موسكو تتحدث عن هجمات تفجيرية وسط روسيا عشية «عيد النصر»

توعّدت برد على «الإرهاب الأوكراني» و«فاغنر» استأنفت القتال في باخموت

ضابط بحرس الشرف يضبط قبعة جندي الاثنين في مقبرة بيسكاريوفسكوي حيث دُفن معظم ضحايا حصار لينينغراد عشية «يوم النصر» (إ.ب.أ)
ضابط بحرس الشرف يضبط قبعة جندي الاثنين في مقبرة بيسكاريوفسكوي حيث دُفن معظم ضحايا حصار لينينغراد عشية «يوم النصر» (إ.ب.أ)
TT

موسكو تتحدث عن هجمات تفجيرية وسط روسيا عشية «عيد النصر»

ضابط بحرس الشرف يضبط قبعة جندي الاثنين في مقبرة بيسكاريوفسكوي حيث دُفن معظم ضحايا حصار لينينغراد عشية «يوم النصر» (إ.ب.أ)
ضابط بحرس الشرف يضبط قبعة جندي الاثنين في مقبرة بيسكاريوفسكوي حيث دُفن معظم ضحايا حصار لينينغراد عشية «يوم النصر» (إ.ب.أ)

مع انتهاء استعدادات روسيا لإقامة احتفالات واسعة في عيد النصر على النازية الذي يصادف الثلاثاء، أعلنت موسكو وقوع هجمات تفجيرية جديدة في وسط البلاد استهدفت محطة للسكك الحديدية ومطاراً عسكرياً، وحمل تهديد الاستخبارات الأوكرانية بـ«ملاحقة الروس في كل مكان» مؤشرات إلى دخول «حرب الاستخبارات» مرحلة جديدة من التصعيد، على خلفية تزايد استهداف المواطنين الروس والمنشآت الحيوية خلال الفترة الأخيرة. وفرضت روسيا تدابير أمنية مشددة في العاصمة موسكو ومدن كبرى أخرى؛ استعداداً للعرض العسكري الضخم الذي يقام الثلاثاء في الساحة الحمراء بمناسبة عيد النصر.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره القرغيزي صدير غاباروف في الكرملين الاثنين عشية إحياء موسكو ذكرى «يوم النصر» بمشاركة قادة دول سوفياتية سابقة (إ.ب.أ)

 

وينتظر أن يلقي الرئيس فلاديمير بوتين كلمة مهمة يوجه من خلالها رسائل داخلية وخارجية حول مسار المعارك المرتقب وأولويات روسيا خلال المرحلة المقبلة. وتأتي الاحتفالات هذا العام وسط أجواء توتر غير مسبوقة في المدن الروسية على خلفية تصاعد الهجمات التفجيرية في مناطق عدة، ووصولها وفقاً لرواية موسكو إلى الكرملين الذي تعرّض قبل أيام لهجوم بمسيّرتين.

«إحباط هجوم تخريبي»

وأعلنت السلطات الروسية، الاثنين، أنها أحبطت محاولة هجوم تخريبي على محطة سكك الحديد في مقاطعة تشيليابينسك في وسط البلاد. وأفاد المكتب الصحافي التابع لهيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي، بأن عناصر الجهاز الأمني احتجزوا 3 مواطنين حاولوا تخريب خط السكة الحديد ليل الأحد. ووفقاً لمعطيات مؤسسة سكك الحديد، فقد نشب حريق ضخم في خزانات التتابع والبطارية أتى على جزء من خطوط سكك الحديد، وتبين أن الحريق متعمد، وقد نجم عن تدخل أشخاص «غير مسموح لهم بأعمال النقل بالسكك الحديدية».

