمن السيبراني وتسهيل التحرك بين مكوناتها.

أما الهدف الثالث فعنوانه تشجيع وتسهيل الحوار المباشر بين المسؤولين الأوروبيين من خلال المنصة التي تشكلها «المجموعة».

ومن المرتقب في ميدان الأمن السيبراني، وفق الإليزيه، توقيع اتفاق ثلاثي فرنسي - سلوفيني - مونتينغري لإيجاد «مركز لتطوير القدرات السيبرانية في دول البلقان الغربي وحماية البنى التحتية».

الوضع الأمني في القوقاز

أما الملف الذي ينتظر أن يتم تحقيق تقدم بشأنه فيتناول تسهيل التنقل الإنساني بين دول المجموعة من خلال برنامج «اكتشف أوروبا» الخاص بالشباب. بيد أنه إلى جانب هذه الملفات المهمة، ثمة موضوع أمني سيطرح نفسه بقوة على قادة «المجموعة» وقادة «الاتحاد» ويتناول، من جهة، الوضع المتفجر شمال كوسوفو والحاجة إلى تعزيز الحوار بين صربيا وكوسوفو، ومن جهة ثانية الوضع الأمني في القوقاز على خلفية الهجوم التركي على منطقة كاراباخ الأرمينية واحتلالها والهجرات التي تسببت بها.

أما قمة الاتحاد الأوروبي الجمعة، فمن المفترض، وفق المصادر الرئاسية الفرنسية، التحضير لقمة ديسمبر (كانون الأول) المقبلة، خصوصاً ما تسميه هذه المصادر «الأجندة الاستراتيجية» التي ستؤطر أنشطة الاتحاد حتى الانتخابات النيابية الأوروبية المقبلة.

وتتناول الباقة الأولى من المناقشات تفحّص ما تُسمى «أجندة فرساي» التي تم تبينها خلال الرئاسة الفرنسية للاتحاد خلال الأشهر الستة الأولى من العام الماضي. وتتناول الأجندة ملفات الطاقة وخفض التبعية للغاز والبترول الروسيين والمسائل الدفاعية والصناعية. وتريد باريس أن تكون «أجندة فرساي» بمثابة «البوصلة» التي ترسم خريطة الطريق للمستقبل الأوروبي.

قضية المهاجرين

لكن الملف الأهم اليوم الذي يشكل التحدي الأول للاتحاد عنوانه التعامل مع الهجرات المتدفقة على الشواطئ الأوروبية الإيطالية والإسبانية واليونانية والمالطية والقبرصية بوصفها تشكل «الحدود الخارجية للاتحاد». وفي هذا الصدد، حقق الأوروبيون تقدماً ملموساً من خلال اتفاق سفراء الاتحاد في بروكسل الأربعاء حول نص رئيسي لإصلاح سياسة الهجرة في أوروبا، متغلبين على التحفظات الإيطالية.

عملية إنقاذ مهاجرين في البحر متوجهين إلى جزيرة لامبدوسا الإيطالية في 18 سبتمبر الماضي (د.ب.أ)

ويهدف القانون الذي تجري مناقشته إلى تنسيق استجابة مشتركة في حال تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، كما حدث في أثناء أزمة اللاجئين 2015 – 2016، ما يسمح خاصة بتمديد مدة احتجاز المهاجرين على الحدود الخارجية للتكتل.

وسيتعين الآن التفاوض على النص الذي يعد الجزء الأخير من «ميثاق اللجوء والهجرة» مع أعضاء البرلمان الأوروبي. وتم التغلب في الساعات الأخيرة على التحفظات الألمانية فيما تبقى إيطاليا رافضة لما تقوم به المنظمات غير الحكومية في إنقاذ المهاجرين.

ويريد الأوروبيون التسريع في إقرار خطة النقاط العشر التي طرحتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قبل أسبوعين لدى زيارتها لجزيرة لامبدوسا الإيطالية التي تشهد تدفقاً غير مسبوق من المهاجرين القادمين إليها من شواطئ شمال أفريقيا، خصوصاً من تونس وليبيا.

توسيع الاتحاد الأوروبي

ولا يقل أهمية ملف توسيع الاتحاد والإصلاحات الداخلية المنتظرة التي يُفترض أن تقدم المفوضية الأوروبية دراسة عنها. وثمة 3 عناصر رئاسية، أولها بدء مفاوضات الانضمام الرسمية مع أوكرانيا ومولدافيا.

وثاني العناصر، النظر في التقدم الذي حققته دول البلقان الغربية (ألبانيا، البوسنة، كوسوفو، مقدونيا الشمالية، صربيا، ومونتينغرو).

يبقى أن الحرب في أوكرانيا لن تغيب عن مناقشات القادة الأوروبيين بعد المخاوف التي ظهرت من إمكانية تراجع الدعم للمجهود الحربي الأوكراني، كما برز ذلك في الولايات المتحدة الأميركية، والتخوف من أن يطال التراجع دول القارة القديمة.

وسبق لفون دير لاين أن دعت إلى التفاهم على حزمة دعم متعددة المصادر لكييف من 50 مليار يورو. وسيكتفي القادة الأوروبيون بالتشاور دون الوصول إلى مرحلة اتخاذ القرارات التي ستحل في ديسمبر المقبل.


زيلينسكي مصمم على الانتصار ويعترف بأن قواته تتقدم ببطء

زيلينسكي في منطقة خاركيف (أ.ف.ب)
زيلينسكي في منطقة خاركيف (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي مصمم على الانتصار ويعترف بأن قواته تتقدم ببطء

زيلينسكي في منطقة خاركيف (أ.ف.ب)
زيلينسكي في منطقة خاركيف (أ.ف.ب)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، إن أوكرانيا ستبذل قصارى جهدها لتحقيق النصر في حربها ضد روسيا، وتهدف إلى تجاوز فصل الشتاء دون فقد زمام المبادرة في ساحة المعركة.

