محلل روسي: الكرملين لا يتعامل مركزياً مع الهجمات داخل الأراضي الروسية ويعتمد على حكام المناطق في حالات الطوارئ

لم يتطرق بوتين لها... ووصفت السلطات الهجمات بأنها «رد فعل فاشل» من جانب أوكرانيا

إجلاء الناس بعد تعرض بيلغورود للهجوم (أ.ف.ب)
إجلاء الناس بعد تعرض بيلغورود للهجوم (أ.ف.ب)
TT

محلل روسي: الكرملين لا يتعامل مركزياً مع الهجمات داخل الأراضي الروسية ويعتمد على حكام المناطق في حالات الطوارئ

إجلاء الناس بعد تعرض بيلغورود للهجوم (أ.ف.ب)
إجلاء الناس بعد تعرض بيلغورود للهجوم (أ.ف.ب)

لم تؤدِّ الهجمات الأخيرة بالطائرات المسيرة على موسكو والهجمات عبر الحدود على منطقة بيلغورود الروسية إلى أي تغييرات جذرية في خريطة الأعمال القتالية، لكنها كشفت عن رد الفعل الغامض، وربما الذي يتسم بعدم المبالاة بشكل واضح، من جانب السلطات الروسية، حسبما يقول المحلل السياسي ميخائيل فينوجرادوف، مؤسس ورئيس مؤسسة سان بطرسبرغ للسياسات.

ويضيف فينوجرادوف، في تحليل نشرته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أنه مع امتداد الحرب إلى الأراضي الروسية، ليس باستطاعة الكرملين تحديد الرسالة التي يريد أن يبعث بها للرأي العام. ولذلك، فإنه كما كان الحال أثناء جائحة كورونا، يستعين بحكام المناطق لاختبار سبل الاتصال المختلفة.

لم يتطرق الرئيس فلاديمير بوتين للحادث إلا بعد فترة من الزمن (أ.ب)

ومرة أخرى، أصبح من مهمة الحكام إظهار مهاراتهم في إدارة الطوارئ، بينما يقودون أيضاً حملات العلاقات العامة، وهذه المرة بشأن الأعمال العدائية المسلحة، وغيرها من الحالات الطارئة التي تتعلق بالحرب، في مناطقهم. وفي الوقت نفسه، هم ملزمون بتجنب أي روايات درامية مفرطة، حتى لا يسيئوا لصورة الحكومة الاتحادية.

وكان عمدة موسكو سيرغي سوبيانين وحاكم المنطقة أندريه فوروبيوف هما المصادر الأولية للمعلومات بالنسبة لوسائل الإعلام الرسمية بشأن الهجمات بالطائرات المسيرة على العاصمة في 30 مايو (أيار) الماضي.

الهجوم بالمسيّرات على الكرملين في بداية الشهر الماضي (رويترز)

وعلق المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، على الأمر بعد سوبيانين بخمس ساعات، بينما لم يتطرق الرئيس فلاديمير بوتين له سوى في وقت مبكر من المساء.

وساعد عدم وقوع خسائر خطيرة في الأرواح نتيجة الهجوم، وسائل الإعلام على تصوير الموقف على أنه انتصار للدفاعات الجوية الروسية، كما أن تصريحات سوبيانين وفوروبيوف الجافة والفعلية وفرت للحكومة المركزية بعض الوقت لتقييم رد فعل الرأي العام وصياغة روايتها للحادث.

وفي نهاية المطاف، وصف الكرملين الهجمات بأنها «رد فعل فاشل» من جانب أوكرانيا على الهجمات الروسية (علماً بأن أوكرانيا لم تعلن مسؤوليتها). بينما أظهرت الحكومة المركزية حالة من الهدوء والثقة، وأقنعت مواطني موسكو بأن الحياة في المدينة سوف تستمر على ما هي عليه.

العلم الروسي فوق المسكن الرسمي للرئيس في الكرملين (إ.ب.أ)

 

ومن الواضح أن المواطنين حريصون على الحصول على هذه الطمأنة من الحكومتين المحلية والاتحادية. ولم تؤدِّ هجمات المسيرات على المناطق السكنية في العاصمة، أو على الكرملين نفسه إلى تحويل قلق سكان موسكو المتزايد إلى مطالب بأن توقف الحكومة الحرب، أو إلى تصعيد جهود روسيا الحربية.

وفي أعقاب الهجوم بالمسيرات على موسكو، عاود الزعيم الشيشاني رمضان قديروف الظهور بتصريحاته المتشددة، وحث الحكومة الاتحادية على إعلان الأحكام العرفية في أنحاء البلاد. ومع ذلك فإن هذا لا يعكس محاولات الحكومة المركزية لقياس الرأي العام بقدر ما يعكس جهود قديروف للعودة إلى أجندة الحرب التي أبعده عنها يفغيني بريغوجين قائد مجموعة «فاغنر» المرتزقة.

قوات روسية من المتطوعين موالية لأوكرانيا توغلت في الأراضي الروسية (أ.ف.ب)

ويقول فينوجرادوف إن عدداً من المناطق الروسية القريبة من الحدود الأوكرانية (مثل كرانودار، وكورسك، وفورونيزه)، وكذلك بعض المناطق البعيدة التي شهدت بالفعل هجمات بطائرات مسيرة (أوريول وريازان وبسكوف)، تعد في خطر أكبر للتعرض لمثل هذه الهجمات.

