صعود أحزاب اليمين المتطرف في أرجاء أوروبا... هل إسبانيا التالية؟

TT

صعود أحزاب اليمين المتطرف في أرجاء أوروبا... هل إسبانيا التالية؟

ملصق ضخم في أحد شوارع مدريد ضد «تحالف الكراهية» المشكل من الحزب الشعبي وحزب فوكس (أ.ب)
ملصق ضخم في أحد شوارع مدريد ضد «تحالف الكراهية» المشكل من الحزب الشعبي وحزب فوكس (أ.ب)

الشهر الماضي، بعد نجاح الأحزاب الإسبانية المحافظة واليمينية المتشددة في سحق اليسار في الانتخابات المحلية، وقع الفائزون في إلش، وهي بلدة صغيرة بجنوب شرق البلاد تشتهر بالنحت وصادرات الأحذية، اتفاقية ستمس عواقبها مستقبل إسبانيا بأسرها، بل وباقي أرجاء أوروبا.

من جهته، نال مرشح الحزب الشعبي المحافظ فرصة للحكم، لكنه كان بحاجة إلى حزب «فوكس» اليميني المتشدد، الذي حصل، مقابل دعمه خلال تصويت المجلس، على منصب نائب رئيس البلدية، وهيئة إدارية جديدة للدفاع عن الأسرة التقليدية. ووقع الطرفان صفقتهما تحت صليب الكنيسة المحلية.

عن ذلك، قال بابلو روز فيلانويفا، عمدة إلش الجديد: «ربما يصبح هذا التحالف نموذجاً جيداً لإسبانيا كلها»، في إشارة إلى الانتخابات الوطنية المقررة في 23 يوليو (تموز)، التي تشير معظم استطلاعات الرأي إلى أنها ستطيح برئيس الوزراء الليبرالي، بيدرو سانشيز، المنتمي إلى حزب العمال الاشتراكي. وشدد النائب الجديد لرئيس البلدية من حزب «فوكس»، أورورا روديل مارتينيز، على أن «حزبي سيبذل كل ما هو ضروري لإنجاز هذا الأمر».

ملصق يحضّ الإسبان على عدم التصويت لليمين المتطرف (أ.ب)

وحال تحقق رغبة روديل، مع انضمام «فوكس» إلى ائتلاف يضم عناصر محافظة أكثر اعتدالاً، فإن الأخير سيصبح أول حزب يميني منذ سقوط النظام الديكتاتوري لفرانشيسكو فرانكو ينضم إلى الحكومة الوطنية.

ويشكل صعود «فوكس» جزءاً من تيار متنامٍ يتمثل في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة من حيث الشعبية، وحصولها على السلطة ببعض الأحيان من خلال الانضمام إلى حكومات بوصفها حلفاء صغاراً داخل ائتلافات حاكمة.

ثمة خلافات قائمة بين هذه الأحزاب، لكنها بوجه عام تخشى جميعها التداعيات الاقتصادية للعولمة، وترى أن بلدانها ستفقد هوياتها الوطنية جراء الهجرة، الواردة غالباً من بلاد غير مسيحية أو تسودها أغلبية غير بيضاء. وتخشى هذه الأحزاب أيضاً اتحاداً أوروبياً متمكناً يعتقدون أنه لا يهتم إلا بالنخب.

وزاد الصعود المستمر لهذه الأحزاب من الحاجة الملحة إلى عقد نقاش الآن بين الليبراليين حول كيفية التغلب على يمين ازداد نفوذه فجأة.

يرى البعض أن اليمين المتشدد بحاجة إلى التهميش، مثلما كانت الحال لأكثر من نصف قرن بعد الحرب العالمية الثانية. في الوقت ذاته، يخشى آخرون أن اليمين المتشدد أصبح أكبر من أن يجري تجاهله، وأن الخيار الوحيد دمجهم في هيكل الحكم على أمل تطبيعهم.

رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز (أ.ف.ب)

في السويد، تعتمد الحكومة الآن على الأصوات البرلمانية لحزب ذي جذور نازية جديدة، ومنحته بعض النفوذ على صعيد صنع السياسة. في فنلندا؛ حيث صعد اليمين إلى الائتلاف الحاكم، خاطر حزب «الفنلنديون الحقيقيون» القومي بزعزعة استقراره، مع استقالة وزير رئيسي من هذا الحزب اليميني المتطرف، الشهر الماضي، بعدما تبين أنه ألقى نكات تتعلق بتمجيد هتلر.

الجمعة، انهارت الحكومة الهولندية بقيادة مارك روته، المحافظ وصاحب أطول فترة في منصب رئيس الوزراء في هولندا، لأن المزيد من أحزاب الوسط في ائتلافه عدّت جهوده للحد من الهجرة قاسية للغاية. وكان على روته أن يحرس جناحه الأيمن ضد صعود الشعبويين وحزب يميني متشدد.

في إيطاليا، تولى اليمين المتطرف السلطة بمفرده، لكن حتى الآن، حكمت رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، التي ترعرعت سياسياً في أحزاب ولدت من رماد الفاشية وتعد حليفاً مقرباً من حزب فوكس الإسباني، بشكل أكثر اعتدالاً مما توقعه الكثيرون في أوروبا، الأمر الذي عزز حجة بعض المحللين بأن واقع الحكم يمكن أن يكون قوة دافعة نحو الاعتدال.

ماكرون وميلوني في مؤتمر صحافي مشترك في الإليزيه (إ.ب.أ)

في دول أخرى، تصعد أحزاب اليمين المتشدد في مناطق بدت فيها خاضعة للاحتواء حتى وقت قريب.

في فرنسا، أصبح الحزب الذي كان هامشياً بوقت مضى بقيادة الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، قوة راسخة مع تفجر الغضب ضد الرئيس إيمانويل ماكرون، بسبب قضايا مثل تغيير قانون التقاعد، وسياسات دمج الأقليات في البلاد والتعامل الشرطي معها.

المقرر أن ماكرون لن يرشح نفسه مرة أخرى، والانتخابات تفصلنا عنها سنوات، ومع ذلك ارتعدت فرائص الليبراليين في جميع أنحاء أوروبا عندما تفوقت عليه لوبان في بعض استطلاعات الرأي الأخيرة.

مارين لوبن (أرشيفية - رويترز)

وفي ألمانيا؛ حيث لطالما كان اليمين من المحرمات، ساعدت حالة الغموض التي تشوب الاقتصاد، والارتفاع الجديد في أعداد طالبي اللجوء الوافدين على البلاد، على إحياء حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف. ويعد الآن الحزب الرائد في الولايات الشرقية الشيوعية سابقاً، تبعاً لما كشفت عنه استطلاعات الرأي. في الوقت ذاته، تزداد شعبية الحزب في غرب البلاد الأكثر ثراءً وليبرالية.

وفي حين أن الأحزاب اليمينية في مختلف الدول، ليست لديها مقترحات متطابقة، فإنها ترغب بوجه عام في إغلاق الأبواب وقطع المزايا عن المهاجرين، والتراجع عن الخطوات التي جرى اتخاذها على صعيد التعامل مع المثليين، علاوة على أنها تبدي شكوكها إزاء قضية التغيرات المناخية وجدوى إرسال أسلحة لأوكرانيا.

رئيس الوزراء الهولندي المستقيل مارك روته (أ.ف.ب)

جدير بالذكر في هذا الصدد، وفي اعتراف واضح بأن اللون السياسي للقارة آخذ في التغيير، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في إسبانيا، الأسبوع الماضي، أن الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى تحقيق نتائج ملموسة من أجل مواجهة القوى «المتطرفة».

وفي إسبانيا، التي يحظى الحزب «الشعبي» المحافظ فيها بفرصة جيدة للحصول على المركز الأول في الانتخابات المقبلة، يقول إستيبان غونزاليز بونس، وهو مسؤول بارز في الحزب، إن إدخال أحزاب يمينية متشددة مثل حزب «فوكس» في الحكومة، كان مجرد وسيلة لتحييدهم.

