لليوم الثالث على التوالي... أعنف غارات روسية على المدن الأوكرانية

مسؤول أوكراني يدعو لفرض منطقة منزوعة السلاح في روسيا... وبرلمان كييف يقر عقوبات على إيران

مترو الأنفاق في كييف يعج بالمواطنين خلال ضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة يوم الاثنين (أ.ف.ب)
مترو الأنفاق في كييف يعج بالمواطنين خلال ضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة يوم الاثنين (أ.ف.ب)
TT

لليوم الثالث على التوالي... أعنف غارات روسية على المدن الأوكرانية

مترو الأنفاق في كييف يعج بالمواطنين خلال ضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة يوم الاثنين (أ.ف.ب)
مترو الأنفاق في كييف يعج بالمواطنين خلال ضربات صاروخية وبالطائرات المسيّرة يوم الاثنين (أ.ف.ب)

واصلت القوات الروسية الاثنين، شن غارات مركزة على المدن الأوكرانية لليوم الثالث على التوالي، مستهدفة غالبية المطارات والمرافق الحيوية للنقل والبنى التحتية الأخرى. وفيما ذكرت معلومات أن القوات الروسية استخدمت في هجماتها الجديدة مسيّرات من صنع إيراني، أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن النواب الأوكرانيين أقروا الاثنين، مشروع عقوبات على إيران. وقال البرلمان الأوكراني على موقعه، إن «هذا القرار يوائم بين العقوبات الأوكرانية وما يقوم به مجمل العالم المتحضر على طريق العزل الكامل لإيران».

جاء ذلك في وقت نقلت فيه وكالة أنباء «نوفوستي» الروسية الحكومية أن الضربات المكثفة تواصلت على المدن الأوكرانية خلال ساعات نهار الاثنين، بعد ليلتين شهدتا أعنف هجمات جوية.

شرطيان يفحصان بقايا صاروخ أُسقط في كييف الاثنين (إ.ب.أ)

ووفقاً لمصادر الوكالة، فقد أعلنت حال التأهب الجوي في كييف وإقليم ريف العاصمة الأوكرانية، بعد تسجيل طلعات واسعة للطيران، سمعت بعدها أصوات انفجارات قوية. ونقلت عن موقع الخريطة الإلكترونية لوزارة التحول الرقمي الأوكرانية تسجيلاً للمواقع التي استهدفها القصف.

وبعد عدة هجمات صباحية، انطلقت في كييف صافرات الإنذار مجدداً، عند الساعة الخامسة عصر الاثنين، وبعد دقيقة واحدة من ذلك، تم إعلان الإنذار في منطقة تشيرنيهيف.

وكان رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، قال صباح الاثنين، إن عدة انفجارات قوية وقعت في المدينة. وأوضح أن أنظمة الدفاع الجوي عملت في 3 مناطق بالعاصمة.

وكان الأوكرانيون قضوا ليلة صعبة قبل ذلك، وتم خلال ليل الأحد - الاثنين، الإعلان عن حالة تأهب جوي في جميع أنحاء أوكرانيا. وكتبت وسائل إعلام محلية أن سلسلة انفجارات كبرى هزت مناطق عدة من شرق البلاد إلى أقصى الغرب، وتعرضت كييف وبولتافا وفينيتسا وتشيركاسي وأوديسا وخميلنيتسكي ولفيف لهجمات. ووفقاً للإدارة الإقليمية للشرطة الوطنية، فقد تضرر كثير من مرافق البنية التحتية في العاصمة كييف.

حرائق جراء القصف الروسي على كييف اليوم (مكتب رئيس الشرطة في كييف - رويترز)

وجاء الهجوم الليلي بعد تعرض المدن الأوكرانية لأوسع هجوم بطائرات من دون طيار منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقالت الإدارة العسكرية والمدنية لمدينة كييف عبر تطبيق «تلغرام»: «رصدنا أكثر من 40 هدفاً جوياً وقد دمرتها دفاعاتنا الجوية. لقد تصدينا للهجمات على كييف». وقال مسؤولون إنه لم تقع أي أضرار كبيرة أو إصابات في كييف، نتيجة الهجوم الجوي الخامس عشر الذي تشنه روسيا على المدينة منذ بداية مايو (أيار)، وثاني هجوم تشنه خلال الليل على التوالي وبنفس الكثافة.

وذكرت الإدارة العسكرية للمدينة أن روسيا استخدمت في هجومها فجر الاثنين، مزيجاً من طائرات «شاهد» إيرانية الصنع وصواريخ كروز أطلقت من قاذفات استراتيجية «توبوليف - 95 إم إس».

وقال سيرغي بوبكا رئيس الإدارة العسكرية للمدينة، إن روسيا بهذه الهجمات المستمرة «تسعى إلى إبقاء السكان المدنيين في حالة توتر نفسي عميق».

في غضون ذلك، أفادت وزارة الدفاع الروسية في بيان أصدرته صباح الاثنين، بأن قواتها دمرت خلال الليل «أهدافاً عسكرية معادية ومخازن أسلحة في مطارات أوكرانيا بضربات عالية الدقة».

ووفقاً للإيجاز اليومي لمجريات الحرب، فقد «شنت القوات الروسية ليلاً ضربة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى من الجو ضد أهداف عسكرية معادية في المطارات بأوكرانيا، وتم تدمير مراكز قيادة ومراكز رادار، ومعدات طيران ومرافق تخزين ومستودعات أسلحة وذخائر مختلفة».

