ماذا حلّ بـ«القاعدة» بعد 22 سنة من 11 سبتمبر؟

التنظيم ينتظر «خليفة الظواهري»... ويعاين فرص فوضى الساحل

«مركز التجارة العالمي الأول» في نيويورك أمس (أ.ف.ب)
«مركز التجارة العالمي الأول» في نيويورك أمس (أ.ف.ب)
TT

ماذا حلّ بـ«القاعدة» بعد 22 سنة من 11 سبتمبر؟

«مركز التجارة العالمي الأول» في نيويورك أمس (أ.ف.ب)
«مركز التجارة العالمي الأول» في نيويورك أمس (أ.ف.ب)

أحيت الولايات المتحدة، أمس (الاثنين)، الذكرى الـ22 لاعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، التي نفذها تنظيم «القاعدة».

وفيما شاركت نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس، في مراسم إحياء الذكرى أمام النصب التذكاري لضحايا برجي مركز التجارة العالمية في مانهاتن بنيويورك، وشارك مسؤولون عسكريون في مناسبة مماثلة أمام مقر البنتاغون بواشنطن، توجه الرئيس جو بايدن إلى ولاية ألاسكا في ختام جولته الخارجية على الهند وفيتنام، حيث يفترض أن يلقي كلمة في ذكرى الهجمات في مدينة أنكوريج.

وبدت ذكرى الاعتداءات الإرهابية قبل 22 سنة كأنها مجرد حدث ضخم طواه التاريخ. فالتهديد الذي شكّله فيما مضى تنظيم «القاعدة»، الذي نفّذ تلك الاعتداءات بطائرات مدنية مخطوفة في نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا، قد زال إلى حد كبير. ونجح الأميركيون، ومعهم طيف واسع من دول العالم، في القضاء على التنظيم وقادته البارزين، إلى درجة أن التهديد الإرهابي منذ عقد من الزمان لم يعد يرتبط بـ«القاعدة»، بل بمنافسه الأساسي في ساحة المتشددين: تنظيم «داعش».

ويلتزم تنظيم «القاعدة» صمتاً مطبقاً حيال زعيمه الجديد خلفاً لأيمن الظواهري رغم مرور أكثر من سنة على مقتله في كابل، بحسب ما أعلن الأميركيون. وثمة مخاوف اليوم من أن يقوم هذا التنظيم بإعادة تجميع نفسه من جديد في أفغانستان في ظل حكم حركة «طالبان». كما تسود مخاوف من أن يستغل التنظيم الفوضى التي تعم دول الساحل الأفريقي على خلفية «دومينو الانقلابات»، من أجل التوسع أكثر في هذه المنطقة.



المجر بقيادة أوربان أكثر بلدان الاتحاد الأوروبي تقارباً مع الصين

صورة ملتقطة في 5 مايو 2024 من موقع بناء مصنع لشركة «كاتل» الصينية لصناعة البطاريات بالقرب من ديبريسين ثاني أكبر مدينة في المجر (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 5 مايو 2024 من موقع بناء مصنع لشركة «كاتل» الصينية لصناعة البطاريات بالقرب من ديبريسين ثاني أكبر مدينة في المجر (أ.ف.ب)
TT

المجر بقيادة أوربان أكثر بلدان الاتحاد الأوروبي تقارباً مع الصين

صورة ملتقطة في 5 مايو 2024 من موقع بناء مصنع لشركة «كاتل» الصينية لصناعة البطاريات بالقرب من ديبريسين ثاني أكبر مدينة في المجر (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 5 مايو 2024 من موقع بناء مصنع لشركة «كاتل» الصينية لصناعة البطاريات بالقرب من ديبريسين ثاني أكبر مدينة في المجر (أ.ف.ب)

تقاربت المجر بشكل واضح من الصين خلال عهد رئيس الوزراء القومي فيكتور أوربان بخلاف دول الاتحاد الأوروبي، وجذبت استثمارات صينية بمليارات اليورو وباتت تنتشر فيها مشاريع لبناء مصانع كثيرة، كما تقاربت مع روسيا بالقدر نفسه.

ويُتوقع أن يصل الرئيس الصيني شي جينبينغ مساء الأربعاء إلى بودابست في المحطة الأخيرة من جولته الأوروبية، بعدما زار فرنسا وصربيا.

وأشاد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو بـ«زيارة تاريخية»، مذكراً بأن أي رئيس صيني لم يزر الدولة الواقعة في وسط أوروبا منذ عقدين من الزمنـ حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ويبتعد الرئيس شي في المجر عن الحزم الذي أظهره له الأوروبيون على خلفية التوترات التجارية المتراكمة وعن انتقادات تلقاها بشأن الملف الأوكراني، إذ يصل إلى دولة مقرّبة.

وفي حديث لوكالة الصحافة الفرنسية يرى تاماس ماتورا الأستاذ المشارك في جامعة كورفينوس أن شي «يرسل إشارة إلى الاتحاد الأوروبي» باختياره التوجه إلى المجر «أكثر دولة مؤيدة علناً للصين» من بين دول الاتحاد الـ27.

النظر نحو الشرق

ويرى فيكتور أوربان أن زيارة شي تمثل «نجاحاً دبلوماسياً» هو ثمرة سياسته في الانفتاح على الشرق. فمنذ وصول أوربان إلى السلطة في عام 2010 حاول جذب الصين. وعندما ابتعدت بروكسل عن بكين، عزّز هو في المقابل علاقات بلاده معها، رافضاً المواجهة الأيديولوجية بين «الكتل».

وخالفت المجر الاستراتيجية الأوروبية للحد من المخاطر، وفتحت أبوابها للقوة الآسيوية العظمى التي أصبحت المستثمر الرئيسي في البلاد العام الماضي.

