تقرير عن العنصرية يظهر تمييزاً واسعاً ضد أقليتَي «الروما» و«السنتي» في ألمانيا

من اليسار المفوض الاتحادي لمكافحة مناهضة الغجر غييرمو رويز توريس ورئيس مركز الإبلاغ والمعلومات لمناهضة معاداة الغجر وروماني روز رئيس "المجلس المركزي للسنتي والروما الألمانيين"، أثناء عرض التقرير السنوي لمركز الإبلاغ والمعلومات لمناهضة معاداة الغجر في برلين الاثنين 18 سبتمبر 2023 (أ.ب)
من اليسار المفوض الاتحادي لمكافحة مناهضة الغجر غييرمو رويز توريس ورئيس مركز الإبلاغ والمعلومات لمناهضة معاداة الغجر وروماني روز رئيس "المجلس المركزي للسنتي والروما الألمانيين"، أثناء عرض التقرير السنوي لمركز الإبلاغ والمعلومات لمناهضة معاداة الغجر في برلين الاثنين 18 سبتمبر 2023 (أ.ب)
TT

تقرير عن العنصرية يظهر تمييزاً واسعاً ضد أقليتَي «الروما» و«السنتي» في ألمانيا

من اليسار المفوض الاتحادي لمكافحة مناهضة الغجر غييرمو رويز توريس ورئيس مركز الإبلاغ والمعلومات لمناهضة معاداة الغجر وروماني روز رئيس "المجلس المركزي للسنتي والروما الألمانيين"، أثناء عرض التقرير السنوي لمركز الإبلاغ والمعلومات لمناهضة معاداة الغجر في برلين الاثنين 18 سبتمبر 2023 (أ.ب)
من اليسار المفوض الاتحادي لمكافحة مناهضة الغجر غييرمو رويز توريس ورئيس مركز الإبلاغ والمعلومات لمناهضة معاداة الغجر وروماني روز رئيس "المجلس المركزي للسنتي والروما الألمانيين"، أثناء عرض التقرير السنوي لمركز الإبلاغ والمعلومات لمناهضة معاداة الغجر في برلين الاثنين 18 سبتمبر 2023 (أ.ب)

أظهر تقرير صدر الاثنين عن «المجلس المركزي للسنتي والروما الألمانيين» الذي يرصد العنصرية ضد أقليتَي «الروما» (الغجر) و«السنتي» في ألمانيا، وجود تمييز واسع النطاق تجاه هاتين المجموعتين العرقيتين، وحذّر من أن تزايد القومية والتطرف اليميني يساهم في العنف ضد الأقليات في ألمانيا، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

وقال «المجلس المركزي للسنتي والروما الألمانيين»: إنه من بين 621 حادثة مسجلة، كانت معظمها حالات تمييز و«تصوير نمطي لفظي». ولكن كانت هناك أيضاً 11 حالة تهديد و17 هجوماً، وحالة واحدة من «العنف الشديد»، حسبما قالت المجموعة، مضيفة أن العنصرية ضد «الروما» و«السنتي» من المرجح أن تكون أعلى بكثير؛ لأنه لم يتم الإبلاغ عن الكثير من الحالات.

«الروما» و«السنتي» أقليتان معترف بهما في ألمانيا. ويعيش نحو 60 ألفاً من «السنتي» و10 آلاف من «الروما» في ألمانيا، وفقاً للوكالة الفيدرالية الألمانية للتعليم المدني.

وقال رئيس المجلس، روماني روز، للصحافيين في برلين: إن التقرير «يظهر بوضوح مخاطر تزايد النزعة القومية والتطرف اليميني؛ الأمر الذي يؤدي مرة أخرى إلى العدوان والعنف ضد (السنتي) و(الروما) وأقليات أخرى».

ووقعت حالة «العنف الشديد» في ولاية سارلاند بغرب ألمانيا في وقت سابق من هذا العام، عندما أهان أشخاص في سيارتين أفراداً (من الأقلية) «بطريقة معادية للغجر»، ثم أطلقوا النار عليهم بسلاح هواء مضغوط، وأصيب أشخاص عدة، بحسب مكتب تقارير مكافحة معاداة الغجر الذي جمع النتائج لعام 2022.