وقال لقناة «سكاي تي. جي 24» الإيطالية «هناك إرهاق لكننا سنبذل قصارى جهدنا للنصر على عدونا، وسيستمر هجومنا المضاد، حتى ولو ببطء لصد العدو».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يقدم جائزة لجندي خلال زيارته للجبهة الشرقية أمس (أ.ف.ب)

وأضاف أن بلاده تلمس دعم الولايات المتحدة في «هذه الأوقات الصعبة للغاية» وهي مقتنعة بأن هذا الدعم سيستمر في المستقبل، فيما دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الأربعاء حلفاء بلاده إلى تزويد أوكرانيا بالوسائل اللازمة لمساعدتها على الانتصار في الحرب ضد روسيا. وقال في مؤتمر لحزب المحافظين الذي يتزعمه «إذا أعطينا الرئيس زيلينسكي الأدوات اللازمة، فسوف ينهي الأوكرانيون المهمة».

سوناك زعيم حزب المحافظين البريطاني يطالب بمزيد من الدعم لأوكرانيا (رويترز)

ويواجه الهجوم الأوكراني المضاد حقول الألغام الروسية وشبكات الخنادق المعقدة. لكن إحدى العقبات الصعبة غير المعتادة أمام القوات الأوكرانية هي التكتيك الذي تبنته القوات الروسية: «التنازل عن الأرض ثم الرد».

وهذا التكتيك هو مجرد واحد من عدة عوامل أعاقت التقدم السريع، وفقاً لمسؤولين أوكرانيين وخبراء عسكريين. ويشير هؤلاء أيضاً إلى استخدام موسكو لحقول الألغام الكثيفة، وشبكات الخنادق وحواجز الدبابات.

ويقول خبراء أمنيون إنه بدلاً من الحفاظ على خط من الخنادق بأي ثمن في مواجهة الهجوم الأوكراني، استخدم القادة الروس تكتيكاً عسكرياً قديماً يُعرف باسم «الدفاع المرن».

ولتنفيذ هذا التكتيك، تنسحب القوات الروسية إلى الخط الثاني من المواقع، ما يشجع القوات الأوكرانية على التقدم، ثم ترد عندما تكون القوات المهاجمة معرضة للخطر في أثناء التحرك عبر أرض مفتوحة أو عند وصولها إلى المواقع الروسية التي تم التخلي عنها مؤخراً، بهدف منعها من تأمين موقع فعلي واستخدامه قاعدة لمزيد من التقدم. وهذا هو ما تمكنت أوكرانيا من تحقيقه بنجاح في قرية روبوتين في الجنوب، وهو أكبر اختراق لها في الأسابيع الأخيرة. وقال بن باري، وهو زميل بارز في دراسات الحرب البرية في المعهد الدولي للاستراتيجية، (مجموعة بحثية بريطانية): «يتنازل المدافع عن الأرض بينما يلحق أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية بالمهاجمين».

ولعل المشكلة الأكثر صعوبة بالنسبة لأوكرانيا هي المخزونات الروسية الضخمة من المدفعية، التي تم نشرها طوال الصراع، وليس أقلها لصد الهجوم المضاد الذي بدأ في يونيو (حزيران) الماضي. ويضيف باري أن الدفاع المرن ليس استراتيجية جديدة. فقد استخدمه الاتحاد السوفياتي في أثناء هزيمته لألمانيا عام 1943 في معركة كورسك، وهي واحدة من أكبر المعارك على الجبهة الشرقية خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال باري: «تاريخياً، تم استخدامه بنجاح كبير، لكن النجاح يتطلب قيادة جيدة وقوات مدربة تدريباً جيداً وتوجيه ضربات مضادة حاسمة». لكن معهد دراسات الحرب، وهو منظمة مقرها واشنطن، لاحظ وجود علامات استفهام كبيرة على هذا التكتيك، فيما يخص ما حدث في الأيام الأخيرة حول قرية روبوتين، التي سقطت في أيدي القوات الأوكرانية نهاية أغسطس (آب) الماضي.

معدات عسكرية روسية تحترق في منطقة زابوريجيا الجنوبية (رويترز)

وقال المعهد في تقرير نهاية الأسبوع الماضي إن بعض التحصينات الميدانية المهمة قد تغيرت عدة مرات، مضيفا أن القوات الروسية «كانت تشن هجمات مضادة تكتيكية محدودة ناجحة». وقد أوضحت الادعاءات المتضاربة هذا الأسبوع هذه القضية: «قالت القوات الروسية إنها شنت هجوماً على القوات الأوكرانية على خط المواجهة في منطقة زابوريجيا الجنوبية، المحور الرئيسي لهجوم أوكرانيا المضاد، في حين قالت القوات الأوكرانية إنها صدت الهجمات».

زيلينسكي مع مجموعة صغيرة من الجنود الذين بدا أن بينهم رجالاً أكبر سناً... في إشارة إلى الخسائر التي خلفتها الحرب في أوكرانيا (إ.ب.أ)

وفي تقرير له يوم الاثنين، قال المعهد إن لقطات تحديد الموقع الجغرافي وصور الأقمار الصناعية تظهر على ما يبدو أن أوكرانيا استعادت السيطرة على نظام الخنادق، جنوب غربي روبوتين، الذي كانت قد خسرته سابقاً أمام القوات الروسية. وظهر مؤشر آخر على طبيعة القتال ذهاباً وإياباً يوم الثلاثاء، عندما قال الجنرال أولكسندر تارنافسكي، قائد القوات الأوكرانية في الجنوب، إن هناك تقدماً لقواته، لكن لم يتسن التحقق من ادعاءاته. وتقدمت القوات الأوكرانية أيضاً في جنوب المنطقة الشرقية، دونيتسك؛ حيث لم يتوقف القتال حول باخموت، وهي واحدة من أكثر المعارك وحشية في الحرب، منذ سيطرة موسكو على المدينة في مايو (أيار).