وجاء هذا الإعلان بعد مرور ساعات قليلة على هجوم بطائرات مسيّرة على مطار في مقاطعة إيفانوفو القريبة. وأعلنت هيئة الأمن الفيدرالي الروسية أنها أحبطت الهجوم الذي استهدف مطار «سيفيرني» العسكري في المقاطعة. وقال الأمن الروسي في بيان إنه أحبط بالتعاون مع وزارة الداخلية محاولة تنفيذ «عمل تخريبي إرهابي»، خططت له الاستخبارات العسكرية الأوكرانية في مطار «سيفيرني» العسكري في إيفانوفو باستخدام طائرات مفخخة من دون طيار. وأضاف البيان أن الهجوم كان يستهدف تدمير طائرات روسية من طراز «إيه 50» التي تستخدم لأغراض الإنذار المبكر. وأوضح أنه خلال إجراءات البحث في أراضي روسيا، تم اكتشاف مجموعة تخريبية، نسق عملها وأشرف عليه موظفو الأجهزة المختصة الأوكرانية.

وكان من المخطط نقل عبوات ناسفة يدوية الصنع لتنفيذ العملية التخريبية، من أراضي أوكرانيا على متن طائرة خفيفة من طراز «إيه 32» من بلدة بليستوف الواقعة في مقاطعة تشيرنيغوف بشمال أوكرانيا. وتمكن الأمن الروسي من رصد مسار الطائرة؛ ما أدى إلى اعتقال الطيار وأعضاء آخرين في المجموعة التخريبية الذين جندتهم الاستخبارات الأوكرانية، بعد هبوط الطائرة في مقاطعة تولا (جنوب موسكو) لحظة تسليم وتسلم الوسائل القتالية. وأشار البيان إلى أنه «تتخذ إجراءات للقبض على جميع أعضاء المجموعة التخريبية وتوثيق أنشطتهم المخالفة للقانون». واللافت، أن هذه التطورات تزامنت مع بروز تصريحات لافتة نُسبت لرئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف، أعلن فيها عزم الأجهزة الأوكرانية «ملاحقة الروس في كل مكان».

وكان بودانوف يرد على سؤال صحافيين حول مشاركة الاستخبارات الأوكرانية في اغتيال صحافيين روس بينهم داريا دوغينا، المراسلة الحربية التي قُتلت بتفجير سيارتها في أغسطس (آب) الماضي، وقال «ما يمكنني قوله هو أننا سوف نواصل ملاحقة الروس في كل مكان». وزاد بودانوف «كل ما سأعلق على هذه القضية هو أننا قتلنا وسنقتل الروس في أي مكان في العالم حتى تحقيق النصر الكامل لأوكرانيا». ورأت الأوساط الرسمية الروسية في هذا التعليق اعترافاً بتصعيد حرب المخابرات، وإقراراً بتورط كييف في قتل مواطنين روس. ووصف الناطق الرئاسي الروسي ديمتري بيسكوف كلمات رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريل بودانوف بأنها «وحشية». وزاد «أولاً هذا بيان وحشي حقاً. وثانياً، فالبيان الذي أدلى به بودانوف، هو تأكيد مباشر على أن نظام كييف لا يرعى النشاط الإرهابي فحسب، بل هو المنظم المباشر لهذا النشاط». وقال بودانوف، في مقابلة مع موقع «ياهو نيوز» إن كييف ستواصل مهاجمة الروس في جميع أنحاء العالم. وفي تلويح برد متكافئ من جانب الأجهزة الخاصة الروسية على تهديد بودانوف، قال بيسكوف إن بلاده «تدين بشدة مثل هذه التصريحات (...) لدينا أجهزة خاصة ستفعل كل ما في وسعها على خلفية مثل هذه التصريحات. لا ينبغي لأحد أن يشك في ذلك».