ولا يمكن وصف أي من حكام هذه المناطق، باستثناء رومان ستاروفويت حاكم منطقة كورسك، بأنهم قادة مهمون كثيراً أو أنهم يتمتعون بشخصيات كاريزمية. فهم يفضلون التركيز على أحوال مناطقهم والتعامل مع قضايا «وقت السلم» اليومية.

فياتشيسلاف جلادكوف حاكم بيلغورود الروسية يتحدث لأهالي المنطقة بعد تعرضها لضربات (أ.ف.ب)

ويتمثل التحدي الرئيسي الذي يواجهه حكام المناطق الروس في تحقيق التوازن الذي تريده الحكومة المركزية وهو التعامل مع الطوارئ مع السعي للحفاظ على مظهر هدوء الحال في مناطقهم. والكل يدرك أن أي موجة جديدة من التعبئة سوف تكون لها تداعيات اجتماعية وسياسية لا يمكن التكهن بها، لذلك تحاول الحكومة الاتحادية تجنب ذلك من خلال تحديد حصص للمناطق من الجنود المحترفين الذين يتم تجنيدهم على أساس عقود.

المسيرات الأوكرانية أو قوات موالية لكييف تستهدف القرى الروسية (رويترز)

ولم تفصح الحكومة بالتحديد عن عدد الجنود الذين تحتاجهم، لكن يُعتقد على نطاق واسع أن العدد سيكون كبيراً للغاية ومن ثم يتعارض ذلك مع حالة اللامبالاة السائدة في البلاد. وللحصول على الأعداد المطلوبة، بدأت المناطق الأكثر ثراء في البحث عن «متطوعين» من خارج حدودها حيث تعرض عليهم بصورة غير رسمية مبالغ مغرية من أجل التوقيع على عقد مع القوات المسلحة. وفي الوقت الذي تواصل فيه الحكومة المركزية السير على خط رفيع بين اتخاذ خطوات عاجلة للتعامل مع تأثيرات الهجمات على الأراضي الروسية وتشجيع الرأي العام على تجاهل تلك الهجمات وسرعة نسيانها، هناك صراع حتمي بين تجنيد أعداد كبيرة من الجنود «المتطوعين» بعقود، وعرض صورة لحياة تتسم بالهدوء. ويرى فينوجرادوف أن من الصعب إيجاد مزيد من الأشخاص على استعداد للتسجيل للانضمام للجيش لأسباب آيديولوجية في الوقت الذي يسود فيه لدى قطاع عريض من المواطنين اقتناع بأن العملية العسكرية تسير على خير ما يرام، بينما كثيرون آخرون ببساطة لا يعبأون بالأمر.

 

 

 

 

 

 


مقالات ذات صلة

وارسو وكييف تسعيان لحل النزاع حول ملف الحبوب

أوروبا رئيس الوزراء البولندي توسك ونظيره الأوكراني شميهال خلال محادثات ثنائية في وارسو (رويترز)

وارسو وكييف تسعيان لحل النزاع حول ملف الحبوب

استقبل رئيس الوزراء البولندي نظيره الأوكراني اليوم الخميس لإجراء مناقشات طال انتظارها تتعلق في جزء مهم منها بواردات المنتجات الزراعية الأوكرانية.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا مراسل «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش المحتجز بتهم التجسس يقف خلف جدار زجاجي من حاوية للمتهمين أثناء حضوره جلسة استماع في المحكمة للنظر في تمديد احتجازه في موسكو (رويترز)

روسيا توقف صحافيين من وسائل إعلام مستقلة

أوقفت السلطات الروسية 5 صحافيين في وسائل إعلام مستقلة، مساء الأربعاء والخميس، في سياق قمع أي احتجاج على السلطة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا دمار واسع بسبب غارة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية (رويترز)

روسيا تستهدف أوكرانيا بالصواريخ وعشرات المسيّرات

واصل الجيش الروسي إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف في مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية شمال شرقي البلاد خلال الليل.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر (د.ب.أ)

المستشار الألماني الأسبق شرودر: الارتباط ببوتين قد يكون مفيداً

لا يزال المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر يتصور أن صداقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن تسهم في إنهاء الحرب في أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (هانوفر)
أوروبا الشرطة تؤمن موقع القصف بالقرب من المباني السكنية في خاركيف بأوكرانيا (إ.ب.أ)

أوكرانيا تسقط 26 مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل

أسقطت القوات الأوكرانية 26 مسيّرة أطلقتها روسيا باتجاه شرق البلاد وجنوبها ليل الأربعاء الخميس، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مسؤول كبير في الجيش.

«الشرق الأوسط» (كييف)

وارسو وكييف تسعيان لحل النزاع حول ملف الحبوب

رئيس الوزراء البولندي توسك ونظيره الأوكراني شميهال خلال محادثات ثنائية في وارسو (رويترز)
رئيس الوزراء البولندي توسك ونظيره الأوكراني شميهال خلال محادثات ثنائية في وارسو (رويترز)
TT

وارسو وكييف تسعيان لحل النزاع حول ملف الحبوب

رئيس الوزراء البولندي توسك ونظيره الأوكراني شميهال خلال محادثات ثنائية في وارسو (رويترز)
رئيس الوزراء البولندي توسك ونظيره الأوكراني شميهال خلال محادثات ثنائية في وارسو (رويترز)

استقبل رئيس الوزراء البولندي نظيره الأوكراني اليوم الخميس لإجراء مناقشات طال انتظارها تتعلق في جزء مهم منها بواردات المنتجات الزراعية الأوكرانية.

