بلينكن: «حان وقت» انضمام السويد إلى «الناتو»

يؤيد تزويد تركيا بمقاتلات «إف - 16» في «أقرب وقت ممكن»

بلينكن وكريسترسون خلال مؤتمر صحافي في لوليا بالسويد أمس (إ.ب.أ)
بلينكن وكريسترسون خلال مؤتمر صحافي في لوليا بالسويد أمس (إ.ب.أ)
TT

بلينكن: «حان وقت» انضمام السويد إلى «الناتو»

بلينكن وكريسترسون خلال مؤتمر صحافي في لوليا بالسويد أمس (إ.ب.أ)
بلينكن وكريسترسون خلال مؤتمر صحافي في لوليا بالسويد أمس (إ.ب.أ)

رأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن «الوقت حان» لموافقة تركيا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مؤكداً أنه ينبغي في الوقت ذاته تزويد تركيا بمقاتلات «إف - 16» الأميركية الصنع «في أقرب وقت ممكن».

وخلال مشاركته في رئاسة الاجتماع الرابع لمجلس التجارة والتكنولوجيا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذي انعقد في مدينة لوليا السويدية عند أسفل الدائرة القطبية الشمالية، شدّد بلينكن على أن إدارة الرئيس جو بايدن لا تربط بين انضمام السويد إلى التحالف العسكري الغربي وحصول تركيا على المقاتلات الأميركية المتقدمة، لكنه أقر بأن بعض المشرعين الأميركيين يفعل ذلك.

ومع ذلك، ربط الرئيس بايدن ضمناً بين المسألتين الاثنين الماضي في مكالمة هاتفية لتهنئة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بانتخابه لولاية رئاسية ثالثة. وقال بايدن: «تحدثت مع إردوغان، ولا يزال يريد العمل على شيء ما حول طائرات إف - 16. أخبرته بأننا نريد صفقة مع السويد». وأضاف: «لننجز ذلك».

قمة فيلنيوس

طائرة «إف - 16» تركية ومقاتلات أميركية في قاعدة إنجرليك بأضنة في ديسمبر 2015 (رويترز)

وعند سؤاله عن تصريحات بايدن بحضور رئيس الوزراء السويدي أولاف كريسترسون، أصر بلينكن على أن المسألتين منفصلتان، موضحاً أن إتمام كليهما سيعزز بشكل كبير الأمن الأوروبي. وقال إن «كليهما حيوي في تقديرنا للأمن الأوروبي»، مضيفاً: «نعتقد أن كليهما يجب أن يمضي قدماً في أسرع وقت ممكن. وهذا يعني انضمام السويد والمضي في صفقة إف - 16 على نطاق أوسع». وزاد: «نعتقد أن الوقت حان الآن»، رافضاً التكهن في شأن متى ستمنح تركيا والمجر، العضوان الوحيدان في الناتو اللذان لم يصادقا بعد على عضوية السويد، هذه العضوية للدولة الإسكندينافية. لكنه أفاد بأنه «ليس لدينا شك في أنه يمكن أن يحصل، وينبغي أن يحصل، ونتوقع أن يكتمل» بحلول الوقت الذي يعقد زعماء التحالف الغربي القوي قمتهم في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، في يوليو (تموز) المقبل.

وكان الأمين العام لحلف «الناتو» ينس ستولتنبرغ قال إنه «لا توجد ضمانات» لانضمام السويد قريباً، لكنه أضاف أنه «من الممكن تماماً التوصل إلى حل، وتمكين اتخاذ قرار بشأن العضوية الكاملة للسويد من قبل قمة فيلنيوس».

ويسود الاعتقاد في واشنطن أنه بعد انتصاره الانتخابي الأسبوع الماضي، يمكن أن يكون إردوغان على استعداد لتخفيف اعتراضاته على عضوية السويد، التي يتهمها بالتساهل مع الجماعات التي تصنفها أنقرة إرهابية.