وأقر المسؤول بأن هذه الاستراتيجية تنطوي على مخاطر أيضاً، موضحاً: «أولاً، السيناريو السيئ هو أننا يمكن أن نضفي الشرعية على (فوكس)، ثم هناك فرصة ثانية تتمثل في إمكانية تطبيع وجوده، وفي حال حكم البلاد بشكل جيد فإنه سيكون حزباً آخر، حزباً محافظاً داخل النظام».

وفي الوقت الحالي، فإن الوضع يبدو مائعاً، كما أن هناك مؤشرات على أن سانشيز وحلفاءه اليساريين يكتسبون الدعم، كما يبدو أن «فوكس» يفقد قوته؛ حيث ركزت حملة سانشيز والفنانين المعروفين والليبراليين في جميع أنحاء إسبانيا، على التهديد الذي يمثله إدخال المحافظين لـ«فوكس» في الحكومة.

وكانت إسبانيا قد بدت في السنوات الأخيرة نقطة مضيئة لليبراليين، إذ حافظت مدريد، تحت حكم سانشيز، على معدل تضخم منخفض، وخففت التوترات مع الانفصاليين في كتالونيا وزادت معدل النمو الاقتصادي، والمعاشات التقاعدية والحد الأدنى للأجور، كما يتمتع سانشيز بشعبية في الاتحاد الأوروبي، ولكن التحالف بينه وبين الانفصاليين المستقطبين بشدة وقوى اليسار المتطرف غذى الشعور بالاستياء بين العديد من الناخبين.

ولا يعتقد بونس، المسؤول البارز في الحزب الشعبي، أن المخاوف بشأن احتمالية انضمام «فوكس» للحكومة مع المحافظين التابعين له غير صحيحة بشكل كامل، قائلاً: «نحن مؤيدون لأوروبا، ولكن (فوكس) ليس كذلك»، مضيفاً أن «(فوكس) قد يفضل شيئاً مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن تستعيد جميع الدول سيادتها، كما أن الحزب لديه آراء حول حقوق المثليين والعنف ضد المرأة، تعد خطوطاً حمراء بالنسبة لنا».

وقد بدأت هذه الأفكار في الظهور عندما جلس قادة إلش الجدد في مكتب العمدة الشهر الماضي، وسعوا إلى تشكيل جبهة موحدة؛ حيث تناوب روز، وهو عمدة المدينة الذي ينتمي للحزب الشعبي المحافظ، ونائبته روديل وهي تنتمي لـ«فوكس»، على توجيه الانتقادات القاسية إلى رئيس الوزراء.

علم الاتحاد الأوروبي (رويترز)

وبعد ممارسة الضغوط عليه، أقر العمدة بأن حزبه يعترف بزواج المثليين، وأنه يشعر بالقلق بشكل أكبر بشأن الأحزاب اليمينية المتشددة مثل «البديل من أجل ألمانيا» من شريكه (فوكس)، ولكنه مع ذلك قال إن ناخبي الحزب «الشعبي» و«فوكس» متشابهون، لكن هناك مقاربات مختلفة لكيفية التنفيذ.

وحينها تساءلت روديل، وعلى وجهها ابتسامة خجولة: «هل يمكنني أن أقول شيئاً بخصوص ذلك؟ لدينا موقف ربما يكون أكثر حزماً قليلاً، إذ يؤمن (فوكس) بسيادة الدول ويرغب في زيادة صعوبة إجراء عمليات الإجهاض على النساء، وهي مواقف لا يدافع عنها بعض الأشخاص في حزب العمدة». وأضافت أن المواقف الغامضة لألبرتو نونيز فيغو، زعيم الحزب الشعبي، «تبدو مقلقة».

ولكنّ هناك كثيرين يشعرون بالقلق بشأن «فوكس»، إذ يقول كارلوس غونزاليس سيرنا، وهو عمدة إلش الاشتراكي السابق، الذي خسر الانتخابات: «لقد رأينا الشعبوية تنمو في البلدات الصغيرة بدعم من يمين الوسط، وبدلاً من تطويق اليمين المتطرف، فقد منحه التيار المحافظ فرصة للحصول على الشرعية».

وكان زعيم «فوكس» سانتياغو أباسكال قد انفصل عن الحزب «الشعبي» وسط فضيحة رشوة في عام 2013، ونمت شعبية الحزب في عام 2018 مع وصول المزيد من المهاجرين عن طريق البحر إلى إسبانيا أكثر من أي دولة أوروبية أخرى، وكان «فوكس» القومي أيضاً في وضع جيد لاستغلال رد الفعل العنيف على حركة الاستقلال الكتالونية.

كما وجد «فوكس» دعماً بين الإسبان غير الراضين عن التحول التقدمي في بلادهم بشأن تغير المناخ والقضايا الاجتماعية، بما في ذلك حقوق المثليين والنسوية؛ حيث تضمنت اللوحات الإعلانية لحملة الحزب مرشحين يرمون المثليين ورموزاً نسوية ورموزاً أخرى في سلة المهملات، وفي بلدة ناكويرا الواقعة بالقرب من إلش، أمر العمدة المُنتخَب حديثاً من حزب «فوكس» بإزالة أعلام المثليين من المباني البلدية.

ويقول أحد السكان، وهو سائق شاحنة يبلغ من العمر 45 عاماً ويدعى ماكسيمو إيبانيز، إنه صوَّت لصالح «فوكس»، لأن الحزب تحدث بوضوح، وكذلك لأنه «يشعر بأن قوانين إسبانيا الرائدة لحماية النساء صراحة من العنف القائم على الجنس، التي يتم استخدامها في محاكم خاصة ويتم بموجبها إصدار أحكام أكثر صرامة، تمارس تمييزاً ضد الرجال».

ويقول أحد قادة «فوكس» الإقليميين مازحاً، إن بعض النساء «غير جذابات للغاية بحيث لا يمكن اغتصابهن بشكل جماعي»، في حين قال آخر إن «النساء أكثر عدوانية لأنهن لسن رجالاً».

ملصق انتخابي آخر في أحد شوارع مدريد (أ.ب)

وتقول روديل، وهي نائبة عمدة إلش الجديدة، التي تنتمي إلى «فوكس»، إنه لا توجد خلافات بين حزبها والنساء، باستثناء فكرة أن العنف المنزلي يجب أن يُنظر إليه من خلال الآيديولوجية القائمة على الجنس، فضلاً عن فكرة أن «الرجل سيئ لمجرد كونه رجلاً، وذلك لأن لديه جيناً يجعله عنيفاً».

وأضافت أن حكومة سانشيز، عرّضت النساء للخطر بتشريعات فاشلة كان من الممكن أن تسمح لمرتكبي الجرائم الجنسية بالخروج من السجن.

وكان سانشيز قد اعتذر عن الآثار غير المقصودة لما يسمى قانون «نعم تعني نعم»، الذي كان يهدف إلى تصنيف جميع أنواع الجنس غير الرضائي بأنها اغتصاب، ولكنه خاطر، من خلال إجراء تغييرات في متطلبات إصدار الأحكام، بتقليل فترة السجن أو إطلاق سراح المئات من مرتكبي الجرائم الجنسية.

وكما يقول الكثيرون في أوروبا، إن الوقت قد حان لبدء التعامل مع الأحزاب اليمينية بجدية أكبر؛ حيث أعرب بعض الناخبين في إلش عن ندمهم لعدم تعاملهم مع حزب «فوكس» بجدية كافية.

وتقول إيزابيل شينشيلا (67 عاماً): «لم أكن أعتقد أنهم سيشكلون حكومة، ولقد فاجأوني بشكل حقيقي، ولكني سأشارك بالتصويت في الانتخابات الوطنية المقبلة حتى لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى، وذلك لأنهم رجعيون للغاية في رؤيتهم للمجتمع».