وكانت بولندا من بين أكبر الداعمين لأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، لكن العلاقات بين البلدين توترت في الأشهر الأخيرة بسبب خلافات تجارية، وفقاً لما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وكتب دونالد توسك على موقع «إكس» إثر استقباله نظيره الأوكراني دينيس شميهال في وارسو «أوروبا لن تكون آمنة من دون أوكرانيا الحرّة».

وقال الأخير عبر حساب «تليغرام» إنه يجب الاعتماد على «الحوار العملي والبناء وتطوير الحلول الناجعة».

سيعقب هذا اللقاء بين رئيسي الوزراء مشاورات حكومية بحضور عدد من الوزراء من البلدين.

وستركز المناقشات على القضايا المتعلقة بالزراعة، وكذلك البنية التحتية والطاقة والأمن والتعاون في الصناعات الدفاعية في البلدين.

ورغم «التقارب» الذي أعلنته وارسو الأربعاء بشأن مسألة الواردات وعبور المنتجات الزراعية الأوكرانية التي تقسم البلدين «فمن الصعب توقع اتفاق معين»، على ما أعلن الخميس مدير مكتب رئيس الوزراء البولندي.

وقال جان جرابيك من وكالة «باب» إنه «ما زلنا في مرحلة الحوار وكلا الطرفين، على الأقل في الوقت الحالي، غير راضين تماماً».

وأضاف «نحن ندعم بقوة المطالب المشروعة للمزارعين البولنديين فيما يتعلق بحماية السوق البولندية... وضع الأوكرانيين مختلف تماماً».

وفي سبتمبر (أيلول)، مددت بولندا الحظر المفروض على الحبوب الأوكرانية، في تحدٍ لبروكسل التي سبق أن أعلنت رفع القيود.

وظل المزارعون البولنديون يحتجون في جميع أنحاء البلاد اعتراضاً على واردات المنتجات الزراعية من أوكرانيا والتدابير البيئية التي يتخذها الاتحاد الأوروبي.


«الناتو» في زمن التحديات... ما دور بريطانيا في تعزيز الأمن ومواجهة التهديدات؟

لافتات تُظهر شعار حلف شمال الأطلسي (الناتو) (رويترز)
لافتات تُظهر شعار حلف شمال الأطلسي (الناتو) (رويترز)
TT

«الناتو» في زمن التحديات... ما دور بريطانيا في تعزيز الأمن ومواجهة التهديدات؟

لافتات تُظهر شعار حلف شمال الأطلسي (الناتو) (رويترز)
لافتات تُظهر شعار حلف شمال الأطلسي (الناتو) (رويترز)

مع التطورات الدولية المستمرة وتغير المشهد الأمني العالمي، تواجه بريطانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تحديات متنوعة تتجاوز الأمور الكلاسيكية، مثل التهديدات الروسية والإرهاب. في هذا السياق، أصبحت الحاجة إلى إعادة التسليح ضرورة حيوية لتعزيز قدرات الدفاع والأمن للمملكة المتحدة، ولتعزيز دورها في حلف «الناتو»؛ وفقاً لتقرير لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

يقول البروفسور أندرو دورمان، وهو أستاذ في الأمن الدولي في جامعة كينغز كوليدج لندن، في تقرير للمعهد الملكي للشؤون الدولية (تشاتام هاوس) إنه في يناير (كانون الثاني) 2024، تساءل قائد الجيش البريطاني، الجنرال السير باتريك ساندرز، عما إذا كان العالم في لحظة من عام 1938.

ولم يكن ساندرز وحده الذي يشير إلى مثل هذه الروابط بالماضي أو يثير تساؤلات حول حالة القوات المسلحة البريطانية اليوم. وردد غرانت شابس، وزير الدفاع البريطاني، مشاعره في خطاب ألقاه بعد ذلك بوقت قصير. وبعد شهر، بدا أن الأدميرال السير توني راداكين، رئيس أركان الدفاع، يقلل من شأن القضية.

ودعا كل من ساندرز وشابس إلى زيادة كبيرة في الإنفاق الدفاعي. ودعا آخرون الحكومة البريطانية إلى تقديم التزامها بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على الفور.

وفي أوروبا القارية، كانت هناك دعوات مماثلة لزيادة الإنفاق الدفاعي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وقد استجاب كثير من الدول الأوروبية، بل إن بعضها أعاد فرض شكل من أشكال التجنيد.

ويقول دورمان إنه لا تزال السياسة الرسمية للحكومة البريطانية، المنصوص عليها في تحديث المراجعة المتكاملة لعام 2023، متناقضة- وترى أن العالم أصبح خطيرا بشكل متزايد، مع التركيز على التهديد المباشر الذي تشكله كل من روسيا والإرهاب الدولي، في حين تتبنى وجهة نظر أكثر عدائية تجاه الصين، وتنظر إليها على أنها تهديد متوسط الأجل.

مع ذلك، فإنها تماطل أيضاً، وتتعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي فقط عندما يكون الاقتصاد والمالية الحكومية في وضع أفضل.

أعضاء في الحكومة البريطانية دعوا إلى تقديم التزامها بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 2.5 % من الناتج المحلي الإجمالي (رويترز)

ويضيف دورمان أن الذكرى الـ75 لتأسيس حلف شمال الأطلسي هي لحظة يجب على المملكة المتحدة أن تستغلها للاعتراف بأوجه القصور في قدرتها العسكرية، وكيف تعوق مساهمتها في الحلف.