وبالإضافة إلى ذلك، حسب قوله، «ستراقب موسكو من كثب رد فعل العواصم الأوروبية، وبخاصة واشنطن على هذه التصريحات». وأوضح الناطق الرئاسي الروسي، أنه «من الصعب للغاية تصور أن مثل هذه التصريحات الإرهابية من كييف يمكن أن تبقى من دون إدانة. لذلك؛ سننتظر اليوم هذه الإدانات». وأكد أن تصريحات بودانوف «تؤكد مرة أخرى صحة قرار الرئيس الروسي بشنّ عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا». واللافت، أن هذه التصريحات جاءت بعد مرور يومين على محاولة اغتيال صحافي بارز موالٍ للكرملين في موسكو هو زاخار بريليبين. واعتقلت السلطات الروسية مواطناً قالت إنه زرع عبوة ناسفة أسفل سيارة الكاتب بتكليف من جهاز الاستخبارات الأوكراني.

استئناف العمليات في باخموت

على صعيد ميداني، أفادت وكالة أنباء «نوفوستي» في خبر موجز الاثنين، بأن مقاتلي مجموعة «فاغنر» اقتحموا مبنى بالقرب من كلية الطب في الجزء الغربي من باخموت، وأكدت على لسان مراسلها العسكري في المنطقة أنه رغم التقدم المحدود، لكن «مقاومة القوات الأوكرانية ما زالت مستمرة». وفقاً للمعطيات، فقد «اقتحم مقاتلو (فاغنر) المبنى وقاموا بتطهيره ووسعوا دائرة الاستهداف لتصل إلى المباني المجاورة التي ما زالت تتحصن فيها وحدات تابعة للجيش الأوكراني». وشكّل ذلك، أول إعلان عن استئناف قوات «فاغنر» عملياتها في باخموت بعدما تم توقيف هذه العمليات في إطار احتجاج المجموعة على ما وصف بأنه «تخاذل» من جانب وزارة الدفاع. وكان رئيس «فاغنر» يفغيني بريغوجين اتهم في وقت سابق، وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان فاليري غيراسيموف بعدم تقديم ذخائر إلى مجموعته، وقال إن النقص لديها وصل إلى نسبة سبعين في المائة. مؤكداً تجميد العمليات والاستعداد للانسحاب من المدينة. لكنه (بريغوجين) عاد الأحد وقال إنه تلقى ضمانات من وزارة الدفاع بتزويد مجموعته بالأسلحة والذخائر المطلوبة.


مقالات ذات صلة

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناته عبر «تلغرام»)

زيلينسكي يدعو إلى  تحرك غربي ضد روسيا بعد الهجمات الأخيرة

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغرب إلى التحرك في أعقاب هجوم صاروخي جديد وهجوم بالمسيرات شنتهما روسيا على بلاده

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)

بعد أكثر من أسبوع من الترقب، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفه فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء، على أمل تجاوز الأزمة الكبرى التي تعانيها فرنسا منذ حلّ الجمعية الوطنية في يونيو (حزيران) وإجراء انتخابات لم تسفر عن غالبية واضحة.

ويأتي تعيين بايرو، وهو سياسي مخضرم يبلغ 73 عاماً وحليف تاريخي لماكرون، بعد تسعة أيام من سقوط حكومة ميشال بارنييه إثر تصويت تاريخي على مذكرة لحجب الثقة دعمها نواب اليسار واليمين المتطرف في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وعبّر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد عن أمله في إنجاز «مصالحة» بين الفرنسيين، لكنَّه يواجه تحدياً كبيراً لتجاوز الأزمة القائمة. وقال بايرو في تصريح مقتضب للصحافيين: «هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلاً من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية».

وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

ويتعيّن على رئيس الوزراء الجديد أيضاً التعامل مع الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة، التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة. وقد أسفرت الانتخابات عن ثلاث كتل كبيرة، هي تحالف اليسار والمعسكر الرئاسي الوسطي واليمين المتطرف، ولا تحظى أي منها بغالبية مطلقة.

وقالت أوساط الرئيس إن على بايرو «التحاور» مع الأحزاب خارج التجمع الوطني (اليمين المتطرف) وحزب فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) من أجل «إيجاد الظروف اللازمة للاستقرار والعمل».