 

(خدمة نيويورك تايمز)


مقالات ذات صلة

تزايد مقلق في ألمانيا للاعتداءات على سياسيين يساريين من قبل «يمينيين متطرفين»

أوروبا عمدة برلين السابقة فرانسيسكا غيفاي محاطة برجال أمن بعد يوم على تعرضها لاعتداء داخل مكتبة في العاصمة الألمانية (أ.ب)

تزايد مقلق في ألمانيا للاعتداءات على سياسيين يساريين من قبل «يمينيين متطرفين»

تعيش ألمانيا منذ أيّام موجة من العنف ضد سياسيين من اليسار والوسط، ما أثار دعوات للتحرك ضد عنف عناصر من اليمين المتطرف.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا اقتياد المدعى عليه إلى قاعة المحكمة في شتوتغارت شتامهايم في بداية محاكمة «مواطني الرايخ» الذين يُزعم أنهم خططوا لانقلاب في ألمانيا (د.ب.أ)

ألمانيا: محكمة شتوتغارت ترفض طلب محامين تعليق محاكمة «مواطني الرايخ»

فشل كثير من المحامين في شتوتغارت بتمرير طلبهم تعليق محاكمة أعضاء من حركة «مواطني الرايخ» بقيادة هاينريش الثالث عشر

«الشرق الأوسط» (شتوتغارت (ألمانيا))
أوروبا صحافيون متجمعون أمام قاعة المحكمة في شتوتغارت مع انطلاق محاكمة الخلية اليمينية المتطرفة الإرهابية (د.ب.أ)

انطلاق محاكمة خلية إرهابية خططت للانقلاب على الدولة في ألمانيا

انطلقت في ألمانيا محاكمة خلية إرهابية خططت لتنفيذ انقلاب مسلح على الدولة، وتنفيذ اغتيالات تستهدف سياسيين وصحافيين على رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتز.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا مايكل غوف شدد على أن التعريف الجديد لـ«التطرف» كان بمثابة استجابة محسوبة للخطر الذي يشكله اليمين المتطرف والمتطرفون الإسلامويون على الديمقراطية (غيتي)

لندن: قانون جديد يحظر على الوزراء والمسؤولين التواصل مع الجماعات المتطرفة

من المقرر إصدار تعريف يحظر على الوزراء والمسؤولين البريطانيين التواصل أو تمويل المنظمات التي تقوّض «نظام المملكة المتحدة للديمقراطية البرلمانية الليبرالية».

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا صورة عامة للعاصمة البريطانية لندن (أرشيفية - رويترز)

بريطانيا تكشف عن تعريف جديد للتطرف

كشفت بريطانيا، اليوم (الخميس)، عن تعريف جديد للتطرف رداً على تصاعد جرائم الكراهية ضد اليهود والمسلمين منذ هجوم حركة «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر.

«الشرق الأوسط» (لندن )

روسيا تعلن عن إحراز تقدم جديد شرق أوكرانيا... وتشكيك بقدرتها على احتلال خاركيف

يظهر الشفق القطبي في السماء فوق وهج المعركة في اتجاه الحدود الروسية ويمكن رؤيته من المدينة في خاركيف أوكرانيا (إ.ب.أ)
يظهر الشفق القطبي في السماء فوق وهج المعركة في اتجاه الحدود الروسية ويمكن رؤيته من المدينة في خاركيف أوكرانيا (إ.ب.أ)
TT

روسيا تعلن عن إحراز تقدم جديد شرق أوكرانيا... وتشكيك بقدرتها على احتلال خاركيف

يظهر الشفق القطبي في السماء فوق وهج المعركة في اتجاه الحدود الروسية ويمكن رؤيته من المدينة في خاركيف أوكرانيا (إ.ب.أ)
يظهر الشفق القطبي في السماء فوق وهج المعركة في اتجاه الحدود الروسية ويمكن رؤيته من المدينة في خاركيف أوكرانيا (إ.ب.أ)

أعلنت روسيا، السبت، أن قواتها سيطرت على 6 قرى في شرق أوكرانيا؛ حيث جرى إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في منطقة خاركيف. وحققت القوات الروسية التي جرى طردها قبل عامين تقريباً من هذه المنطقة في شمال شرقي أوكرانيا، أخيراً تقدماً محدوداً ضد الجيش الأوكراني الذي يعاني من نقص في الأسلحة والمجندين.

وأكد أوليغ سينيغوبوف، حاكم خاركيف، أن قتالاً عنيفاً احتدم، السبت، للسيطرة على عدة قرى بالقرب من الحدود الأوكرانية. وأضاف سينيغوبوف في إفادة صحافية: «يواصل العدو حتى الآن الضغط في شمال منطقتنا؛ حيث صدت قواتنا 9 هجمات».

جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض (أ.ب)

ويأتي هذا الهجوم، بعد يوم واحد من تأكيد البيت الأبيض، بأن القوات الروسية تستعد لشن هجوم واسع النطاق على مدينة خاركيف، بعد قيامها بعمليات توغل كبيرة في المنطقة، وفتح جبهة حرب جديدة بالقرب من ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، الجمعة، خلال مؤتمر صحافي: «لن تفعلوا ذلك إذا كنتم لا تفكرون أيضاً في هجوم آخر أكبر مباشرة على المدينة».

روسيا «تحرر» 6 قرى

وفي أحدث تقدم، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، السبت، على تطبيق «تلغرام» أن قواتها «حررت» قرى بوريسيفكا وأوغيرتسيف وبليتينيفكا وبيلنا وستريليتشا في منطقة خاركيف قرب الحدود مع روسيا، وكذلك قرية كيراميك في منطقة دونيتسك. وقال سينيغوبوف إنه «جرى إجلاء ما مجموعه 1775 شخصاً»، مشيراً إلى أن هجمات بالمدفعية وقذائف «الهاون» طالت 30 بلدة في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وشاهد مراسلو وكالة «وكالة الصحافة الفرنسية» مجموعات من الأشخاص يصلون في شاحنات صغيرة وسيارات، ويحملون حقائب عند نقطة وصول للإخلاء خارج مدينة خاركيف. سجّل الأشخاص الذين جرى إجلاؤهم أسماءهم، وحصلوا على مساعدات غذائية وطبية في خيام مؤقتة. وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أنّ «معارك عنيفة» تجري على «طول خط الجبهة» في منطقة خاركيف التي تقع في معظمها تحت سيطرة قواته منذ سبتمبر (أيلول) 2022. وقال السبت: «يجب علينا تعطيل العمليات الهجومية الروسية، وإعادة زمام المبادرة إلى أوكرانيا».

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد التحصينات الجديدة للجنود الأوكرانيين في منطقة خاركيف يوم 9 أبريل (رويترز)

ومن جهته، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير إنّ القوات الروسية تقدّمت كيلومتراً واحداً داخل أوكرانيا حيث تحاول «إنشاء منطقة عازلة» في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شنّ هجمات على الأراضي الروسية. وكثّفت القوات الأوكرانية هجماتها داخل الأراضي الروسية والمناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، خصوصاً على البنية التحتية للطاقة.

هجمات أوكرانية على الطاقة الروسية

وقالت السلطات المعيّنة من قبل موسكو في لوغانسك التي تحتلّها روسيا في شرق أوكرانيا، السبت، إنّ 4 أشخاص قُتلوا في ضربة أوكرانية بصواريخ أميركية الصنع على مستودع للنفط. وأشار الحاكم ليونيد باسيشنيك إلى أنّ الضربة أدّت إلى «اندلاع النيران في مستودع النفط كما ألحقت أضراراً بالمنازل المحيطة». وفي روسيا، أعلنت السلطات مقتل شخصَين بضربات أوكرانية في منطقتَي بيلغورود وكورسك. وتحدث مسؤولون أوكرانيون كذلك عن مقتل 6 مدنيين في ضربات روسية على مناطق دونيتسك وخاركيف وخيرسون في الساعات الـ24 الأخيرة.

