تراجع برامج دعم المهاجرين في اليونان يفاقم معاناة الآلاف

60 % من المستفيدين معرضون لانعدام الأمن الغذائي

مهاجرون يتلقون مساعدات في أثينا (أ.ف.ب)
مهاجرون يتلقون مساعدات في أثينا (أ.ف.ب)
TT

تراجع برامج دعم المهاجرين في اليونان يفاقم معاناة الآلاف

مهاجرون يتلقون مساعدات في أثينا (أ.ف.ب)
مهاجرون يتلقون مساعدات في أثينا (أ.ف.ب)

في أحد أفقر أحياء أثينا، اصطف عشرات النساء المهاجرات والأطفال للحصول على تبرعات غذائية، بعد خفض البرامج اليونانية لمساعدة اللاجئين.

واختارت النيجرية دنيز يوبو (33 عاماً) ما يكفي من الأرز والعدس والطحين والبسكويت لملء خزائن مطبخها للشهر المقبل. فقد تبخر راتبها، وهي أمّ لطفلين والمعيلة الوحيدة لهما، بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة في اليونان كما نقل تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية. وتكسب يوبو من عملها كمنظفة بدوام جزئي أقل من 500 يورو (550 دولاراً) شهرياً، وهو مبلغ بالكاد يكفي لتسديد إيجارها البالغ 350 دولاراً. وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «في كثير من الأحيان في منتصف الشهر، لا يبقى معي ما يكفي من المال لإطعام ولداي».

تشديد سياسات الهجرة

تواصل اليونان خفض الإعانات المقدّمة لطالبي اللجوء واللاجئين، وسط تشديد السياسات تجاه المهاجرين في أنحاء أوروبا. وتتوقف المساعدة المالية البالغة بضع مئات اليوروهات شهرياً، ما إن يحصل طالب اللجوء على وضع لاجئ. وفي ديسمبر (كانون الأول)، أوقفت أثينا برنامجاً يموله الاتحاد الأوروبي كان يسدد بدل إيجار لعشرات آلاف اللاجئين على مر السنوات السبع الماضية. وقال وزير الهجرة آنذاك، نوتيس ميتاراخي، إن «البرنامج أنجز مهمته»، مضيفاً أن «العدد القليل» من مقدمي الطلبات نُقلوا إلى مخيمات «عصرية».

كانت فهيمة، وهي شابة أفغانية، من بين الذين أصبحوا في الشارع بسبب ذلك الإجراء. ووجدت نفسها خارج القانون وغير قادرة على الاستفادة من أي مساعدة حكومية. وقالت: «أنا في وضع شاق، إذ لا أحصل على مساعدة حكومية ولا يمكنني إيجاد عمل». وفي الأشهر الـ18 الماضية، قدّمت مجموعة «إنترسوس» الإنسانية مواد غذائية لأكثر من خمسة آلاف مهاجر ولاجئ، 54 منهم قاصرون.

بدلات فقر

تقول المشرفة على برنامج «طعام للجميع» ماتينا ستماتيادو، إن المستفيدين لاجئون وطالبي لجوء رُفضت طلباتهم، ومهاجرون دون أوراق ثبوتية، وآخرون قد يكون لديهم عمل أو يحصلون على «بدلات فقر». خلال عام واحد فقط، ارتفع المدرجون على قائمة الانتظار أربع مرات وصولاً إلى أكثر من ألفي شخص، وفق تصريحها. وتُعطى الأولوية لمقدمي طلبات يعانون من ضائقة شديدة، مثل الأمهات وأشخاص يعانون مشكلات صحية خطيرة. وقالت ستماتيادو إن «اليونان لا تزال ترى نفسها بلد عبور. لكن العديد من اللاجئين يعيشون هنا منذ عدة سنوات ويريدون الاندماج. غير أن الحكومة فشلت في تطبيق سياسات فاعلة لهذا الغرض»، وفق ستماتيادو.

ويقدّر المدير العام لبرنامج «إنترسوس» فرع اليونان، أبوستولوس فيزيس، أن قرابة 15 ألف لاجئ في أثينا غير قادرين على الوصول إلى وجبات يومية كاملة. وقال: «عند الجوع، لا يمكن البحث عن عمل أو الاهتمام بالإجراءات القانونية أو الصحة». وفي وضع كهذا، «كي تحصل على المال، تكون مستعداً لتعريض نفسك للخطر والقيام بأنشطة غير قانونية والاستدانة دون القدرة على السداد»، بحسب فيزيس.

وكان يحصل قرابة 60 في المائة من الذي يتلقون مساعدات من منظمات، على مواد غذائية كافية بين مرة أوثلاث مرات أسبوعياً، مما عرَّضهم لانعدام أمن غذائي شديد، وفق معايير الأمم المتحدة. ويؤكد فيزيس أن للجوع تداعيات خطيرة على النمو الجسدي والعقلي للأطفال.

وقالت النيجرية سينتيا إفيوناندي (30 عاماً): «أحياناً لا يذهب أطفالي إلى المدرسة لأنهم متعبون بسبب الجوع». وروايات أخرى عن أطفال جائعين يفقدون الوعي داخل الصف.


