المحلل الأميركي بوبي جوش: تمرد «فاغنر» في روسيا فرصة لمحاصرتها بأفريقيا

صورة نشرها الجيش الفرنسي لمرتزقة روس في شمال مالي (أ.ب)
صورة نشرها الجيش الفرنسي لمرتزقة روس في شمال مالي (أ.ب)
TT

المحلل الأميركي بوبي جوش: تمرد «فاغنر» في روسيا فرصة لمحاصرتها بأفريقيا

صورة نشرها الجيش الفرنسي لمرتزقة روس في شمال مالي (أ.ب)
صورة نشرها الجيش الفرنسي لمرتزقة روس في شمال مالي (أ.ب)

في الوقت الذي يستكشف فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كيفية التعامل مع قائد مجموعة «فاغنر» المسلحة والطاهي السابق له يفيغيني بريغوجين، وجماعته المتمردة، يسعى وزير خارجية روسيا لطمأنة الدول التي تستعين بخدمات مرتزقة «فاغنر» إلى أن الأمور ستسير كالمعتاد.

وفي مقابلة تلفزيونية استهدفت الجمهور الأجنبي، قال وزير الخارجية سيرجي لافروف إن أحداث مطلع الأسبوع، في إشارة إلى تمرد مجموعة «فاغنر على السلطات الروسية» لن تؤثر على العلاقات مع «الشركاء والأصدقاء».

رئيس السنغال وليان روتو مستقبلاً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نيروبي يوم 29 مايو 2023 (رويترز)

ويرى المحلل السياسي الأمريكي بوبي جوش في تحليل نشرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، أن رسالة لافروف استهدفت بشكل أساسي قادة دولتي مالي وجمهورية أفريقيا الوسطى، الذين يعتمدون على مقاتلي «فاغنر» لحماية أنظمة حكمهم.

لكن حكام الدولتين سيحتاجون إلى ما هو أكثر من الكلمات المهدئة لكي يشعروا بالاطمئنان. فهؤلاء القادة يدركون أن بوتين سيقوم بعملية تطهير لجيش بريغوجين الخاص بعد التمرد الأخير.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماع مع كبار الضباط العسكريين بموسكو (أ.ب)

في الوقت نفسه، فإن التطورات الأخيرة تقدم للدول الغربية فرصة ذهبية لاقتلاع مجموعة «فاغنر» وعناصرها من الدول الأفريقية التي تنشط فيها، خصوصاً مالي وأفريقيا الوسطى.

ويواجه الكولونيل أسيمي جويتا رئيس المجلس العسكري الحاكم في مالي، وفاوستين أرشينغ تواديرا رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، حالة من الغموض، في مرحلة إعادة ضبط العلاقة بين الكرملين ومجموعة «فاغنر».

وسيكون جويتا الأشدّ قلقاً. فمنذ استيلائه على السلطة في انقلابين متتاليين الأول في أغسطس (آب) 2020 والثاني في مايو (أيار) 2021، تزايد اعتماد المجلس العسكري المالي على مسلحي «فاغنر».

وفي وقت سابق من العام الحالي، طالب جويتا، القوات الفرنسية المنتشرة في مالي، بمغادرة البلاد، وهو الطلب الذي رحب به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي كان حريصاً على إخراج نفسه من عملية مكافحة الإرهاب الدائرة في منطقة الساحل والشمالي، ويشارك فيها حوالي 5000 جندي فرنسي. وفي الشهر الماضي طلب المجلس العسكري سحب قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وقوامها 13 ألف جندي.

صورة نشرها الجيش الفرنسي لمرتزقة روس في شمال مالي (أ.ب)

وتنشر «فاغنر» في مالي حوالي 1000 مسلح بقيادة إيفان ماسلوف، المدرج على قائمة عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية، بتهمة محاولة تهريب الأسلحة من مالي لاستخدامها في حرب روسيا بأوكرانيا. وتصف وزارة الخزانة الأمريكية، عمليات «فاغنر» في أفريقيا، بأنها «مزيج من العمليات شبه العسكرية لروسيا ودعم لأنظمة الحكم المستبدة واستغلال الموارد الطبيعية للدول الأفريقية».

ورغم أن المجلس العسكري المالي يقول إن الروس الموجودين في مالي «مدربون عسكريون»، هناك أدلة واضحة على أن مقاتلي «فاغنر» يشاركون في العمليات العسكرية إلى جانب قوات مالي.

وتتهم الأمم المتحدة، عناصر «فاغنر» في مالي، بالتورط في عمليات تعذيب واغتصاب. وأشار تقرير صادر عن منظمة «سنتري» الأمريكية غير الهادفة للربح إلى تورط عناصر «فاغنر» في جرائم مماثلة في أفريقيا الوسطى، استناداً إلى ادعاءات جمعتها المنظمة من خلال نشطاء محليين ومنظمات حقوقية دولية وحكومات غربية على مدى سنوات.

ويرى بوبي جوش، أن تمرد «فاغنر» قصير الأجل في روسيا، جاء في أسوأ وقت بالنسبة للكولونيل جويتا، حيث تكثف الجماعات الإسلامية المتطرفة عملياتها في مالي متشجعة بانسحاب القوات الفرنسية، فقتلت المئات وشردت الآلاف. كما أن انسحاب بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة سيؤجج الفوضى في شمال مالي التي ينشط فيها المسلحون المرتبطون بتنظيم «القاعدة» الإرهابي والانفصاليين الطوارق.

بالطبع يدرك قادة المجلس العسكري المالي أن اعتمادهم على «فاغنر» لا يحقق لهم ميزة عسكرية في أرض المعركة، كما لن يدركوا هزائم مرتزقة «فاغنر» أمام المتطرفين الإسلاميين في موزمبيق، وكذلك في أفريقيا الوسطى.

لكن تركيز جويتا ورفاقه في المجلس العسكري في مكان آخر، وهو الاستفتاء على الدستور الجديد الذي يضمن لأعضاء المجلس الحماية من أي ملاحقة قضائية بتهم الانقلاب العسكري، ويسمح لجويتا بخوض الانتخابات الرئاسية بصلاحيات أوسع. وتم إجراء الاستفتاء يوم 19 يونيو (حزيران) الماضي بنسبة مشاركة بلغت 39 في المائة فقط من إجمالي الناخبين.

وتعهد المجلس العسكري المالي بإجراء انتخابات وفقاً للدستور الجديد في العام المقبل، لكن تزايد خطر المتطرفين الإسلاميين يمنح جويتا مبرراً لتأجيل أي انتخابات. في الوقت نفسه، فإنه في أمس الحاجة للمساعدة العسكرية لكي يظل في الحكم. ولكن على جويتا انتظار ما سيحدث في روسيا بعد انتهاء تمرد «فاغنر»، وما إذا كان ماسلوف ورفاقه من قادة المجموعة سينجون من عمليات التطهير التي ستعقب التمرد.

دبابات تابعة لمجموعة «فاغنر» تستعد لمغادرة مدينة روستوف (إ.ب.أ)

فحتى لو لم يكن لهم أي دور في التمرد، فإن مجرد اختيار بريغوجين لهم قادة في مجموعته يجعلهم موضع شك بالنسبة لموسكو. وإذا تم استنزاف قدرات «فاغنر» في مالي بسبب عمليات التطهير المنتظرة لصفوفها، سيزداد قلق جويتا، ويصبح نظامه العسكري أكثر عرضة لهجمات الإسلاميين.