قوات الطوارئ الأوكرانية تعمل على إخماد النيران في خاركيف (أ.ف.ب)

كان مسؤولون في كييف يحذرون منذ أسابيع من أنّ موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها في وقت تعاني فيه أوكرانيا من تأخّر وصول المساعدات الغربية، ونقص العديد. وقال الجيش الأوكراني إنّه نشر مزيداً من الجنود، بينما أشار زيلينسكي إلى أنّ قواته كانت تستخدم المدفعية والمسيّرات لمواجهة التقدّم الروسي. وأضاف أنّه «جرى نشر وحدات الاحتياط لتعزيز الدفاع في هذه المنطقة الواقعة على الجبهة».

وذكرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن الأوكرانيين والروس، اشتبكوا في 9 أماكن على طول خط المواجهة، في منطقة «خاركيف»، صباح السبت، مشيرة إلى أنهم نجحوا في صد الهجوم الروسي. وتأتي أحدث المعارك، بعد أن أشارت هيئة الأركان العامة إلى أن «العدو ينشر قوات برية، ويستخدم تقنيات تكنولوجية». وأعلن الجيش الأوكراني عن تقدم روسي، في قسمين واسعين من الجبهة، منذ الجمعة، في هجوم صيفي، كان متوقعاً بشكل كبير، وهو ما ظهر بوضوح في حشد الكرملين عشرات الآلاف من الجنود بالقرب من الحدود. وهدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بشن هجوم في مارس (آذار) الماضي، وقال إنه يدرس إنشاء «منطقة صحية» في الأراضي الأوكرانية المتاخمة لبيلغورود، وهي منطقة روسية تتعرض عادة للقصف الأوكراني.

تشكيك بإمكانية سقوط خاركيف

ومن جهته، قال معهد دراسات الحرب في واشنطن، الجمعة، إنّ روسيا حقّقت «مكاسب كبيرة من الناحية التكتيكية». وأضاف أنّ الهدف الرئيسي للعملية هو «استدراج القوة البشرية الأوكرانية والعتاد من قطاعات مهمة على الجبهة في شرق أوكرانيا»، مشيراً إلى أنّها لا تبدو «هجوماً واسع النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها». وهو ما يتوافق مع تصريحات العديد من كبار المسؤولين الأوكرانيين الذين عبَّروا مراراً عن اعتقادهم أن روسيا ليست لديها القدرة على شن عملية ناجحة للسيطرة على مدينة خاركيف التي يقطنها 1.3 مليون نسمة.

وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 400 مليون دولار من الأسلحة والمعدات لأوكرانيا، في الوقت الذي تحاول فيه قواتها صد هجوم بري روسي مدرع مكثف بالقرب من خاركيف، وفق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي.

مساعدات أميركية طارئة

يظهر الشفق القطبي في السماء فوق وهج المعركة في اتجاه الحدود الروسية ويمكن رؤيته من المدينة في خاركيف أوكرانيا (إ.ب.أ)

وقالت وزارة الخارجية في بيان لها إن الحزمة العسكرية الطارئة تحتوي على مواد مطلوبة بشكل عاجل مثل ذخائر الدفاع الجوي لصواريخ «باتريوت» وأنظمة صواريخ أرض جو «ناسامس»، وصواريخ «ستينغر» المضادة للطائرات؛ ومعدات لدمج منصات الإطلاق والصواريخ والرادارات الغربية مع الأنظمة الأوكرانية؛ وأنظمة صاروخية وذخائر مدفعية عالية الحركة إضافية (هيمارس)؛ وقذائف مدفعية عيار 155 ملم و105 ملم؛ صواريخ «تاو» و«غافلين» المضادة للدروع؛ وأنظمة وذخائر جوية دقيقة؛ وصواريخ عالية السرعة مضادة للإشعاع؛ ومركبات المشاة القتالية «برادلي»؛ وناقلات الأفراد المدرعة «إم 113»، ومركبات مقاومة للألغام ومحمية من الكمائن؛ وزوارق الدورية الساحلية والنهرية؛ وذخائر الأسلحة الصغيرة؛ وقنابل يدوية وذخائر الهدم؛ وقطع الغيار.

وتعد هذه الدفعة، الثالثة من المساعدات العسكرية الطارئة لأوكرانيا منذ أن أقر الكونغرس مشروع قانون مساعدات يخصص نحو 61 مليار دولار لأوكرانيا، وسيجري نقلها من مخزونات وزارة الدفاع، بموجب سلطة السحب الرئاسية من دون الحاجة لموافقة الكونغرس.


جنرال أوكراني يتوقع مرحلة حاسمة خلال الشهرين المقبلين... وزيلينسكي يطالب بإعادة زمام المبادرة

جنرال أوكراني يتوقع مرحلة حاسمة خلال الشهرين المقبلين... وزيلينسكي يطالب بإعادة زمام المبادرة
TT

جنرال أوكراني يتوقع مرحلة حاسمة خلال الشهرين المقبلين... وزيلينسكي يطالب بإعادة زمام المبادرة

جنرال أوكراني يتوقع مرحلة حاسمة خلال الشهرين المقبلين... وزيلينسكي يطالب بإعادة زمام المبادرة

قال الجنرال أوليسكندر بافليوك قائد القوات البرية الأوكرانية إنه يتوقع أن تدخل الحرب المستمرة مع روسيا منذ 26 شهراً مرحلة حاسمة خلال الشهرين المقبلين، مع محاولة موسكو استغلال التأخير في توريد إمدادات الأسلحة إلى كييف.

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن «معارك عنيفة» تجري على «طول خط الجبهة» في منطقة خاركيف التي تقع في معظمها تحت سيطرة قواته، منذ سبتمبر (أيلول) 2022.

وقال السبت إنه «يجب علينا تعطيل العمليات الهجومية الروسية وإعادة زمام المبادرة إلى أوكرانيا»، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية السبت أن قواتها سيطرت على 6 قرى في شمال شرقي أوكرانيا.

وقالت الوزارة على «تلغرام» إن قواتها «حرَّرت» قرى بوريسيفكا وأوغيرتسيف وبليتينيفكا وبيلنا وستريليتشا في منطقة خاركيف قرب الحدود مع روسيا، وكذلك قرية كيراميك في منطقة دونيتسك.

قوات الطوارئ الأوكرانية تعمل على إخماد النيران في خاركيف (أ.ف.ب)

كان مسؤولون في كييف يحذرون منذ أسابيع من أن موسكو قد تحاول شن هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوقها في وقت تعاني فيه أوكرانيا من تأخر وصول المساعدات الغربية ونقص العتاد. وقال الجيش الأوكراني إنه نشر المزيد من الجنود، بينما أشار زيلينسكي إلى أن قواته كانت تستخدم المدفعية والمسيرات لمواجهة التقدم الروسي.

وأضاف أنه «تم نشر وحدات الاحتياط لتعزيز الدفاع في هذه المنطقة الواقعة على الجبهة».

قال مسؤول عسكري أوكراني كبير إن القوات الروسية تقدمت كيلومتراً واحداً داخل أوكرانيا حيث تحاول «إنشاء منطقة عازلة» في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شن هجمات على الأراضي الروسية.

وفي مقابلة مع مجلة «إيكونوميست»، نُشِرت يوم الجمعة، أضاف الجنرال بافليوك: «روسيا تعلم أننا إذا تلقينا ما يكفي من الأسلحة في غضون شهر أو شهرين، فإن الوضع قد ينقلب ضدها». وتباطأت إمدادات الأسلحة الأميركية لعدة أشهر، بينما تعطلت حزمة المساعدات التي اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب اختلافات حولها داخل الكونغرس، لكن تم إقرار هذا الإجراء، أواخر الشهر الماضي.

مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)

وذكرت مجلة «إيكونوميست» أن بافليوك يعتقد أن موسكو ستواصل التركيز على تقدمها البطيء في منطقتي لوهانسك ودونيتسك بالشرق. وقال بافليوك إن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى المزيد من الدفاعات الجوية، وإنه من المتوقَّع أن تتسلم مجموعة من طائرات «إف - 16» المقاتلة.

وأجرى بافليوك هذه المقابلة قبل الهجوم الروسي يوم الجمعة على مناطق في خاركيف، شمال شرقي البلاد. وقال الرئيس الأوكراني يوم الجمعة إن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى إمدادات من الأسلحة المهمة «في الوقت المناسب».

دمار في خاركيف إثر استهدافها من قِبل القوات الروسية (إ.ب.أ)

أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن الجيش صدَّ محاولات من جانب روسيا للتقدم بصورة أكبر بمنطقة خاركيف، في وقت مبكر من السبت. وقال مسؤول بارز بالجيش الأوكراني، إن القتال الكثيف شوهد منذ شنت القوات الروسية المدعومة بمركبات مدرعة وصلت حديثاً، هجوماً بالقرب من بلدة فوفتشانسك الجمعة، وتقدمت بواقع كيلومتر واحد، بحسب «وكالة بلومبرغ للأنباء».

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب سرية المعلومات أن روسيا تهدف إلى إقامة «منطقة عازلة» بمساحة 10 كيلومترات تدفع القوات الأوكرانية عن الحدود، وتقلل قدرتها على توجيه ضربة للأراضي الروسية، والهدف النهائي تكثيف الهجمات على المناطق الشرقية من أوكرانيا.

عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)

ومن جهته، قال «معهد دراسة الحرب»، ومقره الولايات المتحدة، إن روسيا حققت «مكاسب كبيرة من الناحية التكتيكية»، ويرى المعهد، كما نقلت عنه «الصحافة الفرنسية»، أن هدف موسكو في منطقة خاركيف يبدو متركزاً أكثر على تشتيت القوات الأوكرانية عن استعادة أراضٍ حرَّرتها أوكرانيا سابقاً.

وأضاف المعهد الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً أن الهدف الرئيسي للعملية «استدراج القوة البشرية الأوكرانية والعتاد من قطاعات مهمة على الجبهة في شرق أوكرانيا»، مشيراً إلى أنها لا تبدو «هجوماً واسع النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها».

وتم إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في خاركيف، حسبما أفاد به الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف السبت غداة بدء موسكو هجوماً برياً مفاجئاً. وقال سينيغوبوف على منصات التواصل الاجتماعي: «تم إجلاء ما مجموعه 1775 شخصاً»، مشيراً إلى أن هجمات بالمدفعية وقذائف «الهاون» طالت 30 بلدة في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.

بدورها، كثَّفت القوات الأوكرانية هجماتها داخل الأراضي الروسية والمناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، خصوصاً على البنية التحتية للطاقة. وقالت السلطات المعيَّنة من قِبَل موسكو في لوغانسك التي تحتلها روسيا، شرق أوكرانيا، السبت، إن 3 أشخاص قُتلوا في ضربة أوكرانية بصواريخ أميركية الصنع على مستودع للنفط.

وأشار الحاكم ليونيد باسيشنيك إلى أن الضربة أدَّت إلى «اندلاع النيران في مستودع النفط، كما ألحقت أضراراً بالمنازل المحيطة». وأضاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن «حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 3 قتلى، بينما نُقل 8 آخرون إلى المستشفى».

بدورها، كثَّفت القوات الأوكرانية هجماتها داخل الأراضي الروسية والمناطق التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، خصوصاً على البنية التحتية للطاقة. وقالت السلطات المعيَّنة من قبل موسكو في لوغانسك التي تحتلها روسيا، شرق أوكرانيا، السبت، إن 3 أشخاص قُتلوا في ضربة أوكرانية بصواريخ أميركية الصنع على مستودع للنفط.

وأشار الحاكم ليونيد باسيشنيك إلى أن الضربة أدَّت إلى «اندلاع النيران في مستودع النفط، كما ألحقت أضراراً بالمنازل المحيطة». وأضاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن «حصيلة الضحايا ارتفعت إلى 3 قتلى، بينما نُقل 8 آخرون إلى المستشفى».

قوات الطوارئ الأوكرانية تعمل على إخماد النيران في خاركيف (أ.ف.ب)

قال حاكم منطقة بيلغورود الروسية السبت إن رجلاً لقي حتفه، وأُصيب آخر، بعد أن نفذت طائرة مسيرة أوكرانية هجوماً على شاحنة متوقفة في قرية نوفوسترويفكا - بيرفايا الحدودية.

وتقع منطقة بيلغورود على الحدود مع منطقة خاركيف الأوكرانية، وتتعرض لهجوم بشكل متكرر منذ أن أرسلت موسكو عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وبشكل منفصل، قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم (السبت)، إنها تصدَّت لسلسلة من الهجمات الأوكرانية على أراضيها باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ.

وأضافت الوزارة في بيان عبر «تلغرام» أن قواتها أسقطت 21 صاروخاً و16 طائرة مسيرة في مناطق بيلجورود وكورسك وفولجوجراد الروسية.


رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا قبل الانتخابات الأوربية: نظامنا الديمقراطي على المحك

دعا رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا الناخبين إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية (صحيفة «كورييري ديلا سيرا»)
دعا رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا الناخبين إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية (صحيفة «كورييري ديلا سيرا»)
TT

رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا قبل الانتخابات الأوربية: نظامنا الديمقراطي على المحك

دعا رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا الناخبين إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية (صحيفة «كورييري ديلا سيرا»)
دعا رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا الناخبين إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية (صحيفة «كورييري ديلا سيرا»)

طالب رؤساء إيطاليا وألمانيا والنمسا، اليوم (السبت)، بـ«اتحاد أوروبي قوي» في مواجهة الهجمات المناهضة للديمقراطية، داعين الناخبين إلى التوجه بأعداد كبيرة إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الأوروبية المقررة في يونيو (حزيران).

وكتب الرؤساء الثلاثة الذين يشغلون مناصب شرفية إلى حد كبير: «إن القيم الأساسية - أي قيمنا - للتعددية وحقوق الإنسان وسيادة القانون هي موضع نزاع، إن لم تكن مهددة بشكل علني، في جميع أنحاء العالم».

وأضافوا: «ما هو على المحك هنا هو أسس نظامنا الديمقراطي»، وفق ما نقلته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وتابع سيرجيو ماتاريلا وفرنك - فالتر شتاينماير وألكسندر فان دير بيلين: «من الضروري الدفاع عن المؤسسات والقيم الديمقراطية وضمانات الحرية واستقلالية وسائل الإعلام ودور المعارضة السياسية الديمقراطية وفصل السلطات، فضلاً عن قيمة الحدود المفروضة على ممارسة السلطة».

ونشرت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية ما كتبه الرؤساء الثلاثة قبل أقل من شهر من الانتخابات الأوروبية التي يمكن لليمين المتطرف أن يحقق عبرها اختراقاً في كثير من البلدان.

وفي إيطاليا، تتوقع استطلاعات الرأي بشأن نوايا التصويت حصول حزب «فراتيلي ديتاليا» بزعامة رئيسة الحكومة جورجيا ميلوني على 27 في المائة من الأصوات. وفي ألمانيا، تضع الاستطلاعات حزب «البديل من أجل ألمانيا» في المرتبة الثانية مع 15 في المائة من الأصوات، بينما يُتوقّع أن يحرز حزب «الحرية» النمساوي بدوره تقدماً.

وتابع الرؤساء: «أن يكون الاتحاد الأوروبي قوياً وحده كفيل أن يسمح لنا بالتمتّع بما يكفي من الثقل للدفاع عن حريتنا وديمقراطيتنا في عالم محفوف بالمخاطر بشكل مزداد، والعمل من أجل نظام عالمي يتّسم بالحرية والكرامة لكل شخص والاحترام لكل دولة وللقانون الدولي».