وأفادت الوزارة بحصيلة العمليات خلال الساعات الـ24 الماضية، ووفقاً لها، فقد شهدت منطقة كوبيانسك مواجهات عنيفة، وتم القضاء على «مجموعتي تخريب واستطلاع» لأوكرانيا في منطقتي خاركيف ولوغانسك. وعلى محور كراسني ليمانسك، قالت الوزارة إنها قتلت «نحو 55 جندياً أوكرانياً، بالإضافة إلى تدمير مدفع (هاوتزر) وقاعدة مدفعية ذاتية الدفع».

وفي دونيتسك أفاد البيان بأنه «نتيجة العمليات القتالية تمت تصفية 145 جندياً أوكرانياً وتدمير مدفع هاوتزر، في منطقة أورلوفكا، وتم تدمير رادار مضاد للبطارية أميركي الصنع، كما تم تدمير مستودعين بذخيرة لواء الهجوم الجوي 79 التابع للقوات الأوكرانية».

كما فقدت القوات الأوكرانية نحو 140 جندياً في مناطق زابوريجيا وجنوب دونيتسك، وشهدت خيرسون أيضاً مواجهات أسفرت عن مقتل 20 جندياً أوكرانياً، وفقاً لموسكو.

إلى ذلك، دعا مسؤول أوكراني بارز إلى إنشاء منطقة منزوعة السلاح بروسيا، في إطار أي تسوية سلام مقبلة. وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني الاثنين، إنه «ينبغي إنشاء منطقة منزوعة السلاح بعمق يتراوح بين 100 و120 كيلومتراً داخل روسيا بطول حدودها مع أوكرانيا في إطار أي تسوية بعد الحرب». وكتب على «تويتر»، أن المنطقة العازلة ستكون ضرورية لحماية الأراضي الأوكرانية من القصف الروسي المتواصل.


مقالات ذات صلة

أوروبا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب والرئيسان الأوكراني زيلينسكي والفرنسي ماكرون قبل اجتماع ثلاثي في الإليزيه السبت (د.ب.أ)

ترمب يلوّح بالانسحاب من «الناتو» وخفض المساعدات إلى أوكرانيا

دعا الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، إلى «وقف فوري لإطلاق النار»، والشروع في مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا التي أودت بحياة 400 ألف جندي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - موسكو - باريس)
أوروبا جندي أوكراني يحضر قذائف مدفعية قرب الجبهة في زابوريجيا (رويترز)

«البنتاغون»: حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بـ988 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة عن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 988 مليون دولار، في حين تسابق واشنطن الوقت لتقديم دعم لكييف قبل تولي ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا  ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية - أ.ف.ب)

مقتل 12 وإصابة 40 من جراء هجمات روسية في جنوب شرقي أوكرانيا

قال مسؤولان في منطقتي زابوريجيا وكريفي ريه بأوكرانيا، الجمعة، إن ما لا يقل عن 12 شخصاًً قتلوا، وأصيب أكثر من 40 في هجمات روسية بالمنطقتين.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني يشاهد المسيّرة «بيكلو» (قناة وزير القطاعات الصناعية الاستراتيجية الأوكراني هيرمان سميتانين على «تلغرام»)

أوكرانيا تنتج مسيّرة جديدة بعيدة المدى بمحرك دفع صاروخي

أعلنت أوكرانيا إنتاجها طائرة مسيّرة جديدة تعمل بمحرك دفع صاروخي تُعرَف باسم «بيكلو»، وتَعني «الجحيم» باللغة الأوكرانية، وقدّمتها للعالم.

«الشرق الأوسط» (كييف)

المستشار الألماني يؤكد استعداد بلاده للمساهمة بحل سياسي في سوريا

المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)
المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)
TT

المستشار الألماني يؤكد استعداد بلاده للمساهمة بحل سياسي في سوريا

المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)
المستشار الألماني أولاف شولتس (أ.ف.ب)

أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس الأحد، استعداد بلاده «للمساهمة» في حلّ سياسي يؤدي إلى إحلال السلام في سوريا، واصفاً نهاية حكم الرئيس بشار الأسد لسوريا بأنّه «نبأ سارّ».

وقال، في بيان مقتضب، إن «الأسد قمع شعبه بوحشية، ويتحمّل مسؤولية عددٍ لا يُحصى من الضحايا، ودفع عدداً كبيراً من الأشخاص إلى الفرار من سوريا، وصل كثير منهم إلى ألمانيا».

في الوقت نفسه، شدد شولتس على «ضرورة استعادة القانون والنظام سريعاً في سوريا» وتوقّف «التدخّل» الأجنبي فيها؛ في إشارة منه إلى روسيا وإيران وتركيا.

وقال: «بالنسبة إلى مستقبل سوريا، فإن وحدة أراضيها وسيادتها عنصران أساسيان».

وتابع: «يجب أن تستفيد جميع الطوائف الدينية وجميع الأقليات من الحماية»، مسلطاً الضوء على أهمية العمل من أجل «حل سياسي للنزاع في سوريا مع الشركاء الدوليين وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 2254» الذي يدعو إلى إجراء مفاوضات بهدف تنظيم انتخابات حرة ونزيهة.

وأردف شولتس: «ستُقدّم ألمانيا مساهمتها» في هذا الإطار، دون أن يخوض في تفاصيل.

وقبيل ذلك، أبدت وزيرة خارجيته أنالينا بيربوك، في بيان، «ارتياحها الكبير» لسقوط حكم الأسد، محذّرة، في الوقت عينه، من وصول «متشددين» إلى السلطة.