زعيم صرب البوسنة يصدر قانوناً يلغي سلطة الممثل السامي الدولي

رئيس جمهورية صربسكا ميلوراد دوديك في شرق ساراييفو بالبوسنة والهرسك في 9 يناير 2023 أثناء حضوره العيد الوطني لجمهورية الصرب الذي حظرته المحكمة الدستورية البوسنية (رويترز)
رئيس جمهورية صربسكا ميلوراد دوديك في شرق ساراييفو بالبوسنة والهرسك في 9 يناير 2023 أثناء حضوره العيد الوطني لجمهورية الصرب الذي حظرته المحكمة الدستورية البوسنية (رويترز)
TT

زعيم صرب البوسنة يصدر قانوناً يلغي سلطة الممثل السامي الدولي

رئيس جمهورية صربسكا ميلوراد دوديك في شرق ساراييفو بالبوسنة والهرسك في 9 يناير 2023 أثناء حضوره العيد الوطني لجمهورية الصرب الذي حظرته المحكمة الدستورية البوسنية (رويترز)
رئيس جمهورية صربسكا ميلوراد دوديك في شرق ساراييفو بالبوسنة والهرسك في 9 يناير 2023 أثناء حضوره العيد الوطني لجمهورية الصرب الذي حظرته المحكمة الدستورية البوسنية (رويترز)

أصدر رئيس جمهورية صربسكا ميلوراد دوديك، الجمعة، قانونا يلغي سلطة الممثل السامي الدولي في الكيان الصربي البوسني، ما ينذر بمزيد من التوترات في الدولة الواقعة في البلقان والمنقسمة طائفيا، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

ويمثل هذا القرار تحديا كبيرا للممثل السامي الدولي كريستيان شميت.

منذ تعيينه في هذا المنصب عام 2021، يرفض قادة صرب البوسنة ولا سيما ميلوراد دوديك سلطة السياسي الألماني الجنسية، ويؤكدون باستمرار أنه «غير قانوني» و«زائف» لأن مجلس الأمن الدولي لم يصادق على تعيينه عكس سابقيه.

و«وقّع رئيس جمهورية صربسكا ميلوراد دوديك المرسوم الخاص بإصدار» هذا القانون الذي أقره برلمان الكيان الصربي في 21 يونيو (حزيران)، وفق ما أورد مكتبه في بيان.

ميلوراد دوديك مقرّب من روسيا وهو مستهدف بعقوبات أميركية وبريطانية بعد أن ضاعف التهديدات الانفصالية في السنوات الأخيرة.

ينصّ القانون المعتمد على أن القرارات التي يتخذها الممثل السامي الدولي لن تُنشر بعد الآن في الجريدة الرسمية للكيان الصربي، ما يعني بحكم الواقع رفض سلطته.

للممثل السامي سلطة فرض الامتثال لاتفاقية دايتون للسلام المبرمة في الولايات المتحدة عام 1995، وله صلاحيات تقديرية تسمح له بإلغاء أو فرض قوانين وكذلك عزل مسؤولين منتخبين.

اقترحت روسيا، الحليف الدولي الرئيسي لصرب البوسنة، في يوليو (تموز) 2021 على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار شاركت في رعايته الصين وينصّ على إغلاق مكتب الممثل السامي في يوليو 2022.

لكن المشروع لقي رفضا بعد أن اتهم دبلوماسيون غربيون موسكو بالرغبة في تقويض مكتب الممثل السامي.

بتوقيعه القانون، تجاهل ميلوراد دوديك القرار الأخير الذي اتخذه كريستيان شميت السبت بإلغاء هذا النصّ، وهو قرار حظي بدعم من القوى الغربية الرئيسية.

كما ألغى الدبلوماسي الألماني قانونا آخر أقره نواب صرب البوسنة في نهاية يونيو وينصّ على رفض تنفيذ قرارات المحكمة الدستورية في البوسنة، وهو نص استنكرته بشدة واشنطن وباريس ولندن.

وأعلن ميلوراد دوديك توقيعه على هذا القانون أيضا.

منذ الحرب الطائفية في التسعينات، قُسّمت البوسنة إلى كيانين أحدهما صربي والآخر كرواتي بوسني، تجمع بينهما مؤسسات مركزية ضعيفة.



موسكو تؤكد عزمها الرد على التصعيد الأميركي «غير المسبوق»

صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
TT

موسكو تؤكد عزمها الرد على التصعيد الأميركي «غير المسبوق»

صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)
صحافيون يلتقطون صوراً لبقايا صاروخ استهدف منطقة دنيبرو في مركز لتحليل الطب الشرعي بمكان غير محدد بأوكرانيا الأحد (أ.ب)

أكدت موسكو، الأحد، عزمها الرد على ما سمّته التصعيد الأميركي «غير المسبوق»، فيما دعا الرئيس الأوكراني إلى تعزيز الدفاعات الجوية لبلاده بعدما أسقطت وحدات الدفاع الجوي 50 من إجمالي 73 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا ليل السبت - الأحد فوق كثير من المناطق.

وقال الكرملين في بيان إنه يتعين على روسيا أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا. وأضاف أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل زائد مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا. وذكّر الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي من القيود المفروضة على العقيدة النووية ليصبح من الممكن عدّ أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية هجوماً مشتركاً على روسيا.