مقالات ذات صلة

المعارضة اليونانية تطالب بالتحقيق في مزاعم إلقاء مهاجرين في البحر

أوروبا مهاجرون خارج عربة إسعاف بعد عملية إنقاذ نفّذها خفر السواحل اليوناني (أرشيفية - أ.ب)

المعارضة اليونانية تطالب بالتحقيق في مزاعم إلقاء مهاجرين في البحر

طالب حزب المعارضة اليوناني بفتح تحقيق بعد تقرير «بي بي سي»، يزعم أن خفر السواحل اليوناني كان مسؤولاً عن وفاة عشرات المهاجرين خلال السنوات الثلاث الماضية.

«الشرق الأوسط» (أثينا)
شمال افريقيا دورية لخفر السواحل الجزائري في البحر المتوسط (وزارة الدفاع الجزائرية)

قلق في الجزائر بسبب تفاقم الهجرة السرية مع بداية الصيف

وصول 160 مهاجراً جزائرياً إلى سواحل إسبانيا خلال الأسبوع الحالي، تزامناً مع قلق السلطات الجزائرية من تفاقم الهجرة السرية مع بداية الصيف.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الاقتصاد رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية ألفرو لاريو (الشرق الأوسط)

«الصندوق الدولي للتنمية الزراعية» يحذر من تحديات كبيرة تواجه منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

حذّر الصندوق الدولي للتنمية الزراعية من تحديات كبيرة تواجه منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا تتمثل في الهشاشة والهجرة والتغير المناخي والأمن الغذائي

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
شمال افريقيا ميلوني (أقصى اليمين) وسعيد ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته في قرطاج يونيو الماضي (أ.ف.ب)

ميلوني تناقش في تونس ملف الهجرة الشائك

تترقب تونس زيارة رئيسة الحكومة الإيطالية جورجيا ميلوني، الأربعاء المقبل، حيث سيكون على رأس اهتماماتها ملف الهجرة غير الشرعية المنطلقة من تونس.

المنجي السعيداني (تونس)
شمال افريقيا الجيش يوقف تجار مخدرات (وزارة الدفاع)

الأمن الجزائري يوقف المئات من الأشخاص بين مهربين ومهاجرين

بينما اعتقلت وحدات من الجيش 833 شخصاً بين مهربين غير شرعيين، في عمليات متفرقة، صرَح قائد الجيش سلاح الدرك «دعامة أساسية» في خطة محاربة الإرهاب.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

القضاء الفرنسي حَفظَ قضية ضبط أسلحة في منزل آلان ديلون

الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)
الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)
TT

القضاء الفرنسي حَفظَ قضية ضبط أسلحة في منزل آلان ديلون

الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)
الممثل الفرنسي آلان ديلون (رويترز)

حَفظَ القضاء الفرنسي قضية ضبط 72 قطعة سلاح ناري في منزل الممثل آلان ديلون، أحد آخر عمالقة السينما الفرنسية، وكفَّ التعقبات في شأنها، على ما أعلنت النيابة العامة، الجمعة، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

واتُخذ هذا القرار من دون التمكن من سماع إفادة النجم البالغ 88 عاماً «نظراً إلى ضعفه»، و«بناءً على رأي طبي»، فيما أشارت النيابة العامة إلى إصدار «أمر بإتلاف كل الأسلحة النارية والذخيرة».

وعثر المحققون على ترسانة كاملة خلال دهمهم منزل ديلون، تضم 72 قطعة سلاح، معظمها من الفئتين: «أ» (بعض الأسلحة النارية والمواد الحربية)، و«ب» (الأسلحة المستخدمة في الرماية الرياضية وتلك المستخدمة في حالات الخطر المهني)، وأكثر من ثلاثة آلاف طلقة ذخيرة.

كذلك لاحظوا وجود منصة للرماية في العقار التابع لمنزل الممثل الذي يهوى جمع الأسلحة النارية.

وأوضحت النيابة العامة، في بيان، أن التحقيق أظهر أن الممثل «لم يسبق أن صرّح للشرطة عن هذه الأسلحة ولم يطلب الترخيص بحيازتها».

وأضافت أن إفادات أبناء النجم والعاملين لديه بيّنت «أن هذه الأسلحة النارية كانت تُستخدَم من مختلف أفراد الأسرة لغرض الترفيه، في منصة الرماية بالعقار».

وشرحت النيابة العامة أن شهادات عدة أفادت بأن «ديلون اشترى هذه الأسلحة وكان يحتفظ بها منذ سنوات، بل طرح بعضها في مزاد علني عام 2014».

وطرح ديلون في هذا المزاد مجموعته التي كانت تضم 76 قطعة، من بندقية «وينتشستر» التي استخدمت في مسلسل «وانتد: ديد أور ألايف» Wanted: Dead or Alive وقدمها إليه الممثل الأميركي ستيف ماكوين، ومنها مسدس من فيلم «ريد صن Red Sun».

وفي مطلع أبريل (نيسان) الماضي، وُضع الممثل الذي يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية وأصيب بجلطة دماغية عام 2019 تحت «القوامة المعززة على عاجز».

وسبق أن وُضع في يناير (كانون الثاني) تحت الحماية القضائية مع تعيين وكيل قضائي لمعاونته فيما يتعلق «بمتابعته طبياً»، وسط نزاع إعلامي وقضائي محتدم بين أبنائه الثلاثة، أنتوني وأنوشكا وآلان فابيان.