عاش الملك تشارلز الثالث في ظل والدته الملكة إليزابيث الثانية فترة طويلة جداً، جعلته وريث العرش الأكثر صبراً وانتظاراً في تاريخ بريطانيا والمؤسسة الملكية التي يزيد عمرها عن 900 سنة.
اليوم يتحقَّق حلم تشارلز في حفل تتويجه الرسمي، الذي يقام في كاتدرائية ويستمنستر، التي تشهد حفل التتويج الأربعين منذ عام 1066، إلى جانب زوجته كاميلا التي ستتوج هي أيضاً لتصبح ملكة بريطانيا.
غيَّرت وفاة الملكة إليزابيث الثانية في الثامن من سبتمبر (أيلول) الماضي، حياة «أمير ويلز» (كما كان لقب تشارلز وقتها)، واليوم وبعد طول انتظار يتوَّج ملكاً في حفل ضخم لم تشهد بريطانيا مثيلاً له منذ عام 1953.
مراسم التتويج حافلة بالتاريخ والرسميات والتقاليد البريطانية مع لمسة عصرية أراد الملك إضافتها للتقرب أكثر من الشعب، فقام بخطوة غير مسبوقة من خلال تسجيل صوته وصوت زوجته كاميلا في محطات قطارات مترو الأنفاق في لندن ليستمتع الركاب بالرسالة الخاصة، التي وجهها الملك بالعبارة التنبيهية الشهيرة في وسيلة النقل هذه: «احذروا الفجوة»، التي تحذر الركاب من السقوط ما بين الرصيف وعربات القطار. كما أعلن قصر باكنغهام عن إطلاق رسم كرتوني (إيموجي) بالمناسبة على شكل تاج سانت إدوارد المرصع بالجواهر.
وتوجَّه الملك أمس إلى محيط قصر باكنغهام مرفوقاً بولي العهد الأمير ويليام وزوجته كيت لإلقاء التحية على المرابطين في خيام منذ عدة أيام لمتابعة الحدث التاريخي اليوم.