يفغيني بريغوجين قائد مجموعة «فاغنر»... (أ.ب)

هذه التطورات تعطي الغرب فرصة للضغط من أجل تغيير قواعد اللعبة في باماكو. وعلى فرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة الضغط على المجلس العسكري للتراجع عن طلبه سحب بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة، وإلزامه بطلب توسيع نطاق تفويضها. وعلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفائها الأوروبيين تقديم ما هو أكثر مما تحصل عليه القوات المالية من «فاغنر» في مجال مكافحة الإرهاب.

في الوقت نفسه، على واشنطن وحلفائها فرض المزيد من العقوبات على مجموعة «فاغنر» وعناصرها، والشركات التي تعمل معها، مع فرض غرامات باهظة على الأنظمة التي تواصل الاستعانة بالمرتزقة. وحسناً فعلت إدارة بايدن بإعلانها مؤخراً فرض عقوبات على أربع شركات متورطة في عمليات «فاغنر» لاستخراج الذهب وتوزيعه. كما عاقبت موظفاً آخر لـ«فاغنر» في مالي بتهمة العمل لصالح بريغوجين، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.


مقالات ذات صلة

الرئيس الفرنسي والحرب الروسية على أوكرانيا

أوروبا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مستقبلاً رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الخميس على مدخل قصر الإليزيه (إ.ب.أ)

الرئيس الفرنسي والحرب الروسية على أوكرانيا

ماكرون يحدد الظروف والشروط التي يفترض توافرها لدفع الغربيين لإرسال قوات إلى أوكرانيا في حال اختراق موسكو «خطوط الجبهة».

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا جانب من المعارك في دونيتسك (رويترز)

القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولي على قرية أوشيريتين

أكدت القوات المسلحة الأوكرانية اليوم الخميس أن القوات الروسية اجتاحت قرية أوشيريتين في دونيتسك بعد عدة أيام من القتال.

«الشرق الأوسط» (كييف)
آسيا لين جيان متحدث باسم الخارجية الصينية (موقع الخارجية الصينية)

الصين: سنتخذ «الإجراءات الضرورية» رداً على العقوبات الأميركية الأخيرة

أعلنت بكين أنها ستتخذ «الإجراءات الضرورية» بعد أن فرضت واشنطن عقوبات جديدة بحق شركات بالصين وأماكن أخرى تساعد موسكو في الحصول على أسلحة.

«الشرق الأوسط» (بكين)
أوروبا وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يتهم دول «ناتو» باستفزاز موسكو (إ.ب.أ)

الكرملين يرفض اتهامات باستخدام «الكيماوي» ويعارض «مؤتمر السلام» في سويسرا

الكرملين يرفض الاتهامات الموجهة لبلاده بشأن استخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا «لا أساس لها» ويهاجم عقوبات واشنطن.

رائد جبر (موسكو)
أوروبا ضباط أوكرانيون يقفون بجوار جثة بعد غارة استهدفت قرية في منطقة خاركيف (ا.ف.ب)

واشنطن تتهم روسيا باستخدام «سلاح كيميائي» ضدّ القوات الأوكرانية

اتّهمت الولايات المتّحدة، الجيش الروسي باستخدام «سلاح كيميائي»، هو مادة «الكلوروبيكرين» ضدّ القوات الأوكرانية، في انتهاك لمعاهدة حظر استخدام الأسلحة الكيميائية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

محكمة فرنسية تستجوب كارلا بروني في قضية تلقّي ساركوزي تمويلاً من ليبيا

صورة لكارلا بروني ساركوزي في نيويورك 25 يونيو 2013 (رويترز)
صورة لكارلا بروني ساركوزي في نيويورك 25 يونيو 2013 (رويترز)
TT

محكمة فرنسية تستجوب كارلا بروني في قضية تلقّي ساركوزي تمويلاً من ليبيا

صورة لكارلا بروني ساركوزي في نيويورك 25 يونيو 2013 (رويترز)
صورة لكارلا بروني ساركوزي في نيويورك 25 يونيو 2013 (رويترز)

استجوبت محكمة فرنسية كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، وسط تحقيقات في تمويل غير قانوني مزعوم لحملته الانتخابية من ليبيا لترشحه للانتخابات في عام 2007.

وتردد أن ساركوزي تلقى أموالاً غير قانونية للحملة الانتخابية من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، واتهم بالتمويل غير القانوني للحملة واختلاس الأموال العامة والرشوة، وهي مزاعم ينفيها.

وأكد مكتب المدعي العام المالي في باريس لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، أنه تم استجواب المغنية والملحنة والسيدة الفرنسية الأولى السابقة بروني، اليوم الخميس، حول احتمال التلاعب بأقوال الشهود.

وقال المكتب إنه في هذه المرحلة من الإجراءات، يجري فحص تورط بروني المحتمل دون عدّها مدعى عليها. وقد تم استجوابها بالفعل بصفتها شاهدة قبل أقل من عام.

وتتمحور قضية ليبيا حول مزاعم بأن الأموال اللازمة لحملة ساركوزي الانتخابية الرئاسية عام 2007 جاءت بشكل غير قانوني من نظام القذافي.

وقال رجل الأعمال الفرنسي اللبناني، زياد تقي الدين، عام 2016، إنه نقل عدة حقائب تحتوي على ملايين اليوروات من النظام الليبي إلى وزارة الداخلية في باريس، التي كان يرأسها ساركوزي آنذاك، أواخر عام 2006 أو أوائل عام2007. وعدّ في البداية الشاهد الرئيسي، لكنه قال فيما بعد إن ساركوزي لم يتلق أي أموال ليبية لحملته. وفي وقت لاحق، قال تقي الدين إن البيان قد تم تزويره.

ووسط حالة من الارتباك، أطلق القضاء الفرنسي تحقيقاً إضافياً في عام 2021 لتوضيح ما إذا كان شاهد الادعاء الرئيسي قد تلقى رشوة لتغيير أقواله.

وتشتبه الهيئة القضائية في أن شركاء ساركوزي عرضوا على تقي الدين أموالاً للقيام بذلك، وأن دور بروني كان يتمثل في جعل المتورطين يتواصلون بعضهم مع بعض.


الرئيس الفرنسي يحدد اختراق روسيا لـ«خطوط الجبهة» شرطاً لإرسال قوات غربية إلى أوكرانيا

ماكرون خلال إلقاء خطابه في جامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)
ماكرون خلال إلقاء خطابه في جامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)
TT

الرئيس الفرنسي يحدد اختراق روسيا لـ«خطوط الجبهة» شرطاً لإرسال قوات غربية إلى أوكرانيا

ماكرون خلال إلقاء خطابه في جامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)
ماكرون خلال إلقاء خطابه في جامعة السوربون التاريخية حيث دعا لبناء دفاع أوروبي قوي في 25 أبريل (إ.ب.أ)

أسبوعاً بعد أسبوع، يطل الرئيس الفرنسي بتصريحات تثير سيلاً من الجدل، خصوصاً أنها تتناول ملفات بالغة الأهمية؛ كملف الدفاع الأوروبي، واستعداد باريس لجعل قوتها النووية جزءاً من ترسانة الردع الأوروبي، أو الحرب في أوكرانيا وما يتعين على الأوروبيين القيام به لوضع حد لطموحات روسيا في أوكرانيا.

إذ أكد إيمانويل ماكرون مجدداً استعداده لإرسال قوات إلى أوكرانيا، موضحاً في مقابلة نشرتها «ذي إيكونوميست»، الخميس، أنه ينبغي «طرح هذه القضية» في حال اختراق موسكو «خطوط الجبهة»، دون أن يحدد هذه الخطوط. وقال الرئيس الفرنسي للمجلة البريطانية: «في حال اخترق الروس خطوط الجبهة، وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص، وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع».