ورأى الباحث السياسي يان شيوتونغ من جامعة تسينغهوا المرموقة بعدما زار بودابست مؤخراً أن «العلاقة الثنائية القوية توحي بالثقة للشركات الصينية إذ لا تخشى من تطورات سياسية مزعجة تعطل أعمالها».

وشهدت المجر التي تضم 9.6 مليون نسمة موجة من الاستثمارات الصينية منذ عام 2022، وخصوصاً في مجال السيارات الكهربائية والبطاريات.

وازداد انتشار المصانع الصينية في كل أنحاء المجر بسرعة كبيرة. وتُنشئ شركة «كاتل» CATL الصينية العملاقة لصناعة البطاريات مصنعاً ضخماً لها بالقرب من مدينة دبرتسن (شرق)، في حين تعتزم شركة «بي واي دي» BYD البدء بصناعة المركبات السياحية في سيجد (جنوب) اعتباراً من العام المقبل.

وقدّرت الحكومة المجرية المشاريع الحالية بنحو 15 مليار يورو. وفي المقابل، تستفيد الشركات الصينية من إعفاءات ضريبية، ودعم للبنى التحتية، وعروض عمل.

انسجام بشأن أوكرانيا

إلى ذلك، وقّعت المجر عقداً مع الصين لبناء خط للسكك الحديد فائق السرعة بين بودابست وبلغراد بلغت تكلفته ملياري يورو اقترضتها من بكين في إطار مشروع «طرق الحرير الجديدة» المعروف رسمياً باسم «الحزام والطريق»، وهو مشروع صيني ضخم للاستثمار في البنى التحتية.

ويشمل التعاون بين المجر والصين مجالات عدة. فقد اشترت بودابست لقاحات صينية ضد «كوفيد - 19»، ووعدت باستضافة أول حرم جامعي صيني في الاتحاد الأوروبي، ووقعت مؤخراً على اتفاقية أمنية مثيرة للجدل تسمح بتسيير دوريات للشرطة الصينية في الأراضي المجرية.

ويثير هذا الوضع مخاوف المعارضة التي تندد بالغموض الذي يحيط بالعقود، والتأثير البيئي لمصانع البطاريات، والفساد عادَّة أن هذه المشاريع تُثري «دائرة أوربان».

وإلى جانب العلاقات الاقتصادية، تمكنت المجر من أن تبدو «مفيدة» لبكين في الاجتماعات المتعددة الأطراف، حسبما رأى تاماس ماتورا.

واستخدم فيكتور أوربان الذي ينتقده شركاؤه الغربيون دائماً بسبب ميوله الاستبدادية، حق النقض في الاتحاد الأوروبي عدة مرات لمنع قرارات تؤثر على الصين أو للتخفيف من وطأتها عليها، وخصوصاً فيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان.

ورأى ماتيج سيمالجيك الباحث في معهد أوروبا الوسطى للدراسات الآسيوية ومقره في سلوفاكيا، أن هذا «المنطق ربما يشمل أيضاً حلف شمال الأطلسي» لأن مواقف المجر العضو في الحلف منذ عام 1999 وشركائها تتباين بشأن روسيا.

ويشدّد بيتر سيارتو على أن بلاده «على اتفاق مطلق» مع الصين بشأن القضية الأوكرانية.

وتقدم بكين نفسها كطرف محايد وتدعو باستمرار إلى تسوية سياسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا مع المحافظة على تقاربها مع الكرملين، مثل بودابست.


شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا

عناصر حرس الحدود البولندية يجوبون جدار الشريط على الحدود البيلاروسية (أرشيفية - أ. ب)
عناصر حرس الحدود البولندية يجوبون جدار الشريط على الحدود البيلاروسية (أرشيفية - أ. ب)
TT

شرطة وارسو تعتقل روسياً فر إلى بولندا

عناصر حرس الحدود البولندية يجوبون جدار الشريط على الحدود البيلاروسية (أرشيفية - أ. ب)
عناصر حرس الحدود البولندية يجوبون جدار الشريط على الحدود البيلاروسية (أرشيفية - أ. ب)

اعتقلت شرطة الحدود البولندية عسكرياً فر من الجيش الروسي بعد عبوره إلى بولندا بشكل غير قانوني من بيلاروسيا، حليفة موسكو المقربة.

وقالت المتحدثة باسم حرس الحدود كاتارينا زدانوفيتش، اليوم الأربعاء، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «لقد اعتقلنا شخصاً فر من روسيا كان يحمل أوراقه العسكرية».

وأضافت: «هو رجل عمره 41 عاماً، عَبَر الحدود بشكل غير قانوني من بيلاروسيا إلى شمال شرقي بولندا»، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وذكرت وسائل الإعلام البولندية أن الرجل لم يكن مسلحاً، وكان بملابس مدنية.

ولم تتمكن زدانوفيتش من التعليق على ما إذا كانت هذه هي الحالة الأولى من نوعها منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في عام 2022.

واشتكت السفارة الروسية في بولندا من عدم تلقيها «أي معلومات» من السلطات البولندية عن اعتقال الجندي الروسي. وذكرت السفارة عبر وكالة الأنباء الروسية «تاس»: «وفقاً للاتفاقية القنصلية الروسية البولندية لعام 1992، فإن الجانب البولندي ملزم بإبلاغ السفارة» في حال حصول حالات كهذه، مضيفة أنها «تعتزم توجيه سؤال لوزارة الخارجية البولندية» بهذا الشأن.