وإشارة ساندرز إلى عام 1938 تقر بأن بريطانيا واجهت في السابق تهديدات كبيرة في أوقات غير مناسبة. ووراء سياسة الاستسلام في أواخر الثلاثينات كانت سياسة موازية لإعادة التسلح المهمة.

ونتيجة لذلك، كانت القوات المسلحة، حتى لو لم تكن جاهزة للحرب في عام 1939، في وضع أفضل بكثير مما كانت عليه قبل بضع سنوات. كما تمت استعادة القاعدة الصناعية الدفاعية بشكل كبير وتجهيزها للحرب العالمية اللاحقة. بالمثل، بدأت حكومة «حزب العمال» برنامجاً كبيراً لإعادة التسلح في عام 1950، بعد سقوط الصين في أيدي الشيوعيين، والغزو الكوري الشمالي لكوريا الجنوبية، وحصار برلين. وارتفع الإنفاق الدفاعي إلى أكثر من 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.

وفي كلتا الحالتين، كانت وضعية بريطانيا المالية أسوأ بكثير مما هي عليه اليوم. وقرار زيادة الإنفاق الدفاعي أم لا هو خيار سياسي يبدو أنه تم تأجيله للحكومة المقبلة.

فجوة في القدرات

تواجه القوات المسلحة البريطانية حالياً فجوات كبيرة في القدرات. ووفقاً للأدلة التي قدمها مسؤولو الدفاع إلى لجنة الحسابات العامة، فإن برنامج المعدات الحالي لا يمكن تحمله إلا إذا ارتفع الإنفاق الدفاعي إلى 2.5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. وهذا لا يفسر أي توسع كبير في القدرات الدفاعية، ولا يمثل سوى زيادة محدودة في إنتاج الذخائر.

وأكد المسؤولون أيضاً أن التزامات بريطانيا الحالية تضع ضغطاً مفرطاً على معداتها، مما يؤدي إلى تراكم الصيانة. وعلاوة على ذلك، أدت مشاكل سلسلة التوريد التي أعقبت جائحة «كوفيد - 19» إلى تأخير دخول بعض المعدات الجديدة إلى الخدمة، مما أدى إلى إبقاء المعدات القديمة في الخدمة، مما تسبب في زيادة تكاليف الصيانة.

ودافع عدد من المعلقين الدفاعيين بالفعل عن جيش أكبر، واقتناء دبابات إضافية ومركبات مدرعة ومدفعية. وعلى الرغم من أن هذه الدعوة مفهومة، فإنها مهمة من الناحية الاستراتيجية. ويجب أن تركز إعادة التسلح على القدرات التي تتصدى للتهديدات التي تواجه المملكة المتحدة.

ويقول دورمان إنه إذا كانت افتراضات تحديث المراجعة المتكاملة لعام 2023 صحيحة، فهذا يعني ليس فقط معالجة التهديدات قصيرة الأجل التي تشكلها أمثال روسيا، ولكن أيضا التحدي متوسط الأجل للصين.

ويجب أن يتم ذلك ضمن سياق شركاء وحلفاء بريطانيا، وفهم شامل لضعف سلسلة التوريد البريطانية ومتطلباتها من المواد الخام الحرجة.

جنود يظهرون خلف علم حلف شمال الأطلسي (رويترز)

ضرورة إعادة التسليح

مع احتفال حلف الناتو بذكرى مرور 75 عاماً، يظل على حق في قلب السياسة الدفاعية والأمنية البريطانية. ويجب أن تكون خطط المملكة المتحدة متكاملة مع إعادة التسلح للحلف الأوسع، وتقديم ما يحتاجه الناتو بشكل أساسي. ومع اقتراب احتمالية ولاية رئاسية ثانية لدونالد ترمب، فإن ذلك يوحي بالتركيز على قدرة الأوروبيين على ردع روسيا من دون الولايات المتحدة.

وستتطلب كيفية تنفيذ ذلك عبر طيف الصراع تفكيراً دقيقاً، واتخاذ قرارات سياسية صعبة. على سبيل المثال، هل يجب على بريطانيا التخلي عن تخفيض التسلح النووي التدريجي لصالح توسيع ترسانتها النووية لتعويض القدرة الأميركية المفقودة؟ قد تساعد خطوة مثل هذه في الحفاظ على ضمان المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الأطلسي، وربما ترهب روسيا، ولكن قد تكون لها عواقب غير مقصودة أخرى.

تشير الجغرافيا أيضاً إلى أن بريطانيا تتطلع إلى دعم الدفاع عن الدول الاسكندنافية، تاركة الأجزاء الوسطى والجنوبية من حدود الناتو مع روسيا للآخرين.

وهذا من شأنه أن يشير إلى دور أكبر لقواتها البحرية والجوية، بدلاً من القوات البرية، وخلق قوة أكثر قدرة على التكيف لنشرها لردع الصين.

يرى دورمان أنه يجب تخطيط إعادة التسليح وتنفيذه على المدى الطويل. ولن تقوم الصناعة ببناء منشآت جديدة أو توظيف مزيد من الموظفين، وتوسيع الإنتاج في الأمد القصير الأجل، لأن ذلك لن يكون من الحكمة المالية. وفي الثلاثينات من القرن الماضي، كان على الدولة أن توفر دعماً مالياً كبيراً للمساعدة في بناء مصانع جديدة.