الرئيس الفرنسي مع مساعده العسكري متأهباً لمؤتمره الصحافي في 18 أبريل في بروكسل (أ.ف.ب)

وما يميز المقابلة المذكورة مع التصريحات السابقة أن ماكرون يحدد الظروف والشروط التي يفترض توافرها، والتي من شأنها أن تدفع الغربيين للقيام بخطوة كهذه.

ولعل ما يثير الحيرة أنه يواظب على طرحٍ رفضتْه غالبية الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، فضلاً عن تلقٍّ متهيب داخل فرنسا نفسها.

ليس سراً أن الرئيس الفرنسي، إزاء الإرباك الأميركي بخصوص الحرب الأوكرانية الذي تمثل برفض مجلس النواب، طيلة شهور، إقرار مساعدة عسكرية من 61 مليار دولار لكييف، والغموض المسيطر على النتائج المحتملة للانتخابات الرئاسية الأميركية في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، والقلق من عودة الرئيس السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، يسعى لفرض نفسه «زعيماً» للمعسكر الأوروبي والغربي بشكل عام، بانتهاج السياسة الأكثر تشدداً و«هجومية» إزاء روسيا، بعد أن كان الأكثر «تساهلاً» مع الرئيس الروسي.

من هنا، تأتي تحذيراته ومواقفه الخلافية المواظب عليها والآخذة بالتحول إلى عقيدة عسكرية - دفاعية. وتجدر الإشارة إلى أنه سيطرح، خلال القمة الأوروبية المقررة يومي 27 و28 يونيو (حزيران) خطته لتعزيز الدفاع الأوروبي بكل مناحيه الكلاسيكية والنووية، وسيطالب الأوروبيين بطرح أفكارهم وخططهم.

ماكرون: لا يتعين استبعاد إرسال قوات أرضية

في حديثه إلى «الإيكونوميست»، يقول ماكرون: «أنا لا أستبعد أي شيء؛ لأننا نواجه شخصاً لا يستبعد أي شيء. ربما كنا مترددين أكثر من اللازم في وضع حدود لتحركنا أمام شخص لم يعد لديه أي شيء وهو المعتدي. إن قدرتنا هي أن نكون ذوي مصداقية، وأن نستمر في تقديم المساعدة، وأن نمنح أوكرانيا وسائل المقاومة. لكن مصداقيتنا تعتمد أيضاً على قدرة معينة على الردع من خلال عدم تقديم رؤية كاملة لما سنفعله أو لن نفعله؛ ولذا يجب علينا ألا نستبعد شيئاً؛ لأن هدفنا منع روسيا من تحقيق الانتصار في حربها على أوكرانيا».

ومن الحجج التي يسوقها ماكرون أن «روسيا أصبحت اليوم قوة مفرطة في التجهيز، وتواصل الاستثمار بكثافة في الأسلحة من جميع الأنواع، وتبنت موقف عدم الامتثال للقانون الدولي والعدوان الإقليمي والعدوان في جميع مناطق النزاع المعروفة، وهي اليوم أيضاً قوة لزعزعة الاستقرار الإقليمي حيثما استطاعت. وهكذا، نعم، لقد أصبحت روسيا، من خلال سلوكها وخياراتها، تشكل تهديداً لأمن الأوروبيين».

الرئيس إيمانويل ماكرون محاطاً بمساعديه خلال توجهه إلى المؤتمر الصحافي عقب انتهاء القمة الأوروبية الاستثنائية في بروكسل يوم 18 أبريل (أ.ف.ب)

واستطرد قائلاً: «لقد أضافت الحرب الهجينة وعملت على إثارة وتأجيج الصراعات التي كانت كامنة أحياناً في مناطق أخرى، وقد أضافت إليها عدواناً وتهديدات في الفضاء وفي البحر، وتهديدات وهجمات إلكترونية ومعلوماتية على نطاق غير مسبوق، وهو ما قررنا نحن وشركاؤنا الأوروبيون الكشف عنه للمرة الأولى».

ولا يهمل ماكرون التهديد النووي الروسي الصريح وأحياناً غير المباشر الذي «تلجأ إليه (موسكو) منذ عام 2022 بشكل متزايد من خلال صوت الرئيس بوتين، وقد فعلت ذلك بشكل منهجي».

يخلص ماكرون إلى القول: «لدي هدف استراتيجي واضح، وهو منع روسيا أبداً من تحقيق الانتصار على أوكرانيا؛ لأنها إذا انتصرت فإن أوروبا لن تنعم بعدها بالأمن. من يستطيع الادعاء أن روسيا ستتوقف (عند أوكرانيا)؟ وما سيكون عليه أمن الدول الجارة مثل مولدافيا ورومانيا وبولندا وليتوانيا ودول أخرى غيرها؟». وتساءل الرئيس الفرنسي: «ما ستكون عليه مصداقية الأوروبيين الذين يكونون قد صرفوا المليارات، وأكدوا أن مصير أوروبا تقرره حرب أوكرانيا، ولم يوفروا الوسائل لوقف (تقدم) روسيا؟ نعم علينا ألا نستثني شيئاً».

ولكن متى وكيف يتعين إرسال قوة غربية؟ يقول الرئيس الفرنسي، إنه «في حال اخترق الروس خطوط الجبهة، وفي حال ورود طلب أوكراني بهذا الخصوص، وهو أمر لم يحصل بعد، يجب أن نطرح هذه القضية بشكل مشروع».

وأضاف: «إن استبعاد ذلك من الآن يعني أننا لم نستخلص العبر من السنتين الماضيتين»؛ أي: عندما استبعدت دول حلف شمال الأطلسي في البداية إرسال دبابات وطائرات إلى أوكرانيا بعد بدء الغزو الروسي لها في فبراير (شباط) 2022 قبل أن تغير رأيها وتمد أوكرانيا بالأسلحة التي كانت ترفضها قطعاً تخوفاً من ردود الفعل الروسية.

ورداً على سؤال حول ما إذا كان القادة الآخرون سيقتنعون بموقفه في نهاية المطاف، أجاب ماكرون: «ينبغي ألا نمارس السياسة التخيلية أبداً، لكنني مقتنع بشيء واحد، وهو أن هذا هو الشرط الأساسي للأمن الأوروبي والمصداقية العسكرية الأوروبية. لذلك إذا قررت روسيا الذهاب إلى أبعد من ذلك، فسيتعين علينا جميعاً أن نسأل أنفسنا هذا السؤال. لهذا السبب أردت هذا التنبيه الاستراتيجي لنظرائي، ولكن أيضاً لدولنا. ففرنسا بلد عمد إلى التدخل عسكرياً بما في ذلك في الآونة الأخيرة؛ إذ نشرنا عدة آلاف من القوات في منطقة الساحل لمكافحة الإرهاب الذي يمكن أن يهددنا. وقد فعلنا ذلك بناءً على طلب دول ذات سيادة».

الغموض الاستراتيجي

يريد الرئيس الفرنسي مبدأ «الغموض الاستراتيجي» المعروف في العلوم العسكرية؛ بمعنى جعل العدو في حيرة إزاء ما يمكن أن يقوم به الطرف المقابل. وسبق له أن أشار إلى هذا المبدأ في شهر فبراير الماضي. كذلك يراهن ماكرون على مبدأ آخر عنوانه «الحركية الديناميكية» في سعيه لحمل الرافضين لطروحاته على ملاقاته فيما يسعى إليه، وقد شرح ذلك سابقاً بقوله: «اليوم، ليس هناك إجماع على إرسال قوات أرضية إلى أوكرانيا بشكل رسمي، لكن الدينامية تعلمنا أن لا شيء مستبعداً».