بيلاروس وروسيا عضوان في تحالف عسكري يضم العديد من دول الاتحاد السوفياتي السابق. كما أن موسكو ومينسك شريكتان وثيقتان في مجال الدفاع؛ فالرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو سمح لروسيا باستخدام الأراضي البيلاروسية في إطار هجومها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. ويتمركز عشرات الآلاف من القوات الروسية في بلاده.

في سياق آخر، طلب قاض بمحكمة الإدارة الإقليمية في وارسو، الاثنين، اللجوء السياسي في بيلاروسيا التي تقيم علاقات متوترة مع وارسو. وإثر ذلك، فتحت وارسو تحقيقاً في قضية تجسس؛ لأن القاضي توماس شميدت كان قادراً على الاطلاع على معلومات «سرية» في بولندا.

أبلغ حرس الحدود البولنديون مؤخراً عن نحو مائة محاولة يومياً لعبور الحدود البيلاروسية بشكل غير قانوني إلى بولندا. لكن غالبية هؤلاء هم من دول الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا.


الجيش الروسي يعلن السيطرة على بلدتين في شرق وشمال شرقي أوكرانيا

رجل يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
رجل يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
TT

الجيش الروسي يعلن السيطرة على بلدتين في شرق وشمال شرقي أوكرانيا

رجل يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)
رجل يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

أعلن الجيش الروسي، اليوم الأربعاء، أنه سيطر على بلدتين إضافيتين في شرق وشمال شرقي أوكرانيا، بعدما استفادت قواته من نقص الذخائر والمجنّدين لدى القوات الأوكرانية لتحقيق تقدم ميداني.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، إنها «حرّرت» بلدتيْ نوفوكالينوفي في ضواحي منطقة دونيتسك بالشرق؛ حيث تقدم جنودها، في الأسابيع الماضية، وكيسليفكا في منطقة خاركيف (شمال شرق).

ولا يزال الجيش الأوكراني في موقف دفاعي منذ فشل هجومه المضاد، الصيف الماضي، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وتمسك روسيا زمام المبادرة في مواجهة الجيش الأوكراني الذي يواجه صعوبات في التجنيد، ويعاني جراء بطء تسلم المساعدات الغربية.


«الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة

أسرة فلسطينية تعرَّض منزلها للقصف مساء أمس برفح بينما تساعد فرق الدفاع المدني في إنقاذ الضحايا (أ.ف.ب)
أسرة فلسطينية تعرَّض منزلها للقصف مساء أمس برفح بينما تساعد فرق الدفاع المدني في إنقاذ الضحايا (أ.ف.ب)
TT

«الخارجية» الروسية: لا نرى حتى الآن آفاقاً للتسوية في غزة

أسرة فلسطينية تعرَّض منزلها للقصف مساء أمس برفح بينما تساعد فرق الدفاع المدني في إنقاذ الضحايا (أ.ف.ب)
أسرة فلسطينية تعرَّض منزلها للقصف مساء أمس برفح بينما تساعد فرق الدفاع المدني في إنقاذ الضحايا (أ.ف.ب)

قالت روسيا، اليوم الأربعاء، إنها لا ترى آفاقاً بعدُ لتسوية سلمية في قطاع غزة، أو في الشرق الأوسط بشكل عام، وأن عملية إسرائيل في رفح تُصعّد الصراع.

وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إن الصراع تسبَّب في «كارثة إنسانية».

ودعت «الخارجية» الروسية إلى «الامتثال الصارم» للقانون الإنساني الدولي فيما يتعلق بالتوغل الإسرائيلي في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، قائلة إنه «عامل مزعزع للاستقرار»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». وقالت زاخاروفا: «نطالب بالامتثال الصارم لأحكام القانون الإنساني الدولي»، وعدَّت بدء العملية العسكرية الإسرائيلية البرية في رفح يشكل «عاملاً إضافياً لزعزعة الاستقرار، بما في ذلك للمنطقة برمّتها».


روسيا تستهدف بنى تحتية للطاقة خلال أحدث هجماتها على أوكرانيا

تصاعد الدخان جراء الهجوم الروسي على مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا (د.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء الهجوم الروسي على مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا (د.ب.أ)
TT

روسيا تستهدف بنى تحتية للطاقة خلال أحدث هجماتها على أوكرانيا

تصاعد الدخان جراء الهجوم الروسي على مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا (د.ب.أ)
تصاعد الدخان جراء الهجوم الروسي على مدينة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا (د.ب.أ)

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على تطبيق تلغرام، إن روسيا استخدمت أكثر من 50 صاروخا و20 طائرة مسيرة في هجوم أثناء الليل استهدف بنية تحتية في أوكرانيا.

وجاء الهجوم في يوم الذكرى والمصالحة الذي يهدف لإحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية الثانية. وكتب زيلينسكي "العالم بأسره لا يملك أي حق في منح النازية فرصة أخرى". وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤولون في الجيش وفي قطاع الطاقة بأوكرانيا إن هجوماً جوياً روسياً على البلاد ألحق أضراراً بعدة منشآت، في ضربة استهدفت البنية التحتية للطاقة.

وكتب وزير الطاقة الأوكراني، غيرمان غالوشينكو، على تطبيق «تلغرام»: «هجوم آخر ضخم على قطاع الطاقة لدينا!». وأضاف أن الهجوم استهدف منشآت لتوليد ونقل الكهرباء، في مناطق: بولتافا، وكيروفوهارد، وزابوريجيا، ولفيف، وإيفانو-فرانكيفسك، وفينيتسيا، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وباستثناء زابوريجيا، تقع تلك المناطق بعيداً عن جبهة القتال الممتدة عبر شرق وجنوب شرقي أوكرانيا.