وزار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القوات بالقرب من كوبيانسك يوم الثلاثاء لتوزيع الأوسمة وتفقد المعدات العسكرية، بما في ذلك دبابات ليوبارد التي تبرع بها حلفاء البلاد في الناتو في أوروبا. ونشر حسابه على تطبيق «تلغرام» مقطع فيديو له في غابة وهو يصافح مجموعة صغيرة من الجنود، الذين بدا أن بينهم رجالا أكبر سنا؛ في إشارة إلى الخسائر التي خلفتها الحرب في أوكرانيا.

ويعتقد الخبراء العسكريون أن روسيا أيضاً تكبدت خسائر كبيرة في سياق الهجوم المضاد الذي شنته أوكرانيا، رغم أنها نجحت في إبطاء التقدم، جزئياً من خلال دفاعها المرن. وقال أوليكسي ملنيك، القائد الأوكراني السابق الذي يشغل الآن منصب مسؤول كبير في مركز رازومكوف في كييف، وهو منظمة غير ربحية، إن العامل الرئيسي في التنفيذ الناجح لهذا التكتيك هو الاستخدام الحكيم للاحتياط العسكري، الذي يمكن إلقاؤه في المعركة لشن هجوم مضاد. ويبدو أن موسكو بدأت في نشر وحدات النخبة المحمولة جواً للدفاع عنها في منطقة زابوريجيا، وفقاً لملنيك، ما يشير إلى أن إمداداتها من الاحتياطات النظامية قد تتضاءل - وهو تطور قال ملنيك إنه سيكون «أخباراً مشجعة» لأوكرانيا.

وقال مايكل كوفمان، وهو زميل بارز في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إنه إذا بدأت قوات موسكو في التراجع أكثر من بضع مئات من الياردات في المرة الواحدة، وكانت القوات الأوكرانية، وخاصة الوحدات الآلية، قادرة على بناء زخم كافٍ للتقدم، فسيكون ذلك علامة على أن الاستراتيجية الدفاعية الروسية بدأت تتعثر. وقال في برنامج «الحرب على الصخور» الأسبوع الماضي: «أحد أكبر الأمور التي لا تزال موضع تساؤل هو ما إذا كان الجيش الأوكراني سيتمكن من تحقيق انفراجة أم لا». وقال إن أحد البدائل هو أن «ما نراه هو إلى حد كبير كيف سيتكشف هذا الهجوم من الآن وحتى، دعنا نقل، ندخل فصل الشتاء، أو ربما حتى خلال فصل الشتاء».


فرنسا تجدد تعهدها بضمان أمن أرمينيا

 رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان يصافح وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في يريفان الثلاثاء (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان يصافح وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في يريفان الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

فرنسا تجدد تعهدها بضمان أمن أرمينيا

 رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان يصافح وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في يريفان الثلاثاء (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان يصافح وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في يريفان الثلاثاء (إ.ب.أ)

سارت فرنسا خطوة إضافية لتعزيز حضورها في منطقة جنوب القوقاز، بوصفها ضامناً أساسياً لأمن أرمينيا. وبعد تعهدات سابقة بمساعدة يريفان على حماية أرمن كاراباخ، وتوفير ضمانات أمنية كاملة لهم، وتعزيز قدرات أرمينيا لمواجهة التحديات الجديدة، لوّحت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال وجودها في العاصمة الأرمينية بـ«رد قوي» على أي محاولات لانتهاك سلامة أراضي أرمينيا.

ولعبت فرنسا دوراً في السابق، إلى جانب روسيا وألمانيا والولايات المتحدة، في إطار الإشراف على تنفيذ قرار وقف النار الذي تم التوصل إليه بعد حرب كاراباخ الأولى في عام 1994. كما نشطت دبلوماسيتها في محاولة لتقريب وجهات النظر بين يريفان وباكو بعد الحرب الثانية في 2020.

وخلال الأشهر الأخيرة، ومع تحول أرمينيا نحو مسار تعزيز الحضور الأوروبي في موازاة النفوذ الروسي في هذا الملف، تسارعت وتيرة التحركات الفرنسية. وزارت كولونا يريفان في أبريل (نيسان) الماضي، في إطار سلسلة محاولات لعقد محادثات سلام بين باكو ويريفان.

وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأرمني أرارات ميرزويان في يريفان الثلاثاء (رويترز)

وانتقدت باريس مراراً التحركات الأذرية، بعد إحكام سيطرة باكو على كاراباخ أخيراً، وأعربت عن قلق بشأن وضع أرمن الإقليم، وتعهدت بمساعدة أرمينيا على التعامل مع الوضع الجديد.

وقالت كولونا، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الأرميني أرارات ميرزويان، الثلاثاء، في يريفان: «أود أن يوجه الاتحاد الأوروبي وكافة الدول الأعضاء فيه ابتداء من هذه اللحظة، مثل ما نقوم به نحن، إشارة واضحة لجميع من قد يحاولون انتهاك سلامة أراضي أرمينيا». وأضافت بلهجة تحذير غير مسبوقة: «أي أعمال من هذا القبيل سوف يعقبها رد قوي». وأشارت إلى أنها تعول على «دعم الشركاء في هذه المسألة، وخصوصا الولايات المتحدة».

شاحنة أرمينية مدمرة على الطريق في كاراباخ سابقاً الثلاثاء (أ.ب)

وذكرت الوزيرة الفرنسية أنها طلبت من المفوض الأعلى للسياسة الخارجية والأمن للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، توسيع بعثة المراقبين الأوروبية في أرمينيا.

وأكدت كولونا كذلك موافقة فرنسا على توقيع اتفاق مع أرمينيا، يسمح بتوريد معدات عسكرية ليريفان.