وتحتاج الحكومة اليوم إلى إعادة النظر في القدرات التي يجب بناؤها في المملكة المتحدة، وما يمكن أن يقدمه الشركاء والسوق الأوسع. وهذه المشاكل ليست جديدة اليوم، فهي أكثر تعقيداً.

وإذا كانت المملكة المتحدة في لحظة عام 1938، فإن التحرك الآن لمنع حرب مستقبلية في أوروبا يجب أن يكون الأولوية، بدلاً من انتظار توقعات مالية أكثر وردية.

هذا يعني أيضاً التركيز على استجابة أوروبية متكاملة داخل حلف الناتو، وتعزيز التحالف العسكري الأكثر إثارة للإعجاب في العالم، حتى يتمكن من الصمود والردع بنجاح لمدة 75 عاماً أخرى مهما حدث في الولايات المتحدة.


بعد هجوم موسكو... الكرملين يحذّر مالك «تلغرام»: كن أكثر يقظة

شابة تحمل أزهار القرنفل الحمراء أمام نصب تذكاري أمام قاعة مدينة كروكوس في الضواحي الغربية لموسكو حيث وقع هجوم دامٍ على قاعة الحفلات الموسيقية الأسبوع الماضي (أ.ب)
شابة تحمل أزهار القرنفل الحمراء أمام نصب تذكاري أمام قاعة مدينة كروكوس في الضواحي الغربية لموسكو حيث وقع هجوم دامٍ على قاعة الحفلات الموسيقية الأسبوع الماضي (أ.ب)
TT

بعد هجوم موسكو... الكرملين يحذّر مالك «تلغرام»: كن أكثر يقظة

شابة تحمل أزهار القرنفل الحمراء أمام نصب تذكاري أمام قاعة مدينة كروكوس في الضواحي الغربية لموسكو حيث وقع هجوم دامٍ على قاعة الحفلات الموسيقية الأسبوع الماضي (أ.ب)
شابة تحمل أزهار القرنفل الحمراء أمام نصب تذكاري أمام قاعة مدينة كروكوس في الضواحي الغربية لموسكو حيث وقع هجوم دامٍ على قاعة الحفلات الموسيقية الأسبوع الماضي (أ.ب)

طلب الكرملين من بافل دوروف، مالك تطبيق «تلغرام» للتراسل، أن يكون أكثر يقظة بعد ما قيل عن استغلال التطبيق في المساعدة على تجنيد المسلحين الذين نفذوا هجوماً على قاعة للحفلات الموسيقية على مشارف موسكو، بحسب «رويترز».

ودوروف هو مؤسس «تلغرام» ومقر الشركة الآن دبي؛ إذ غادر روسيا في 2014 بعد أن خسر السيطرة على شركته السابقة. ويعيش دوروف الروسي المولد البالغ من العمر 39 عاماً حالياً في دبي ويحمل الجنسيتين الإماراتية والفرنسية وفقاً لـ«تلغرام».

وأكد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، لموقع «لايف» الإعلامي الروسي عدم وجود خطط لحظر تطبيق التراسل الذي يعدّ وسيلة رئيسية لنشر الأخبار في روسيا وحول العالم، لكنه قال إن على دوروف أن يكون أكثر حذراً ويقظة.

وأضاف: «نتوقع من بافل دوروف المزيد من الاهتمام؛ لأن هذا المورد الفريد والمذهل من الناحية التكنولوجية الذي تطور أمام أعين الجيل الحالي يتحول بصورة متزايدة أداةً في أيدي إرهابيين... لاستخدامه في أغراض إرهابية».

وقالت وكالة الإعلام الروسية إن تجنيد منفذي الهجوم تم عبر قناة متطرفة على تطبيق «تلغرام» تابعة لتنظيم «داعش ولاية خراسان».

وتقدر مجلة «فوربس» ثروة دوروف بـ15.5 مليار دولار.


روسيا توقف صحافيين من وسائل إعلام مستقلة

مراسل «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش المحتجز بتهم التجسس يقف خلف جدار زجاجي من حاوية للمتهمين أثناء حضوره جلسة استماع في المحكمة للنظر في تمديد احتجازه في موسكو (رويترز)
مراسل «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش المحتجز بتهم التجسس يقف خلف جدار زجاجي من حاوية للمتهمين أثناء حضوره جلسة استماع في المحكمة للنظر في تمديد احتجازه في موسكو (رويترز)
TT

روسيا توقف صحافيين من وسائل إعلام مستقلة

مراسل «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش المحتجز بتهم التجسس يقف خلف جدار زجاجي من حاوية للمتهمين أثناء حضوره جلسة استماع في المحكمة للنظر في تمديد احتجازه في موسكو (رويترز)
مراسل «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش المحتجز بتهم التجسس يقف خلف جدار زجاجي من حاوية للمتهمين أثناء حضوره جلسة استماع في المحكمة للنظر في تمديد احتجازه في موسكو (رويترز)

أوقفت السلطات الروسية 5 صحافيين في وسائل إعلام مستقلة، مساء الأربعاء والخميس، في سياق قمع أي احتجاج على السلطة، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأكدت منظمة «أو في دي - إنفو» (OVD - Info) غير الحكومية المتخصصة في رصد عمليات القمع أن الشرطة أوقفت خلال الليل إيكاترينا أنيكيفيتش من «سوتا فيزيون» وكونستانتين جاروف من «روس نيوز».

وتعرض جاروف للضرب والتهديد بالعنف الجنسي من الشرطة، وفق ما نقلت المنظمة عن شاهدة كانت في المكان.