محطة زابوريجيا النووية (أ.ب)

ولم يُعرف بعد نطاق الهجوم الروسي على أوكرانيا، ولم يصدر تعليق بعد من موسكو. وقال سيرهي بوبكو، مدير الإدارة العسكرية لكييف، على تطبيق «تلغرام»، إن كل الصواريخ التي استهدفت المدينة تم تدميرها. وأضاف أن الهجوم لم يسفر عن أضرار جسيمة أو إصابات.

وأفاد شهود من «رويترز» في كييف بسماع دوي انفجارات، بدا وكأنها ناتجة عن اعتراض أنظمة الدفاع الجوي لأهداف جوية.

وقال مسؤولون محليون إن أنظمة الدفاع الجوي شاركت أيضاً في صد الهجوم الروسي، فوق منطقة لفيف المتاخمة لبولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي، وحيث وقعت عدة انفجارات.

وبدأت روسيا غزواً شاملاً لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وشنت سلسلة من الهجمات على منشآت الطاقة الأوكرانية في الأشهر القليلة الماضية.

وتنفي موسكو استهداف المدنيين؛ لكنها تقول إن شبكة الطاقة الأوكرانية تشكِّل هدفاً عسكرياً مشروعاً.


بوتين يتعهد «النصر» في مستهل ولايته الخامسة

الرئيس فلاديمير بوتين يستعرض الحرس الرئاسي بعد ادائه القسم لبدء ولايته الخامسة في قصر الكرملين الكبير أمس (رويترز)
الرئيس فلاديمير بوتين يستعرض الحرس الرئاسي بعد ادائه القسم لبدء ولايته الخامسة في قصر الكرملين الكبير أمس (رويترز)
TT

بوتين يتعهد «النصر» في مستهل ولايته الخامسة

الرئيس فلاديمير بوتين يستعرض الحرس الرئاسي بعد ادائه القسم لبدء ولايته الخامسة في قصر الكرملين الكبير أمس (رويترز)
الرئيس فلاديمير بوتين يستعرض الحرس الرئاسي بعد ادائه القسم لبدء ولايته الخامسة في قصر الكرملين الكبير أمس (رويترز)

استهل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، ولايته الرئاسية الخامسة، بخطاب قسم ألقاه في الكرملين وتعهد فيه حماية روسيا وتحقيق النصر في أوكرانيا، مقراً بـ«تحديات ثقيلة»، ومحدداً أولوياته المقبلة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب، عبر تعزيز الشراكة مع الأصدقاء والانفتاح على «حوار نديّ» مع الخصوم.

وبُثّ حفل التنصيب الذي تضمن عرضاً عسكرياً وقدّاساً أرثوذكسياً مباشرةً على أبرز القنوات التلفزيونية الروسية.

وقال الرئيس الروسي: «نحن متحدون وأمة عظيمة، وسنتجاوز معاً جميع العقبات ونحقق كل ما خططنا له ومعاً سننتصر».

وشدد بوتين، الذي تولى السلطة في بلاده قبل نحو ربع قرن، على أن أولوياته ستبقى موجهةً باتجاه «مواصلة تعزيز الشراكة والتعاون مع البلدان التي ترى في روسيا شريكاً موثوقاً به، وهي الأغلبية العالمية»، مؤكداً في المقابل أن بلاده «لا ترفض التعامل مع الدول الغربية، إلا أن العداء الذي يمارسونه ضدنا هو ما يعرقل ذلك. إن الحوار حول الأمن الاستراتيجي والاستقرار ممكن، ولكن ليس من منطق الإملاء، وإنما انطلاقاً من قواعد الندية».

وأكد أن «علينا أن نكتفي ذاتياً، وأن نفتح مجالات جديدة أمام دولتنا كما حدث مراراً في التاريخ، الذي نتعلم من دروسه دائماً».

وقال بوتين، الذي أكد أن قواته ستنتصر في أوكرانيا مهما كان الثمن، إن بلاده ستخرج «بكرامة وستصبح أقوى».

وبالتزامن مع مراسم التنصيب، بثت وسائل الإعلام الحكومية الروسية بشكل مكثف تقارير عن فترات رئاسة بوتين، والإنجازات التي حققها خلال توليه دفة القيادة في البلاد منذ ربع قرن. وركزت غالبيتها على تمكنه من إعادة الاعتبار لروسيا على المستوى الدولي.


بيلاروسيا تعلن إجراء مناورة لاختبار جاهزية قاذفات أسلحة نووية تكتيكية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلى يمينه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يتابعان تدريبات عسكرية في موسكو (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلى يمينه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يتابعان تدريبات عسكرية في موسكو (أرشيفية - أ.ب)
TT

بيلاروسيا تعلن إجراء مناورة لاختبار جاهزية قاذفات أسلحة نووية تكتيكية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلى يمينه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يتابعان تدريبات عسكرية في موسكو (أرشيفية - أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وإلى يمينه رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو يتابعان تدريبات عسكرية في موسكو (أرشيفية - أ.ب)

أعلن الجيش البيلاروسي، الثلاثاء، أنّه بدأ مناورة للتحقّق من درجة استعداد قاذفات الأسلحة النووية التكتيكية، وذلك غداة إعلان حليفته روسيا مناورات نووية تشمل خصوصاً قوات متمركزة بالقرب من أوكرانيا.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية «بيلتا» (Belta) عن أمين مجلس الأمن البيلاروسي ألكسندر فولفوفيتش قوله إنّ هذه المناورة مرتبطة بإعلان موسكو وستكون «متزامنة» مع التدريبات الروسية.

وأضاف فولفوفيتش أنّ مناورة مينسك ستشمل على وجه الخصوص، أنظمة إسكندر الصاروخية وطائرات «سو - 25».