هل ستُضطر بريطانيا إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا رغم تهديدات بوتين النووية؟

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
TT

هل ستُضطر بريطانيا إلى إرسال قوات إلى أوكرانيا رغم تهديدات بوتين النووية؟

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية ببروكسل مساء الأربعاء (رويترز)

رد الكرملين بتصرف متوقع على تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، التي قال فيها إن أوكرانيا حرة في استخدام الأسلحة التي تزودها بها بريطانيا لشن هجمات داخل روسيا.

ويقول الكاتب البريطاني كير جايلز، الباحث البارز في برنامج «روسيا وأوراسيا» بالمعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس) إن هذا التصرف كان دبلوماسياً، حيث جرى استدعاء السفير البريطاني لمقر وزارة الخارجية في موسكو، يوم الاثنين الماضي، لتوجيه تحذير بالانتقام، كما كان له صلة بالأسلحة النووية، حيث أعلنت موسكو أنها ستجري تدريبات تشمل الأسلحة النووية التكتيكية في المستقبل القريب لتذكير العالم مرة أخرى بأنها تمتلك تلك الأسلحة.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال استقباله وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون في كييف الجمعة (إ.ب.أ)

وأشار جايلز في تقرير نشره «تشاتام هاوس» إلى أن الموقف البريطاني يتناقض تماماً مع موقف الولايات المتحدة، التي منعت أوكرانيا دوماً من استخدام الأسلحة التي تزودها بها لشن هجمات داخل روسيا. كما أن الولايات المتحدة حثت كييف على عدم القيام بذلك حتى باستخدام إمكاناتها الداخلية.

ومراراً وتكراراً، تبنت بريطانيا مبادرة تزويد أوكرانيا بأنظمة أسلحة مثل الصواريخ طويلة المدى أو الدبابات القتالية الرئيسية. وأوضحت أن المخاوف من «التصعيد» في واشنطن وبرلين ناجمة عن خدعة روسية ذكية ناجحة جداً.

كاميرون مع نظيره الأوكراني كوليبا في كييف (إ.ب.أ)

ويضيف جايلز، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية، أن السلطة الأخلاقية لدى بريطانيا اهتزت خلال الشهور الأخيرة، من خلال ترددها في إعادة تجهيز قواتها المسلحة بالطريقة التي تحث بها الدول الأوروبية الأخرى على أن تتبعها؛ فقد اتضح من خلال تفتيش أكثر دقة أن ما جرى الإعلان عنه بدرجة كبيرة بشأن الاستثمارات في مجال الدفاع لم يكن ملائماً. كما ألمح كاميرون إلى أن التزام بريطانيا طويل المدى فيما يتعلق بدعم أوكرانيا سيكون الآن مالياً إلى حد كبير. ومن المؤسف أنه على الفور قوض حتى تأثير ذلك الالتزام باستبعاده مرة أخرى وجود قوات غربية في أوكرانيا.

ماكرون خلال إلقاء خطابه بجامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)

ومن ناحية أخرى، كثيراً ما حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن القوات الأوروبية قد تضطر للتدخل إذا عجزت أوكرانيا عن وقف العدوان الروسي. ومن المهم أن تفهم روسيا ذلك، لأن آخر شيء تريده موسكو هو اندلاع صدام عسكري مباشر مع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو). ومع ذلك، اتسم رد فعل قادة أوروبيين آخرين بالفزع إزاء هذا التلميح.

وقال كاميرون في نهاية زيارته لأوكرانيا: «أعتقد أنه من قبيل الصواب قيام جنود (الناتو) بقتل جنود روس». وقد يكون ذلك أمراً حقيقياً اليوم، ولكن بعد أن أصبحت طموحات روسيا أكثر وضوحاً، فإن ذلك يذكر بأن هدف «الناتو» ينبغي أن يكون وقف الجنود الروس من أن يكونوا موجودين في مكان ليس لهم حق الظهور فيه.

أوكراني يسير بجانب منزل تعرّض للدمار بعد إطلاق صاروخي ليلي في قرية كراسيليفكا بالقرب من كييف (إ.ب.أ)

وبأية حال من الأحوال، فإن القيام علانية باستبعاد أي وجود للقوات الغربية في أوكرانيا ليس له أي معنى، سواء كان اقتراحاً واقعياً أم لا بالنسبة لبعض دول «الناتو». إن مجرد احتمال حدوث ذلك يمثل أحد أكبر مخاوف الكرملين.

وعندما حظر كاميرون وغيره علانية ذلك الخيار، فإن كل ما أسفر عنه ذلك هو إعادة طمأنة بوتين بأنه يستطيع مواصلة الحرب في ظل قدر أقل من القلق بالنسبة للعواقب المحتملة.

ويرى جايلز أنه بدلاً من ذلك، يتعين على بعض القادة الأوروبيين - وبريطانيا - أن يحذوا حذو ماكرون، وأن يحافظوا على «الغموض الاستراتيجي» (الذي يتمثل في عدم إبلاغ عدوك بما لن تفعله).

واشنطن زوّدت كييف بصواريخ «أتاكمس» طويلة المدى (رويترز)

وأضاف أن أوروبا خلال الأسبوعين الماضيين شهدت حملة التخريب والاضطراب التي تشنها روسيا في القارة الأوروبية. ولا شك أنه من الممكن أن تزيد موسكو ما تقوم به. وحرب موسكو ضد الغرب مستترة تقريباً الآن، وما دام لن يكون هناك رد فعل من الغرب، فلن يكون هناك ما يدعو روسيا إلى عدم مواصلة حملتها.

إن تبني بريطانيا الصريح لشن هجمات داخل روسيا كان يمكن تقديمه أيضاً على أنه نتيجة لهجمات روسيا ضد أوروبا، مع وعد بأنه سيكون هناك مزيد من جانب بريطانيا. والأهم من ذلك هو أن السماح لأوكرانيا بمهاجمة روسيا بالأسلحة البريطانية، وبأسلحتها، يوفر فرصاً أخرى لاستهداف قدرة روسيا على خوض الحرب.

لقد هاجمت أوكرانيا بالفعل مواقع روسية يجري فيها تخزين المسيرات والصواريخ التي تُستخدم لقتل المدنيين الأبرياء. كما هاجمت منشآت روسية خاصة بالطاقة. وهذه الهجمات المحدودة لا تتلاءم مع حملة روسيا المطولة من قصف المدن الأوكرانية دون تمييز. ومن الممكن أن يساعد قيام أوكرانيا بمزيد من الهجمات أوروبا، بدلاً من أن تساعد أوروبا أوكرانيا. وليس بوسع الدول الأوروبية عمل الكثير بالنسبة للمنشآت الروسية الخاصة بالحرب الإلكترونية التي تمثل خطراً شديداً على الحركة الجوية والبحرية الأوروبية. ولكن باستطاعة أوكرانيا القيام بعمل ما، إذ إن ردع ومنع التشويش في مصلحة الجميع. واختتم جايلز تقريره بالقول إنه عند بحث إلى أي مدى يجب أن يكون التعاون مع كييف، لا يزال السؤال الأساسي كالمعتاد: وهو ما إذا كانت أوروبا ترغب في وقف روسيا في أوكرانيا، أو السماح بأن توقع حرب إعادة الغزو التي تشنها موسكو مزيداً من الضحايا في الغرب.


«من النهر إلى البحر»... برنامج في متحف إسباني يثير غضب إسرائيل

متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
TT

«من النهر إلى البحر»... برنامج في متحف إسباني يثير غضب إسرائيل

متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)
متظاهر يحمل لافتة بينما يدعو الناس إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال مسيرة لإحياء ذكرى يوم النكبة في مدريد - إسبانيا (رويترز)

نددت السفارة الإسرائيلية والجالية اليهودية في إسبانيا، الجمعة، بسلسلة أنشطة سمتها «مؤيدة للفلسطينيين»، مدرجة ضمن برامج متحف الملكة صوفيا في مدريد، قائلين إن هذه الأنشطة تنادي بـ«إزالة إسرائيل».