وأوضحت أن «توقيع اتفاق مع أرمينيا، سيسمح بتوريد معدات عسكرية، لتكون قادرة على حماية نفسها». من دون أن تحدد تفاصيل أكثر عن طبيعة صفقة السلاح المقترحة. وكانت الخارجية الفرنسية أعلنت عشية زيارة كولونا ليريفان، أن الوزيرة «ستكرر وقوف فرنسا إلى جانب أرمينيا»، و«دعم فرنسا لسيادة أرمينيا ووحدة أراضيها».

جندي أذري في كاراباخ سابقاً الثلاثاء (أ.ب)

في الجانب الآخر، وجّه الرئيس الأذري إلهام علييف رسالة قوية إلى الاتحاد الأوروبي بأن أي محادثات مستقبلية حول ترتيبات الوضع في المنطقة يجب أن تجري بحضور تركيا، الحليف الأوثق لبلاده. وأعلنت الرئاسة الأذرية أن علييف رفض التوجه إلى إسبانيا، حيث كان من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان بحضور زعماء من الاتحاد الأوروبي. وحسب وكالة الأنباء الأذرية الرسمية، فإن علييف أصر على مشاركة ممثلين أتراك في الاجتماع، لكن فرنسا وألمانيا عارضتا هذا المطلب.

وعلى صعيد متصل، نفى الكرملين صحة تسريبات غربية بأن موسكو شاركت في جولات تفاوض مع أطراف غربية بشأن تسوية ملف كاراباخ، مباشرة قبل العملية العسكرية الأذرية الأخيرة التي أسفرت عن فرض سيطرة باكو على الإقليم. وأقر الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف بأن موسكو «اتصلت بممثلي الغرب قبل وقت قصير من تصاعد الوضع في كاراباخ»، لكنه أكد أن «هذه لم تكن المفاوضات التي كتبت عنها وسائل إعلام غربية».

أضاف الناطق الروسي: «ليس بالضبط كما يصفونها. هناك الكثير من المغالطات، والكثير من الأخطاء في تلك المعطيات (...) كانت هناك اتصالات معينة بشأن كاراباخ، حدثت بشكل طبيعي، لكن هذه لم تكن جولات تفاوض». وكانت صحيفة «بوليتيكو» نشرت، الأربعاء، مقالاً نقلت فيه عن مصادر أن «مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقدوا اجتماعاً في إسطنبول في 17 نوفمبر (تشرين الثاني)؛ لبحث حل الوضع في كاراباخ».

رئيس أذربيجان إلهام علييف (أرشيفية: رويترز)

وبحسب الصحيفة، مثّل الولايات المتحدة كبير مستشاري وزارة الخارجية لمفاوضات القوقاز لويس بونو، ومن الاتحاد الأوروبي الممثل الخاص لجنوب القوقاز تويفو كلار، ومن روسيا الممثل الخاص لوزارة الخارجية لدفع العلاقات الأذرية الأرمنية إيغور خوفاييف.

وانطلقت عملية باكو العسكرية بعد مرور يومين على هذا اللقاء، وأسفرت بعد اشتباكات استمرت ليوم واحد عن استسلام قوات الإقليم الانفصالي، والتوصل إلى اتفاق لوقف النار تضمن تسليم أسلحة أرمن كاراباخ، وحل هيئات السلطة الانفصالية في الإقليم.

وأعقب وقف النار عملية نزوح واسعة لأرمن كاراباخ، الذين فروا إلى أرمينيا تحسبا لملاحقات أذرية ضدهم. ووفقا لمعطيات يريفان والبعثة الأممية التي زارت الإقليم قبل أيام، لم يبق في المنطقة إلا بضع مئات من السكان الأرمن الذي كان تعدادهم قبل المواجهات الأخيرة يصل إلى نحو 120 ألف نسمة.


قمة غرناطة وعبء إصلاح الاتحاد الأوروبي

أعلام دول الاتحاد الأوروبي خارج مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)
أعلام دول الاتحاد الأوروبي خارج مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)
TT

قمة غرناطة وعبء إصلاح الاتحاد الأوروبي

أعلام دول الاتحاد الأوروبي خارج مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)
أعلام دول الاتحاد الأوروبي خارج مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل (د.ب.أ)

أكد رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، أن «الاتحاد بحاجة ماسة إلى الإصلاحات ليكون جاهزاً في المرحلة المقبلة التي تختلف كثيراً عن المراحل السابقة التي مرّ بها، سيّما وأنه اليوم أمام تحديات وجودية بعد الحرب الدائرة في أوكرانيا بسبب من العدوان الروسي عليها».

جاءت هذه التصريحات في لقاء عقده ميشال، مع مجموعة من وسائل الإعلام، من بينها «الشرق الأوسط»، عشية انطلاق أعمال القمة السياسية الأوروبية، وقمة الاتحاد الأوروبي، في مدينة غرناطة الأندلسية.

قال ميشال: «نأتي إلى غرناطة بعقلية جديدة لم تكن موجودة لدى الدول الأعضاء منذ أشهر، ونحن عازمون على أن تكون هذه القمة بداية لعملية توسعة الاتحاد التي أصبحت ظروفها ناضجة».

رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال يتحدث في مؤتمر صحافي ببروكسل في 30 يونيو 2023 (رويترز)

وعلى الرغم من أن ثمّة خمسة بنود رئيسية على جدول أعمال القمة، من الدفاع إلى الهجرة والاستقلالية الاستراتيجية والسياسة التنافسية، انصبّت معظم الأسئلة على ملفّ التوسعة، الذي اعترف ميشال بأنه محور اهتمامات القيادات الأوروبية في الوقت الراهن، معرباً عن ثقته في أن ترسي قمة غرناطة الخطوط العريضة لعملية انضمام الأعضاء الجدد إلى الاتحاد، على أن تحدد التوجهات والمبادئ الأساسية والجداول الزمنية في النصف الأول من العام المقبل خلال رئاسة بلجيكا الدورية للاتحاد. وكان رئيس المجلس الأوروبي صرّح مؤخراً، أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون جاهزاً في نهاية العقد الحالي لانضمام دول البلقان الست، إلى جانب أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا، ثم صدر تقرير عن مجموعة خبراء من فرنسا وألمانيا، أوصى بتسريع الإصلاحات في المؤسسات الأوروبية ليكون الاتحاد قادراً على استيعاب الأعضاء الجدد بحلول عام 2030.

وقال ميشال إن الدول المرشحة عليها أن تضاعف جهودها، وإنجاز الإصلاحات المطلوبة في سيادة القانون ومكافحة الفساد واستقلالية القضاء واحترام حرية الصحافة، لكنه اعترف بوجود أسباب تدفع هذه الدول إلى التشكيك بصدق نيات الاتحاد الذي تنتظر على أبوابه منذ سنوات.

وكان التقرير الذي وضعته مجموعة الخبراء الفرنسيين والألمان أوصى بضرورة اعتماد قاعدة الأغلبية في اتخاذ القرارات داخل المجلس الأوروبي، والتخلي عن قاعدة الإجماع التي تعادل علنياً حق النقض، لكنه شدد على أهمية وضع نظام عقوبات فاعلة ضد الدول التي تنتهك سيادة القانون، ودعا إلى خفض عدد المفوضين الأوروبيين الذي يبلغ حالياً ثمانية عشر، فضلاً عن الرئيسة وسبعة نواب لها، والممثل الأعلى للسياسة الخارجية.

وشدد شارل ميشال، في حديثه، على أهمية فتح الحوار الرسمي حول التوسعة داخل المجلس، الأمر الذي كان يعد من المحرمات لأشهر خلت، وأن يترك إلى مرحلة لاحقة النقاش الذي كان حتى الآن يتعثر دائماً في بداياته بسبب من تمنع بعض الأعضاء عن الخوض فيه، خاصة وأن الآراء تتضارب حول ضرورة تعديل المعاهدات التأسيسية، أو المضي في عملية التوسعة من غير الانتظار لتعديلها.

مهاجرون غير شرعيين تحتجزهم السلطات الإسبانية في إحدى ضواحي غرناطة الأربعاء (إ.ب.أ)

ومن الملفات الشائكة الأخرى التي ستناقشها قمة غرناطة، ميثاق الهجرة الأوروبي الذي ما زال يتعثّر منذ سنوات، ويثير خلافات عميقة بين الدول الأعضاء التي بدا أنها توصلت إلى اتفاق لإنجازه مطالع الأسبوع الماضي. لكن إيطاليا رفضت في اللحظة الأخيرة التعديلات التي قدمتها فرنسا وألمانيا على نظام إدارة الأزمات الاستثنائية. وأعرب ميشال عن أمله في تذليل هذه العقبة الأخيرة خلال القمة، لكنه أعرب عن خشيته من أن يؤدي النقاش حول موضوع الهجرة إلى تعكير المناخ الإيجابي السائد لمقاربة ملف التوسعة «لأن الهجرة مسألة آيديولوجية بالنسبة لبعض الدول الأعضاء، ولها انعكاسات سياسية عميقة ليس من السهل تجاوزها».

وتقول مصادر دبلوماسية مطلعة إن الفكرة، التي تشق طريقها حالياً داخل المؤسسات الأوروبية حول التوسعة، هي الانضمام التدريجي الذي كانت اقترحته المفوضية منذ أشهر لانضمام أوكرانيا، وتعميمه على بقية الدول المرشحة. وتقوم هذه الصيغة، التي تحظى بدعم واضح من فرنسا ومن رئيس المجلس الأوروبي والمؤسسات الأخرى، على إشراك الأعضاء الجدد في مؤسسات تمثيلية مختلفة خلال مرحلة أولى انتقالية، وفي بعض جوانب السوق الموحدة، ثم الارتقاء بالانضمام حتى الوصول إلى العضوية الكاملة. لكن هذه الصيغة الهجينة تثير شكوكاً وتردداً بين بعض الدول الأعضاء، وحتى في داخل المفوضية، إذ يخشى معارضوها أن يكون الغرض منها في نهاية المطاف هو تأجيل انضمام الدول المرشحة لفترة أطول، وربما إلى أجل غير مسمّى، وفي أحسن الأحوال إنشاء أعضاء من الفئة الثانية في الاتحاد إلى جانب الفئة الأولى.

ويذكّر المشككون في مآل هذه الصيغة بأن فرنسا التي تقود حملة الترويج لها، كانت أشد المعترضين دائماً على توسعة الاتحاد في المرحلة الراهنة، وأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو صاحب فكرة إنشاء منظومة سياسية واسعة تضمّ جميع الدول الأوروبية، كان طرحها بعد أشهر قليلة من بداية الحرب في أوكرانيا.


رئيس وزراء بريطانيا: الرجل رجل والمرأة مرأة ولا يجب ترهيبنا

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ف.ب)
TT

رئيس وزراء بريطانيا: الرجل رجل والمرأة مرأة ولا يجب ترهيبنا

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك (أ.ف.ب)

قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك اليوم الأربعاء إن «الرجل رجل والمرأة مرأة» ولا يجب أن يتعرض الناس للترهيب ليعتقدوا أن بمقدورهم أن يتحولوا لأي جنس يريدونه.

وأضاف حول الكيفية التي يرى أن على المجتمع أن يتعامل بها مع المتحولين جنسيا «لا يجب أن يجري ترهيبنا لنعتقد أن الناس بمقدورهم أن يكونوا أي جنس يريدونه». وتابع في تعليقات أمام المؤتمر السنوي لحزبه قائلا «لا يمكنهم. الرجل رجل والمرأة مرأة... هذا ببساطة هو المنطق السليم».