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، كانت روسيا نشرت في صيف عام 2023 أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، أقرب حلفائها والدولة المجاورة للاتحاد الأوروبي. ولا تزال هذه الأسلحة تخضع للسيطرة الروسية.

وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية في بيان: «بدأ التحقّق من درجة استعداد القوات وقاذفات أسلحة نووية تكتيكية داخل القوات المسلّحة».

كذلك، أشار رئيس أركان القوات المسلّحة البيلاروسية الجنرال فيكتور غوليفيتش إلى أنّه «في إطار هذا الحدث، تمّت إعادة نشر جزء من القوات ووسائل الطيران في مطار احتياطي».

وأضاف أنّه «فور إنجاز عملية الانتشار هذه، سنستعرض المسائل المتعلّقة بالاستعدادات لاستخدام الأسلحة النووية غير الاستراتيجية».

وأعلنت روسيا، الاثنين، أنها ستجري مناورات نووية رداً على تصريحات لقادة غربيين اعتبرتها عدوانية، وفق الكرملين. وأمر الرئيس فلاديمير بوتين بإجراء المناورات «في المستقبل القريب»، مؤكداً أنّ قواته قد تضرب أهدافاً عسكرية بريطانية في أوكرانيا «وخارجها».


اعتقال جندي أميركي في فلاديفوستوك يفاقم التوتر بين واشنطن وموسكو

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
TT

اعتقال جندي أميركي في فلاديفوستوك يفاقم التوتر بين واشنطن وموسكو

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (رويترز)

أكد الجيش الأميركي أن الجندي الأميركي غوردون بلاك، قد تم اعتقاله الأسبوع الماضي في روسيا، خلال عودته إلى البلاد قادماً من كوريا الجنوبية، حيث يقوم بخدمته العسكرية.

وذكرت وسائل إعلام روسية، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤولين في محكمة محلية، أن جندياً أميركياً اعتقل في روسيا الخميس الماضي، في مدينة فلاديفوستوك، المدينة الساحلية في أقصى الشرق الروسي، وسيظل في السجن حتى يوليو (تموز) على الأقل، بينما تحقق السلطات في اتهامات بالسرقة موجهة إليه. لكنّ خبر اعتقاله لم يعلن إلّا مساء الاثنين، عندما قالت وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان إنه محتجز.

الجندي غوردون بلاك (رويترز)

وقال مسؤول عسكري أميركي، إن الجندي غوردون بلاك (34 عاماً)، هو رقيب في الجيش كان في طريقه عودته إلى منزله في ولاية تكساس بعد إنهاء تمركزه في كوريا الجنوبية. وأضاف أن الجندي أوقف بتهم جنائية، لكنه امتنع عن إعطاء تفاصيل؛ نظراً لحساسية القضية.

ويواجه بلاك احتمال سجنه خمس سنوات بموجب القانون الجزائي الروسي، حيث قالت المحكمة في بيان صحافي الثلاثاء، إن مواطناً أميركياً تم تحديده بالحرف «ب» فقط، تم احتجازه للاشتباه في قيامه بسرقة امرأة، مما تسبب لها في «ضرر كبير». وأضافت أنه اعتدى بالضرب على صديقته الروسية خلال زيارة لفلاديفوستوك، وسرق منها مبلغاً من المال والكحول. وفيما لم يعلق المسؤولون في موسكو على الاعتقال، ذكرت محطة «إن بي سي» الأميركية أن الجندي سافر إلى روسيا بصفة شخصية ولم يكن في رحلة عمل رسمية.

ولم يكن من الواضح سبب وجود بلاك في فلاديفوستوك، وهو ميناء عسكري بالقرب من مقر الأسطول الروسي في المحيط الهادي، بقي مغلقاً أمام الغرباء لعقود من الزمن في عهد الاتحاد السوفياتي. ولم يكن من الواضح أيضاً كيف حصل بلاك على تأشيرة للسفر إلى روسيا.

وكرّر مسؤول بوزارة الخارجية يوم الاثنين تحذير حكومة الولايات المتحدة للأميركيين من السفر إلى روسيا. وذكرت شبكة «إن بي سي نيوز» يوم الاثنين، أن بلاك، سافر إلى فلاديفوستوك من كوريا الجنوبية لزيارة امرأة كان على علاقة عاطفية معها. وذكرت أنه لم يبلغ رؤساءه بالرحلة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في كييف (أ.ف.ب)

تدهور العلاقة مع الغرب

ومع توقيف بلاك، يرتفع عدد الأميركيين المسجونين في روسيا، بتهم يعدها المسؤولون الأميركيون ملفقة، في وقت تشهد العلاقات مع روسيا توتراً كبيراً بسبب غزو موسكو لأوكرانيا. وأوقفت السلطات الروسية مواطنين أميركيين عدة، فيما اتهمت أطراف موسكو باستخدام الموقوفين لمبادلتهم بروس مسجونين في الولايات المتحدة.

وتم الكشف عن اعتقال بلاك، بينما كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يستعد لأداء اليمين لولايته الخامسة رئيساً لروسيا يوم الثلاثاء، وسط تصاعد المواجهة مع الغرب. وأضرت الاعتقالات بالعلاقة المتوترة بالفعل بين روسيا والولايات المتحدة اللتين اشتبكتا بشكل خاص بشأن الغزو الروسي لأوكرانيا. وكذلك حول مجموعة من الأمور الأخرى، بما في ذلك ما تقول واشنطن إنه مسعى موسكو لوضع سلاح نووي في الفضاء، وإعلانها الأخير عن القيام بتدريبات على استخدام أسلحة نووية تكتيكية.

