بعد توقفها عن شراء الأسلحة من إسرائيل... كولومبيا تصنّع بندقية هجومية خاصة بها

بوغوتا اعتمدت على بندقية «جليل» منذ تسعينات القرن الماضي

مهندس يحمل نموذجاً للبندقية الكولومبية الجديدة التي صُممت وصُنعت في البلاد بواسطة شركة «إندوميل» (الصناعة العسكرية) في مصنع خوسيه ماريا كوردوفا للأسلحة والذخيرة في بلدية سواتشا الكولومبية (أ.ف.ب)
مهندس يحمل نموذجاً للبندقية الكولومبية الجديدة التي صُممت وصُنعت في البلاد بواسطة شركة «إندوميل» (الصناعة العسكرية) في مصنع خوسيه ماريا كوردوفا للأسلحة والذخيرة في بلدية سواتشا الكولومبية (أ.ف.ب)
TT

بعد توقفها عن شراء الأسلحة من إسرائيل... كولومبيا تصنّع بندقية هجومية خاصة بها

مهندس يحمل نموذجاً للبندقية الكولومبية الجديدة التي صُممت وصُنعت في البلاد بواسطة شركة «إندوميل» (الصناعة العسكرية) في مصنع خوسيه ماريا كوردوفا للأسلحة والذخيرة في بلدية سواتشا الكولومبية (أ.ف.ب)
مهندس يحمل نموذجاً للبندقية الكولومبية الجديدة التي صُممت وصُنعت في البلاد بواسطة شركة «إندوميل» (الصناعة العسكرية) في مصنع خوسيه ماريا كوردوفا للأسلحة والذخيرة في بلدية سواتشا الكولومبية (أ.ف.ب)

بعد توقّفها عن شراء الأسلحة من إسرائيل، ومن ثم من الولايات المتّحدة، عرضت كولومبيا أمس (الاثنين)، أول بندقية هجومية مصمّمة ومصنّعة بالكامل على أراضيها، لكي تحلّ محلّ بندقية «جليل» الإسرائيلية التي يتمّ تجميعها في الدولة الأميركية اللاتينية منذ تسعينات القرن الماضي.

وفي 2024، أوقف الرئيس اليساري غوستافو بيترو، شراء الأسلحة من إسرائيل احتجاجاً على الحرب في قطاع غزة. وبحسب بيانات نشرتها وسائل إعلام محليّة، فإنّ كولومبيا كانت تنتج سنوياً نحو 30 ألف «جليل»؛ البندقية التي استُخدمت في القتال ضدّ حركات التمرد وعصابات تهريب المخدرات التي تنشط في أجزاء واسعة من البلاد.

مهندس يستخدم البندقية الجديدة التي صممتها وصنعتها شركة «إندوميل» (الصناعة العسكرية) في ميدان رماية بمصنع خوسيه ماريا كوردوفا للأسلحة والذخيرة في بلدية سواتشا (أ.ف.ب)

ويتم تصنيع البندقية في شركة «إندوميل» الحكومية لتصنيع الأسلحة والذخائر في سواتشا، وهي بلدة قريبة من العاصمة بوغوتا، حيث من المقرّر أن تُصنع هذه البنادق، حسبما أفادت به «وكالة الصحافة الفرنسية».

مهندسون يعملون بجوار مخطط تطوير بندقية جديدة صُممت وصُنعت في البلاد بواسطة شركة «إندوميل» (الصناعة العسكرية) في مصنع خوسيه ماريا كوردوفا للأسلحة والذخيرة في بلدية سواتشا الكولومبية (أ.ف.ب)

والبندقية الجديدة مصنوعة من الفولاذ والبوليمر، وتتميّز بأنها أخفّ بنسبة 15 في المائة وأرخص بنسبة 25 في المائة من بنادق «جليل»، وفقاً للمدير العام للشركة الكولونيل المتقاعد خافيير كامارغو، موضحاً أنّ الهدف هو تصنيع 400 ألف بندقية في غضون 5 سنوات «لتحلّ تدريجياً محلّ الأسلحة الحالية في القوات المسلّحة»، وبالتالي تمكين كولومبيا من تحقيق «الاكتفاء الذاتي».

