شولتس يعارض مساعي ماكرون لتحويل الاتحاد الأوروبي إلى قوة عظمى ثالثة

المستشار الألماني أولاف شولتس خلال كلمة له اليوم أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس خلال كلمة له اليوم أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية (د.ب.أ)
TT

شولتس يعارض مساعي ماكرون لتحويل الاتحاد الأوروبي إلى قوة عظمى ثالثة

المستشار الألماني أولاف شولتس خلال كلمة له اليوم أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية (د.ب.أ)
المستشار الألماني أولاف شولتس خلال كلمة له اليوم أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية (د.ب.أ)

أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن معارضته الواضحة لمساعي الرئيس الفرنسي الرامية إلى تحويل الاتحاد الأوروبي إلى قوة عظمى ثالثة إلى جانب الولايات المتحدة والصين.

ووفق وكالة الأنباء الألمانية، جاء هذا الكلام خلال الخطاب الذي ألقاه السياسي الاشتراكي الديمقراطي أمام البرلمان الأوروبي في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، اليوم (الثلاثاء).

وقال السياسي الاشتراكي الديمقراطي إن «من يتعلق بحلم القوة الأوروبية العالمية من باب الحنين إلى الماضي، ومن يخدم خيالات القوة العظمى الوطنية، عالق في الماضي»، مشيرا إلى أن الدول الأخرى «ستكون محقة في عدم تقبلها لنظام عالمي ثنائي أو ثلاثي الأقطاب تهيمن فيه قوتان أو ثلاث قوى فقط كما كان في حقبة الحرب الباردة».

بذلك ينأى شولتس عن ماكرون الذي يرغب في جعل الاتحاد الأوروبي قوة عظمى ثالثة بين الولايات المتحدة والصين ويسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من «الاستقلالية الاستراتيجية» لأوروبا.

في المقابل، قال شولتس إن «على أوروبا أن تتجه نحو العالم»، معربا عن اعتقاده أن واجب الساعة هو زيادة الانفتاح وزيادة التعاون من أجل تأمين مكان جيد لأوروبا في عالم الغد، وأوضح أنه «مكان ليس فوق ولا تحت دول ومناطق أخرى بل على قدم المساواة مع الآخرين وإلى جانبهم».

وكرر شولتس في تلك الأثناء الأفكار الأساسية لسياسته الخارجية التي تسعى إلى جعل عالم القرن الحادي والعشرين «متعدد الأقطاب»، وقد دفعته هذه السياسة إلى السفر خلال الأشهر الثلاثة الأولى من فترة ولايته ليس إلى الولايات المتحدة والصين وحسب، بل كذلك إلى العديد من الدول الصغرى.

وأضاف شولتس: «هناك مراكز ثقل جديدة اقتصادية وديموغرافية وسياسية آخذة في الظهور في آسيا وأفريقيا وجنوب أميركا».



بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)

بعد أكثر من أسبوع من الترقب، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفه فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء، على أمل تجاوز الأزمة الكبرى التي تعانيها فرنسا منذ حلّ الجمعية الوطنية في يونيو (حزيران) وإجراء انتخابات لم تسفر عن غالبية واضحة.

ويأتي تعيين بايرو، وهو سياسي مخضرم يبلغ 73 عاماً وحليف تاريخي لماكرون، بعد تسعة أيام من سقوط حكومة ميشال بارنييه إثر تصويت تاريخي على مذكرة لحجب الثقة دعمها نواب اليسار واليمين المتطرف في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وعبّر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد عن أمله في إنجاز «مصالحة» بين الفرنسيين، لكنَّه يواجه تحدياً كبيراً لتجاوز الأزمة القائمة. وقال بايرو في تصريح مقتضب للصحافيين: «هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلاً من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية».

وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

ويتعيّن على رئيس الوزراء الجديد أيضاً التعامل مع الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة، التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة. وقد أسفرت الانتخابات عن ثلاث كتل كبيرة، هي تحالف اليسار والمعسكر الرئاسي الوسطي واليمين المتطرف، ولا تحظى أي منها بغالبية مطلقة.

وقالت أوساط الرئيس إن على بايرو «التحاور» مع الأحزاب خارج التجمع الوطني (اليمين المتطرف) وحزب فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) من أجل «إيجاد الظروف اللازمة للاستقرار والعمل».