وقال الجنرال بات رايدر، المتحدث باسم البنتاغون، خلال رده على سؤال حول هذه التدريبات: «هي مثال على نوع الخطاب غير المسؤول الذي رأيناه من روسيا في الماضي». وأضاف رايدر أنه «أمر غير مناسب على الإطلاق؛ نظراً للوضع الأمني ​​الحالي. وكما تعلمون، لم نشهد أي تغيير في وضع قوتهم الاستراتيجية. لكن من الواضح أننا سنواصل المراقبة. لكن هذا مجرد خطاب غير مسؤول».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ في كييف (أ.ف.ب)

وعندما سُئل رايدر عن عرض روسيا خلال احتفالات عيد العمال، لدبابة «أبرامز»، وناقلة جند «برادلي» الأميركيتين، تم الاستيلاء عليهما في أوكرانيا، وعمّا إذا كان ذلك يعرّض للخطر بعض التكنولوجيا الأميركية، رفض الإدلاء بمعلومات أو تفاصيل إضافية. ومع توقع أن تتم مساءلة وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال شهادته أمام الكونغرس الأربعاء، حول هذه القضية، أوضح رايدر أن البنتاغون «يأخذ بعين الاعتبار هذا الأمر عند تقديم قدراتنا العسكرية لشركائنا الأجانب».

وكانت روسيا قد عرضت أنواعاً عدة من الأسلحة الغربية التي حصلت عليها أوكرانيا، قالت إنها غنمتها في ساحات المعركة، في ظل التقدم الذي يحرزه الجيش الروسي على جبهات القتال، وخصوصاً في إقليم دونيتسك ومنطقة خاركيف شرق أوكرانيا.

تدهور جبهات القتال

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تسريع وتيرة تسليم الأسلحة التي وعد بها الغرب، قائلاً في خطابه اليومي مساء الاثنين: «يجب أن تتبع القرارات السياسية لوجيستيات حقيقية، وأن يستلم جنودنا بالفعل الأسلحة». وأوضح أنه من أجل ذلك، يجب تنسيق التعاون مع الشركاء، خصوصاً الولايات المتحدة، بشكل أفضل. ويجب القيام بعمل مستمر على مدار الساعة لتسريع الأمور. وأصدرت الولايات المتحدة حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة تقدر بنحو 61 مليار دولار قبل نحو أسبوعين، بعد أشهر من الجمود في مجلس النواب الأميركي. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن تلك المساعدات ستصل «خلال أيام».

بوتين يتوجه لأداء اليمين في قصر الكرملين الكبير الثلاثاء (أ.ب)

ومع ذلك، لا تزال أوكرانيا في وضع دفاعي صعب. وقال قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي، في تقرير رفعه إلى زيلينسكي، إن «العدو» لا يزال يمتلك مزيداً من القوات البشرية والأسلحة والمعدات التقنية، وبالتالي يهاجم مواقع الجيش الأوكراني يومياً. ووفقاً لتقريره، تستهدف القوات الرئيسية للجيش الروسي بلدتي كوراخوف، وبوكروفسك في منطقة دونيتسك شرق أوكرانيا.

من جهة أخرى، أعلن جهاز الأمن الأوكراني، أنه ألقى القبض على عملاء لروسيا داخل جهاز أمني يخططون لاغتيال الرئيس زيلينسكي، وغيره من كبار المسؤولين الحكوميين، بناء على أوامر من موسكو. ويُعرف الجهاز الأمني باسم إدارة حماية الدولة في أوكرانيا. وقالت الأجهزة في بيان إنها «فككت شبكة من العملاء التابعين لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي كانوا يعدون لاغتيال الرئيس الأوكراني». وأضافت أن «مسؤولين رفيعي المستوى آخرين في المجالين العسكري والسياسي كانوا مستهدفين أيضاً، مثل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية كيريلو بودانوف». وأكدت الأجهزة، كما نقلت عنها «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن المشتبه بهما اللذين أوقفا «شخصان برتبة كولونيل». وقالت إن هذه الشبكة كانت «تحت إشراف» جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ويُشتبه في أن المسؤولَين «نقلا معلومات سرية» إلى روسيا. وأكدت أنهما كانا يريدان تجنيد عسكريين «مقربين من جهاز أمن» الرئيس زيلينسكي بهدف «احتجازه رهينة وقتله»، بحسب السلطات الأوكرانية. وأكدت أجهزة الأمن الأوكرانية أن أحد أعضاء هذه الشبكة حصل على مسيّرات ومتفجرات. وندّدت أوكرانيا مراراً بمحاولات لاغتيال رئيسها أو مسؤولين كبار آخرين أو أقاربهم. وفي أبريل (نيسان)، أوقف رجل يشتبه في أنه ساعد الاستخبارات الروسية في التحضير لهجوم ضد زيلينسكي في بولندا، وفقاً للادعاء العام في بولندا وأوكرانيا. واتُهمت روسيا مراراً بتسميم خصوم للكرملين في الداخل والخارج، لكنها نفت دائماً هذه الاتهامات.


الأمن الروسي يحبط هجوماً تفجيرياً استهدف منشآت قضائية

ضباط شرطة ملثمون ومسلحون يقفون خارج المكتب المركزي لشركة ميديا موست القابضة في موسكو 11 مايو 2000 (أ.ب)
ضباط شرطة ملثمون ومسلحون يقفون خارج المكتب المركزي لشركة ميديا موست القابضة في موسكو 11 مايو 2000 (أ.ب)
TT

الأمن الروسي يحبط هجوماً تفجيرياً استهدف منشآت قضائية

ضباط شرطة ملثمون ومسلحون يقفون خارج المكتب المركزي لشركة ميديا موست القابضة في موسكو 11 مايو 2000 (أ.ب)
ضباط شرطة ملثمون ومسلحون يقفون خارج المكتب المركزي لشركة ميديا موست القابضة في موسكو 11 مايو 2000 (أ.ب)

أعلنت هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي أن وحداتها نجحت في إحباط هجوم تفجيري ضخم كان يستهدف منشآت قضائية في مدينة تامبوف جنوبي العاصمة الروسية.