وعلى أي حال، فإن الرئيس الفرنسي يرى أن «العدائية» التي وسمت ردة الفعل الروسية العنيفة على تصريحاته السابقة بشأن إرسال الجنود إلى أوكرانيا تبين أن الرسالة قد وصلت وعنوانها: «لن نتوقف عند حد في اتخاذ الإجراءات الميدانية إن لم تتوقفوا أنتم».

وكان نائب رئيس الدوما الروسي بيوتر تولستوي، المقرب من بوتين، قد حذر، في حديث للقناة الإخبارية الفرنسية «بي إف إم تي في» أُجري في 23 مارس (آذار)، فرنسا من التسبب بحرب عالمية ثالثة بقوله: «أنتم الفرنسيين، تريدون إرسال جنود إلى أوديسا، ولكنكم لا تدرون أنكم تدفعون نحو اندلاع حرب عالمية ثالثة». وأضاف تولستوي: «لو أرسلت فرنسا 300 أو 400 جندي، فإنهم سيقتلون، وسيقع ماكرون في الفخ، وعليه عندها، إما أن يرسل مزيداً من القوات، وإما أن يسحب من بقي منهم».

وأكد تولستوي وقتها أن 13 ألف مرتزق يقاتلون في أوكرانيا، بينهم 367 فرنسياً قُتل منهم 147 عنصراً». ودعا المسؤول الروسي باريس لأن «تعي العواقب» المترتبة على خطوة كالتي يدعو إليها ماكرون.

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية في بروكسل مساء الأربعاء (رويترز)

حقيقة الأمر أن ما يدعو إليه الرئيس الفرنسي لا يمكن أن تقوم به باريس بشكل منفرد، وهي بالتالي بحاجة لدعم أوروبي وأميركي وأطلسي حتى يكون العمل مؤثراً وجماعياً. والحال أن هذا الدعم غير متوفر اليوم، رغم أن ماكرون مصيب بقوله إن الغربيين دأبوا على التردد لأسابيع وأشهر، قبل أن يقرروا الاستجابة لكييف وتزويدها بالأسلحة الثقيلة والهجومية منها على وجه الخصوص.

لكن إرسال السلاح شيء وإرسال قوات ميدانية شيء آخر؛ لأن أمراً كهذا يعني المواجهة المباشرة بين الحلف الأطلسي النووي وروسيا النووية. ثم إن تذكير ماكرون بأن باريس أرسلت قوات إلى بلدان الساحل لمواجهة الإرهاب والقيام ربما بالشيء نفسه في أوكرانيا لا يقوم، وليس حجة كافية؛ إذ لا يمكن مقارنة الجيش الروسي، وهو أحد أكبر الجيوش في العالم، وله إمكانيات لا حدود لها بمجموعات إرهابية. وكما الخارج الأوروبي لا يبدو متحمساً لطروحات ماكرون فيما الجانب الأميركي لن يقدم على خطوة كهذه قبل أشهر قليلة على استحقاق انتخابي رئيسي، فإن دعوة ماكرون تبقى محدودة الأثر في الوقت الراهن. ولعل ما تعكسه هو الخوف الغربي من هزيمة تلحق بكييف في الحرب التي انطلقت قبل أكثر من عامين.


القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولي على قرية أوشيريتين

جانب من المعارك في دونيتسك (رويترز)
جانب من المعارك في دونيتسك (رويترز)
TT

القوات الروسية تتقدم في دونيتسك وتستولي على قرية أوشيريتين

جانب من المعارك في دونيتسك (رويترز)
جانب من المعارك في دونيتسك (رويترز)

أكدت القوات المسلحة الأوكرانية، اليوم الخميس، أن القوات الروسية اجتاحت قرية أوشيريتين في دونيتسك، بعد عدة أيام من القتال.

ووفق «وكالة الأنباء الألمانية»، قال نازار فولوشين، المتحدث باسم مجموعة جيش خورتيتسيا، التي تقاتل في هذا القطاع، لوكالة أنباء «إنترفاكس- أوكرانيا»: «فيما يتعلق بأوشيريتين، فإن العدو اخترقها واستقر بها».

ورغم ذلك، أضاف فولوشين أن الجزء المقابل من المدينة يتعرض للقصف بالمدفعية الأوكرانية، وأن القوات الأوكرانية تحاول دفع الروس إلى الخلف. وقال: «مع وضع هذا الهدف في الاعتبار، جرى استقدام قوات وموارد إضافية من الاحتياطي».

وأشار إلى أن أشرس المعارك تدور رحاها في الأجزاء الأمامية باتجاه بوكروفسك وكوراخوف، وبينما حققت موسكو نجاحات تكتيكية، لكنها لم تكتسب بعدُ ميزة عملياتية.

وجاءت تصريحاته بعد أن أبلغت هيئة الأركان العامة الأوكرانية بقتال عنيف، وما مجموعه 121 معركة خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقالت الهيئة إنه جرى صد هجمات روسية قرب أوشيريتين، وأنه دار هناك قتال عنيف، خلال الأيام الماضية، ولا سيما في منطقة دونيتسك.

ولا تزال موسكو تحاول السيطرة على كامل منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا.

وتخضع أجزاء من دونيتسك ولوهانسك لسيطرة الانفصاليين المدعومين من موسكو منذ ربيع عام 2014، وهي من بين أربع مناطق أوكرانية تطالب بها موسكو منذ أن شنت غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.


ماكرون يشدد على حماية «المصالح الاستراتيجية» في العلاقات مع الصين

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين العام الماضي (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين العام الماضي (رويترز)
TT

ماكرون يشدد على حماية «المصالح الاستراتيجية» في العلاقات مع الصين

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين العام الماضي (رويترز)
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين العام الماضي (رويترز)

في علاقاتها الاقتصادية مع الصين، وذلك قبل أيام من زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى فرنسا. وقال ماكرون، في مقابلة مع مجلة «إيكونوميست»، نُشرت الخميس، رداً على سؤال حول ما إذا كان ينبغي فتح السوق الأوروبية أمام الصين: «يجب أن نكون عمليين جداً وننظر إلى هذه المسألة من خلال مصالحنا الاستراتيجية». وأضاف الرئيس الفرنسي: «هذا أحد أهدافي الرئيسية خلال استضافتي الرئيس شي جينبينغ» يومي 6 و7 مايو (أيار)، متابعاً: «يجب علينا أن نفعل كل شيء لإشراك الصين في القضايا العالمية الكبرى، وبحث علاقاتنا الاقتصادية القائمة على المعاملة بالمثل».

واستخدم ماكرون مثال السيارات الكهربائية لتبرير موقفه، وقال إن الصينية منها «تخضع لضريبة بنسبة 10في المائة» في السوق الأوروبية، بينما تقدم الدولة «مساعدة كبيرة» في إنتاجها. وفي المقابل، فإن السيارات الكهربائية الأوروبية التي «تفرض أوروبا قواعد تحد من مساعدة منتجيها، تخضع لضريبة بنسبة 15 في المائة» في السوق الصينية.