عُرضت البندقية الجديدة في مصنع خوسيه ماريا كوردوفا للأسلحة والذخيرة في بلدية سواتشا بالقرب من بوغوتا الكولومبية (أ.ف.ب)

وفي منتصف سبتمبر (أيلول) الحالي، قرّر بيترو تعليق كل طلبيات الأسلحة من الولايات المتحدة، ردّاً على قرار نظيره الأميركي دونالد ترمب، إزالة كولومبيا من قائمة الدول الحليفة للولايات المتحدة في مكافحة المخدرات.

مهندس يعرض البندقية الجديدة التي صُممت وصُنعت في كولومبيا بواسطة شركة «إندوميل» (الصناعة العسكرية)... (أ.ف.ب)

وقال الرئيس الكولومبي يومها، إنّ «الجيش سيكون في حال أفضل إذا اشترى أسلحته أو صنعها بمواردنا الخاصة، وإلا فهو لن يكون جيشاً ذا سيادة وطنية». لكنّ خبراء يشكّكون في قدرة كولومبيا على الإنتاج.

وقبل استخدام بنادق «جليل»، كانت القوات الكولومبية تستخدم بنادق «جي-3» الألمانية الصنع.


مقالات ذات صلة

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

شؤون إقليمية إطلاق صاروخ إيراني خلال مناورات عسكرية في مكان غير معلن بإيران 20 أغسطس 2025 (رويترز)

إيران تطلق صواريخ خلال مناورات بحرية قرب مضيق هرمز

أفاد التلفزيون الإيراني الرسمي بأن إيران أطلقت صواريخ ضخمة في بحر عمان وبالقرب من مضيق هرمز الاستراتيجي خلال اليوم الثاني من مناورات بحرية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ قنابل «جي بي يو-39» الأميركية الصنع (أرشيفية)

الولايات المتحدة توافق على بيع قنابل لكندا بقيمة 2,68 مليار دولار

الصفقة تشمل ما يصل إلى 3414 قنبلة من طراز «بي إل يو-111» التي تزن 500 رطل (226 كغم) لكل منها ويمكنها ضرب تشكيلات القوات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية اجتماع للجنة البرلمانية لوضع الإطار القانوني لعملية السلام في تركيا (البرلمان التركي - إكس)

لجنة نزع أسلحة «الكردستاني» تنهي جلسات الاستماع حول عملية السلام

اختتمت اللجنة البرلمانية المعنية بوضع الإطار القانوني لنزع أسلحة حزب العمال الكردستاني وعملية السلام في تركيا جلسات الاستماع حول العملية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية جنود من الجيش اللبناني ينظرون إلى موقع حانيتا العسكري الإسرائيلي (يسار) وموقع اللبونة، أحد التلال الخمسة التي احتلتها القوات الإسرائيلية منذ العام الماضي (يمين)، من موقع عسكري لبناني في قرية علما الشعب في جنوب لبنان، 28 نوفمبر 2025 (أ.ب)

إسرائيل تشيد بـ«أجواء إيجابية» في محادثاتها مع لبنان

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن المحادثات المباشرة التي جرت الأربعاء بين إسرائيل ولبنان للمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاما، عُقدت «في أجواء إيجابية».

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الولايات المتحدة​ طائرات مُسيّرة أميركية من طراز «لوكاس» (القيادة المركزية الأميركية)

الولايات المتحدة تنشر أول سرب مسيرات انتحارية في الشرق الأوسط

أعلن الجيش الأميركي الأربعاء عن تشكيل قوة مهام جديدة لأول سرب طائرات مُسيّرة هجومية أحادية الاتجاه للجيش تتمركز في الشرق الأوسط

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

مادورو يؤكد أنه أجرى محادثة «ودية» مع ترمب

TT

مادورو يؤكد أنه أجرى محادثة «ودية» مع ترمب

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ب)

أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الأربعاء أنه أجرى مكالمة هاتفية «ودية» مع نظيره الأميركي دونالد ترمب وسط أزمة بين البلدين.

وقال مادورو في تصريح للتلفزيون الرسمي «تحدثت مع رئيس الولايات المتحدة، دونالد ترمب. أستطيع القول إن المحادثة جرت بنبرة محترمة، حتى أنني أستطيع القول إنها كانت ودية». وأضاف «سأذهب إلى أبعد من ذلك... إذا كانت هذه الدعوة تعني أننا نتخذ خطوات نحو حوار محترم، من دولة إلى دولة، ومن بلد إلى بلد، فأهلا بالحوار، وأهلا بالدبلوماسية، لأننا سنسعى دائما إلى السلام».