وأفاد بيان أصدرته الهيئة الأمنية بأنه تم اعتقال مشتبه به، وهو «أحد سكان تامبوف، وأعد بإيعاز من المخابرات الأوكرانية لتفجيرات بالقرب من مباني مؤسسات قضائية إقليمية ومحاكم».

عناصر من الشرطة الروسية في موسكو (أرشيفية )

وكشف البيان عن جانب من تفاصيل إحباط الهجوم، وزاد: «قام رجال الأمن بوقف نشاط غير قانوني لمواطن روسي من مواليد عام 1980، كان يستعد لتفجير عبوات ناسفة بالقرب من مباني محاكم تامبوف الإقليمية ومحاكم التحكيم، وذلك بتوجيه من الهيئات الأمنية الأوكرانية المختصة». ووفقاً للبيان فقد تم إحباط العملية بعدما لاحظ موظفو هيئة السكك الحديدية الروسية، في أثناء قيامهم بجولة تفتيش في المناطق القريبة من محطة تامبوف، رجلاً أثار الشبهات من خلال دس لفافات بين مخلفات البناء. وعند فحص المكان، تم العثور على عبوتين ناسفتين يدويتي الصنع زُرعتا بعناية بين مواد للبناء، وتم إبطال مفعولهما والقبض على المشتبه به.

وأضاف المركز الأمني أنه وفقاً لإفادة المعتقل فقد «قام منذ بدء العملية العسكرية الخاصة، بالاطلاع بشكل منتظم على مواد تحريضية على مختلف شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية المختلفة، بما في ذلك مواقع المنظمات الإرهابية الموالية لأوكرانيا، حيث تم تجنيده في يوليو (تموز) 2023 من قبل المخابرات الأوكرانية لتنفيذ أعمال تخريبية وهجمات إرهابية داخل الأراضي الروسية».

وكان جهاز الأمن الروسي أعلن عن حادثة مماثلة قبل يومين؛ إذ اعتقَلَ أحد سكان إقليم بريموريه، بعد الاشتباه في قيامه بالتجسس ونقل معلومات إلى الاستخبارات العسكرية الأوكرانية.

ونقلت وكالة أنباء «نوفوستي» عن مصدر في الفرع الإقليمي للأمن الفيدرالي الروسي، أنه تم فتح تحقيق مع المعتقل بعد توجيه تهمة الخيانة العظمى ضده.

وقال المصدر: «تمكن عناصر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي من إحباط نشاط غير قانوني لأحد سكان إقليم بريموريه، المتورط في ارتكاب الخيانة العظمى في شكل تجسس لصالح مديرية الاستخبارات العامة بوزارة الدفاع الأوكرانية».

ووفقاً للمصدر، قام المعتقل المتهم بتوجيه من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، «بجمع معلومات حول البنية التحتية العسكرية في المنطقة ونقلها إلى المشرفين عليه، وذلك رغم إدراكه الكامل بإمكانية استخدامها من قبل العدو ضد أمن روسيا الاتحادية، بما في ذلك في أثناء تنفيذ عمليات تأثير مباشر ضد روسيا».


غضب في ألمانيا من تجمعات تدعو لتطبيق الشريعة في البلاد

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تجري مقابلة خلال الاجتماع الوزاري لتحالف الدول الأوروبية ضد الجريمة الخطيرة والمنظمة والاتجار بالمخدرات (د.ب.أ)
وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تجري مقابلة خلال الاجتماع الوزاري لتحالف الدول الأوروبية ضد الجريمة الخطيرة والمنظمة والاتجار بالمخدرات (د.ب.أ)
TT

غضب في ألمانيا من تجمعات تدعو لتطبيق الشريعة في البلاد

وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تجري مقابلة خلال الاجتماع الوزاري لتحالف الدول الأوروبية ضد الجريمة الخطيرة والمنظمة والاتجار بالمخدرات (د.ب.أ)
وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر تجري مقابلة خلال الاجتماع الوزاري لتحالف الدول الأوروبية ضد الجريمة الخطيرة والمنظمة والاتجار بالمخدرات (د.ب.أ)

رغم الجدل الكبير الذي سببته تظاهرة لمتطرفين في هامبورغ، نهاية الشهر الماضي، دعت لتطبيق الشريعة في ألمانيا، تستعد المجموعة نفسها (مسلم إنتراكتيف) لتظاهرة جديدة يوم السبت المقبل. ووسط دعوات لحظر الجماعة ومنع مناصريها من التظاهر، أعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر أنها تدرس تشديد القوانين حول التجمع المزمع في المدينة نفسها.

متظاهرون يحتجون ضد الإسلاموية والتطرف ومن أجل القيم الليبرالية في مسيرة مضادة لتجمع نظمه إسلاميون أثاروا غضباً على مستوى البلاد السبت الماضي (د.ب.أ)

واستبعدت فيزر حظر التجمع، وقالت إنه يجب الحفاظ على حرية التعبير التي يضمنها القانون الأساسي في ألمانيا، ولكن في المقابل ستدرس إمكانية حظر بعض الشعارات التي يمكن اعتبارها معارضة للدستور.