وكتبت السفارة على منصة «إكس» غداة إطلاق برنامج بعنوان «من النهر إلى البحر» في المتحف الواقع في العاصمة مدريد، وهو من الأكثر استقطاباً للزائرين في إسبانيا، أن «متحف رينا صوفيا يستضيف دورة من الأنشطة الداعية إلى إزالة إسرائيل».

ويتضمن البرنامج المذكور سلسلة محاضرات وجلسات حوارية ولقاءات مع فنانين فلسطينيين، بالإضافة إلى تركيبين فنيين، بهدف مشترك يتمثل في المطالبة «بإنهاء الحرب في غزة»، على ما أورد المتحف عبر موقعه الإلكتروني.

ويشير شعار «من النهر إلى البحر» إلى الحدود الفلسطينية في فترة الانتداب البريطاني، والتي امتدت من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط قبل قيام دولة إسرائيل عام 1948. وينظر البعض إلى العبارة على أنها دعوة للقضاء على إسرائيل، فيما يراها آخرون دعوة للمساواة في الحقوق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

أما المتحف الإسباني فوصفه بأنه «شعار شاعري يُستخدم منذ الستينات للمطالبة بالحرية والحقوق المتساوية للفلسطينيين»، لافتاً إلى أنه «لا يشير بأي حال من الأحوال إلى زوال دولة إسرائيل».

لكن اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا استنكر الشعار الذي تردد كثيراً خلال المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين «من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة»، والذي يعني وفقاً له «القضاء على إسرائيل».

وأوضح الاتحاد، في بيان، أن «هذا الشعار، الذي يعدّه مجلس النواب الأميركي معادياً للسامية، يتحدث عن القضاء على إسرائيل وسكانها. ويمكن أيضاً قراءته على الخرائط التي أزيلت منها إسرائيل، والتي يتم التلويح بها خلال المسيرات».

وقالت المنظمة إن متحف «رينا صوفيا» أدرج ضمن برمجته نشاطاً «بهدف مفترض هو إظهار التضامن مع غزة، على أساس فرضية أن إسرائيل تمارس الإبادة الجماعية والمذبحة والتطهير العرقي».

وقد بدأت الحرب الأكثر دموية في قطاع غزة الفلسطيني في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) على إسرائيل، وأسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لإحصاء لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وخطف أكثر من 250 شخصاً ما زال 128 منهم محتجزين في غزة؛ توفي 37 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليين.

رداً على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ«القضاء» على «حماس»، وتنفذ مذاك حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة تسببت بسقوط 34 ألفاً و943 قتيلاً، غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لـ«حماس».


روسيا تعلن السيطرة على ست قرى في شرق أوكرانيا

عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
TT

روسيا تعلن السيطرة على ست قرى في شرق أوكرانيا

عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)
عدد من سكان قرية فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية ينتظرون حافلة لتنقلهم إلى مكان آمن (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، أن قواتها سيطرت على ست قرى في شرق أوكرانيا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الوزارة قولها على تلغرام إن قواتها «حررت» قرى بوريسيفكا وأوغيرتسيف وبليتينيفكا وبيلنا وستريليتشا في منطقة خاركيف قرب الحدود مع روسيا، وكذلك قرية كيراميك في منطقة دونيتسك.

وأضاف البيان: «بالإضافة إلى ذلك، استهدفت المجموعة (المهاجمة) القوة البشرية والعتاد لأربعة ألوية أوكرانية ومفرزة من حرس الحدود في مناطق فولشانسك وفيسيلي وغلوبوكوي ونيسكوشني وكراسني. وبلغت خسائر العدو ما يصل إلى 170 عسكريا وثلاث عربات قتالية مدرعة وأربع سيارات»، وفق وكالة «سبوتنيك» الروسية.


فرار المئات من القتال في منطقة خاركيف الأوكرانية

مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
TT

فرار المئات من القتال في منطقة خاركيف الأوكرانية

مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)
مدنيون ينتظرون إجلاءهم من بلدة فوفشانسك في منطقة خاركيف الأوكرانية (رويترز)

تمّ إجلاء مئات الأشخاص من المناطق المحاذية للحدود الروسية في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا، حسبما أفاد الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف اليوم السبت، غداة شن موسكو هجوماً برّياً فيها.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سينيغوبوف قوله عبر منصات التواصل الاجتماعي: «تمّ إجلاء ما مجموعه 1775 شخصاً»، مشيرا الى أن هجمات بالمدفعية وقذائف الهاون طالت 30 بلدة في المنطقة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وفي السياق، قال مسؤول عسكري أوكراني كبير إنّ القوات الروسية تقدّمت كيلومتراً واحداً داخل أوكرانيا حيث تحاول «إنشاء منطقة عازلة» في خاركيف وفي منطقة سومي المجاورة لمنع شنّ هجمات على الأراضي الروسية.

وكان مسؤولون في كييف يحذرون منذ أسابيع من أنّ موسكو قد تحاول شنّ هجوم على المناطق الحدودية الشمالية الشرقية، مشيرين إلى تفوّقها في وقت تعاني أوكرانيا من تأخّر وصول المساعدات الغربية ونقص الجنود.

إطفائيون يعملون على إخماد النار بعد قصف روسي لمنطقة خاركيف (رويترز)

وقال الجيش الأوكراني إنّه نشر المزيد من الجنود، بينما أشار الرئيس فولوديمير زيلينسكي مساء الجمعة إلى أنّ قواته تستخدم المدفعية والمسيّرات لمواجهة التقدّم الروسي. وأضاف أنّه «تمّ نشر وحدات الاحتياط لتعزيز الدفاع في هذه المنطقة الواقعة على الجبهة».

في السياق، قال الجنرال أوليسكندر بافليوك قائد القوات البرية الأوكرانية إنه يتوقع أن تدخل الحرب المستمرة مع روسيا منذ 26 شهرا مرحلة حاسمة خلال الشهرين المقبلين مع محاولة موسكو استغلال التأخير في توريد إمدادات الأسلحة إلى كييف.

وأضاف في مقابلة مع مجلة «إيكونوميست» البريطانية: «روسيا تعلم أننا إذا تلقينا ما يكفي من الأسلحة في غضون شهر أو شهرين، فإن الوضع قد ينقلب ضدها».

وتباطأت إمدادات الأسلحة الأميركية لعدة أشهر بينما تعطلت حزمة المساعدات التي اقترحها الرئيس جو بايدن بسبب اختلافات حولها داخل الكونغرس قبل إقرار هذا الإجراء أواخر الشهر الماضي.وقال بافليوك إن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى مزيد من الدفاعات الجوية وإن من المتوقع أن تتسلم مجموعة من طائرات «إف-16» المقاتلة.

من جهته، قال معهد دراسة الحرب الجمعة إنّ روسيا حقّقت «مكاسب كبيرة من الناحية التكتيكية».

وأضاف المعهد الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا، أنّ الهدف الرئيسي للعملية هو «استدراج القوة البشرية الأوكرانية والعتاد من قطاعات مهمة على الجبهة في شرق أوكرانيا»، مشيرا الى أنّها لا تبدو «هجوماً واسع النطاق لتطويق خاركيف والاستيلاء عليها».


«الصحة العالمية»: محادثات دون اتفاق حول معاهدة الأوبئة... وبريطانيا لن توقع

عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
TT

«الصحة العالمية»: محادثات دون اتفاق حول معاهدة الأوبئة... وبريطانيا لن توقع

عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)
عامل بالقطاع الصحي يحمل جرعة من لقاح كورونا في سوريا (أ.ف.ب)

قالت منظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة) إن محادثات تستهدف صياغة ميثاق عالمي للمساعدة في مكافحة الأوبئة في المستقبل انتهت دون التوصل إلى مسودة اتفاق بحلول الموعد النهائي المتوقع، لكن تم إحراز بعض التقدم.