ويقول التقرير: إن «الروما» (الغجر) الذين فرّوا من الحرب في أوكرانيا تأثروا بشكل أكبر بالتمييز.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن نحو نصف حالات التمييز المسجلة حدثت «على المستوى المؤسسي»؛ مما يعني أن أفراد «الروما» و«السنتي» تعرّضوا للتمييز من قِبل موظفي مؤسسات الدولة مثل الشرطة أو مكاتب رعاية الشباب أو مراكز العمل أو البلديات المسؤولة عن إيواء اللاجئين.

وقال محمد دايماغيلر، مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة الغجر: «يجب على الدولة أخيراً أن تتحمل مسؤوليتها وتضمن حماية أبناء (السنتي) و(الروما) من العنف والإقصاء والتمييز».

خلال حكم الرايخ الثالث في ألمانيا (1933-1945)، اضطهد النازيون وقتلوا ما يُقدّر بنحو 220.000 إلى 500.000 من «السنتي» و«الروما» الأوروبيين.


مقالات ذات صلة

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

يوميات الشرق في عام 2023 قُتلت امرأة كل 10 دقائق على يد شريكها أو فرد من عائلتها (أ.ف.ب)

3 سيّدات يروين لـ«الشرق الأوسط» رحلة الهروب من عنف أزواجهنّ

«نانسي» و«سهى» و«هناء»... 3 أسماء لـ3 نساءٍ كدن يخسرن حياتهنّ تحت ضرب أزواجهنّ، قبل أن يخترن النجاة بأنفسهنّ واللجوء إلى منظّمة «أبعاد».

كريستين حبيب (بيروت)
آسيا نيلا إبراهيمي ناشطة في مجال حقوق الفتيات الأفغانيات تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال (أ.ف.ب)

فرت وعائلتها هرباً من «طالبان»... أفغانية تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال

فازت فتاة مراهقة فرت مع عائلتها من أفغانستان بعد عودة «طالبان» إلى السلطة قبل ثلاث سنوات، بجائزة «كيدز رايتس» المرموقة لنضالها من أجل حقوق المرأة.

«الشرق الأوسط» (كابل - أمستردام)
شمال افريقيا أوزرا زييا (الثانية على اليسار) بجانب السفير الجزائري في واشنطن (السفارة الأميركية في الجزائر)

مسؤولة أميركية تبحث بالجزائر الحرية الدينية وإدارة الهجرة

عطاف اتصل هاتفياً بنظيره الأميركي، وأبلغه بأن «معلوماته بشأن الحرية الدينية في الجزائر، خاطئة وغير دقيقة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
المشرق العربي البروفسور نظام محمود

جرّاح بريطاني يصف استهداف الطائرات المُسيّرة للأطفال في غزة

روى جراح متقاعد من لندن ما شاهده خلال عمله التطوعي في مستشفى بغزة، وتحدث عن استهداف الطائرات المُسيّرة للأطفال بعد القصف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية امرأتان تشربان الشاي في الهواء الطلق بمقهى شمال طهران (أ.ب)

إيران: عيادة للصحة العقلية لعلاج النساء الرافضات للحجاب

ستتلقى النساء الإيرانيات اللاتي يقاومن ارتداء الحجاب، العلاجَ في عيادة متخصصة للصحة العقلية في طهران.

«الشرق الأوسط» (لندن)

موسكو تؤكد عزمها الرد على التصعيد الأميركي «غير المسبوق»

صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
TT

موسكو تؤكد عزمها الرد على التصعيد الأميركي «غير المسبوق»

صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)

أكدت موسكو، الأحد، عزمها الرد على ما سمّته التصعيد الأميركي «غير المسبوق»، فيما دعا الرئيس الأوكراني إلى تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده بعدما أسقطت وحدات الدفاع الجوي 50 من إجمالي 73 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا ليل السبت - الأحد فوق كثير من المناطق.

وقال الكرملين في بيان إنه يتعين على روسيا أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا. وأضاف أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل زائد مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا. وذكّر الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي من القيود المفروضة على العقيدة النووية ليصبح من الممكن عدّ أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية هجوماً مشتركاً على روسيا.