وقال كريسترسون إن الجانبين على اتصال منذ تصويت الأحد، ولم يترددا في التحدث عن الفوائد التي ستجلبها السويد للحلف الأطلسي «عندما ننضم» إلى «الناتو».

تنظيم الذكاء الاصطناعي... والتعامل مع الصين

وكان كبير الدبلوماسيين الأميركيين شارك في الاجتماع الأميركي - الأوروبي، بحضور وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو، والممثلة التجارية الأميركية كاثرين تاي، ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية مارغريت فيستاغر، ونائب رئيس المفوضية الأوروبية والمدير التجاري فالديس دومبروفسكيس.

جانب من الاجتماع الرابع لمجلس التجارة والتكنولوجيا بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)

وركزت الاجتماعات على أفضل السبل للتعامل مع الصين والتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل الأخرى، بالإضافة إلى شكاوى الاتحاد الأوروبي حيال التعريفات الجمركية التي وضعتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب والإعانات الأميركية الخضراء.

وأعدّ المشاركون مسودة بيان مشترك من 24 صفحة، حول التعاون على وضع المعايير الدنيا لخوارزميات الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل «تشات جي بي تي»، وضوابط التصدير ومراقبة الاستثمار، التي تركزت حتى الآن على روسيا. غير أن محور التركيز الرئيسي لاجتماعات المجلس كان على الصين، مع أن اسمها لم يرد سوى مرتين فقط في مسودة البيان المشترك حول الممارسات غير السوقية والمعلومات المضللة.

أوسلو ثم هلسينكي

وبدأ بلينكن زيارة لأوسلو الأربعاء، حيث يشارك في اجتماع غير رسمي للناتو بغية مناقشة الاستعدادات لقمة الحلف في مدينة فيلنيوس، ودعم أوكرانيا وأولويات عبر أطلسية أخرى مع الحلفاء والسويد. ومن المقرر أن يجتمع الوزير الأميركي أيضاً مع رئيس الوزراء النرويجي يوناس غارستوره، ووزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت.

مصافحة بين بايدن وإردوغان بحضور أمين عام الناتو ورئيس وزراء بريطانيا السابق في قمة للناتو بمدريد في يونيو 2022 (رويترز)

وستكون هلسينكي المحطة الأخيرة في رحلة بلينكن، الذي سيناقش القضايا الأمنية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا مع أحدث حليف لأميركا في الناتو. وأفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن بلينكن «سيشدد على علاقاتنا الثنائية المتينة مع أحدث الحلفاء المنضمين إلى الناتو». وهو سيجتمع الجمعة مع رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين ووزيرة الخارجية بيكا هافيستو، كما يلقي خطاباً ليُسلّط الضوء على «الطرق التي شكل فيها العدوان الروسي على أوكرانيا فشلاً استراتيجياً، وكذلك على جهودنا المتواصلة لدعم دفاع أوكرانيا عن أراضيها وسيادتها وديمقراطيتها سعياً إلى تحقيق سلام عادل ودائم».


مقالات ذات صلة

إصرار إدارة بايدن على إنفاق كل مساعدات أوكرانيا قبل تسلم ترمب السلطة

أوروبا وزيرا الدفاع والخارجية الأميركيان خلال مؤتمر صحافي في كوريا الجنوبية (أ.ف.ب)

إصرار إدارة بايدن على إنفاق كل مساعدات أوكرانيا قبل تسلم ترمب السلطة

قال وزيرا الدفاع الأميركي والأوكراني إنهما ناقشا إطلاق روسيا صواريخ باليستية جديدة والاستعدادات للاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال الداعمة لأوكرانيا.

إيلي يوسف (واشنطن)
أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يمين) والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أمين الناتو يحذر ترمب من «تهديد خطير» لأميركا إذا دفعت أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ

حذر الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» ترمب من أن الولايات المتحدة ستواجه «تهديداً خطيراً».