«أضرار بالغة خلال دقائق»

وفي وقت لاحق، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف الولايات المتحدة من أن روسيا ستزود أعداء أميركا بتقنيات نووية إذا أقدمت واشنطن على تزويد كييف بأسلحة نووية. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن ميدفيديف قوله: «صاروخ أوريشنيك الروسي يمكنه إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق»، داعياً أوروبا إلى التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا. وأضاف ميدفيديف، في منشور عبر تطبيق «تلغرام»: «تتساءل أوروبا عن الضرر الذي يمكن أن يسببه نظام (أوريشنيك) إذا كان مزوداً برؤوس نووية، وما إذا كان من الممكن إسقاط هذه الصواريخ ومدى سرعة وصولها إلى عواصم العالم القديم»، بحسب ما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء. وقال ميدفيديف إن «الضرر سيكون بالغاً، ومن المستحيل إسقاط الصاروخ بالوسائل الحديثة، نحن نتحدث عن دقائق»، مشيراً إلى أن «الملاجئ لن تساعد في شيء، وأن الأمل الوحيد هو أن تقدم روسيا على إصدار تحذير مسبق قبل عمليات الإطلاق... ولذلك من الأفضل للعواصم الغربية التوقف عن دعم الحرب في أوكرانيا». وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف قد أكد أن المواجهة الحالية يتم إشعالها من قبل الدول الغربية، مشيراً إلى أن المرسوم الخاص بتحديث العقيدة النووية لروسيا يمكن عدّه إشارة للغرب.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتحدث خلال مؤتمر دولي في كييف السبت (د.ب.أ)

هجوم بـ73 مسيّرة

بدوره، قال الرئيس الأوكراني إن بلاده بحاجة إلى تعزيز دفاعاتها الجوية لحماية المدنيين بعدما أسقطت وحدات الدفاع الجوي 50 من إجمالي 73 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا الليلة الماضية فوق كثير من المناطق. وأضاف عبر تطبيق «تلغرام» أنه «تم إطلاق إنذارات من هجمات جوية بشكل يومي تقريباً في أنحاء أوكرانيا هذا الأسبوع». وتابع قائلاً إن روسيا استخدمت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 800 قنبلة جوية موجهة ونحو 460 طائرة مسيّرة هجومية، وما يزيد على 20 صاروخاً من أنواع مختلفة. وذكر أن «أوكرانيا ليست أرضاً لتجربة الأسلحة فيها. أوكرانيا دولة ذات سيادة ومستقلة. لكن روسيا لا تزال تواصل مساعيها لقتل شعبنا ونشر الخوف والذعر وإضعافنا».

«إقالة» قائد عسكري روسي

في سياق متصل، قال مدونون موالون لروسيا ووسائل إعلام روسية إن موسكو أقالت جنرالاً كبيراً لتقديمه تقارير مضللة عن تقدم في الحرب، بينما يحاول وزير الدفاع أندريه بيلوسوف إقصاء القادة غير الأكفاء. ونقلت وسائل إعلام روسية عن مصادر لم تحددها قولها إن الكولونيل جنرال جينادي أناشكين قائد الجيش في المنطقة الجنوبية أقيل من منصبه. لكن لم يصدر بعد تأكيد رسمي.

واشتكى مدونون روس معنيون بالحرب منذ فترة طويلة من طريقة قيادة العمليات حول سيفيرسك، إذ قالوا إن الوحدات الروسية هناك يزج بها في معارك طاحنة دون دعم مناسب، مقابل ما بدا أنها مكاسب تكتيكية ضئيلة. وقال ريبار، وهو مدون مؤيد لروسيا يحظى باحترام: «فقط الكسالى لم يكتبوا عن المشاكل هناك... بشكل عام، استغرق الأمر من النظام نحو شهرين حتى يستجيب للأمر بالشكل المناسب». وأضاف ريبار: «أقيل أناشكين من منصبه بسبب تقارير كاذبة عن جبهة سيفيرسك»، مستخدماً الاسم الذي تطلقه روسيا على المنطقة، حسبما نقلت عنه وكالة «رويترز».

ونقلت صحيفة «آر بي سي» عن مصدر لم تذكر اسمه في وزارة الدفاع قوله إن أناشكين نُقل ضمن عمليات «تغيير مناصب مخططة» للقادة. وفي تقاريره عن تغيير القيادات، نقل المدون الحربي البارز المؤيد لروسيا يوري بودولياكا عن وزير الدفاع بيلوسوف قوله: «يمكن أن ترتكب الأخطاء لكن الكذب مرفوض».

وقبل حلول فصل الشتاء، تقدمت القوات الروسية بأسرع وتيرة في أوكرانيا منذ بدء الغزو في 2022، رغم أن التقدم جاء أبطأ بكثير في بعض المناطق، خصوصاً حول سيفيرسك في منطقة دونيتسك في الشرق. وإذا تمكنت روسيا من السيطرة على منطقة سيفيرسك، فيمكنها بعد ذلك التقدم نحو كراماتورسك وهي مدينة رئيسة في المنطقة.