حماية الأمن القومي

وشدد ماكرون على أنه «يجب علينا أن نتصرف باحترام على المستوى التجاري مع الصين، ولكن مع الدفاع عن مصالحنا والمعاملة بالمثل وحماية الأمن القومي»، موضحاً أنه يدعم التحقيقات التي فتحتها المفوضية الأوروبية بشأن الإعانات الصينية التي يشتبه بأنها تُقوّض المنافسة في صناعة السيارات الكهربائية والألواح الكهروضوئية وطاقة الرياح. وتابع الرئيس الفرنسي: «يجب ألا ننسى قضايا الأمن القومي... هناك عدد من القطاعات التي تشترط الصين أن يكون منتجوها صينيين لأنها حساسة جداً. يجب علينا نحن الأوروبيين أن نكون قادرين على فعل الشيء نفسه».

جولة أوروبية

تهدف زيارة الدولة التي يقوم بها شي جينبينغ إلى الاحتفال بمرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية. وستكون بداية جولت الرئيس الصيني الأوروبية، وهي الأولى منذ جائحة «كوفيد-19» التي شهدت قطع العملاق الآسيوي عدداً من التفاعلات مع بقية العالم لفترة طويلة. كما ستكون الأزمات الدولية الكبرى، وخصوصاً الحرب في أوكرانيا، على قائمة النقاشات الفرنسية الصينية. وفي هذا الصدد، قال ماكرون إن «مصلحتنا هي جعل الصين تؤثر على استقرار النظام الدولي، وليس من مصلحة الصين، اليوم، أن تعمل روسيا على زعزعة استقرار النظام الدولي، وأن تكون إيران قادرة على تطوير سلاح نووي، وأن يغرق الشرق الأوسط في نوع من الفوضى، لذلك يجب علينا أن نعمل مع الصين لبناء السلام».


تحركات في المملكة المتحدة لمنع توقيف وترحيل مهاجرين إلى رواندا

ناشطون في المملكة المتحدة يحاولون ثني الحكومة عن القيام بعمليات ترحيل مهاجرين إلى رواندا (إ.ب.أ)
ناشطون في المملكة المتحدة يحاولون ثني الحكومة عن القيام بعمليات ترحيل مهاجرين إلى رواندا (إ.ب.أ)
TT

تحركات في المملكة المتحدة لمنع توقيف وترحيل مهاجرين إلى رواندا

ناشطون في المملكة المتحدة يحاولون ثني الحكومة عن القيام بعمليات ترحيل مهاجرين إلى رواندا (إ.ب.أ)
ناشطون في المملكة المتحدة يحاولون ثني الحكومة عن القيام بعمليات ترحيل مهاجرين إلى رواندا (إ.ب.أ)

يحاول ناشطون في المملكة المتحدة ثني الحكومة عن القيام بعمليات توقيف مهاجرين يواجهون إمكانية ترحيلهم إلى رواندا، في وقت حطّم عدد الوافدين على متن قوارب صغيرة عبر قناة المانش الأرقام القياسية.

وبحسب «وكالة الصحافة الفرنسية»، أعلنت الحكومة البريطانية (الأربعاء) أنّها نفّذت عدّة عمليات على مستوى البلاد هذا الأسبوع لتوقيف عدد غير محدّد من الأشخاص الموجودين في وضع غير قانوني، وذلك بهدف ترحيلهم إلى رواندا في غضون تسعة إلى 11 أسبوعاً.

ويهدف قانون مثير للجدل تمّ إقراره في 23 أبريل (نيسان)، إلى ترحيل آلاف المهاجرين باتجاه رواندا الواقعة في شرق أفريقيا، حيث ستتم دراسة طلب اللجوء الخاص بهم، من دون إمكانية عودتهم إلى المملكة المتحدة مهما كانت النتيجة.

والخميس، حاول حوالي 30 شخصاً إيقاف حافلة في لندن اعتقدوا أنّها كانت متّجهة لنقل مهاجرين غير شرعيين من فندق في منطقة بيكهام إلى البارجة «بيبي استوكهولم» الموجودة بشكل دائم في ميناء بورتلاند في دورست، بعدما استأجرتها السلطات لاستيعاب مئات المهاجرين.

ونُفّذت تحرّكات مماثلة في الأيام الأخيرة قرب مراكز الهجرة التابعة لوزارة الداخلية، حيث يتمّ تحديد مواعيد للمهاجرين وطالبي اللجوء.

وأفادت صحيفة «ذي غارديان» الأربعاء، نقلاً عن جمعية «سواس» لدعم المحتجزين، بأنّه تمّ توقيف ثلاثة من طالبي اللجوء في أحد هذه المراكز في كرويدون جنوب لندن خلال زيارة روتينية. وعلم أحدهم بعد ذلك أنّه سيتمّ ترحيله إلى رواندا.

وتأتي هذه العمليات في الوقت الذي حطّم فيه عدد عبور المهاجرين رقماً قياسياً تاريخياً في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، مع وصول أكثر من 8 آلاف شخص إلى الساحل الإنجليزي.

ووصل الأربعاء 711 مهاجراً إلى المملكة المتحدة على متن 14 قارباً صغيراً، فيما يعدّ رقماً قياسياً ليوم واحد منذ بداية السنة.


الانتخابات المحلية في إنجلترا وويلز تختبر حظوظ المحافظين

موظفة في حزب العمال خارج مكتب اقتراع بلندن (أ.ف.ب)
موظفة في حزب العمال خارج مكتب اقتراع بلندن (أ.ف.ب)
TT

الانتخابات المحلية في إنجلترا وويلز تختبر حظوظ المحافظين

موظفة في حزب العمال خارج مكتب اقتراع بلندن (أ.ف.ب)
موظفة في حزب العمال خارج مكتب اقتراع بلندن (أ.ف.ب)

توجّه الناخبون في إنجلترا وويلز، الخميس، إلى مكاتب الاقتراع في إطار انتخابات محلية تبدو كأنها اختبار لرئيس الوزراء المحافظ ريشي سوناك، قبل أشهر قليلة من الانتخابات العامة.

ويُصوّت الناخبون، وبينهم المقيمون من مواطني الاتحاد الأوروبي أو دول الكومنولث، لانتخاب أحد عشر رئيس بلدية، وأكثر من 2500 عضو مجلس محلي وجميع أعضاء مجلس لندن البلدي.

وتتوقع أحدث استطلاعات للرأي أن يخسر المحافظون، الذين يحكمون البلاد منذ 14 عاماً، ما يصل إلى نصف المقاعد التي يشغلونها حالياً على المستوى المحلي. واعترف وزير الخزانة، جيريمي هانت، بأن الحزب يتوقع أن يتكبد «خسائر كبيرة»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

ناخبان يتجهان إلى مكتب اقتراع بكرويدن في 2 مايو (رويترز)

وفي العاصمة، يسعى رئيس البلدية العمالي صادق خان للفوز بولاية ثالثة. وتبدو حظوظه أفضل من المحافظة سوزان هال. أما في وسط وشمال شرقي إنجلترا، فتتجه الأنظار، خصوصاً نحو اثنين من المسؤولين المنتخبين المحافظين، آندي ستريت وبن هوشن، في ويست ميدلاندز وتيز فالي. ويرى مراقبون أن المستقبل السياسي لريشي سوناك على المدى القصير يمكن أن يعتمد على إعادة انتخابهما؛ لأن ذلك قد يمكنه من تحسين موقف الحزب قبل الانتخابات التشريعية التي لم يعلن بعد عن موعدها، لكن ينبغي إجراؤها بحلول يناير (كانون الثاني) المقبل على أقصى تقدير.

أما في بلاكبول، شمال غربي إنجلترا، فسيختار الناخبون نائبهم الجديد بعد استقالة المحافظ سكوت بنتون في مارس (آذار) الماضي، مع توقع فوز المرشح العمالي بالمقعد.