أوكرانيا تستعد لمعركة كهرباء الشتاء

رجل إطفاء يعمل في موقع بمنطقة سكنية تضررت خلال ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في كييف (رويترز)
رجل إطفاء يعمل في موقع بمنطقة سكنية تضررت خلال ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في كييف (رويترز)
TT

أوكرانيا تستعد لمعركة كهرباء الشتاء

رجل إطفاء يعمل في موقع بمنطقة سكنية تضررت خلال ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في كييف (رويترز)
رجل إطفاء يعمل في موقع بمنطقة سكنية تضررت خلال ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في كييف (رويترز)

في معظم أنحاء أوكرانيا، ما زالت الأيام والليالي صافية وصيفية، مع لفحة خفيفة من الخريف في الهواء. ولكن إذا سعت روسيا لتحقيق هدفها، فسوف يأتي الشتاء مبكراً. وذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن استراتيجية موسكو الشهيرة التي طبقتها خلال موسم الشتاء السابق، بدأت في إطلاقها مجدداً هذا العام من خلال وابل من الهجمات، يقول المسؤولون الأوكرانيون إنها تستهدف البنية التحتية للكهرباء وعدة مناطق في البلاد.

رجل إطفاء يعمل في موقع بمنطقة سكنية تضررت خلال ضربة صاروخية روسية وسط الهجوم الروسي على أوكرانيا في كييف (رويترز)

قد تسببت الهجمات التي وقعت في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، الأولى من نوعها منذ ستة أشهر، في انقطاع جزئي للكهرباء في ستة أقاليم، بما في ذلك منطقة العاصمة. وتعد هذه الهجمات نذير شؤم على الأمور التي سوف تحدث في المستقبل، وبمثابة تذكرة بالصعوبات التي وقعت في الماضي.

ولدى كل أسرة أوكرانية ما يمكنها أن ترويه من قصص بشأن الحرمان من الكهرباء الشتاء الماضي، فقد خيّم الظلام على مدن رئيسية وقرى صغيرة على حد سواء، وتمت الاستعانة بالمولدات والشموع، وتم وضع جداول مضنية للأنشطة اليومية - الطبخ، التسوق والاستحمام قبل انقطاع الكهرباء المحدد مسبقا للحفاظ على شبكة الكهرباء.

محطة زابوريجيا النووية (أ.ب)

وتقول إيوليا ستاتنيك، المصورة في كييف، التي كانت تعيش في شقة بالدور الـ20 الشتاء الماضي، كما نقلت عنها الوكالة الألمانية: «أتذكر الوقوف في الدور الأرضي وأنا أشعر باليأس، وكنت حاملا في طفلي وفي يدي أكياس البقالة». هذا العام، استقرت هي وزوجها ورضيعهما الذي يبلغ من العمر 10 أشهر في منزل مزود بمولد. وأملا في تجنب ما حدث الشتاء الماضي، هرعت أوكرانيا لحماية شبكة الكهرباء وتقويتها، على الرغم من أنه لأسباب أمنية، يتوخى المسؤولون الحذر بشأن بعض الإجراءات الخاصة التي يتم اتخاذها. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد حذر في حوار بالتلفزيون الأميركي منتصف الشهر الماضي روسيا من أنه في حال تم استئناف أسلوب استهداف البنية التحتية للكهرباء مثل الشتاء الماضي، سوف تدرس أوكرانيا الرد بالمثل.

وقد أظهرت أوكرانيا على مدار العام الماضي أنه يمكنها استهداف عمق روسيا بطائرات الدرون، ويشمل ذلك موسكو، على الرغم من أن حكومة زيلينسكي لا تعترف رسمياً بالمسؤولية عن مثل هذه الهجمات.

وقال زيلينسكي في حوار مع برنامج «60 دقيقة» على شبكة «سي بي إس»: «إذا قامت روسيا بقطع الكهرباء، وحرماننا منها، وحرماننا من المياه والغاز، فعليكم أن تعلموا أن لنا الحق في عمل الشيء نفسه». وأضاف «ولكن حتى إذا أرادت أوكرانيا القيام بذلك، فإنها لا تملك القدرة على الإضرار بالبنية التحتية المدنية الروسية للطاقة بالصورة الشاملة والمنهجية التي تقوم بها القوات الروسية».

وكانت أوكرانيا قد وصفت هجمات الشتاء الماضي على محطة الكهرباء بمحاولة لكسر معنويات الشعب وإجبار البلاد على الخضوع، ولكن في الكثير من الأحوال، أدت الصعاب لتعزيز الشعور بالانتماء بين أفراد المجتمع.

مهندس يعمل على جزء من طائرة مسيرة في كييف الثلاثاء الماضي (إ.ب.أ)

ففي المباني السكنية الشاهقة الارتفاع في كييف وأماكن أخرى، اتفق الجيران على ترك مؤن للطوارئ مثل المياه ووجبات خفيفة وحفاضات للأطفال في المصاعد في حال انقطعت الكهرباء فجأة وحوصر أشخاص بداخلها.

ومع ذلك، ينظر الكثيرون لاحتمالية بداية موسم جديد من انقطاعات الكهرباء لفترات طويلة بشعور بالرهبة. فمن المقرر أن يمثل فبراير (شباط) المقبل، الذي يتسم بتسجيل درجات حرارة منخفضة وجو كئيب، الذكرى الثانية لما أصبح صراعاً طاحناً لا تبدو له نهاية واضحة في الأفق.

وقد أضرت موجات الهجمات بالصواريخ وبطائرات الدرون الشتاء الماضي بنحو نصف قطاع الكهرباء الأوكراني، حيث استهدفت محطات الطاقة الفرعية والمحولات الكبيرة ومنشآت رئيسية أخرى تابعة للبنية التحتية للكهرباء.

