حض زعيما قبرص اليوم (الجمعة) مواطني شطري الجزيرة على تقديم معلومات عن مئات ضحايا النزاعات التي اندلعت قبل نحو نصف قرن، خلال زيارة رمزية إلى مختبر لجنة المفقودين المدعومة من الأمم المتحدة.
وزار الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس خريستودوليدس، ونظيره القبرصي التركي إرسين تتار، المختبر الأنثروبولوجي التابع للجنة المفقودين في نيقوسيا، في خطوة لبناء الثقة في ظل الجمود الذي تشهده محادثات السلام في الجزيرة المنقسمة.
وجاء في بيان للأمم المتحدة أعقب الزيارة أن «الزعيمين حضا الأشخاص الذين يملكون معلومات عن مواقع دفن محتملة على تقاسم هذه المعلومات مع لجنة المفقودين»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وأضاف: «ذكّرا الشهود أن بإمكانهم طلب السريّة في أي معلومات تتم مشاركتها، إذ إن المعلومات الموثوقة يمكن أن تسرّع عملية تحديد المواقع واستخراج الرفات وتحديد هويات المفقودين».
تعاني قبرص من الانقسام منذ عام 1974 عندما سيطرت القوات التركية على الشطر الشمالي للجزيرة ردا على انقلاب رعاه المجلس العسكري الذي كان يحكم اليونان.
وما زال مصير مئات الأشخاص غير معروف مذاك، ولم يحظ غير نحو نصف الأشخاص الذين أُعلن أنهم في عداد المفقودين بمراسم دفن مناسبة.
وقالت الأمم المتحدة إن «الزعيمين شددا على فهمهما المتبادل أن مسؤولية لجنة المفقودين هي أولا وأخيرا عائلات المفقودين، إذ إنها تطوي الصفحة بالنسبة للعائلات المتأثرة عبر إعادة رفات أحبائها ليحصلوا على مراسم دفن مناسبة».
تأسست لجنة المفقودين بموجب اتفاق بين المجتمعين بهدف استخراج رفات 492 قبرصيا تركيا و1510 قبارصة يونانيين فقدوا في 1974 وخلال القتال بين الطرفين في 1963-1964 وتحديد هوياتهم وإعادة الرفات إلى أقاربهم.
وبحسب لجنة المفقودين، تم تحديد هويات 741 قبرصيا يونانيا مفقودا بينما ما زال مصير 769 آخرين غير معروف. وما زال 200 من القبارصة الأتراك في عداد المفقودين.
وقال تتار: «نرغب إلى حد كبير في بذل كل ما في وسعنا لتخفيف ألم العائلات. سنواصل تشجيع الناس على تقديم المعلومات... قبل أن يموتوا، لأن أشخاصا كثرا يعرفون».
وأفاد خريستودوليدس بأن حل قضية المفقودين «من بين أفضل إجراءات بناء الثقة... إذ إن التعاون بشكل أكبر في هذا المجال سيساعد أيضا في الجهود الرامية لكسر الجمود واستئناف المحادثات».
ورحبت المفوضية الأوروبية بالزيارة المشتركة إلى المختبر الواقع في المنطقة العازلة في نيقوسيا، مشيرة إلى أنها «تأتي في ظل تقدّم منتظر بشكل كبير باتّجاه حل المسألة القبرصية».