صادق خان وزوجته سعدية خارج مكتب اقتراع بلندن في 2 مايو (رويترز)

وكانت التصويت في هذه الانتخابات المحلية مختلفاً عن سابقاتها؛ إذ إن الناخبين أصبحوا مطالبين بتقديم وثيقة تعرف عن هويتهم، وفق قانون اعتُمد في عام 2022 بهدف مكافحة الاحتيال. ما زال يمكن لكبار السن إبراز وثائق أخرى مثل جوازات السفر ورخص القيادة وبطاقات الحافلات. وتُغلق مراكز الاقتراع أبوابها في العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي، ويُتوقع ظهور النتائج الأولى في وقت مبكر الجمعة، ويستمر الفرز حتى ظهر الأحد.


معهد العلوم السياسية في باريس يؤكد تمسّكه بالعلاقات مع جامعات إسرائيل

المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)
المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)
TT

معهد العلوم السياسية في باريس يؤكد تمسّكه بالعلاقات مع جامعات إسرائيل

المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)
المدخل الرئيسي لمعهد العلوم السياسية في باريس بفرنسا 28 مايو 2013 (رويترز)

رفض معهد العلوم السياسية في باريس مطالب للطلاب المحتجين بتشكيل مجموعة عمل لمراجعة علاقات المعهد مع الجامعات الإسرائيلية.

صرح بذلك جان باسيريس، القائم بأعمال مدير المعهد، للصحافيين، اليوم الخميس، بعد اجتماع مفتوح مع طلاب وموظفين.

وكان هذا أحد مطالب الطلاب، الأسبوع الماضي، لإلغاء احتجاجاتهم على الحرب في غزة.

وطالب كثيرون أيضاً المعهد بقطع كل علاقاته مع إسرائيل، وقال باسيريس إنه يدرك أن رفض عقد مجموعة العمل هذه قد يثير غضب بعض المتظاهرين.

وأضاف: «أدعو الجميع لإظهار الشعور بالمسؤولية»، وحثّ على السماح بمواصلة الامتحانات.

وقال إن جامعة العلوم السياسية ستعمل على إيجاد أفضل السبل لتنظيم النقاش الداخلي حول الموضوعات الرئيسية.

وقالت أرانشا غونزاليس، التي ترأس قسم الشؤون الدولية في معهد الدراسات السياسية بباريس: «آخر علاقات يتعين قطعها هي تلك التي بين الجامعات». وأضافت أن الجامعة (المعهد) لديها بالفعل قواعد لمراجعة الشراكات.

وأغلق طلاب في عدد من الجامعات الفرنسية، بما في ذلك معهد العلوم السياسية بباريس، ومعهد الدراسات السياسية في ليل، ومعهد الصحافة في ليل، المؤسسات التعليمية، أو احتلوها بعد مسيرات في الجامعات بأنحاء الولايات المتحدة ضد الحرب في غزة.

وتحركت الشرطة الفرنسية، يوم الاثنين، لتفريق عشرات المتظاهرين الذين نصبوا خياماً في ساحة جامعة السوربون بباريس.


الكرملين يرفض اتهامات باستخدام «الكيماوي» ويعارض «مؤتمر السلام» في سويسرا

مخزن في أوديسا تعرّض للقصف الروسي (إ.ب.أ)
مخزن في أوديسا تعرّض للقصف الروسي (إ.ب.أ)
TT

الكرملين يرفض اتهامات باستخدام «الكيماوي» ويعارض «مؤتمر السلام» في سويسرا

مخزن في أوديسا تعرّض للقصف الروسي (إ.ب.أ)
مخزن في أوديسا تعرّض للقصف الروسي (إ.ب.أ)

رفضت موسكو، الخميس، اتهامات غربية باستخدام أسلحة كيماوية ومواد مشعة في الحرب الأوكرانية. وشنّ الكرملين هجوماً مضاداً على الولايات المتحدة بعد تبني الأخيرة رزمة عقوبات جديدة على قطاع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية الروسي.

ومع احتدام السجالات المتبادلة حول مسار المعارك واستخدام أسلحة محظورة خلالها، حذّرت موسكو من تصعيد تعد له كييف بالتعاون مع الحلفاء الغربيين، يهدف إلى تنشيط ما وصفته «الهجمات الإرهابية» في القرم.

الرئيس فلاديمير بوتين مع المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف (أ.ب)

وقال الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتهامات الموجهة لبلاده بشأن استخدام أسلحة كيماوية في أوكرانيا «لا أساس لها»، مشدداً على أن القوات الروسية «لا تزال ملتزمة بتعهداتها بموجب القانون الدولي في إطار نشاطاتها العسكرية».

وجاء رد الفعل الروسي بعد إعلان الولايات المتحدة رزمة عقوبات جديدة، طاولت هذه المرة قوات الدفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي التابعة للقوات المسلحة الروسية، بالإضافة إلى عدد من المعاهد والشركات الصناعية في هذا القطاع. ونصت العقوبات على تدابير ضد المؤسسات وعدد من الشخصيات والمسؤولين فيها.

وبررت وزارة الخارجية الأميركية القرار بتأكيد أن روسيا استخدمت مادة الكلوروبكرين السامة في أوكرانيا. لكن موسكو قالت إن الجانب الأميركي «لم يقدم أي دليل على اتهاماته». وانتقد الكرملين في المقابل ما وصفه «الرفض الأميركي المتواصل لملاحظة الكثير من الحقائق حول استخدام القوات المسلحة الأوكرانية أسلحة كيماوية».

جنود أوكرانيون يحضّرون قذائف هاوتزر قريباً من خط النار في أوكرانيا (رويترز)

وقال بيسكوف للصحافيين، الخميس : «رأينا الأخبار المتعلقة بهذا الأمر. وكما هو الحال دائماً، تبدو مثل هذه الإعلانات لا أساس لها من الصحة على الإطلاق ولا يدعمها أي دليل. لقد كانت روسيا ولا تزال ملتزمة بتعهداتها بموجب القانون الدولي في هذا المجال».

في المقابل، شنّ الناطق الرئاسي هجوماً جديداً على كييف والبلدان الغربية، وقال إن «نظام كييف لا يخفي نواياه بشأن مواصلة الأنشطة الإرهابية ضد بلادنا» مؤكداً أن الخطوات التي تقوم بها روسيا تنطلق من «ضرورة اتخاذ إجراءات لحماية أمنها على ضوء الخطوات التي يقوم بها الطرف الآخر».

وكان سفير ليتوانيا لدى السويد ليناس لينكيفيتشيوس أشار في تغريدة على منصة «إكس» إلى «ضربة وشيكة يتم التحضير لها على جسر القرم». ونشر صورة مركبة للجسر مع صورة لإطلاق صاروخ. كما ألمح الممثل الدائم لأوكرانيا لدى الأمم المتحدة، سيرغي كيسليتسا، إلى إعداد هجمات جديدة تستهدف الجسر كونه شريان الربط البري الرئيسي لشبه جزيرة القرم مع روسيا. تزامن ذلك مع تأكيد أوساط سياسية غربية على دعم العمليات الهجومية الأوكرانية في شبه الجزيرة بصفتها «أراضي أوكرانية محتلة».

دبابة ابرامز أوكرانية استولت عليها القوات الروسية وتُعرض في متحف في موسكو (أ.ف.ب)

في غضون ذلك، جدد الكرملين التأكيد على موقفه حيال التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر للسلام في سويسرا.

وقلل بيسكوف من أهمية المؤتمر الذي ينتظر أن ينعقد في منتصف الشهر، بحضور ممثلين عن 160 بلداً ومنظمات أممية وإقليمية وازنة.