«الشرق الأوسط» (لندن )
أوروبا وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف مع نظيره الكوري الشمالي (أ.ف.ب)

زيلينسكي مستعد لتقديم تنازلات بشرط حماية «الناتو» للأراضي الواقعة تحت سيطرة كييف

أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرونة في موقفه من الصراع الدائم والحرب مع روسيا، وقال إنه مستعد لتقديم تنازلات سياسية بشرط حماية حلف شمال الأطلسي …

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا صورة ملتقطة بتاريخ 3 يوليو 2023 في زاموسك ببولندا تظهر جنوداً يقومون بتحميل المقذوفات لأنظمة باتريوت المنتشرة في وحدة قوة الدفاع الجوي والصاروخي الألمانية (د.ب.أ)

ألمانيا تقترح إعادة نشر صواريخ باتريوت في بولندا

اقترحت وزارة الدفاع الألمانية، اليوم الخميس، إعادة نشر منظومة باتريوت الصاروخية للدفاع الجوي في بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي في بداية العام الجديد.

«الشرق الأوسط» (برلين)
أوروبا الجيش الأميركي يختبر نظام صواريخ «أتاكمس» في نيومكسيكو (أ.ف.ب)

اجتماع لمجلس «الناتو - أوكرانيا» لبحث دعم كييف والضربة الصاروخية الروسية

يعقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأوكرانيا الثلاثاء اجتماعا في بروكسل على مستوى السفراء، لبحث التصعيد على الجبهة وإطلاق صاروخ روسي باليستي فرط صوتي على أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (بروكسل) «الشرق الأوسط» (موسكو )

الشرطة الفرنسية تبحث عن 8 سجناء من شمال أفريقيا فروا من مركز اعتقال

عناصر من الشرطة الفرنسية في حالة استنفار بالعاصمة باريس (متداولة)
عناصر من الشرطة الفرنسية في حالة استنفار بالعاصمة باريس (متداولة)
TT

الشرطة الفرنسية تبحث عن 8 سجناء من شمال أفريقيا فروا من مركز اعتقال

عناصر من الشرطة الفرنسية في حالة استنفار بالعاصمة باريس (متداولة)
عناصر من الشرطة الفرنسية في حالة استنفار بالعاصمة باريس (متداولة)

بدأت الشرطة الفرنسية حملة تفتيش عن 8 سجناء من دول شمال أفريقيا فروا من مركز اعتقال في مدينة نيس جنوب فرنسا، ليل الاثنين.

وعلى خطى أفلام الحركة نجح في البداية 9 سجناء في الفرار من مركز الاعتقال الإداري بعد أن تمكنوا من إحداث ثقب في سقف غرفة الاحتجاز وتسربوا منها إلى السطح ومن ثم إلى خارج المؤسسة باستخدام أغطية.

عناصر من الشرطة الفرنسية في العاصمة باريس (متداولة)

ونجحت الشرطة في إيقاف عنصر واحد فقط، فيما لاذ الآخرون بالفرار. وأفادت «فرانس إنفو» بأن أعمارهم تتراوح بين 23 و31 عاماً وهم ينحدرون من دول تونس وليبيا والجزائر.

وسبق أن أخلت السلطات سبيل 5 من بين الفارين كانوا ملاحقين في جرائم تتعلق بالقانون العام، فيما تم الإفراج عن الـ3 الآخرين من مركز احتفاظ لدى الشرطة.

وقال المدعي العام في نيس إن أياً من الفارين لم يخضع إلى الملاحقة بسبب التطرف.

وكان المركز الموجود داخل ثكنة أمنية شمال شرقي المدينة، شهد في عام 2018 عملية فرار مشابهة لـ5 مهاجرين غير نظاميين موقوفين وبالطريقة نفسها.

وسبق أن أعلن المراقب العام للمؤسسات السالبة للحرية أن مبنى المركز الذي يتسع لـ40 موقوفاً متهالك ويفتقد إلى معايير النظافة.