وروى جاروف: «لقد ركلوني ووضعوا قدماً على رأسي وثنوا أصابعي، وسخروا مني عندما حاولت النهوض»، بحسب وسيلته الإعلامية.

وقال إنه أصيب بجروح في الرأس وخدوش وخلع في الأصابع والتواءات.

وعزا العنف الذي تعرض له إلى قيامه بالتصوير قرب منزل أنتونينا فافورسكايا، وهي صحافية أخرى في «سوتا فيزيون» تم توقيفها مساء الأربعاء مباشرة عقب الإفراج عنها بعد اعتقال إداري دام 10 أيام بتهمة عصيان الشرطة.

وقال محاميها ميخائيل بيريوكوف إن شقة الصحافية تم تفتيشها، مساء الأربعاء، وكذلك شقة والديها، بحسب الوسيلة الإعلامية.

كما أوقفت صحافيتان أخريان هما ألكسندرا أستاخوفا وأناستاسيا موساتوفا، كانتا في استقبال زميلتهما لدى الإفراج عنها، واقتيدتا للاستجواب، وفق المصدر نفسه.

وبحسب موقع «ميديازونا» المتخصص في متابعة القضايا القانونية المتعلقة بالمعارضة الروسية، فإن الدعوى المقامة على فافورسكايا مرتبطة بأنشطة حركة المعارض أليكسي نافالني الذي توفي في السجن في فبراير (شباط). ويصنف القضاء الروسي منظماته على أنها «متطرفة».

وقامت فافورسكايا بتغطية محاكمات نافالني لسنوات. وكانت هي التي صورت آخر مقطع فيديو ظهر فيه المعارض حياً، في 15 فبراير أثناء جلسة المحاكمة.

وأوقفت في 17 مارس (آذار)، بعد ساعات قليلة من وضعها الزهور على قبر المعارض، وفق «ميديازونا».


فرنسا تتبنى قراراً يندد بـ«القمع الدامي والقاتل» لجزائريين عام 1961

جزائريون اعتُقلوا غرب باريس خلال المظاهرة السلمية يوم 17 أكتوبر 1961 (أ.ف.ب)
جزائريون اعتُقلوا غرب باريس خلال المظاهرة السلمية يوم 17 أكتوبر 1961 (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تتبنى قراراً يندد بـ«القمع الدامي والقاتل» لجزائريين عام 1961

جزائريون اعتُقلوا غرب باريس خلال المظاهرة السلمية يوم 17 أكتوبر 1961 (أ.ف.ب)
جزائريون اعتُقلوا غرب باريس خلال المظاهرة السلمية يوم 17 أكتوبر 1961 (أ.ف.ب)

تبنت الجمعية الوطنية الفرنسية اليوم (الخميس)، اقتراح قرار «يندد بالقمع الدامي والقاتل بحق الجزائريين، تحت سلطة مدير الشرطة موريس بابون في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 1961» في باريس، الذي قُتل فيه بين ثلاثين وأكثر من 200 متظاهر سلمي، حسب مؤرخين.

وأيَّد 67 نائباً الاقتراح وعارضه 11 من صفوف التجمع الوطني اليميني المتطرف.

جزائريون اعتقلوا خلال المظاهرة السلمية التي نُظمت في باريس 17 أكتوبر 1961 (أ.ف.ب)

كذلك «تمنى» نص الاقتراح «إدراج يوم لإحياء ذكرى (هذه المجزرة) في جدول الأيام الوطنية والمراسم الرسمية».


روسيا تستهدف أوكرانيا بالصواريخ وعشرات المسيّرات

دمار واسع بسبب غارة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية (رويترز)
دمار واسع بسبب غارة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية (رويترز)
TT

روسيا تستهدف أوكرانيا بالصواريخ وعشرات المسيّرات

دمار واسع بسبب غارة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية (رويترز)
دمار واسع بسبب غارة روسية على مدينة زابوريجيا الأوكرانية (رويترز)

واصل الجيش الروسي إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة على أهداف في مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدينة أوكرانية شمال شرقي البلاد خلال الليل، وأعلن عمدة المدينة عن وقوع انفجارين، أحدهما أصاب مطعماً مما أسفر عن تدميره.

ولم تسفر الهجمات عن وقوع إصابات بين الأشخاص، بحسب التقارير الأولية.

ويأتي الهجوم الأخير على ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا بعد مقتل شخص واحد وإصابة 19 آخرين في هجوم شنته روسيا على المدينة، أمس (الأربعاء).

وقال قائد القوات الجوية الأوكرانية، ميكولا أوليشوك، عبر «تلغرام»، إن أوكرانيا تمكنت من اعتراض 26 طائرة مسيرة من طراز «شاهد» إيرانية الصنع داخل مناطق أوديسا وخاركيف ودنيبروبتروفسك وزابوريجيا.

ولم يتسنَّ التحقق من المعلومات بشكل مستقل، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية.

كما أفادت تقارير بوقوع انفجارات خلال الليل في مدينة دنيبرو بجنوب أوكرانيا. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا أو وقوع أضرار حتى صباح اليوم (الخميس).

وأضاف أوليشوك أن روسيا استخدمت 3 صواريخ «كروز» من طراز «سي إتش-22» وصاروخاً مضاداً للرادارات وصاروخاً مضاداً للطائرات من طراز «إس-200» و28 طائرة مسيرة من طراز «شاهد» إيرانية الصنع في الهجمات.