يُذكَر أن ألمانيا تحظر بشكل مستمر تجمعات مؤيدة لفلسطين منذ 17 أكتوبر (تشرين الأول) بحجة مخاوف من دعمها للإرهاب.

وقالت فيزر على هامش مؤتمر دولي لمحاربة جرائم المخدرات يعقد في هامبورغ، إن «هناك قوانين تمنع رفع الشعارات المعادية للدستور في الشارع». وكانت فيزر قد وصفت التظاهرة الأسبوع الماضي بأنها «يصعب تحملها». وحذَّرت المشاركين من تخطي «الخطوط الحمراء». وأشارت إلى أن الخطوط الحمراء تعني «عدم الترويج للبروباغندا الإرهابية لـ(حماس)، وعدم تبني خطاب معادٍ لليهود، وعدم الترويج للعنف». وأشارت إلى أنه لو حدث أي من الثلاثة، فإنه «يجب التدخل فوراً ووقف التظاهرة».

متظاهرون ألمان يحملون لافتات كُتب عليها «أوروبا من دون إسلاميين» و«الديمقراطية فقط» يحتجون في شتايندام ضد الإسلاموية والتشدد من أجل القيم الليبرالية والقانون الأساسي (د.ب.أ)

وكانت «الداخلية» الألمانية قد حظرت جماعة «صامدون» بُعيد بدء الحرب في غزة، بعد نشر أفرادها صوراً لهم وهم يوزعون الحلوى احتفالاً بعملية 17 أكتوبر. وعدَّت الداخلية ذلك دعماً وترويجاً للإرهاب.

وفي نهاية الشهر الماضي، خرج نحو ألف شخص في هامبورغ يهتفون بشعارات تدعو لتطبيق الشريعة في ألمانيا، ما تسبب في غضب عارم بأنحاء البلاد. وخرجت تظاهرة مضادة للمتطرفين قبل أيام في المدينة نفسها، طالبت باحترام الدستور والقانون الألماني. وحسب الشرطة، شارك في التظاهرة المضادة نحو 800 شخص. وقال منظم التجمع، علي أرتان توبراك -وهو أمين عام الجالية الكردية- إن «لا أحد يؤذي المسلمين والإسلام بقدر المتطرفين أنفسهم». واتهم توبراك السياسيين «بتجاهل» مشكلة التطرف لفترة طويلة «خوفاً من أن يُتهموا بمعاداة المسلمين».

وتصنف المخابرات الألمانية جماعة «مسلم إنتراكتيف» جماعةً متطرفة، ورغم ذلك فهي غير محظورة.

وبعد التظاهرة التي نظمتها الجماعة نهاية الشهر الماضي، دعا قائد الشرطة في هامبورغ، فالك شنابل، إلى حظرها، وقال في تصريحات صحافية إنه «يجب حظر الجماعة في حال كانت هناك أدلة قانونية كافية لدعم الحظر». وقال إنه يجب «وقف تمدد التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي». وأشار إلى أن معظم المشاركين في التظاهرة التي خرجت في هامبورغ قبل نحو أسبوع، كانوا من الرجال في سن الشباب. ودعا شنابل المسلمين في ألمانيا إلى «عدم الوقوع ضحية هذا الخداع».

وانتقد سياسيون عدم حظر الجماعة، وقال النائب عن الحزب «الديمقراطي المسيحي» المعارض في هامبورغ، دنيس تيرينغ، إن «وصف وزيرة الداخلية للتظاهرة بأنها (صعب تحملها) غير كافٍ»، داعياً إلى التحرك «فوراً» لحظر الجماعة المتطرفة.

وانتقد كذلك سياسيون ينتمون لأحزاب مشاركة في الحكومة، الجماعة، وقال النائب عن الحزب «الليبرالي» كونستنتين كول، إن «أي أجنبي يعرِّض وجوده داخل ألمانيا القانون الأساسي الحر والديمقراطي للخطر، يمكن طرده». وأضاف أن «أي شخص يدعو لوقف العمل بالقوانين الأساسية للحريات والصحافة يستوفي هذه الشروط».

ولكن المشاركين في التظاهرة كانوا -في معظمهم- ألماناً، ومنظمها رحيم بوتانغ البالغ من العمر 25 عاماً، هو ألماني لوالد غاني ووالدة ألمانية.

وانتقد متخصصون في التطرف دعوات الطرد، وقال إيرين غوفرشين، في تصريحات صحافية، إن دعوات الترحيل والطرد «لا تعالج المشكلة» لأن المشاركين ليسوا من اللاجئين؛ بل هم ألمان وُلدوا في ألمانيا وكبروا فيها. وأضاف: «لن نصل إلى أي مكان بالدعوات للترحيل فقط. هذه مشكلة أعمق من ذلك بكثير». وانتقد غوفرشين كلام وزيرة الداخلية التي قالت إنه يجب أن تكون هناك عواقب، متسائلاً: «ما الذي فعلته وزارة الداخلية حتى الآن؟ معروف أن هذه الجماعة تحشد منذ سنوات، وهي تعمل على التجنيد عبر وسائل التواصل». ودعا وزيرة الداخلية إلى اتخاذ خطوات واضحة صد المتطرفين، مضيفاً أنه في حال عدم القيام بذلك: «يجب ألا يفاجَأ أحد» بهذه التطورات.

وانتقد الخبير بالتطرف كذلك السياسة التعليمية، وقال إنه «يجب طرح السؤال غير المريح حول سبب تطرف الشباب المسلمين الذين وُلدوا وكبروا في ألمانيا»؛ مشيراً إلى أنه يتوجب على السياسات التعليمية أن تبذل جهوداً إضافية «للوصول إلى هؤلاء الشباب».