فنزويلا تعتقل مواطنِين من إسبانيا وأميركا بتهمة «زعزعة الاستقرار»

واشنطن ومدريد تنفيان اتهامات كاراكاس «الكاذبة»

وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيو يعرض الأسلحة التي صادرتها السلطات بعد اعتقال مواطنين أميركيين وإسبان (أ.ف.ب)
وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيو يعرض الأسلحة التي صادرتها السلطات بعد اعتقال مواطنين أميركيين وإسبان (أ.ف.ب)
TT

فنزويلا تعتقل مواطنِين من إسبانيا وأميركا بتهمة «زعزعة الاستقرار»

وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيو يعرض الأسلحة التي صادرتها السلطات بعد اعتقال مواطنين أميركيين وإسبان (أ.ف.ب)
وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيو يعرض الأسلحة التي صادرتها السلطات بعد اعتقال مواطنين أميركيين وإسبان (أ.ف.ب)

قال مسؤول فنزويلي كبير، السبت، إن شخصين من إسبانيا و3 مواطنين أميركيين ومواطناً من التشيك أُلقي القبض عليهم في فنزويلا؛ للاشتباه في صلتهم بخطط مزعومة لزعزعة استقرار البلاد.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن «أحد أفراد الجيش الأميركي» اعتُقل في فنزويلا، مضيفاً أن الوزارة على علم بتقارير غير مؤكدة عن اعتقال مواطنَين اثنَين آخرَين هناك. لكنه رفض مزاعم فنزويلا بشأن ضلوع واشنطن في أي مخطط للإطاحة بالحكومة، قائلاً إن الادعاءات «كاذبة بالمطلق».

من جانبه، قال مصدر في وزارة الخارجية الإسبانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن مدريد «تنفي وترفض بشكل قاطع» اتهام السلطات الفنزويلية لإسبانيا بـ«الضلوع في عملية لزعزعة الاستقرار السياسي». كما أكّد أن الإسبانيَّين الموقوفَين لا ينتميان إلى أجهزة استخباراتها أو «لأي هيئة عامة أخرى»، وأن مدريد «تؤيد حلاً دبلوماسياً وسلمياً في فنزويلا». ومن المُرجّح أن تؤدي الخطوة الفنزويلية إلى تعميق التوترات الكبيرة بالفعل بين كاراكاس، ومدريد وواشنطن، بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل في يوليو (تموز).

خطة «اغتيال مادورو»

قال وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيو، في مؤتمر صحافي، إن اثنين من الإسبان مرتبطان بجهاز المخابرات الإسباني، ويخططان لاغتيال رئيس بلدية. كما اتّهم كابيو 3 مواطنين أميركيين، ومواطناً تشيكياً بالتورط في أعمال إرهابية، بما في ذلك خطط مزعومة لاغتيال الرئيس نيكولاس مادورو، ومسؤولين آخرين، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» للأنباء. وقال كابيو: «هذه الجماعات تسعى إلى الاستيلاء على ثروات البلاد، ونحن بصفتنا حكومةً سنرد بحزم على أي محاولة لزعزعة الاستقرار». وأضاف أنه تم ضبط نحو 400 بندقية مصدرها الولايات المتحدة.

تفاقم التوتر

رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو خلال مؤتمر صحافي في 9 أغسطس (أ.ف.ب)

استدعت فنزويلا سفيرها لدى إسبانيا، في الأسبوع الماضي؛ للتشاور، كما استدعت السفير الإسباني للمثول أمام وزارة الخارجية بعد أن اتهم وزير إسباني مادورو بإدارة «ديكتاتورية»، مما أدى إلى تصعيد التوترات الدبلوماسية في أعقاب الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل. كما أثار قرار رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، لقاء مرشح المعارضة الفنزويلية إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي غادر البلاد إلى إسبانيا قبل أيام بعد أن هدده نظام مادورو بالاعتقال، غضب فنزويلا.

وشهدت العلاقات بين كاراكاس وواشنطن تدهوراً مشابهاً، خصوصاً بعد اعتراف الولايات المتّحدة بمرشح المعارضة غونزاليس أوروتيا فائزاً بالانتخابات التي جرت في 28 يوليو.

عقوبات أميركية

ومباشرة بعد إعلان فنزويلا اعتقال مواطنين أميركيين، قال المتحدث باسم الخارجية، ماثيو ميلر، إن أي ادّعاءات بتورط الولايات المتحدة في مؤامرة للإطاحة بمادورو «كاذبة تماماً»، وشدّد على أن بلاده تواصل دعم الحل الديمقراطي للأزمة السياسية في فنزويلا.

وفرضت إدارة الرئيس الأميركي جو بادين عقوبات قاسية على فنزويلا، على خلفية «تزوير نتائج الانتخابات الرئاسية» التي جرت في يوليو الماضي، التي أظهرت فوز الرئيس نيكولاس مادورو بنسبة 51 في المائة من الأصوات رغم تحفّظ السلطات على نشر النتائج المفصّلة للاقتراع. وعدّت الولايات المتحدة أن إعلان كاراكاس فوز مادورو بولاية ثالثة يفتقر للمصداقية، وسط استطلاعات أكّدت تقدّم مرشّح المعارضة. وكشف وزير الخارجية أنتوني بلينكن، الشهر الماضي، أن الولايات المتحدة لديها «أدلّة دامغة» على حصول مرشح المعارضة على أكبر عدد من الأصوات.