واعترف ترمب الأحد بإجراء هذه المكالمة التي تحدثت عنها الصحافة. وقال الرئيس الأميركي من الطائرة الرئاسية «لا أستطيع أن أقول إن الأمر سار بشكل جيد أو سيئ. لقد كانت مكالمة هاتفية».وتأتي هذه المحادثة فيما تكثف الولايات المتحدة الضغوط على فنزويلا بانتشار عسكري كبير في منطقة البحر الكاريبي، وشن ضربات جوية ضد قوارب يشتبه في تهريبها المخدرات، وتحذيرات من توجيه ضربات على الأراضي الفنزويلية.

وقال مادورو الأربعاء إنه «قبل حوالى عشرة أيام، اتصلوا من البيت الأبيض بقصر ميرافلوريس، وأجريت محادثة هاتفية مع الرئيس دونالد ترمب. تحدث العالم كله عن ذلك». وتابع «خلال سنواتي الست كوزير للخارجية، تعلمت الحذر الدبلوماسي. أحب الحذر، ولا أحب الدبلوماسية عبر الميكروفونات. عندما تكون هناك أمور مهمة، يجب إنجازها بصمت حتى إنجازها».

ويتّهم دونالد ترمب فنزويلا بإدارة عملية تهريب المخدرات التي تغمر السوق الأميركية. وتنفي كراكاس ذلك وتقول إن الهدف الحقيقي لواشنطن هو تغيير النظام والسيطرة على احتياطات النفط الفنزويلية.


تغيير مستمر لهواتفه ومكان نومه... مادورو يعزّز أمنه الشخصي وسط تهديدات واشنطن

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ب)
TT

تغيير مستمر لهواتفه ومكان نومه... مادورو يعزّز أمنه الشخصي وسط تهديدات واشنطن

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ب)

عزّز الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إجراءات أمنه الشخصي، بما في ذلك تغيير مكان نومه وهواتفه، والتقرب بشكل أكبر من كوبا، حليفته الرئيسية، وسط تهديد متزايد بتدخل عسكري أميركي في البلاد، وفقاً لما أكدته عدة مصادر مطلعة.

وقالت المصادر المقربة من الحكومة الفنزويلية لصحيفة «نيويورك تايمز»، إن هناك حالة من التوتر والقلق تُسيطر على الدائرة المقربة من مادورو، مُضيفة أن الرئيس الفنزويلي يعتقد أنه لا يزال مُسيطراً على الأمور، وأنه قادر على تجاوز أحدث وأخطر تهديد لحكمه المُستمر منذ 12 عاماً.

ولفتت المصادر إلى أن مادورو يغيّر بانتظام أماكن نومه وهواتفه الجوالة لحماية نفسه من أي ضربة دقيقة محتملة أو عملية مداهمة من قوات خاصة.

وأضافوا أن هذه الاحتياطات زادت منذ سبتمبر (أيلول)، عندما بدأت الولايات المتحدة حشد السفن الحربية وضرب القوارب التي تزعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أنها تُهرب المخدرات من فنزويلا.

وللحد من خطر الخيانة، وسّع مادورو أيضاً دور الحراس الشخصيين الكوبيين في فريق أمنه الشخصي، وألحق المزيد من ضباط مكافحة التجسس الكوبيين بالجيش الفنزويلي، وفقاً لأحد المصادر.

لكن في العلن، سعى مادورو إلى التقليل من تهديدات واشنطن من خلال التظاهر باللامبالاة والهدوء، حيث أصبح يظهر في المناسبات العامة دون إعلان مسبق، ويرقص أمام الحضور، وينشر مقاطع فيديو دعائية على «تيك توك».

وتكثّف الولايات المتحدة ضغوطها على فنزويلا بأشكال عدة، منها توجيه ضربات أميركية على قوارب قيل إنها تهرب مخدرات في البحر الكاريبي، وتهديدات ترمب المتكررة بتوسيع نطاق العمليات العسكرية لتشمل البر، وتصنيف جماعة «دي لوس سوليس» التي تقول إدارة ترمب إنها تضم مادورو، منظمة إرهابية أجنبية.

وينفى مادورو والحكومة الفنزويلية جميع هذه الاتهامات، ويقولان إن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير النظام للسيطرة على الموارد الطبيعية الهائلة لفنزويلا، ومنها النفط.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مادورو ومبعوثي ترمب ناقشوا في وقت سابق من هذا العام الظروف التي قد تدفع الزعيم الفنزويلي الذي خسر الانتخابات الرئاسية العام الماضي، لكنه تجاهل النتائج؛ إلى ترك منصبه. ولم تسفر تلك المحادثات عن اتفاق، مما دفع إدارة ترمب إلى تكثيف ضغطها العسكري على فنزويلا.