صورة أرشيفية لعمال ينظفون موقع إسقاط طائرتين من دون طيار في محيط موسكو (إ.ب.أ)

وكان عمدة كييف فيتالي كليتشكو قد تحدث الشتاء الماضي بشأن احتمالية حدوث إخلاء جماعي في حال تسببت انقطاعات الكهرباء في استحالة توفير مياه جارية. وعزز الدعم الغربي من جهود أوكرانيا لإصلاح الضرر الذي وقع الشتاء الماضي وتعزيز إجراءات السلامة، حيث شمل الدعم مساعدات متعلقة بالكهرباء من الولايات المتحدة بقيمة 375 مليون دولار.

لحظة انفجار مسيّرة روسية في كييف (رويترز)

ووصف وزير الطاقة الأوكراني هيرمان هالوشينكو مطلع الصيف عملية الإصلاح «بالحملة الأكبر في تاريخ منشآت الطاقة». وقال ماكسيوم تيمشينكو المدير التنفيذي لمجموعة «دي تي إي كيه» للطاقة إنه خلال شهر ونصف فقط، تمكنوا من استعادة نحو 6000 ميل من خطوط الطاقة وأكثر من 70 من المحطات الفرعية ذات الجهد العالي في منطقة كييف. وقال لصحيفة «التايمز» البريطانية إن الشتاء المقبل «لن يكون أقل صعوبة من الشتاء الماضي».

ومنذ وقت قريب، كان هناك طاقم عمل تابع للمجموعة في موقف لسيارات بيع الوجبات السريعة، بجانب طريق متعدد الحارات، يقوم بالحفر للوصول لخطوط عالية الجهد في حاجة للتجديد.

وقال يوري هيراسكو، 48 عاما، المشرف على العاملين: «نعلم أنه خلال هذا الشتاء، سوف يحاولون مجددا كسرنا»، مضيفا «ومهمتنا هي أن نكون مستعدين لجميع أنواع السيناريوهات الصعبة، ونحن نعمل بأقصى جهد ممكن».

ويأمل المواطنون في كييف ومناطق أخرى في الأفضل، ولكنهم يستعدون للأسوأ. وقد تزايد الطلب مجددا على المولدات، وأصبح النقاش حول أفضل مكان لشراء وقود الديزل من أجلها هو موضوع الساعة. ويقوم السكان بجمع أكوام الحطب والبحث عما يكون لديهم من الكشافات والبطاريات. وتقول ستاتنيك، المصورة في كييف: «لن تصدقوا مجموعة الشمع التي قمت بجمعها»، مضيفة «إنها بكل الألوان وكل الروائح: بطيخ، تفاح، نحو 49 نوعاً مختلفا». وأضافت «الآن ليس أمامنا إلا أن ننتظر لكي نرى كيف سيكون هذا الشتاء».


دول «الاتحاد الأوروبي» تتوصل إلى اتفاق حول إصلاح نظام الهجرة

أعلام «الاتحاد الأوروبي» ترفرف خارج مقر «المفوضية الأوروبية» في بروكسل ببلجيكا في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)
أعلام «الاتحاد الأوروبي» ترفرف خارج مقر «المفوضية الأوروبية» في بروكسل ببلجيكا في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)
TT

دول «الاتحاد الأوروبي» تتوصل إلى اتفاق حول إصلاح نظام الهجرة

أعلام «الاتحاد الأوروبي» ترفرف خارج مقر «المفوضية الأوروبية» في بروكسل ببلجيكا في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)
أعلام «الاتحاد الأوروبي» ترفرف خارج مقر «المفوضية الأوروبية» في بروكسل ببلجيكا في 20 سبتمبر 2023 (رويترز)

توصل سفراء دول الاتحاد الأوروبي خلال اجتماعهم الأربعاء في بروكسل، إلى اتفاق حول نص رئيسي لإصلاح سياسة الهجرة في أوروبا، متغلبين على التحفظات الإيطالية، قبل انعقاد قمة التكتل الجمعة في إسبانيا، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية».

يهدف القانون الذي تجري مناقشته إلى تنسيق استجابة مشتركة في حال تدفق أعداد كبيرة من المهاجرين إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي، كما حدث أثناء أزمة اللاجئين 2015-2016، ما يسمح خاصة بتمديد مدة احتجاز المهاجرين على الحدود الخارجية للتكتل. وسيتعين الآن التفاوض على النص الذي أعلنته الرئاسة الإسبانية للتكتل، مع أعضاء البرلمان الأوروبي.

واجه النص، وهو الجزء الأخير من «ميثاق اللجوء والهجرة» الأوروبي والذي يتطلب موافقة الدول الأعضاء، اعتراضات من ألمانيا لعدة أشهر، لأسباب إنسانية. وتم التوصل أخيراً إلى توافق خلال اجتماع وزراء الداخلية في نهاية سبتمبر (أيلول)، ما جعل من الممكن الحصول على موافقة برلين، لكن إيطاليا أعربت بعد ذلك عن عدم موافقتها. وتركز رفضها على دور المنظمات غير الحكومية في إنقاذ المهاجرين، بحسب مصادر دبلوماسية، وتتهم روما برلين بتمويل كثير من منظمات الإغاثة غير الحكومية في المتوسط يرفع بعضها العلم الألماني.

وطالبت رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني الأسبوع الماضي بأن تقوم المنظمات غير الحكومية التي تنقذ المهاجرين في المتوسط، بإنزالهم في البلدان التي ترفع أعلامها على السفن التي تستخدمها. وحظي التوافق الذي تم تبنيه الأربعاء بدعم كل من إيطاليا وألمانيا. وكانت المفوضية الأوروبية وإسبانيا التي تتولى رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي الدورية لمدة ستة أشهر، قد أعربتا عن ثقتهما في احتمال التوصل إلى اتفاق قبل انعقاد المجلس الأوروبي غير الرسمي الجمعة في غرناطة (جنوب إسبانيا). وستكون قضية الهجرة الملحة في قلب مناقشات رؤساء الدول والحكومات.