وكان المفاوضون من أعضاء منظمة الصحة العالمية البالغ عددهم 194 دولة يأملون في التوصل إلى مسودة اتفاق نهائية بحلول نهاية أمس الجمعة على أمل اعتماد نص ملزم قانوناً في الجمعية العامة للمنظمة في وقت لاحق من هذا الشهر.

وقالت المنظمة التي تستضيف المفاوضات التي تقودها الدول الأعضاء في بيان مساء أمس الجمعة إن الدول لم تفلح في الوفاء بالموعد النهائي، وستواصل الآن المفاوضات في الأسابيع المقبلة قبل انعقاد الجمعية العامة.

وقال بريشيس ماتسوسو، الرئيس المشارك لهيئة التفاوض الحكومية الدولية التي تقود المحادثات «هذه ليست مناورة بسيطة... إنجاز هذا يعني فعله على النحو الصحيح».

والهدف من الوثيقة إلى جانب سلسلة من التعديلات للقواعد القائمة للتعامل مع الأوبئة هو دعم دفاعات العالم ضد مسببات الأمراض الجديدة بعد أن قتلت جائحة كوفيد - 19 مليون شخصاً.

لكن الخبراء قالوا إن عملية التفاوض على امتدادها اعترضتها خلافات عميقة، خاصة فيما يتعلق بالمساواة، كما أن الجدول الزمني للتوصل إلى اتفاق كان طموحاً دائماً. وكان للاتفاق طابع سياسي عند بعض الدول.

* مشاركة اللقاحات

وأرجئت بالفعل بعض النقاط الأكثر إثارة للجدل في المعاهدة، بما في ذلك التفاصيل عن «إمكانية التصدي لمسببات الأمراض ونظام الاستفادة»، لمناقشتها في وقت لاحق، مع تحديد عامين كموعد نهائي. ويستهدف النظام وضع قواعد لمشاركة المعلومات التي يحتمل أن تتعلق بالأوبئة، مثل المعلومات عن الفيروسات، أو السلالات الجديدة، وضمان الاستفادة العادلة لجميع البلدان من اللقاحات، والعقاقير، والاختبارات التي يتم تطويرها نتيجة لذلك.

وتتضمن مسودة الاتفاق الحالية بنداً يطلب من منتجي العقاقير تخصيص 10 في المائة من العقاقير للتبرع بها لمنظمة الصحة العالمية، و10 في المائة تخصص للمنظمة لشرائها بأسعار ميسورة لتوزيعها في البلدان الفقيرة أثناء حالات الطوارئ الصحية.

وذكر تقرير في وقت سابق من هذا الأسبوع نشرته صحيفة «التليغراف» البريطانية أن المملكة المتحدة لن توقع على معاهدة تقول إنها ستجبرها على التخلي عن نحو 20 في المائة من لقاحاتها.

وقال مسؤول مشارك في المحادثات إن معظم الدول تدعم الالتزام بتوزيع أكثر عدالة للقاحات، لكن لم يتم حسم نسبة ثابتة.

ويتضمن اتفاق حالي يتعلق بوباء الأنفلونزا أيضاً بنداً يتعلق ببيع اللقاحات بأسعار معقولة أو التبرع بها لمنظمة الصحة العالمية. ويسمح البند بنسبة تتراوح بين خمسة و20 في المائة لكلا الخيارين لإتاحة المرونة في التفاوض مع الشركات المنتجة.

ويمكن تفعيل إطار العمل هذا إذا أصبحت سلالة إتش5إن1 من أنفلونزا الطيور قابلة للانتقال بسهولة بين البشر. وأثارت هذه السلالة الانزعاج بعد أن اكتشفت في الأبقار في الولايات المتحدة، وبين حيوانات وطيور أخرى.

ويشير تقييم المنظمة الحالي إلى أن هذا التهديد منخفض، لأنه لا يوجد دليل على انتشار المرض من إنسان إلى آخر.

وقال خبراء إن فقدان الزخم السياسي لاتفاق يتعلق بالأوبئة يمثل خطراً إذا حدث تأخير طويل، خاصة في عام انتخابات في كثير من الدول. لكنهم قالوا إن الأمر ما زال يستحق النضال.


روسيا تسعى إلى منطقة عازلة في خاركيف


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
TT

روسيا تسعى إلى منطقة عازلة في خاركيف


الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رفقة رئيس الوزراء الهولندي مارك روته في زيارة لقاعدة جوية تحوي طائرات «إف - 16» (أ.ب)

أعلن مسؤولون أوكرانيون أمس (الجمعة) أن روسيا أطلقت هجوماً برياً عبر الحدود في منطقة خاركيف بشمال شرقي البلاد. وبينما أفيد بأن القوات الروسية حققت تقدماً ميدانياً محدوداً في جبهة خاركيف الجديدة، بدأت أوكرانيا إجلاء المدنيين إلى مناطق أكثر أمناً.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي: «أطلقت روسيا موجة جديدة من التحركات الهجومية المضادة في هذه المنطقة. واجهتهم أوكرانيا هناك بقواتنا وألويتنا ومدفعيتنا... والآن تدور معركة شرسة في هذا الاتجاه».

ويواجه الجيش الأوكراني صعوبات على الجبهة، حيث أضعفه نقص المجندين والتأخير في تسليم المساعدات الغربية، ما أدى إلى تراجع مخزونه من الذخائر. في المقابل، حققت القوات الروسية مكاسب ميدانية محدودة، خاصة في الشرق، من دون تحقيق اختراق حقيقي. وأفاد مصدر عسكري أوكراني رفيع المستوى بأن القوات الروسية تحاول إقامة «منطقة عازلة» في منطقة خاركيف بهدف منع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية. وقال مصدر عسكري أوكراني، طلب عدم كشف هويته، إن القوات الروسية تستهدف التقدم لمسافة تصل إلى عشرة كيلومترات من الحدود الروسية، وإن قوات كييف تقاتل لمنع هذا التقدم.

في غضون ذلك، تتوقع كييف تسلّم أول دفعة من مقاتلات «إف-16» الأميركية الصنع خلال أسابيع (بين يونيو/ حزيران ويوليو/ تموز)، وهو ما سيمكنها من توجيه ضربات أكثر دقة للقوات الروسية. وأعلن البيت الأبيض في بيان أمس تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار.


زيلينسكي يتحدث عن «معارك عنيفة» على الجبهة... وواشنطن تثق بالجيش الأوكراني

متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
TT

زيلينسكي يتحدث عن «معارك عنيفة» على الجبهة... وواشنطن تثق بالجيش الأوكراني

متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)
متطوعون أوكرانيون يساعدون سكاناً محليين على إخلاء بيوتهم في مناطق تقع شمال مدينة خاركيف (أ.ف.ب)

تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، عن «معارك عنيفة» على «طول خط الجبهة»، في وقت باشرت موسكو هجومًا بريًا في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا.

وقال زيلينسكي في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي بناء على معلومات تلقاها من القائد الأعلى للقوات الأوكرانية المسلحة: «تدور معارك عنيفة على طول خط الجبهة»، مضيفًا «ناقشنا الإجراءات الدفاعية وتعزيز مواقعنا في منطقة خاركيف».

وترددت أصداء الوضع الميداني الأوكراني في واشنطن، حيث توقعت إدارة جو بايدن أن تصعد روسيا هجومها الجديد، لكنها ابدت ثقتها بالجيش الأوكراني وشككت في إمكان أن تحرز موسكو تقدما كبيرا.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي: «قد تحرز روسيا مزيدا من التقدم في الاسابيع المقبلة، لكننا لا نتوقع اي اختراقات كبيرة، ومع الوقت ستتمكن اوكرانيا بفضل تدفق المساعدة الاميركية من الصمود في وجه هذه الهجمات خلال العام 2024»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.