ورأى الناطق الروسي أن «مؤتمر السلام المزمع عقده في سويسرا لا يهدف بوضوح إلى تحقيق نتائج، ومن دون مشاركة الاتحاد الروسي يستحيل الحديث عن توقعات جدية».

وقال بيسكوف للصحافيين: «نحن لا نفهم ما هو نوع هذا الحدث المهم، مؤتمر السلام هذا. أي نوع من المؤتمرات الجادة ذات التوقعات الجادة، ما نوع النتائج التي يمكن أن نتحدث عنها من دون مشاركة روسيا؟».

ولم تتم دعوة روسيا «في هذه المرحلة» لحضور المؤتمر الذي يناقش آليات إحلال السلام في أوكرانيا، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية السويسرية.

وجاء في البيان أن «المؤتمر يهدف إلى إطلاق إشارة البدء لعملية السلام. وسويسرا مقتنعة بضرورة مشاركة روسيا في مرحلة لاحقة في هذه العملية».

تنطلق أعمال المؤتمر يومي 15 و16 يونيو (حزيران) في مدينة بورغنشتوك.

عَلم أوكرانيا يرفرف خلال مظاهرة ضد الحرب في جنيف بسويسرا التي تستضيف الشهر المقبل مؤتمراً للسلام (رويترز)

ووفقاً لمعطيات البلد المضيف، فقد تم توجيه الدعوة للمشاركة إلى أكثر من 160 وفداً على مستوى رؤساء الدول والحكومات، بما في ذلك أعضاء «مجموعة السبع» ومجموعة «العشرين» ومنظمة «بريكس» والمنظمات الدولية - الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا، بالإضافة إلى الفاتيكان وبطريرك القسطنطينية.

وكانت الناطقة باسم الخارجية ماريا زاخاروفا أكدت أن روسيا «لا تنوي» المشاركة في الاجتماع المقبل؛ كونه يستند في جدول أعماله إلى مناقشة «صيغة (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي».

وترفض موسكو مسبقاً الجلوس إلى طاولة مفاوضات وفقاً لتلك الصيغة التي أعلنها زيلينسكي في نهاية مارس (آذار) وأقرّ من خلالها بضرورة التوصل إلى تسوية سياسية للصراع عبر مفاوضات مع موسكو. لكنه رأى أن المفاوضات يجب أن تركز على مبدأ «العودة إلى حدود عام 1991». ما يعني تراجع روسيا عن قرارات ضم شبه جزيرة القرم في 2014 وضم أربع مقاطعات أوكرانيا في العام الماضي.

وبالإضافة إلى ذلك، تنطلق «صيغة زيلينسكي» من ضرورة سحب القوات الروسية من أراضي بلاده، وإعلان وقف شامل للنار. في مقابل تقديم أوكرانيا والغرب تعهدات تضمن المتطلبات الأمنية لروسيا.

جنود أوكرانيون يحضّرون قذائف هاوتزر قريباً من خط النار في أوكرانيا (رويترز)

في المقابل، تنطلق موسكو من أن أي مفاوضات ناجحة يجب أن تستند إلى الواقع الميداني العسكري الجديد. وأكد الكرملين أنه لم يرفض قط إجراء مفاوضات مع سلطات كييف. لكنه رأى أن «الحركة الجدية نحو السلام ما زالت مستبعدة من جانب كل من أوكرانيا والغرب الجماعي. (...) ولا يمكن أن يتغير الوضع إلا إذا تم وضع الحقائق الجديدة في الحسبان».

في هذا الإطار أيضاً، ترى موسكو أن على كييف إلغاء مرسوم رئاسي يحظر التفاوض مع القيادة الروسية الحالية، قبل أي تحرك لكسر الجمود وجمع الأطراف على طاولة مفاوضات.

على صعيد آخر، كشف الكرملين جانباً من تفاصيل أجندة زيارة الرئيس فلاديمير بوتين التي يجري التحضير لها حالياً، إلى الصين. وقال بيسكوف خلال حديث مع الصحافيين إن قضايا الأمن الدولي والإقليمي «ستتم معالجتها بطريقة أو بأخرى خلال مفاوضات بوتين مع نظيره الصيني شي جينبينغ».

ولم يتم تحديد الزيارة التي تهدف إلى تنسيق سياسات موسكو وبكين حيال الملفات الدولية والإقليمية، لكن الكرملين كان أكد في وقت سابق أنها سوف تتم خلال الشهر الحالي.

محطة حرارية في غرب أوكرانيا تعرّضت لهجمات صاروخية روسية (رويترز)

وقال بيسكوف رداً على سؤال بشأن ملف الحد من التسلح والرقابة على نشر القوات والمعدات العسكرية إن بوتين سوف يبحث مع نظيره الصيني رزمة القضايا المتعلقة بـ«الأمن الدولي والأوضاع الإقليمية».

وكان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو ركز في وقت سابق على ملف تعزيز التعاون العسكري بين روسيا والصين، ورأى أن هذا الملف سيكون مطروحاً على طاولة الرئيسين. وأكد شويغو أن «التعاون بين روسيا والصين في المجال العسكري والتدريب العملياتي يسهم بشكل كبير في الحفاظ على الاستقرار العالمي والإقليمي».


مقتل فتى يبلغ 14 عاماً في هجوم بسيف في لندن

صورة غير مؤرخة نشرتها شرطة العاصمة البريطانية في لندن في الأول من مايو 2024 تظهر ضحية القتل دانييل أنجورين البالغ من العمر 14 عاماً. وقالت الشرطة إنه توفي يوم الثلاثاء بعد أن طعن رجل يحمل سيفاً الشاب واثنين من ضباط الشرطة وشخصين آخرين في هجوم بشارع بشرق لندن (أ.ف.ب)
صورة غير مؤرخة نشرتها شرطة العاصمة البريطانية في لندن في الأول من مايو 2024 تظهر ضحية القتل دانييل أنجورين البالغ من العمر 14 عاماً. وقالت الشرطة إنه توفي يوم الثلاثاء بعد أن طعن رجل يحمل سيفاً الشاب واثنين من ضباط الشرطة وشخصين آخرين في هجوم بشارع بشرق لندن (أ.ف.ب)
TT

مقتل فتى يبلغ 14 عاماً في هجوم بسيف في لندن

صورة غير مؤرخة نشرتها شرطة العاصمة البريطانية في لندن في الأول من مايو 2024 تظهر ضحية القتل دانييل أنجورين البالغ من العمر 14 عاماً. وقالت الشرطة إنه توفي يوم الثلاثاء بعد أن طعن رجل يحمل سيفاً الشاب واثنين من ضباط الشرطة وشخصين آخرين في هجوم بشارع بشرق لندن (أ.ف.ب)
صورة غير مؤرخة نشرتها شرطة العاصمة البريطانية في لندن في الأول من مايو 2024 تظهر ضحية القتل دانييل أنجورين البالغ من العمر 14 عاماً. وقالت الشرطة إنه توفي يوم الثلاثاء بعد أن طعن رجل يحمل سيفاً الشاب واثنين من ضباط الشرطة وشخصين آخرين في هجوم بشارع بشرق لندن (أ.ف.ب)

أعلنت الشرطة البريطانية مقتل فتى يبلغ 14 عاماً وإصابة أربعة أشخاص آخرين بجروح الثلاثاء بعدما تعرّضوا للطعن على يد رجل يحمل سيفاً في شرق لندن، وقد أوقفته الشرطة على الفور مستبعدة حالياً فرضية الهجوم الإرهابي.