«أضرار بالغة خلال دقائق»

وفي وقت لاحق، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف الولايات المتحدة من أن روسيا ستزود أعداء أميركا بتقنيات نووية إذا أقدمت واشنطن على تزويد كييف بأسلحة نووية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن ميدفيديف قوله: «صاروخ أوريشنيك الروسي يمكنه إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق»، داعياً أوروبا إلى التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا. وأضاف ميدفيديف، في منشور عبر تطبيق «تلغرام»: «تتساءل أوروبا عن الضرر الذي يمكن أن يسببه نظام (أوريشنيك) إذا كان مزوداً برؤوس نووية، وما إذا كان من الممكن إسقاط هذه الصواريخ ومدى سرعة وصولها إلى عواصم العالم القديم»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وقال ميدفيديف إن «الضرر سيكون بالغاً، ومن المستحيل إسقاط الصاروخ بالوسائل الحديثة، نحن نتحدث عن دقائق»، مشيراً إلى أن «الملاجئ لن تساعد في شيء، وأن الأمل الوحيد هو أن تقدم روسيا على إصدار تحذير مسبق قبل عمليات الإطلاق... ولذلك من الأفضل للعواصم الغربية التوقف عن دعم الحرب في أوكرانيا». وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف قد أكد أن المواجهة الحالية يتم إشعالها من قبل الدول الغربية، مشيراً إلى أن المرسوم الخاص بتحديث العقيدة النووية لروسيا يمكن عدّه إشارة للغرب.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر دولي في كييف السبت (د.ب.أ)

هجوم بـ73 مسيّرة

بدوره، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده بحاجة إلى تعزيز دفاعاتها الجوية لحماية المدنيين بعدما أسقطت وحدات الدفاع الجوي 50 من إجمالي 73 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية فوق كثير من المناطق. وأضاف عبر تطبيق «تلغرام» أنه «تم إطلاق إنذارات من هجمات جوية بشكل يومي تقريباً في أنحاء أوكرانيا هذا الأسبوع». وتابع قائلاً إن روسيا استخدمت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 800 قنبلة جوية موجهة ونحو 460 طائرة مسيّرة هجومية، وما يزيد على 20 صاروخاً من أنواع مختلفة. وذكر أن «أوكرانيا ليست أرضاً لتجربة الأسلحة فيها. أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة. لكن روسيا لا تزال تواصل مساعيها لقتل شعبنا ونشر الخوف والذعر وإضعافنا».

«إقالة» قائد عسكري روسي

في سياق متصل، قال مدونون موالون لروسيا ووسائل إعلام روسية إن موسكو أقالت جنرالاً كبيراً لتقديمه تقارير مضللة عن تقدم في الحرب، بينما يحاول وزير الدفاع أندريه بيلوسوف إقصاء القادة غير الأكفاء. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر لم تحددها قولها إن الكولونيل جنرال جينادي أناشكين قائد الجيش في المنطقة الجنوبية أقيل من منصبه. لكن لم يصدر بعد تأكيد رسمي.

واشتكى مدونون روس معنيون بالحرب منذ فترة طويلة من طريقة قيادة العمليات حول سيفيرسك، إذ قالوا إن الوحدات الروسية هناك يزج بها في معارك طاحنة دون دعم مناسب، مقابل ما بدا أنها مكاسب تكتيكية ضئيلة. وقال ريبار، وهو مدون مؤيد لروسيا يحظى باحترام: «فقط الكسالى لم يكتبوا عن المشاكل هناك... بشكل عام، استغرق الأمر من النظام نحو شهرين حتى يستجيب للأمر بالشكل المناسب». وأضاف ريبار: «أقيل أناشكين من منصبه بسبب تقارير كاذبة عن جبهة سيفيرسك»، مستخدماً الاسم الذي تطلقه روسيا على المنطقة، حسبما نقلت عنه وكالة «رويترز».

ونقلت صحيفة «آر بي سي» عن مصدر لم تذكر اسمه في وزارة الدفاع قوله إن أناشكين نُقل ضمن عمليات «تغيير مناصب مخططة» للقادة. وفي تقاريره عن تغيير القيادات، نقل المدون الحربي البارز المؤيد لروسيا يوري بودولياكا عن وزير الدفاع بيلوسوف قوله: «يمكن أن ترتكب الأخطاء لكن الكذب مرفوض».

وقبل حلول فصل الشتاء، تقدمت القوات الروسية بأسرع وتيرة في أوكرانيا منذ بدء الغزو في 2022، رغم أن التقدم جاء أبطأ بكثير في بعض المناطق، خصوصاً حول سيفيرسك في منطقة دونيتسك في الشرق. وإذا تمكنت روسيا من السيطرة على منطقة سيفيرسك، فيمكنها بعد ذلك التقدم نحو كراماتورسك وهي مدينة رئيسة في المنطقة.