ضغوط من البرلمان

أثار المأزق الذي أحاط «بحل الأزمة» هذه، الإحباط داخل الاتحاد الأوروبي، أمام ارتفاع أعداد المهاجرين الذين وصلوا إلى حدوده الخارجية والوضع في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية.

وينص الاتفاق على وضع نظام استثنائي أقل حماية لطالبي اللجوء من الإجراءات المعتادة في حال حدوث تدفق «جماعي» و«غير مسبوق» للمهاجرين. وهو يمدد احتمال احتجاز المهاجرين على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي لمدة قد تصل إلى 40 أسبوعياً، ويسمح بإجراء دراسة لطلبات اللجوء بشكل أسرع ومبسط لعدد أكبر من الوافدين (للقادمين من بلدان معدل قبول طلباتهم أقل من 75 بالمائة)، للتمكن من إعادتهم بسهولة أكبر.

كما ينص على تفعيل سريع لآليات التضامن بين الدول الأعضاء في رعاية اللاجئين، ولا سيما بإعادة توطين طالبي اللجوء أو المساهمة المالية. في يوليو (تموز)، فشل الاجتماع في التوصل إلى الغالبية اللازمة لإقرار الميثاق. وامتنعت ألمانيا بشكل خاص عن التصويت بسبب معارضة حزب الخضر، العضو في الائتلاف الحاكم، الذي طالب بإيواء القُصَّر وعائلاتهم. رداً على ذلك، وفي سعي للضغط على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ودفعها إلى الاتفاق، قرر البرلمان الأوروبي وقف مفاوضات بشأن نصّين آخرين في ملفّ الهجرة يهدفان إلى تعزيز الأمن عند الحدود الخارجية.

وأكد وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا غوميز، أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء «يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام، ونحن الآن في وضع أفضل للتوصل إلى اتفاق على مجمل ميثاق اللجوء والهجرة مع البرلمان بحلول نهاية هذا الفصل».

ومن المفترض على أي حال اعتماد هذا الميثاق الذي عرضته المفوضية الأوروبية في سبتمبر 2020 والذي يتضمن حوالي عشرة تشريعات، قبل الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو (حزيران) 2024. والأربعاء، امتنعت كلّ من النمسا وسلوفاكيا وتشيكيا عن التصويت، وعارضته بولندا والمجر، وفقا لمصدر دبلوماسي. وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيجارتو: «ندعو بروكسل إلى وضع حد فوري لسياسة الهجرة هذه وحصص إعادة التوطين القسرية... يعود سبب ضغط الهجرة المتزايد على أوروبا الوسطى بالكامل إلى بروكسل» التي «تدعم النموذج الاقتصادي للمهربين».


رئيس الوزراء البريطاني يدعو إلى تقديم مزيد من الأسلحة والدعم لأوكرانيا

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يلقي كلمه في مانشستر (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يلقي كلمه في مانشستر (إ.ب.أ)
TT

رئيس الوزراء البريطاني يدعو إلى تقديم مزيد من الأسلحة والدعم لأوكرانيا

رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يلقي كلمه في مانشستر (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يلقي كلمه في مانشستر (إ.ب.أ)

دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حلفاء بلاده إلى تزويد أوكرانيا بالوسائل اللازمة لمساعدتها على الانتصار في الحرب ضد روسيا.

وقال في مؤتمر لحزب المحافظين، اليوم الأربعاء، في مانشستر: «إذا أعطينا الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي الأدوات اللازمة، فسوف ينهي الأوكرانيون المهمة».


بوتين يزور قرغيزستان في أول رحلة خارجية منذ مذكرة التوقيف الدولية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

بوتين يزور قرغيزستان في أول رحلة خارجية منذ مذكرة التوقيف الدولية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرغيزستان الأسبوع المقبل، حسبما أعلنت السلطات في هذه الدولة الواقعة في آسيا الوسطى اليوم الأربعاء، في أول رحلة له إلى الخارج منذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه.

لم يغادر بوتين روسيا منذ أن أصدرت المحكمة ومقرها لاهاي مذكرة التوقيف في مارس (آذار) على خلفية الترحيل غير القانوني لأطفال أوكرانيين إلى روسيا.

وذكرت وكالة الأنباء القرغيزية «كابار» نقلا عن مسؤول في المكتب الرئاسي أنه «بدعوة من رئيس قرغيزستان صدير جباروف سيقوم رئيس الاتحاد الروسي في 12 أكتوبر (تشرين الأول) بزيارة رسمية لبلادنا».

وذكرت وسائل إعلام روسية أن بوتين سيزور قاعدة جوية روسية في مدينة كانت شرق العاصمة بشكيك في الذكرى العشرين لافتتاحها.

والواقع أن بوتين لم يغادر بلاده كثيراً منذ إطلاق هجوم عسكري واسع ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وكانت رحلته الخارجية الأخيرة في ديسمبر (كانون الأول) حين زار قرغيزستان وبيلاروسيا.

جدير بالذكر أن قرغيزستان لم تصادق على اتفاقية روما التي ترغم الدول الاعضاء على التزام قرارات المحكمة الجنائية الدولية، ومنها قرار توقيف بوتين. ولهذا السبب

لم يحضر الأخير قمة «بريكس» التي استضافتها جنوب افريقيا في يوليو (تموز).

والثلاثاء وافق برلمان أرمينيا على خطوة مهمة نحو الانضمام الى المحكمة الجنائية الدولية، مما أثار غضب موسكو، بحسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.