وأتى الهجوم في حين تتزايد هجمات الطعن في بريطانيا، وقبل يومين من الانتخابات المحلية في العاصمة حيث توجه المعارضة المحافظة انتقادات شديدة لرئيس بلدية لندن المنتمي لحزب العمال صادق خان على خلفية الأوضاع الأمنية.

خبراء الطب الشرعي يصلون إلى مكان الحادث الذي تورط فيه رجل يحمل سيفاً في هاينولت بشرق لندن (أ.ف.ب)

وقال المسؤول في شرطة لندن ستيوارت بيل للصحافيين: «بحزن شديد يمكنني أن أؤكد أن أحد المصابين بجروح جراء الهجوم وهو فتى يبلغ 14 عاماً توفي» بعدما نُقل إلى المستشفى. ووصف بيل الهجوم بأنه «مروع حقاً».

وأضاف أن المصابين الأربعة وبينهم شرطيان نقلوا إلى المستشفى وما زالوا هناك، لافتاً إلى أنّ «حياتهم ليست في خطر».

واستدعى سكانٌ الشرطة قبيل الساعة السابعة صباحاً (06:00 بتوقيت غرينتش) إلى هذه المنطقة الواقعة في شمال شرق لندن بالقرب من محطة هاينولت لمترو الأنفاق، مؤكدين أن أشخاصاً تعرضوا للطعن.

لويزا رولف مساعدة مفوض شرطة العاصمة البريطانية تتحدث خلال مؤتمر صحافي بالقرب من مسرح الجريمة في هاينولت (أ.ف.ب)

وأعلنت الشرطة بعد فترة وجيزة أنها ألقت القبض على رجل يبلغ 36 عاماً مسلحاً بسيف «وهو رهن التوقيف حاليا»، موضحة أنها أصابته بمسدس صاعق وأوقفته «بعد 22 دقيقة» من أول اتصال تلقته.

حادث «مروع»

وقال ستيوارت بيل إن التحقيق في مراحله الأولى لكن السلطات لا تبحث عن أي مشتبه به آخر، مشيداً بـ«شجاعة» الشرطة وأجهزة الطوارئ.

وتُظهر مشاهد نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وأعادت وسائل إعلام بريطانية نشرها، رجلاً أبيض ملتحياً قليلاً، يرتدي بنطالاً أسود وسترة صفراء، ويحمل سيفاً في يده، ويمشي أمام منازل، بينما تحيط سيارات الشرطة بالمكان.

وقال شهود إنهم سمعوا صراخاً وعويلاً.

وروت إحدى السكان أنها رأت من شقتها شخصاً ممدّداً على الأرض وأنها سمعت الرجل يصرخ لعناصر الشرطة: «هل تؤمنون بالله؟».

ووصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك حادثة الطعن بأنها «صادمة». وأضاف في منشور على موقع «إكس»: «لا مكان لمثل هذا العنف في شوارعنا». وأعرب رئيس بلدية لندن صادق خان عن شعوره «بصدمة شديدة» جراء الهجوم.

وقال متحدث باسم قصر باكنغهام: «بعد المشاهد المروعة في هاينولت، تتوجه أفكار الملك وصلواته إلى جميع المتضررين، ولا سيما عائلة الضحية الشاب الذي توفي».

تزايد الهجمات بالسكاكين

وتتزايد هجمات الطعن في المملكة المتحدة، كما تتزايد التحركات التي تطالب الحكومة بوضع حد لها.

ووفقاً للأرقام الرسمية، فقد زاد عدد هجمات الطعن بنسبة 7 في المائة العام الماضي لتبلغ نحو 50 ألفا في إنجلترا وويلز.

وفي لندن، زادت هذه الهجمات بنسبة 20 في المائة مع تسجيل 14577 حادثاً، لتعود تقريباً إلى مستواها قبل جائحة كوفيد-19. وقُتل ثمانية عشر قاصراً العام الماضي.

ويدفع الوضع المحافظين إلى انتقاد رئيس بلدية لندن الذي يخوض حالياً حملة انتخابية للفوز بولاية ثالثة.

وقال ريشي سوناك الاثنين إن الزيادة في جرائم الطعن في لندن «تسلط الضوء على واقع حزب العمال» عندما يكون في السلطة.

وتعهدت الحكومة العام الماضي بحظر أنواع معينة من السكاكين والسواطير، لكنها لم تنفّذ وعدها بعد.

وقال صادق خان الثلاثاء رداً على سؤال عبر محطة «سكاي نيوز» عن تأثير هذا الهجوم على الانتخابات قبل يومين من إجرائها إن «الأمر لا يتعلق بالانتخابات». وأضاف: «هناك عائلة فقدت طفلاً وأعتقد أننا يجب أن نركز على ذلك».


بتهمة التمييز... أربع صحافيات يقاضين «بي بي سي»

الصحافيات مارتين كروكسال وكارين جيانوني وكاسيا ماديرا وأنيتا ماكفي (بي بي سي)
الصحافيات مارتين كروكسال وكارين جيانوني وكاسيا ماديرا وأنيتا ماكفي (بي بي سي)
TT

بتهمة التمييز... أربع صحافيات يقاضين «بي بي سي»

الصحافيات مارتين كروكسال وكارين جيانوني وكاسيا ماديرا وأنيتا ماكفي (بي بي سي)
الصحافيات مارتين كروكسال وكارين جيانوني وكاسيا ماديرا وأنيتا ماكفي (بي بي سي)

رفعت أربع صحافيات مخضرمات دعوى قضائية ضد هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، متهمة إياها بالتمييز، بعد الاستغناء عن عملهنّ كمقدّمات في الهيئة إثر الدمج بين قنواتها الإخبارية الوطنية والدولية، «بي بي سي نيوز» و«بي بي سي وورلد نيوز».

هاتيك الصحافيات المعروفات لدى مشاهدي «بي بي سي»، مارتين كروكسال، وكارين جيانوني، وكاسيا ماديرا، وأنيتا ماكفي، وأعمارهنّ تتراوح بين 48 و55 عاماً، يتّهمن المجموعة العامة بالتمييز على أساس الجنس والسن، وهو ما تنفيه الأخيرة، وفقاً لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.

وفي شهاداتهنّ المكتوبة التي قدمنها أمس الأربعاء خلال جلسة استماع أولية أمام محكمة متخصصة في النزاعات المهنية، نددت الصحافيات بما اعتبرنه «تلاعباً» في عملية التوظيف عقب إعادة تنظيم قنوات «بي بي سي» الإخبارية، التي جرى الإعلان عنها في عام 2022.

وتندد المدعيات خصوصاً بـ«التمييز» و«المضايقة» بسبب ما اعتبرنه «بيئة معادية ومهينة وترهيبية في مكان العمل». وتحدثت الصحافيات الأربع عن عملية «توظيف زائفة جرى خلالها الاستغناء عن مناصبنا حتى لو لم تكن الإقالات حقيقية».

وتؤكد المدعيات أنهن عانين من تخفيض رتبهنّ الوظيفية ورواتبهنّ بعد عملية الدمج، وهو أمر «لم يختبره» أي من زملائهنّ الذكور أو الشابات.

وتشدد «بي بي سي» في المقابل على أن العملية التي اعتمدتها تتسم بـ«الدقة والعدل».

وفي بداية عام 2020، حكم القضاء لصالح المذيعة سميرة أحمد، التي رفعت دعوى قضائية ضد «بي بي سي» بتهمة التمييز في الأجور لأنها كانت تحصل على أجر أقل بست مرات من نظيرها الذكر.