تقارير: أوكرانيا بدأت هجومها المضاد على روسيا وتكبدت خسائر «جسيمة»

قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الخميس، إن قواته صدت الليلة الماضية محاولات واسعة النطاق لقوات أوكرانية لاختراق الجبهة الأمامية في منطقة زابوريجيا الجنوبية وكبدتها خسائر فادحة.

ولم يصدر أي تصريح عن الوضع من وزارة الدفاع الأوكرانية. لكن نقلت شبكة «سي إن إن» عن اثنين من المسؤولين الأميركيين اليوم الخميس قولهم إن القوات الأوكرانية تكبدت خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات خلال هجومها المضاد على القوات الروسية بشرق أوكرانيا خلال الأيام القليلة الماضية. وأضاف المسؤولان الأميركيان أن القوات الأوكرانية واجهت مقاومة «أكبر من المتوقع» من القوات الروسية في محاولتها الأولى لاختراق الخطوط الروسية.

ووصف أحد المسؤولين الأميركيين الخسائر، التي قال إنها شملت مركبات مدرعة قدمتها الولايات المتحدة للقوات الأوكرانية، بأنها «كبيرة». وأوضح المسؤولان أن القوات الأوكرانية تمكنت من اجتياح بعض خطوط القوات الروسية في شرق البلاد في محيط مدينة باخموت، لكن القوات الروسية أبدت «مقاومة شرسة». وأشارت «سي إن إن» إلى أن وزارة الدفاع الروسية أعلنت يوم الأربعاء الماضي إحباط هجوم القوات الأوكرانية قرب باخموت.

كما نقلت قناة «إن بي سي نيوز» عن ضابط كبير وجندي قرب الخطوط الأمامية اليوم الخميس قولهما إن أوكرانيا بدأت هجومها المضاد على روسيا. ورجح بعض المسؤولين الروس والغربيين أن أوكرانيا شنت هذا الأسبوع هجومها المضاد الذي طال انتظاره ضد القوات الروسية، وهو الأمر الذي لم تؤكده أوكرانيا بشكل علني.

وقال شويغو، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، إن قواته صدت أربع هجمات أوكرانية متفرقة على طول الجبهة الجنوبية، وإن الجانب الروسي أجبر قوات كييف على التقهقر «بخسائر فادحة». وأضاف «قوات استطلاعنا رصدت العدو في حينه ونفذت مدفعيتنا وقواتنا الجوية هجوماً وقائياً بواسطة أسلحة مضادة للدبابات». وزعم شويغو أن أوكرانيا خسرت 30 دبابة و11 عربة مشاة مدرعة وما يصل إلى 350 جندياً. وذكر أرقاما أعلى للخسائر التي يفترض أن أوكرانيا تكبدتها على مدى 24 ساعة أمس.

وتشكل منطقة زابوريجيا، التي تسيطر روسيا على 80 في المائة منها، جزءا مما يطلق عليه «الجسر البري» وهي أرض ممتدة تربط بين منطقة دونباس الأوكرانية في الشرق الخاضعة لسيطرة الروس وبين شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014.

قوات أوكرانية تتقدم باتجاه باخموت (رويترز)

ولطالما اعتبر على نطاق واسع أن قطع الجسر البري هدف أساسي بالنسبة لأوكرانيا في هجومها المضاد. وقال مسؤول نصبته روسيا في الجزء الذي تسيطر عليه من زابوريجيا يدعى فلاديمير روجوف إن القوات الأوكرانية حاولت اختراق الخطوط الروسية باستخدام الطائرات المسيرة والعربات المدرعة وراجمات الصواريخ المتعددة.

أفاد تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية بشأن التطورات في أوكرانيا، اليوم الخميس، بأنه في ظل صورة عملياتية شديدة التعقيد، يستمر القتال العنيف على طول قطاعات متعددة للجبهة، وأن أوكرانيا لها المبادرة في أغلب المناطق. وأضاف التقييم، الذي نشرته وزارة الدفاع البريطانية على حسابها على موقع تويتر، أن من المرجح أن القوات الروسية مستمرة في تلقي الأوامر بالعودة إلى الهجوم في أقرب وقت ممكن. فيما قادت وحدات شيشانية محاولة غير ناجحة للسيطرة على بلدة ماريفكا، الواقعة بالقرب من مدينة دونيتسك، حيث لم يتغير خط المواجهة كثيراً منذ عام 2015.