وتتصدى أوكرانيا لغزو روسي شامل منذ أكثر من عامين.


المستشار الألماني الأسبق شرودر: الارتباط ببوتين قد يكون مفيداً

المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر (د.ب.أ)
المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر (د.ب.أ)
TT

المستشار الألماني الأسبق شرودر: الارتباط ببوتين قد يكون مفيداً

المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر (د.ب.أ)
المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر (د.ب.أ)

لا يزال المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر يتصور أن صداقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن تساهم في إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال شرودر، في مقابلة مع «وكالة الأنباء الألمانية»: «لقد تعاونا على نحو متعقل لسنوات عديدة. ربما لا يزال من الممكن أن يساعد ذلك في إيجاد حل تفاوضي، ولا أرى حلاً آخر».

تجدر الإشارة إلى أن شرودر صديق لبوتين منذ أن كان مستشاراً خلال الفترة من عام 1998 حتى عام 2005، ويواصل العمل لصالح شركات ذات أغلبية روسية تدير خطوط أنابيب «نورد ستريم» عبر بحر البلطيق. ورغم أنه وصف الهجوم الروسي على أوكرانيا بأنه «خطأ فادح»، لم ينأ بنفسه عن بوتين. ولذلك نبذته قيادة حزبه الاشتراكي الديمقراطي، لكنها أخفقت في إجراءات طرده من الحزب.

وعندما سُئل عن سبب تمسكه بصداقته مع الرئيس الروسي على الرغم من مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وجرائم الحرب الروسية في حرب أوكرانيا، قال شرودر لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «الأمر له بُعد آخر»، موضحاً أنه قد بدا ذات مرة كما لو أن هذه العلاقة الشخصية يمكن أن تكون مفيدة في حل مشكلة سياسية صعبة للغاية، وأضاف: «ولهذا أعتقد أنه سيكون من الخطأ تماماً أن ننسى كل ما حدث بيننا من أحداث إيجابية في السياسة في الماضي. هذا ليس أسلوبي، وأنا لا أفعل ذلك».

يلمح شرودر هنا على ما يبدو إلى مهمة الوساطة التي قام بها في مارس (آذار) 2022 بعد وقت قصير من الهجوم الروسي على أوكرانيا. في ذلك الوقت - وبحسب تصريحاته - التقى أولاً البرلماني الأوكراني آنذاك ووزير الدفاع الحالي رستم عمروف في إسطنبول، ثم سافر إلى موسكو لإجراء محادثات مع بوتين، لكن المبادرة باءت بالفشل. واليوم يدعو شرودر إلى محاولة جديدة للوساطة على مستوى الحكومات، وقال: «يجب على فرنسا وألمانيا أن تأخذا زمام المبادرة. ومن الواضح أن الحرب لا يمكن أن تنتهي بهزيمة كاملة لطرف أو لآخر».

ووصف المستشار الأسبق تكهنات حول شن بوتين ضربة نووية أو مهاجمة إحدى دول الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنها «هراء»، مؤكداً أنه من أجل وأد مثل هذه السيناريوهات في مهدها والحيلولة دون تزايد قلق الشعوب، يجب بجانب دعم أوكرانيا النظر بجدية في حل الصراع.


أوكرانيا تسقط 26 مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل

الشرطة تؤمن موقع القصف بالقرب من المباني السكنية في خاركيف بأوكرانيا (إ.ب.أ)
الشرطة تؤمن موقع القصف بالقرب من المباني السكنية في خاركيف بأوكرانيا (إ.ب.أ)
TT

أوكرانيا تسقط 26 مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل

الشرطة تؤمن موقع القصف بالقرب من المباني السكنية في خاركيف بأوكرانيا (إ.ب.أ)
الشرطة تؤمن موقع القصف بالقرب من المباني السكنية في خاركيف بأوكرانيا (إ.ب.أ)

أسقطت القوات الأوكرانية 26 مسيّرة أطلقتها روسيا باتجاه شرق البلاد وجنوبها ليل الأربعاء الخميس، وفق ما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مسؤول كبير في الجيش.

وأفاد قائد سلاح الجو الأوكراني ميكولا أوليتشتشوك على «تلغرام»، صباح الخميس: «أطلق العدو (...) 28 مسيّرة هجومية من نوع (شاهد-136/131)» خلال الليل من منطقتَي كورسك وكيب تشودا الروسيتين في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.

وأوضح أن «26 من هذه الطائرات المسيرة دُمرت» في مناطق أوديسا (جنوب) وخاركيف (شرق) ودنيبروبتروفسك (شرق) وزابوريجيا (جنوب) من دون أن يفيد بوقوع إصابات أو أضرار.

كذلك، أطلقت موسكو ثلاثة صواريخ كروز من طراز «كاي إتش-22» وصاروخاً مضاداً للرادار من طراز «كاي إتش-31 بي»، فضلاً عن صاروخ أرض جو من طراز «إس-300» باتجاه أوكرانيا خلال الليل، بحسب المصدر نفسه الذي لم يقدّم تفاصيل إضافية في هذا الصدد.

والأربعاء خلال النهار، أسفر قصف روسي على مناطق أوكرانية عدة من بينها خاركيف عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل وإصابة 28 آخرين، ما دفع كييف إلى المطالبة بالحصول على المزيد من منظومات «باتريوت» للدفاع الجوي من حلفائها الغربيين.