وأدّت الأزمة السياسية المتجدّدة في فنزويلا إلى حملة صارمة قادها مادورو ضد المعارضة، واعتقل خلالها آلاف المتظاهرين والمحتجين على نتائج الانتخابات. وفي بداية سبتمبر (أيلول)، استولت الولايات المتحدة على طائرة تابعة لمادورو وأحضرتها إلى فلوريدا. وقالت وزارة العدل إن الطائرة تم تصديرها من فلوريدا، في انتهاك للعقوبات الأميركية.

وقبل يومين، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 16 مسؤولاً من حلفاء مادورو، الذين اتهمتهم الحكومة بتزوير الانتخابات وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.


مقالات ذات صلة

ميلانيا ترمب: «إف بي آي» انتهك خصوصيتي حينما داهم منزلنا بمارالاغو

الولايات المتحدة​ ميلانيا ترمب في لقطة من الفيديو

ميلانيا ترمب: «إف بي آي» انتهك خصوصيتي حينما داهم منزلنا بمارالاغو

اتهمت ميلانيا ترمب مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) بانتهاك خصوصيتها خلال مداهمة منزل زوجها، الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في مارالاغو بولاية فلوريدا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان (رويترز)

بايدن سيلتقي زيلينسكي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر

أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان أن الرئيس جو بايدن سيلتقي نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية سبتمبر

«الشرق الأوسط» (كييف )
الولايات المتحدة​ يتلقى مهاجرون هايتيون دروساً باللغة الإنجليزية في سبرينغفيلد (أ.ف.ب)

مهاجرون من هايتي يقلقهم ارتفاع منسوب العنصرية في سبرينغفيلد الأميركية

يخشى مهاجرون هربوا من العصابات في هايتي واستقروا في سبرينغفيلد بولاية أوهايو الأميركية التعرض للعنف العنصري.

«الشرق الأوسط» (سبرينغفيلد)
أوروبا صاروخ «ستورم شادو» يظهر في باريس (أ.ب)

صواريخ «ستورم شادو»... ماذا نعرف عنها؟ وما أهميتها لأوكرانيا؟

يتساءل كثيرون حول أسباب هذا التردد من جانب الغرب، وما الفارق الذي يمكن أن تحدثه هذه الصواريخ في الحرب.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ رجل يحمل لافتة صممها الذكاء الاصطناعي لترمب محاولاً إنقاذ قطط من مهاجرين هايتيين خارج تجمع انتخابي في أريزونا (أ.ف.ب)

تهديدات بالقنابل تربك مدينة أميركية زعم ترمب أن المهاجرين فيها يأكلون القطط والكلاب

تسببت معلومات غير دقيقة من المرشح الرئاسي دونالد ترمب في إحداث فوضى في مدينة سبرينغفيلد الصغيرة بولاية أوهايو.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

واشنطن تفرض عقوبات على 16 مسؤولاً مقرّباً من الرئيس الفنزويلي

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تفرض عقوبات على 16 مسؤولاً مقرّباً من الرئيس الفنزويلي

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أ.ف.ب)

أعلنت الولايات المتحدة، اليوم (الخميس)، فرض عقوبات على 16 مسؤولاً مقرباً من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، قائلة إنهم «أعاقوا» عملية الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 28 يوليو (تموز).

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان، إن من بين الأفراد الذين طالتهم العقوبات قادة في المجلس الوطني الانتخابي والمحكمة العليا، مضيفة أنهم «أعاقوا شفافية العملية الانتخابية ونشر النتائج الصحيحة للانتخابات».

وتستهدف العقوبات خصوصاً القاضي والمدعي العام اللذين أصدرا مذكرة توقيف بحق مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا الذي لجأ إلى إسبانيا، الأحد.

وتشمل العقوبات تجميد أصول الأشخاص المعنيين في الولايات المتحدة في حال وجودها، وفرض قيود على منحهم تأشيرات دخول.

ولم تعترف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول عدة في أميركا اللاتينية بإعادة انتخاب مادورو.

ونال نيكولاس مادورو الذي صادقت المحكمة العليا على فوزه في 22 أغسطس (آب)، 52 في المائة من الأصوات بحسب المجلس الوطني الانتخابي الذي لم ينشر محاضر مراكز الاقتراع بدعوى تعرضه لقرصنة إلكترونية.

وتفرض واشنطن أيضاً عقوبات على مسؤولين عسكريين وأعضاء في أجهزة الاستخبارات وغيرهم من المسؤولين الحكوميين.

وتؤكد وزارة الخزانة الأميركية أنهم «مسؤولون عن تكثيف القمع عبر الترهيب والاعتقالات العشوائية والرقابة».

وقال مساعد وزير الخزانة الأميركية، والي أدييمو، في بيان: «تستهدف وزارة الخزانة المسؤولين الرئيسيين المتورطين في مزاعم فوز مادورو الاحتيالية وغير القانونية، وحملته القمعية الوحشية على حرية التعبير بعد الانتخابات، في حين تدعو الغالبية العظمى من الفنزويليين إلى التغيير».