ومع تفاقم الأزمة، يتحدث مادورو إلى الشعب الفنزويلي تقريباً يومياً، محافظاً على حملة علاقات عامة اتسم بها حكمه في السنوات الأخيرة. ومع ذلك، فقد قلل من مشاركته في الفعاليات المجدولة والبث المباشر، مستبدلاً الظهور المفاجئ في المناسبات العامة والرسائل المسجلة مسبقاً بها.

وأمس الثلاثاء، قالت أربعة مصادر مطلعة لوكالة «رويترز» للأنباء، إن ترمب أجرى مكالمة هاتفية قصيرة مع نظيره الفنزويلي الشهر الماضي، قال خلالها مادورو إنه على استعداد لمغادرة فنزويلا شريطة أن يحصل هو وأفراد أسرته على عفو كامل، بما في ذلك رفع جميع العقوبات الأميركية وإنهاء قضية رئيسية يواجهها أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وأضافت المصادر أن مادورو طلب أيضاً رفع العقوبات عن أكثر من 100 مسؤول في الحكومة الفنزويلية، كثيرون منهم تتهمهم الولايات المتحدة بانتهاك حقوق الإنسان أو الاتجار بالمخدرات أو الفساد.

وقال مصدران إن مادورو طلب كذلك أن تدير نائبته ديلسي رودريغيز حكومة مؤقتة قبل إجراء انتخابات جديدة.

ورفض ترمب معظم طلباته في المكالمة التي استمرت أقل من 15 دقيقة، لكنه أخبر مادورو بأن لديه أسبوعاً لمغادرة فنزويلا إلى الوجهة التي يختارها مع أفراد أسرته.

وقال اثنان من المصادر إن هذا الممر الآمن انتهى يوم الجمعة، مما دفع ترمب يوم السبت إلى إعلان إغلاق المجال الجوي الفنزويلي.


رئيس كولومبيا محذرا ترمب: لا توقظ النمر... مهاجمتنا إعلان للحرب

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (أ.ب)
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (أ.ب)
TT

رئيس كولومبيا محذرا ترمب: لا توقظ النمر... مهاجمتنا إعلان للحرب

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (أ.ب)
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو (أ.ب)

حذر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو نظيره الأميركي دونالد ترمب يوم الثلاثاء من تهديد سيادة بلاده، في ظل تصعيد حرب التصريحات بين بوغوتا وواشنطن.

وفي اجتماع للحكومة الأميركية يوم الثلاثاء في واشنطن، ألمح ترمب إلى إمكانية توجيه ضربات إلى كولومبيا في إطار محاربة الجريمة المرتبطة بالمخدرات. وقال ترمب: «أسمع أن كولومبيا تصنع الكوكايين. لديهم مصانع للكوكايين، حسنا؟ ثم يبيعون لنا كوكايينهم... أي شخص يفعل ذلك ويبيعه في بلادنا سيكون هدفا للهجوم... وليس فنزويلا فقط».

ورد بيترو على تصريحات ترمب بدعوته لزيارة كولومبيا ليشهد «تدمير تسعة مختبرات مخدرات يوميا لمنع وصول الكوكايين إلى الولايات المتحدة». وأشار بيترو في منشور على منصة التواصل الاجتماعي إكس إلى أنه منذ توليه الرئاسة عام 2022 دمر 18 ألفا و400 مختبر «دون صواريخ».

وأضاف: «تعال معي، وسأعلمك كيف ندمرها، مختبر كل 40 دقيقة، لكن لا تهدد سيادتنا، لأنك ستوقظ النمر. مهاجمة سيادتنا يعني إعلان الحرب. لا تضر بعلاقات دبلوماسية استمرت قرنين». وتابع بيترو: «لقد شوهت سمعتي بالفعل. لا تواصل السير في هذا الطريق. وإذا كانت هناك أي دولة ساهمت في منع آلاف الأطنان من الكوكايين من الوصول إلى المستهلكين في أمريكا الشمالية، فهي كولومبيا».

وتدهورت العلاقات بين بوغوتا وواشنطن بشكل كبير في الآونة الأخيرة، حيث تتهم الحكومة الأميركية بيترو بعدم الحزم في مواجهة عصابات المخدرات وفرضت عليه عقوبات.