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، حلفاءه الغربيين مجدداً إلى «تسريع تسليم» بلاده طائرات مقاتلة من طراز «إف-16»، بالإضافة إلى منظومات «باتريوت».

وكتب على مواقع التواصل الاجتماعي: «تعزيز الدفاع الجوي لأوكرانيا وتسريع تسليم أوكرانيا طائرات إف-16 مهمّتان حيويتان».


بوتين: لن نهاجم «الناتو» لكن سنسقط طائرات «إف-16» إذا تلقتها أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى طيارين في القوات الجوية (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى طيارين في القوات الجوية (رويترز)
TT

بوتين: لن نهاجم «الناتو» لكن سنسقط طائرات «إف-16» إذا تلقتها أوكرانيا

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى طيارين في القوات الجوية (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى طيارين في القوات الجوية (رويترز)

كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أن بلاده ليس لديها أي خطط تجاه أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ولن تهاجم بولندا أو دول البلطيق أو جمهورية التشيك، لكن إذا زود الغرب أوكرانيا بمقاتلات «إف-16» فسوف تسقطها القوات الروسية، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكر في حديثه لطيارين في القوات الجوية الروسية، ليل أمس (الأربعاء)، أن الحلف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة توسع شرقاً باتجاه روسيا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي عام 1991، لكن موسكو ليس لديها أي خطط لمهاجمة أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي.

وبحسب نص الخطاب الذي أصدره الكرملين اليوم (الخميس)، أضاف بوتين: «ليس لدينا أي نوايا عدائية تجاه هذه الدول. تصوُّر أننا سنهاجم دولة أخرى، بولندا أو من دول البلطيق، والتشيك خائفة أيضاً، محض هراء. إنه مجرد هذيان».

ورداً على سؤال حول مقاتلات «إف-16» التي وعد الغرب بإرسالها إلى أوكرانيا، قال بوتين إن هذه الطائرات لن تغير الوضع هناك. وأضاف: «إذا قدموا طائرات (إف-16)، وهم يناقشون ذلك وعلى ما يبدو يدربون الطيارين، فإن هذا لن يغير الوضع في ساحة المعركة».

وتابع: «سندمر الطائرات مثلما ندمر حالياً الدبابات والمدرعات وغيرها من المعدات، ومنها راجمات الصواريخ».

وذكر بوتين أن مقاتلات «إف-16» يمكنها أيضاً حمل أسلحة نووية. وقال: «بالطبع، إذا انطلقت من مطارات دولة ثالثة، فستصبح أهدافاً مشروعة لنا أينما كانت».

وجاءت تصريحات بوتين بعد تصريح وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أمس الأربعاء أن الطائرات من المتوقع أن تصل إلى أوكرانيا في الأشهر المقبلة.

 

 

 

 

 


بعد تحقيق بشأن التجسس... وارسو تقيل قائد «يوروكوربس» من مهامه

عناصر من الجيش البولندي (رويترز)
عناصر من الجيش البولندي (رويترز)
TT

بعد تحقيق بشأن التجسس... وارسو تقيل قائد «يوروكوربس» من مهامه

عناصر من الجيش البولندي (رويترز)
عناصر من الجيش البولندي (رويترز)

أعلنت وزارة الدفاع البولندية، اليوم (الأربعاء)، أنها استدعت وأقالت «بمفعول فوري» القائد البولندي للفيلق الأوروبي (يوروكوربس) الجنرال ياروسلاف غرومادزينسكي عقب تحقيق يتعلق بمكافحة التجسس العسكري، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وفتحت أجهزة الاستخبارات تحقيقاً حول وصول الجنرال ياروسلاف غرومادزينسكي إلى معلومات سرية بعد «معلومات جديدة عن الضابط» بحسب بيان لوزارة الدفاع.

وقالت الوزارة: «نتيجة لذلك اتخذ قرار إقالة الجنرال غرومادزينسكي بصفته قائداً ليوروكوربس واستدعائه على الفور إلى بلاده على أن يتم تعيين ضابط آخر لضمان استمرارية المهمة» في المنصب الذي كان يشغله الجنرال حتى الآن، و«بمفعول فوري».

ولم تقدم الوزارة البولندية تفاصيل بشأن المعلومات الجديدة عن الجنرال ولا عن التحقيق الجاري.

قبل أن يصبح قائداً ليوروكوربس في يونيو (حزيران) كان الجنرال غرومادزينسكي مستشاراً ومنسقاً لرئيس الأركان في الجيش البولندي.

في الأشهر الأخيرة كان ضمن فريق المساعدة الدولي لأوكرانيا في فيسبادن بألمانيا، حيث كان مسؤولاً إلى جانب عسكريين أميركيين عن تدريب الجنود الأوكرانيين.

تم إنشاء يوروكوربس في 1992، وهو فيلق عسكري فريد من نوعه يضم ألف جندي من ستة بلدان أعضاء معروفة بـ«الدول الإطار» (فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وبولندا) تمول المنظمة وتديرها.

كذلك، تدعم كثير من «الدول الشريكة» (اليونان وتركيا وإيطاليا ورومانيا والنمسا) يوروكوربس وتزودها ضباطاً في رئاسة الأركان.

وهذا الفيلق الذي تتمثل مهمته في توجيه وتنسيق العمليات المتعددة الجنسيات الواسعة النطاق نيابة عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، يمكنه قيادة ما يصل إلى 60 ألف جندي من القوات البرية.

يقع المقر العام ليوروكوربس في ستراسبورغ.