من جهة أخرى قال الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، أندرس راسموسن، إنه قد تكون هناك مجموعة من دول الناتو على استعداد لنشر قوات على الأرض في أوكرانيا إذا لم تقدم الدول الأعضاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، ضمانات أمنية ملموسة لكييف في قمة الحلف المقبلة في العاصمة الليتوانية فيلنيوس.

صورة وزعتها وزارة الدفاع الروسية تظهر مدرعات حاملة للجنود في منطقة التصنيع الحربي (إ.ب.أ)

ويقوم راسموسن، الذي كان يعمل مستشاراً رسمياً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بجولة في أوروبا وواشنطن لقياس المزاج المتغير قبل بدء القمة الحاسمة في 11 يوليو (تموز)، وفقا لصحيفة «الغارديان» البريطانية. وحذر أيضا من أنه حتى لو قدمت مجموعة من الدول ضمانات أمنية لأوكرانيا فإن دولا أخرى لن تسمح بإبقاء قضية عضوية أوكرانيا المستقبلية في حلف شمال الأطلسي خارج جدول أعمال فيلنيوس.

وأدلى راسموسن بتصريحاته في الوقت الذي قال فيه الأمين العام الحالي لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إن مسألة الضمانات الأمنية ستكون على جدول أعمال فيلنيوس، لكنه أضاف أن الحلف، بموجب المادة 5 من معاهدة واشنطن، لا يقدم ضمانات أمنية كاملة سوى للأعضاء الكاملين.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الناتو جوليان سميث: «نحن نبحث مجموعة من الخيارات للإشارة إلى أن أوكرانيا تتقدم في علاقتها مع الناتو». وقال راسموسن: «إذا لم يتمكن الناتو من الاتفاق على مسار واضح للمضي قدما بالنسبة لأوكرانيا، فهناك احتمال واضح أن تتخذ بعض الدول إجراءات فردية. ونعلم أن بولندا منخرطة جدا في تقديم مساعدة ملموسة لأوكرانيا. ولن أستبعد احتمال أن تشارك بولندا بشكل أقوى في هذا السياق على أساس وطني وأن تتبعها دول البلطيق، وربما بما في ذلك إمكانية وجود قوات على الأرض».

وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء إن المحادثات حول حل الصراع مع روسيا لا يمكن أن تبدأ فقط بتوقف القتال. وأضاف في إفادة صحافية على الإنترنت مخاطبا بها الصحافيين الأفارقة عقب جولة في دول بالقارة: «إذا اعتقد أي أحد أنه يجب عليهم تجميد الصراع ثم البحث عن كيفية حله، فإنه لا يفهم الأمر». وقال إن أكثر من 100 جولة من المشاورات ومحاولات التوصل لوقف إطلاق النار منذ ضم روسيا لشبه جزيرة القرم في عام 2014 لم تتمخض إلا عن غزو شامل لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. ومن المتوقع أن يزور وفد من رؤساء دول أفريقية أوكرانيا وروسيا في الأيام القليلة المقبلة على أمل إقناعهما بوقف القتال، بحسب قول متحدث باسم رئيس جنوب أفريقيا سيرسيل رامابوسا لـ«رويترز» الشهر الماضي.

ويعني اقتراح التجميد بقاء القوات الروسية على الأراضي الأوكرانية حتى مع بدء محادثات سلام. وقالت أوكرانيا في وقت سابق إن القوات الروسية يجب أن تنسحب أولا قبل بدء المفاوضات، بينما تريد موسكو أن تعترف كييف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم في شرط مسبق للتفاوض.

ويقود المبادرة الرئيس السنغالي ماكي سال، رئيس الاتحاد الأفريقي العام الماضي، والذي لم تكن بلاده حاضرة في التصويت الأخير للأمم المتحدة الذي أدان روسيا في فبراير الماضي.

كما تضم المبادرة ​​الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورؤساء كل من زامبيا وجمهورية الكونغو وأوغندا، وتمت إضافة رئيس جزر القمر، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، إلى الوفد في الآونة الأخيرة.

ويخوض كوليبا حملة لحشد الدعم في أفريقيا التي صوت فيها 30 من أصل 54 دولة عضو بالأمم المتحدة لصالح قرار للمنظمة الدولية الذي أدان الغزو الروسي.